هبـة الرحمن
عضو مميز
أرسل لي صديق بريطاني، عربي الأصل،
رسالة بالإنجليزية رأيت فيها وجهة نظر جميلة أحببت أن أشارككم بها، عنوانها
"اعمل ذلك الآن". تقول الرسالة: عندما سأموت، ستذرف علي الدموع، لكني لن أراها،
فافعل ذلك الآن. سترسل لنعشي أزهاراً ووروداً
لكني لن أراها، فأرسلها لي الآن. ستمدحني لكني
لن أسمع ذلك، فامدحني الآن. ستسامحني على أخطائي،
لكني لن أشعر بذلك، فسامحني الآن. ستشعر بأنك فقدتني
ولن أحس بذلك، فدعني أحسُّ به الآن. سوف تتمنى أنك قضيت
معي وقتاً أطول، فلماذا لا تقضيه معي الآن.
هذه العبارات البسيطة تقول لنا بأن علينا أن نخبر من نحبهم أننا نحبهم
ونهتم بهم ونجعلهم يشعرون بذلك قبل أن يأتي أجلهم المحتوم
ونتمنى أن لو فعلنا ذلك.
وقد ذكَّرتني هذه الرسالة بالحديث الشريف:
(مر رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم وعنده ناس،
فقال رجل ممن عنده: إني لأحب هذا لله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعلمته؟
قال لا. فقال: فقمْ إليه فأعلمْه. فقامَ إليه فأعلمَه.
فقال: أحبك الله الذي أحببتني له. قال ثم رجع إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قال.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت، ولك ما احتسبت).
وتذكرت قصة وصلتني أيضاً بالبريد الإلكتروني منذ زمن، ومفادها
أن ولداً طلب من أبيه أن يجلس معه ولو ساعة. فقال الأب:
تريدني أن أقضي معك ساعة وأنا أستطيع أن أكسب في
ساعتي مائة دولار؟ فكتم الولد ذلك في نفسه، وأخذ يدخر
من مصروفه إلى أن أصبح معه مائة دولار، فذهب إلى أبيه
ووضعها في يده وقال: هذه أجرة ساعتك! فاجلس معي ساعة!
الاهتمام بمن حولنا مطلب مهم لسعادتهم، والناس يطربون كثيراً
لسماع كلمات الحب والمديح لأن فيها إشباعاً لمشاعر داخلية لديهم،
فلماذا نبخل بها عليهم؟
وفي علم التربية نعلم أن لدى الإنسان دوافع تتطلب الإشباع،
فنشأت الحوافز التي تُقدَّم لإشباع الحاجات النابعة من الدوافع.
وقد أتحدث عن الدوافع والحوافز في مقال لاحق، فأكتفي هنا
بالقول بأن هناك دوافع ترتبط بالجسد، وأخرى ترتبط بالعقل والنفس.
وهذه الأخيرة يتم إشباعها بالحب والمدح والإشادة والثناء... الخ.
وفي الحديث (يا معاذ! والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدعنَّ
في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعنِّي على ذكرك، وشكرك،
وحسن عبادتك). فهل نتصور كيفية تعامل معاذ مع التوجيه
النبوي الكريم الذي جاء بعد عبارة (والله إني لأحبك)؟
والحب يبدأ مع بداية حياة الإنسان فيجعله يتفاعل مع بيئته
بالتواصل مع الآخرين. ثم يدعوه لتشكيل أسرة تتحقق فيها
السكينة والمودة والرحمة لينتج عنها أفراد صالحين. ولولا
الحب لما بذل الرجل في سبيل أسرته كل جهد، ولما بذلت
المرأة من راحتها ونومها من أجل تنشئة أولادها. ومن أراد أن
يربي أولاده على الحب فليعطِهم منه بقدر ما يستطيع لينشأوا
أسوياء يتحملون دورهم في الحياة. وإذا كان علينا أن نحزن فلنحزن
على لحظات العمر التي تضيع دون أن نكسب فيها حبَّ الناس
أو نعطيهم من حبنا. فالأوطان إنما تُبنى بهذه الطريقة.
