إيمـ حرف منسي ــــان
عضو جديد
الصـلاة الكـاملة
إن المترقي في أشرف منازل الآخرة ، لا يرضى لنفسه أن يصلي أي صلاة ، بل تجده يجاهد نفسه أن تكون صلاته على أتم وجه وأحسن صورة قد أتم " وضوءها وخشوعها وركوعها وسجودها"
بل إنه لا يرضى لنفسه أن يهمل سنة من سنن الصلاة ، وأن يفرط فيها ، فضلاً عن الواجبات والأركان..
وتجده يحرص كل الحرص أن تكون على صفة صلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام في كل شيء ، ولا يستثقل شيئاً من ذلك .
أهميـة الخشـوع في الصلاة :
قال الشيخ السعدي رحمه الله : والخشوع في الصلاة :
هو حضور القلب بين يدي الله تعالى، مستحضرا لقربه ، فيسكن لذلك قلبه ، وتطمئن نفسه.
وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدبا بين يدي ربه .
مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته، من أول صلاته إلى آخرها .
فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الرديئة .
وهذا روح الصلاة ، والمقصود منها، وهو الذي يكتب للعبد، فالصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب،
وإن كانت مُجْزِئَة مثابا عليها، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها
إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤتَكبيرة ، وذلك الدهر كله ] رواه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أيها الناس : إن أحدكم إذا كان في صلاة فإنه مناجٍ ربَّهُ ، وربهُ فيما بينه وبين القبلة ] رواه البخاري ومسلم .
قال الحسن البصري رحمه الله : إذا قمت إلى الصلاة فقم قانتاً كما أمرك الله ، وإياك والسهو والالتفات أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره ،
تسأل الله الجنّة .. وتعوذ به من النار .. وقلبك ساهٍ ولا تدري ما تقول بلسانك .
على ماذا تشتمل الصـلاة : قال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله : إعلم أن الصلاة أركان وواجبات ، وسنن ،
وروحها النية والإخلاص والخشوع وحضور القلب ، فإن الصلاة تشتمل على أذكار ومناجاة وأفعال ومع عدم حضور القلب ،
لا يحصل المقصود بالأذكار والمناجاة ، لأن النطق إذا لم يعبر عمّا في القلب كان بمنزلة الهذيان . اهـ
أسباب الخشــوع في الصلاة :
1- قوة المقتضي : وهو خوف الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله ، واستحضار قربه ، فإن القلب إذا عمر بذلك فالخشوع على أثره وهذا السبب وحده يكفي .
2- ضعف المانع وهو الشيء الذي يخل بالخشوع ، كالجوع والبول والغائط ونحو ذلك فينبغي للإنسان أن يدخل الصلاة وهو فارغ البال .
3-أن يقرأ القرآن بصوت يسمع نفسه ، فإن ذلك يؤثر على القلب كثيراً ، ولا تصح صلاة من لا يحرك شفتيه بالقرآن والأذكار.
تنبيه: ( إسماعُ النفْسِ إن كان في صلاة الليل؛ أو كان وحده؛ فنعم؛ أما إن كان يصلِّي في جماعة صلاة سرية كالظهر والعصر
فلا يقرأ بحيث يسمع نفسه لأنه ربما شوش على من بجواره؛ لكن يحرك لسانه بالقراءة بحيث يقْرع اللسانُ الحروف، والله أعلم)
4- أن يتدبر ما يجري على لسانه ، ويعرف معاني القراءة والأذكار والتسبيح .. حتى لا تكون الصلاة كالجسد الميت الذي لا روح فيه .
5-أن تشعر بأن الصلاة التي جاهدتها وتحملت إقامتها لا يحصل ثوابها إلا بالخشوع .
6- وهو أقواها : المجاهدة ، فإن الخشوع لا يحصل إلا بالمجاهدة والتكلف في أول الأمر ثم يصير عادة للمصلي بإذن الله .
7- أن يتأدب بآداب العبودية ، وبالآداب التي سنها الرسول عليه الصلاة والسلام في سنته ، من القيام بالأركان ،
وتطويل الصلاة ، والطمأنينة في السجود ( فإن الصلاة الخفيفة قلما يأتي الخشوع فيها).
حقـيقة المناجاة : أعلم أن المناجي لا يكون مناجياً حتى :
يعلم من يناجي .
وبما يناجي .
ويحضر قلبه عند المناجاة .
