إيمـ حرف منسي ــــان
عضو جديد
أبو الرسول - صلى الله عليه وسلم - :
1.اسمه: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
2.لقبه: كان يلقب عبد الله بالذبيح.
فائدة: للقبه الذبيح قصة من أظرف القصص وأطرفها، وهي
كانت زمزم قد طمرتها جُرهم عند مغادرتها مكة لظلمها وانهزامها، وكان ذلك منها نقمة على أهلها الذين حاربوها وطردوها.
وظلت زمزم مطمورة إلى عهد
(شيبة الحمد عبد المطلب)،
فرأى في المنام مكانها، وحاول إعادة حفرها،
ومنعته قريش، ولم يكن له يومئذ من ولد يعينه على تحقيق مراده إلا الحارث فنذر لله تعالى
إن رزقه عشرة من الولد يحمونه ويعينونه
ذبح أحدهم، ولما رزقه الله عشرة من الولد وأراد
أن يفي بنذره لربه فاقترع على أيهم يكون الذبح، فكانت القرعة على عبد الله،
وهمَّ أن يذبحه عند الكعبة فمنعته قريش،
وطلبوا إليه أن يرجع في أمره إلى عرافة بالمدينة تفتيه في أمر ذبح ولده. فأرشدته
إلى أن يضع عشراً من الإبل وهي دية الفرد عندهم، وأن يضرب بالقداح على عبد الله وعلى الإبل،
فإن خرجت على عبد الله الذبيح زاد عشراً
من الإبل، وإن خرجت على الإبل فانحرها عنه
فقد رضيها ربكم، ونجا صاحبكم!!
فوصلوا إلى مكة وجيء بالإبل وصاحب القداح،
وقام عبد المطلب عند هبل داخل مكة
يدعو الله - عز وجل-، وأخذ صاحب القداح يضربها، وكلما خرجت على عبد الله زادوا عشراً من الإبل
حتى بلغت مائة، كل ذلك وعبد المطلب
قائم يدعو الله - عز وجل - عند هبل،
فقال رجال قريش قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب فأبى إلا أن يضرب عنها
القداح ثلاث مرات، ففعل فكانت في كل
مرة تخرج على الإبل، وعندها رضي
عبد المطلب ونحر الإبل، وتركها لا يُصدُّ عنها
إنسان ولا حيوان، ونجَّى الله تعالى والحمد لله
(لا لسواه) عبد الله والد رسول الله.
فهذا سبب لقب عبد الله بالذبيح،
وهو أحب أولاد عبد المطلب العشرة إليه،
وزاده حباً فيه هذه الحادثة العجيبة
3.مولده:
ولد بمكة عام (81ق هـ - 53 ق هـ - 544- 571م)
1.اسمه: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم
2.لقبه: كان يلقب عبد الله بالذبيح.
فائدة: للقبه الذبيح قصة من أظرف القصص وأطرفها، وهي
كانت زمزم قد طمرتها جُرهم عند مغادرتها مكة لظلمها وانهزامها، وكان ذلك منها نقمة على أهلها الذين حاربوها وطردوها.
وظلت زمزم مطمورة إلى عهد
(شيبة الحمد عبد المطلب)،
فرأى في المنام مكانها، وحاول إعادة حفرها،
ومنعته قريش، ولم يكن له يومئذ من ولد يعينه على تحقيق مراده إلا الحارث فنذر لله تعالى
إن رزقه عشرة من الولد يحمونه ويعينونه
ذبح أحدهم، ولما رزقه الله عشرة من الولد وأراد
أن يفي بنذره لربه فاقترع على أيهم يكون الذبح، فكانت القرعة على عبد الله،
وهمَّ أن يذبحه عند الكعبة فمنعته قريش،
وطلبوا إليه أن يرجع في أمره إلى عرافة بالمدينة تفتيه في أمر ذبح ولده. فأرشدته
إلى أن يضع عشراً من الإبل وهي دية الفرد عندهم، وأن يضرب بالقداح على عبد الله وعلى الإبل،
فإن خرجت على عبد الله الذبيح زاد عشراً
من الإبل، وإن خرجت على الإبل فانحرها عنه
فقد رضيها ربكم، ونجا صاحبكم!!
