إيمـ حرف منسي ــــان
عضو جديد
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة أشعر بـإحباط وتروادني الرغبة في ترك عملي -مع أنه من أعمال الخير-مرات ,, ومرات أشعر بنشاط منقطع النظير فأعمل جاهدا على الاستمرار لكن ذلك لا يدوم طويلاً ليعود اليأس يتملكني من جديد!فهل لديك حلاً؟
كان هذا السؤال كثيراً ما يتكرر علي وخاصة في أوساط الشباب من الجنسين وخاصة من العاملين في الأعمال الدعوية والمشاريع الخيرية.
وهذه المشاعر التي تعترض هؤلاء الشباب شعور طبيعي –بلا شك-يشعر به كل الناس وبخاصة من يعمل عملا صالحاً وإن كان لخاصة نفسه ،فكيف بمن يعمل في الإصلاح ونشر الخير بين الناس وقد شكى بعض التابعين إلى ابن عباس رضي الله عنهما أن الشيطان يوسوس لنا في صلاتنا حتى يتعبنا وهو لا يوسوس لليهود في صلاتهم فتراهم خاشعين فيها.فقال ابن عباس :وما يفعل السارق في البيت الخرب؟
لذلك ينبغي في مثل هذه الأحوال أن نتذكر مهمتنا الحقيقية في الحياة ودورنا فيها وكلما ازداد فهمنا لدورنا وأهمية ما نقوم به زاد حرصنا على المحافظة على مكتسباتنا وإن قلت .
وقد تعودت أن أسأل أي شخص يعاني من مشكلة ما سؤالاً مهما ومصيريا وهو:لماذا تحيا ؟
ومن خلال الإجابة على مثل هذا السؤال يستطيع أن يحدد الإنسان موقفه ويراجع نفسه ليكمل مسيرته أو يصححها أو يغير اتجاهه.
وثق تماماً أن أعرف الناس بك هو أنت نفسك (بل الإنسان على نفسه بصيرة) فكل إنسان أعرف بطاقاته وحدوده.
فإذا عرفت نفسك وإمكاناتك وقدرتك على تقديم النفع ولتكن عنايتك بنفع نفسك أولاً حينما تسعى بها في الخيرات ، ثم تتوجه إلى نفع من حولك أدناك فأدناك ، في دائرة تتسع بحسب إمكاناتك المعرفية والنفسية والزمنية لتزيد شيئاً فشيئاً ،إذ كلما أتقنت أمراً زدت عليه آخر وكلما استطعت نفع آخرين أضفت إليهم غيرهم وهكذا دواليك والخير أفضله ما كان قليلاً ثم زاد،لأن ذلك أثبت لأصله وأنمى لفروعه وأطيب لثماره.
وطبيعي أن أي إنسان يهتم بشأن الآخرين ويسعى لمصلحتهم ولا يجد منهم دعماً يذكر فإنه ستعتوره مشاعر الإحباط واليأس ويسأل نفسه مرة بعد أخرى لماذا أخدم مثل هؤلاء؟
قرأت قصة ذات مرة أن رجالاً كانوا ينتظرون الغداء ونادوا المرأة التي تعودوا أن تطبخ لهم فلما أحضرت الغداء تفاجئوا بأنها قدمت لهم تبناً على غدائهم فصاحوا فيها جميعاً واستغربوا صنيعها فقالت لهم:كل يوم أقدم لكم طعاماً شهياً ولا أحد يعلق عليه بكلمة إطراء واحدة فلماذا الآن كلكم تستنكرون ما فعلت ؟
لاشك أنها أعطتهم درساً بليغاً في حاجة كل من يقدم لنا خدمات مهما كانت صغيرة أن يسمع كلمة شكر وإطراء أو على الأقل شيئاً يوحي بالاهتمام والانتباه له،وهذه حاجة فطرية لدى الناس جميعاً.
ومع ذلك فإن المؤمن الواثق بربه يتنازل عن هذه الحاجة وغيرها كثير رجاء ما عند الله عز و جل (والله خير وأبقى).