مثالهُ : كيف يكون العبد منّا عند مناجاة سيد من أهل الدنيا ، أو أميرٍلبلدة ، كيف يكون إصغاؤُهُ إليه ، وتذللـه بين يديه ،
وخشوع بدنه ، وسكون جوارحه ، وحضور قلبه لسماع كلامه ، وتلقي حديثه.
فكذلك مع ربك تبارك وتعالى ينبغي أن تكون له أشد تقديراً ، وأعظم تبجيلاً ، وأكبر اهتماما عند مناجاته ،
وكما يجب ألا تصرف وجهك عن قبلتك في صلاتك ،فكذلك لا تصرف قلبك عن ربك.
أقـوال و آثار السلف في الخـشوع : قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : إنّ الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل للّه تعالى صلاة،
قيل: وكيف ذاك: لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على اللّه تعالى فيها؟ قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينهُ ،
ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع . وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله : لا يتحرك في صلاته ولا يحك شيئاً من جسده حتى يفرغ .
كان الربيع بن خثيم رحمه الله : إذا سجد كأنه ثوب مطروح ، فتجيء العصافير فتقع عليه وقال الحسن البصري رحمه الله: كل صلاة لا يحضرها قلبك فهي إلى العقوبة أسرع منها إلى الثواب.
للعبد بين يدي الله موقفان : قال ابن القيم رحمه الله : للعبد بين يدي الله موقفان ، موقف بين يديه في الصلاة ،
وموقف بين يديه يوم لقائه ، فمن قام بحق الموقف الأول ، هون عليه الموقف الآخر ، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف .
قال تعالى : { ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا } .
لا تَسْتَهِنْ بربك : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : قال : من صلى صلاة والناس يرونه فليصل إذا خلا مثلها وإلا فإنما هي استهانة يستهين بها ربه .
أخي الحبيب : هل عندما تصلي وحدك بعيداً عن الناس ... هل هي نفسها عندما تصلي بين الناس ..!! انتبه ..
إلى نفسك واحذر كل الحذر أن تختلف صلاتك في السر عن صلاتك في العلانية ، فإذا اختلفت فاعلم أنك تستهين بربك جلّ وعلا .... وأنت لا تشعر .. !!
كتـاب ننصح بقراءته ( تعظيم قدر الصلاة للشيخ : أحمد فريد )
إن المترقي في أشرف منازل الآخرة ، لا يرضى لنفسه أن يصلي أي صلاة ، بل تجده يجاهد نفسه أن تكون صلاته على أتم وجه وأحسن صورة قد أتم " وضوءها وخشوعها وركوعها وسجودها"
بل إنه لا يرضى لنفسه أن يهمل سنة من سنن الصلاة ، وأن يفرط فيها ، فضلاً عن الواجبات والأركان..
وتجده يحرص كل الحرص أن تكون على صفة صلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام في كل شيء ، ولا يستثقل شيئاً من ذلك .
أهميـة الخشـوع في الصلاة :
قال الشيخ السعدي رحمه الله : والخشوع في الصلاة :
هو حضور القلب بين يدي الله تعالى، مستحضرا لقربه ، فيسكن لذلك قلبه ، وتطمئن نفسه.
وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدبا بين يدي ربه .
مستحضرا جميع ما يقوله ويفعله في صلاته، من أول صلاته إلى آخرها .
فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الرديئة .
وهذا روح الصلاة ، والمقصود منها، وهو الذي يكتب للعبد، فالصلاة التي لا خشوع فيها ولا حضور قلب،
وإن كانت مُجْزِئَة مثابا عليها، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها
إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤتَكبيرة ، وذلك الدهر كله ] رواه مسلم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أيها الناس : إن أحدكم إذا كان في صلاة فإنه مناجٍ ربَّهُ ، وربهُ فيما بينه وبين القبلة ] رواه البخاري ومسلم .
قال الحسن البصري رحمه الله : إذا قمت إلى الصلاة فقم قانتاً كما أمرك الله ، وإياك والسهو والالتفات أن ينظر الله إليك وتنظر إلى غيره ،
تسأل الله الجنّة .. وتعوذ به من النار .. وقلبك ساهٍ ولا تدري ما تقول بلسانك .
على ماذا تشتمل الصـلاة : قال الإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله : إعلم أن الصلاة أركان وواجبات ، وسنن ،
وروحها النية والإخلاص والخشوع وحضور القلب ، فإن الصلاة تشتمل على أذكار ومناجاة وأفعال ومع عدم حضور القلب ،
لا يحصل المقصود بالأذكار والمناجاة ، لأن النطق إذا لم يعبر عمّا في القلب كان بمنزلة الهذيان . اهـ
أسباب الخشــوع في الصلاة :
1- قوة المقتضي : وهو خوف الله عز وجل وتعظيمه وإجلاله ، واستحضار قربه ، فإن القلب إذا عمر بذلك فالخشوع على أثره وهذا السبب وحده يكفي .