فوصلوا إلى مكة وجيء بالإبل وصاحب القداح،
وقام عبد المطلب عند هبل داخل مكة
يدعو الله - عز وجل-، وأخذ صاحب القداح يضربها، وكلما خرجت على عبد الله زادوا عشراً من الإبل
حتى بلغت مائة، كل ذلك وعبد المطلب
قائم يدعو الله - عز وجل - عند هبل،
فقال رجال قريش قد انتهى رضا ربك يا عبد المطلب فأبى إلا أن يضرب عنها
القداح ثلاث مرات، ففعل فكانت في كل
مرة تخرج على الإبل، وعندها رضي
عبد المطلب ونحر الإبل، وتركها لا يُصدُّ عنها
إنسان ولا حيوان، ونجَّى الله تعالى والحمد لله
(لا لسواه) عبد الله والد رسول الله.
فهذا سبب لقب عبد الله بالذبيح،
وهو أحب أولاد عبد المطلب العشرة إليه،
وزاده حباً فيه هذه الحادثة العجيبة
3.مولده:
ولد بمكة عام (81ق هـ - 53 ق هـ - 544- 571م)
4.تزويجه من آمنة بنت وهب الزهرية:
قال ابن إسحاق: فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر – وهو يومئذٍ
سيد بني زهرة نسباً وشرفاً- فزوَّجه ابنته
آمنة بنت وهْب، وهي يومئذ أفضل امرأة
في قريش نسباً وموضع
قال ابن إسحاق: فخرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر – وهو يومئذٍ
سيد بني زهرة نسباً وشرفاً- فزوَّجه ابنته
آمنة بنت وهْب، وهي يومئذ أفضل امرأة
في قريش نسباً وموضع
5.وفاته:
اختلف في وفاته: هل توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حَمْل، أو توفي بعد ولادته؟ على قولين:
أحدهما: أنه توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حمل.
والثاني: أنه توفي بعد ولادته بسبعة أشهر
وأكثر العلماء على أنه كان في المهد. ذكره الدولابي وغيره، وقيل ابن شهرين ذكره ابن أبي خيثمة. وقيل: أكثر من ذلك، ومات أبوه عند أخواله بني النَّجار. ذهب ليمتار لأهله تمراً، وقد قيل: مات أبوه، وهو ابن ثمانٍ وعشرين شهراً
اختلف في وفاته: هل توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حَمْل، أو توفي بعد ولادته؟ على قولين:
أحدهما: أنه توفي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- حمل.
والثاني: أنه توفي بعد ولادته بسبعة أشهر
وأكثر العلماء على أنه كان في المهد. ذكره الدولابي وغيره، وقيل ابن شهرين ذكره ابن أبي خيثمة. وقيل: أكثر من ذلك، ومات أبوه عند أخواله بني النَّجار. ذهب ليمتار لأهله تمراً، وقد قيل: مات أبوه، وهو ابن ثمانٍ وعشرين شهراً
6.مكان وفاته:
ذهب عبد الله للتجارة في أرض غزة من فلسطين
حيث توفي جده هاشم إلاَّ أن عبد الله عاد منها
فمرض في طريق عودته ، فنزل عند أخواله
من بني النجار فمات عندهم بالمدينة،
وقبره معروف المكان إلى عهد قريب حيث أخفي لزيارة الجهال له،
والاستشفاع به،
ودعائه - والعياذ بالله -، وهذا لغلبة
الجهل على المسلمين لقلة العلماء،
وقلة الرغبة في طلب العلم
ذهب عبد الله للتجارة في أرض غزة من فلسطين
حيث توفي جده هاشم إلاَّ أن عبد الله عاد منها
فمرض في طريق عودته ، فنزل عند أخواله
من بني النجار فمات عندهم بالمدينة،
وقبره معروف المكان إلى عهد قريب حيث أخفي لزيارة الجهال له،
والاستشفاع به،
ودعائه - والعياذ بالله -، وهذا لغلبة
الجهل على المسلمين لقلة العلماء،
وقلة الرغبة في طلب العلم
أم الرسول – صلى الله عليه وسلم -:
1.اسمها:
آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر
1.اسمها:
آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب
بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر
2.أمَّها:
برّة بنت عبد العزَّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب
بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر
3.زواجها من عبد الله:
لقد تزوج عبد الله آمنة زوَّجه بها والده عبد المطلب على إثر نجاته من الذبح وفاءً بالنذر، وبنى بها عبد الله وحملت منه بالحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم
برّة بنت عبد العزَّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب
بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر
3.زواجها من عبد الله:
لقد تزوج عبد الله آمنة زوَّجه بها والده عبد المطلب على إثر نجاته من الذبح وفاءً بالنذر، وبنى بها عبد الله وحملت منه بالحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم
4.وفاتها:
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع أمه آمنة بنت وهب، وجده عبد المطلب بن هاشم في كلاءة الله وحفظه، ينبته الله نباتاً حسناً،
لما يريد به من كرامته،
فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست سنين، توفيت أمه آمنة بنت وهب.