وعوارض اليأس والإحباط التي تعتاد المسلم العامل في خدمة الآخرين لاشك أنها من الشيطان لأن أعظم مهام الشيطان أن يصرف الإنسان عن عمل الخير.
يقول الله عزوجل (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )البقرة : 268
فما ظنك بوعد الله عزوجل؟
و كل ما يعانيه المرء هو اختبار وتمحيص(أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ )العنكبوت : 2
ومنه ما يكون تكفيراً وتطهيراً له كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم(ما يصيب المؤمن من هم ولا غم..)
-دور الشيطان في حياتنا:
وللشيطان جولات وصولات على قلب ابن آدم يسعى فيها لتعطيله عن الخير ويشل سعيه عن السعي في زيادة الدرجات ،وما أكثر ما يأتيه من جانب التشكيك في اليقين مرة ومن جانب التحزين(الاكتئاب والقنوط) مرة ومن جانب التخويف من الفقر مرة ومن جانب تهويل الأمر وتصعيب السهل مرات . عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر و تكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان)صحيح الجامع.
فإذا تذكرنا ما سبق فهذه بعض الخطوات العملية التي تعيننا بإذن الله على تجاوز مثل هذه المشاعر السلبية التي تسبب لنا الفتور في أنشطتنا التي نمارسها:
1-التوازن في الحياة(الغذاء-والاختلاط بالآخرين-وتنظيم الوقت -وممارسة الرياضة الخفيفة والمناسبة)عملا بقاعدة أعط كل ذي حق حقه.
2-إذا كان لك والدين فحاول أن تقضي وقتاً أكثر معهما لتسعدهما فإن لذلك أثراً عظيماً في حياة الإنسان.
3-حاول التصدق بأي شيء ولو كان بسيطا وخاصة حينما تنتابك مشاعر اليأس والإحباط.
4-ليكن لك هواية مفيدة تمارسها من وقت لآخر وتكون بعيدة عن مجال عملك.
5-أحياناً يكون الأثاث من حولنا جالباً للكآبة وبخاصة كثرة الألوان الداكنة .
6-اقرأ عن تجارب أصحاب المشاريع الكبيرة وكيف بدؤا وكيف تطورت أعمالهم لتعرف مقدار الجهد الذي بذلوه والدموع التي سفكوها قبل أن يصبحوا عظماء،ومن الكتب الجميلة في هذا كتاب كيف أصبحوا عظماء؟ وأعظم ما يمكن أن تقرأه في ذلك سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وليكن ذلك في كتاب الرحيق المختوم وكتاب هذا الحبيب يامحب وكتاب صور من حياة الصحابة وذلك للشباب ولغير المختصين أما المتقدمين فإنهم يعرفون ما يحتاجون إلى قراءته.
8-العناية بتصحيح النية مرة بعد أخرى ولا بأس أن يتكسب الإنسان من أعمال الخير لكن هنالك فرق كبير بين من يكون همه الأول هو الآخرة وبين من همه الدنيا.
9-حاول الابتعاد عن متابعة الأخبار اليومية بشكل مستمر وبخاصة إذا كان عملك لا يستدعي ذلك فإنها تبعث في قلب من يتابعها الكثير من المشاعر السلبية.
10-تذكر دائماً أنك تقوم بعمل خير وتسد ثغرة وتشكل لبنة مهمة في جدار المجتمع وأن أول وأهم من يستفيد من عملك هو أنت ذاتك،فلا تحرم نفسك أجر الخير الذي تعمل من أجله وتدل الناس عليه.
وأخيراً أعلم أخي وأختي بأن الحياة جسر إلى الآخرة وكل إنسان يصنع جسره الذي يعبر عليه فكيف تريد أن يكون جسرك إلى الآخرة ؟.