2- ضعف المانع وهو الشيء الذي يخل بالخشوع ، كالجوع والبول والغائط ونحو ذلك فينبغي للإنسان أن يدخل الصلاة وهو فارغ البال .
3-أن يقرأ القرآن بصوت يسمع نفسه ، فإن ذلك يؤثر على القلب كثيراً ، ولا تصح صلاة من لا يحرك شفتيه بالقرآن والأذكار.
تنبيه: ( إسماعُ النفْسِ إن كان في صلاة الليل؛ أو كان وحده؛ فنعم؛ أما إن كان يصلِّي في جماعة صلاة سرية كالظهر والعصر
فلا يقرأ بحيث يسمع نفسه لأنه ربما شوش على من بجواره؛ لكن يحرك لسانه بالقراءة بحيث يقْرع اللسانُ الحروف، والله أعلم)
4- أن يتدبر ما يجري على لسانه ، ويعرف معاني القراءة والأذكار والتسبيح .. حتى لا تكون الصلاة كالجسد الميت الذي لا روح فيه .
5-أن تشعر بأن الصلاة التي جاهدتها وتحملت إقامتها لا يحصل ثوابها إلا بالخشوع .
6- وهو أقواها : المجاهدة ، فإن الخشوع لا يحصل إلا بالمجاهدة والتكلف في أول الأمر ثم يصير عادة للمصلي بإذن الله .
7- أن يتأدب بآداب العبودية ، وبالآداب التي سنها الرسول عليه الصلاة والسلام في سنته ، من القيام بالأركان ،
وتطويل الصلاة ، والطمأنينة في السجود ( فإن الصلاة الخفيفة قلما يأتي الخشوع فيها).
حقـيقة المناجاة : أعلم أن المناجي لا يكون مناجياً حتى :
يعلم من يناجي .
وبما يناجي .
ويحضر قلبه عند المناجاة .
مثالهُ : كيف يكون العبد منّا عند مناجاة سيد من أهل الدنيا ، أو أميرٍلبلدة ، كيف يكون إصغاؤُهُ إليه ، وتذللـه بين يديه ،
وخشوع بدنه ، وسكون جوارحه ، وحضور قلبه لسماع كلامه ، وتلقي حديثه.
فكذلك مع ربك تبارك وتعالى ينبغي أن تكون له أشد تقديراً ، وأعظم تبجيلاً ، وأكبر اهتماما عند مناجاته ،
وكما يجب ألا تصرف وجهك عن قبلتك في صلاتك ،فكذلك لا تصرف قلبك عن ربك.
أقـوال و آثار السلف في الخـشوع : قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : إنّ الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل للّه تعالى صلاة،
قيل: وكيف ذاك: لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على اللّه تعالى فيها؟ قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينهُ ،
ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع . وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله : لا يتحرك في صلاته ولا يحك شيئاً من جسده حتى يفرغ .
كان الربيع بن خثيم رحمه الله : إذا سجد كأنه ثوب مطروح ، فتجيء العصافير فتقع عليه وقال الحسن البصري رحمه الله: كل صلاة لا يحضرها قلبك فهي إلى العقوبة أسرع منها إلى الثواب.
للعبد بين يدي الله موقفان : قال ابن القيم رحمه الله : للعبد بين يدي الله موقفان ، موقف بين يديه في الصلاة ،
وموقف بين يديه يوم لقائه ، فمن قام بحق الموقف الأول ، هون عليه الموقف الآخر ، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف .
قال تعالى : { ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا } .
لا تَسْتَهِنْ بربك : عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : قال : من صلى صلاة والناس يرونه فليصل إذا خلا مثلها وإلا فإنما هي استهانة يستهين بها ربه .
أخي الحبيب : هل عندما تصلي وحدك بعيداً عن الناس ... هل هي نفسها عندما تصلي بين الناس ..!! انتبه ..
إلى نفسك واحذر كل الحذر أن تختلف صلاتك في السر عن صلاتك في العلانية ، فإذا اختلفت فاعلم أنك تستهين بربك جلّ وعلا .... وأنت لا تشعر .. !!
كتـاب ننصح بقراءته ( تعظيم قدر الصلاة للشيخ : أحمد فريد )