مما قرآت وراق لي
رسالة بالإنجليزية رأيت فيها وجهة نظر جميلة أحببت أن أشارككم بها، عنوانها
"اعمل ذلك الآن". تقول الرسالة: عندما سأموت، ستذرف علي الدموع، لكني لن أراها،
فافعل ذلك الآن. سترسل لنعشي أزهاراً ووروداً
لكني لن أراها، فأرسلها لي الآن. ستمدحني لكني
لن أسمع ذلك، فامدحني الآن. ستسامحني على أخطائي،
لكني لن أشعر بذلك، فسامحني الآن. ستشعر بأنك فقدتني
ولن أحس بذلك، فدعني أحسُّ به الآن. سوف تتمنى أنك قضيت
معي وقتاً أطول، فلماذا لا تقضيه معي الآن.
هذه العبارات البسيطة تقول لنا بأن علينا أن نخبر من نحبهم أننا نحبهم
ونهتم بهم ونجعلهم يشعرون بذلك قبل أن يأتي أجلهم المحتوم
ونتمنى أن لو فعلنا ذلك.
وقد ذكَّرتني هذه الرسالة بالحديث الشريف:
(مر رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم وعنده ناس،
فقال رجل ممن عنده: إني لأحب هذا لله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعلمته؟
قال لا. فقال: فقمْ إليه فأعلمْه. فقامَ إليه فأعلمَه.
فقال: أحبك الله الذي أحببتني له. قال ثم رجع إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قال.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت، ولك ما احتسبت).
وتذكرت قصة وصلتني أيضاً بالبريد الإلكتروني منذ زمن، ومفادها
أن ولداً طلب من أبيه أن يجلس معه ولو ساعة. فقال الأب:
تريدني أن أقضي معك ساعة وأنا أستطيع أن أكسب في
ساعتي مائة دولار؟ فكتم الولد ذلك في نفسه، وأخذ يدخر
من مصروفه إلى أن أصبح معه مائة دولار، فذهب إلى أبيه
ووضعها في يده وقال: هذه أجرة ساعتك! فاجلس معي ساعة!
الاهتمام بمن حولنا مطلب مهم لسعادتهم، والناس يطربون كثيراً
لسماع كلمات الحب والمديح لأن فيها إشباعاً لمشاعر داخلية لديهم،
فلماذا نبخل بها عليهم؟
وفي علم التربية نعلم أن لدى الإنسان دوافع تتطلب الإشباع،
فنشأت الحوافز التي تُقدَّم لإشباع الحاجات النابعة من الدوافع.
وقد أتحدث عن الدوافع والحوافز في مقال لاحق، فأكتفي هنا
بالقول بأن هناك دوافع ترتبط بالجسد، وأخرى ترتبط بالعقل والنفس.
وهذه الأخيرة يتم إشباعها بالحب والمدح والإشادة والثناء... الخ.
وفي الحديث (يا معاذ! والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدعنَّ
في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعنِّي على ذكرك، وشكرك،
وحسن عبادتك). فهل نتصور كيفية تعامل معاذ مع التوجيه
النبوي الكريم الذي جاء بعد عبارة (والله إني لأحبك)؟
والحب يبدأ مع بداية حياة الإنسان فيجعله يتفاعل مع بيئته
بالتواصل مع الآخرين. ثم يدعوه لتشكيل أسرة تتحقق فيها
السكينة والمودة والرحمة لينتج عنها أفراد صالحين. ولولا
الحب لما بذل الرجل في سبيل أسرته كل جهد، ولما بذلت
المرأة من راحتها ونومها من أجل تنشئة أولادها. ومن أراد أن
يربي أولاده على الحب فليعطِهم منه بقدر ما يستطيع لينشأوا
أسوياء يتحملون دورهم في الحياة. وإذا كان علينا أن نحزن فلنحزن
على لحظات العمر التي تضيع دون أن نكسب فيها حبَّ الناس
أو نعطيهم من حبنا. فالأوطان إنما تُبنى بهذه الطريقة.
مما قرآت وراق لي