تمنياتي لكم بالتوفيق والسداد والشعور بالخيرية والإيجابية.والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
م / ن
حقيقة أشعر بـإحباط وتروادني الرغبة في ترك عملي -مع أنه من أعمال الخير-مرات ,, ومرات أشعر بنشاط منقطع النظير فأعمل جاهدا على الاستمرار لكن ذلك لا يدوم طويلاً ليعود اليأس يتملكني من جديد!فهل لديك حلاً؟
كان هذا السؤال كثيراً ما يتكرر علي وخاصة في أوساط الشباب من الجنسين وخاصة من العاملين في الأعمال الدعوية والمشاريع الخيرية.
وهذه المشاعر التي تعترض هؤلاء الشباب شعور طبيعي –بلا شك-يشعر به كل الناس وبخاصة من يعمل عملا صالحاً وإن كان لخاصة نفسه ،فكيف بمن يعمل في الإصلاح ونشر الخير بين الناس وقد شكى بعض التابعين إلى ابن عباس رضي الله عنهما أن الشيطان يوسوس لنا في صلاتنا حتى يتعبنا وهو لا يوسوس لليهود في صلاتهم فتراهم خاشعين فيها.فقال ابن عباس :وما يفعل السارق في البيت الخرب؟
لذلك ينبغي في مثل هذه الأحوال أن نتذكر مهمتنا الحقيقية في الحياة ودورنا فيها وكلما ازداد فهمنا لدورنا وأهمية ما نقوم به زاد حرصنا على المحافظة على مكتسباتنا وإن قلت .
وقد تعودت أن أسأل أي شخص يعاني من مشكلة ما سؤالاً مهما ومصيريا وهو:لماذا تحيا ؟
ومن خلال الإجابة على مثل هذا السؤال يستطيع أن يحدد الإنسان موقفه ويراجع نفسه ليكمل مسيرته أو يصححها أو يغير اتجاهه.
وثق تماماً أن أعرف الناس بك هو أنت نفسك (بل الإنسان على نفسه بصيرة) فكل إنسان أعرف بطاقاته وحدوده.
فإذا عرفت نفسك وإمكاناتك وقدرتك على تقديم النفع ولتكن عنايتك بنفع نفسك أولاً حينما تسعى بها في الخيرات ، ثم تتوجه إلى نفع من حولك أدناك فأدناك ، في دائرة تتسع بحسب إمكاناتك المعرفية والنفسية والزمنية لتزيد شيئاً فشيئاً ،إذ كلما أتقنت أمراً زدت عليه آخر وكلما استطعت نفع آخرين أضفت إليهم غيرهم وهكذا دواليك والخير أفضله ما كان قليلاً ثم زاد،لأن ذلك أثبت لأصله وأنمى لفروعه وأطيب لثماره.
وطبيعي أن أي إنسان يهتم بشأن الآخرين ويسعى لمصلحتهم ولا يجد منهم دعماً يذكر فإنه ستعتوره مشاعر الإحباط واليأس ويسأل نفسه مرة بعد أخرى لماذا أخدم مثل هؤلاء؟
قرأت قصة ذات مرة أن رجالاً كانوا ينتظرون الغداء ونادوا المرأة التي تعودوا أن تطبخ لهم فلما أحضرت الغداء تفاجئوا بأنها قدمت لهم تبناً على غدائهم فصاحوا فيها جميعاً واستغربوا صنيعها فقالت لهم:كل يوم أقدم لكم طعاماً شهياً ولا أحد يعلق عليه بكلمة إطراء واحدة فلماذا الآن كلكم تستنكرون ما فعلت ؟
لاشك أنها أعطتهم درساً بليغاً في حاجة كل من يقدم لنا خدمات مهما كانت صغيرة أن يسمع كلمة شكر وإطراء أو على الأقل شيئاً يوحي بالاهتمام والانتباه له،وهذه حاجة فطرية لدى الناس جميعاً.
ومع ذلك فإن المؤمن الواثق بربه يتنازل عن هذه الحاجة وغيرها كثير رجاء ما عند الله عز و جل (والله خير وأبقى).
وعوارض اليأس والإحباط التي تعتاد المسلم العامل في خدمة الآخرين لاشك أنها من الشيطان لأن أعظم مهام الشيطان أن يصرف الإنسان عن عمل الخير.
يقول الله عزوجل (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )البقرة : 268
فما ظنك بوعد الله عزوجل؟
و كل ما يعانيه المرء هو اختبار وتمحيص(أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ )العنكبوت : 2
ومنه ما يكون تكفيراً وتطهيراً له كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم(ما يصيب المؤمن من هم ولا غم..)
-دور الشيطان في حياتنا:
وللشيطان جولات وصولات على قلب ابن آدم يسعى فيها لتعطيله عن الخير ويشل سعيه عن السعي في زيادة الدرجات ،وما أكثر ما يأتيه من جانب التشكيك في اليقين مرة ومن جانب التحزين(الاكتئاب والقنوط) مرة ومن جانب التخويف من الفقر مرة ومن جانب تهويل الأمر وتصعيب السهل مرات . عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر و تكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله تعالى فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان)صحيح الجامع.
فإذا تذكرنا ما سبق فهذه بعض الخطوات العملية التي تعيننا بإذن الله على تجاوز مثل هذه المشاعر السلبية التي تسبب لنا الفتور في أنشطتنا التي نمارسها:
1-التوازن في الحياة(الغذاء-والاختلاط بالآخرين-وتنظيم الوقت -وممارسة الرياضة الخفيفة والمناسبة)عملا بقاعدة أعط كل ذي حق حقه.
2-إذا كان لك والدين فحاول أن تقضي وقتاً أكثر معهما لتسعدهما فإن لذلك أثراً عظيماً في حياة الإنسان.
3-حاول التصدق بأي شيء ولو كان بسيطا وخاصة حينما تنتابك مشاعر اليأس والإحباط.
4-ليكن لك هواية مفيدة تمارسها من وقت لآخر وتكون بعيدة عن مجال عملك.
5-أحياناً يكون الأثاث من حولنا جالباً للكآبة وبخاصة كثرة الألوان الداكنة .
6-اقرأ عن تجارب أصحاب المشاريع الكبيرة وكيف بدؤا وكيف تطورت أعمالهم لتعرف مقدار الجهد الذي بذلوه والدموع التي سفكوها قبل أن يصبحوا عظماء،ومن الكتب الجميلة في هذا كتاب كيف أصبحوا عظماء؟ وأعظم ما يمكن أن تقرأه في ذلك سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وليكن ذلك في كتاب الرحيق المختوم وكتاب هذا الحبيب يامحب وكتاب صور من حياة الصحابة وذلك للشباب ولغير المختصين أما المتقدمين فإنهم يعرفون ما يحتاجون إلى قراءته.
8-العناية بتصحيح النية مرة بعد أخرى ولا بأس أن يتكسب الإنسان من أعمال الخير لكن هنالك فرق كبير بين من يكون همه الأول هو الآخرة وبين من همه الدنيا.
9-حاول الابتعاد عن متابعة الأخبار اليومية بشكل مستمر وبخاصة إذا كان عملك لا يستدعي ذلك فإنها تبعث في قلب من يتابعها الكثير من المشاعر السلبية.
10-تذكر دائماً أنك تقوم بعمل خير وتسد ثغرة وتشكل لبنة مهمة في جدار المجتمع وأن أول وأهم من يستفيد من عملك هو أنت ذاتك،فلا تحرم نفسك أجر الخير الذي تعمل من أجله وتدل الناس عليه.
وأخيراً أعلم أخي وأختي بأن الحياة جسر إلى الآخرة وكل إنسان يصنع جسره الذي يعبر عليه فكيف تريد أن يكون جسرك إلى الآخرة ؟.
تمنياتي لكم بالتوفيق والسداد والشعور بالخيرية والإيجابية.والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
م / ن