وقال ابن إسحاق:
حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أنَّ أمَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم - آمنة توفيت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- ابن ستِّ سنين بالأبواء بين مكة والمدينة، كانت قد قدمت به على أخواله من بني عديّ بن النَّجار، تُزيره إيّاهم فماتت وهي راجعة به إلى مكة
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مع أمه آمنة بنت وهب، وجده عبد المطلب بن هاشم في كلاءة الله وحفظه، ينبته الله نباتاً حسناً،
لما يريد به من كرامته،
فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست سنين، توفيت أمه آمنة بنت وهب.
وقال ابن إسحاق:
حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أنَّ أمَّ رسول الله-صلى الله عليه وسلم - آمنة توفيت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- ابن ستِّ سنين بالأبواء بين مكة والمدينة، كانت قد قدمت به على أخواله من بني عديّ بن النَّجار، تُزيره إيّاهم فماتت وهي راجعة به إلى مكة
وفاة أبوي النبوي - صلى الله عليه وسلم -:
وفاة عبد الله بن عبد المطلب:
لم يطل المقام بالفتى الشاب عبد الله بن عبد المطلب مع زوجته آمنة بنت وهب،
فقد خرج في تجارة إلى الشام وترك الزوجة الحبيبة، وما دَرَى أنها علقت بالنسمة
المباركة، وقضى الزوج المكافح مدة في تصريف تجارته، وهو يعدُّ الأيام كي يعود إلى زوجته
فيهنأ بها، وتهنأ به، وما إن فرغ حتى عاد،
وفي أوبته عرَّج على أخوال أبيه عبد المطلب، وهم بنو النجار بالمدينة، فاتفق أن مرض عندهم،
فبقي وعاد رفاقه، ووصل الركب إلى مكة، وعلم منهم عبد المطلب بخبر مرضه، فأرسل أكبر بنيه:
الحارث ليرجع بأخيه بعد إبلاله وما أن وصل الحارث إلى المدينة حتى علم
أن عبد الله مات ودفن بها في دار النابغة من بني النجار، فرجع حزين النفس على فقد أخيه،
وأعلم أباه بموت الغائب الذي لا يؤوب،
وأثار النبأ الموجع الأحزان في نفس الوالد الشيخ المفجوع في فقد أحب أولاده إليه،
وألصقهم بنفسه، وأثار الأسى والحرقة في نفس الزوجة التي كانت تحلم بأوبة الزوج الحبيب الغالي، وتشتاق إليه اشتياق الظمآن في اليوم الصائف القائظ إلى الشراب العذب الحلو
البارد، وتبدد ما كانت تعلل به نفسها من سعادة وهناءة في كنف الزوج الفتى الوسيم، والذي كان مشغلة المجتمع القرشي والعربي حيناً من الزمان، فما مثله من فتى، وما مثله من زوج!!
ولم يكن للجنين عند فقد الأب إلا شهران، وهذا هو الرأي ذكره شيخ كتاب السيرة ابن إسحاق،
وتابعه عليه ابن هشام، وهو الرأي المشهور
بين كتاب السير والمؤرخين وكان عمر عبد الله حينذاك ثماني عشرة سنة
وفاة آمنة بنت وهب:
لما بلغ النبيّ - صلى الله عليه وسلم- السادسة من عمره ارتأت أمَّه أن تذهب به إلى أخوال جده عبد المطلب بالمدينة من بني النجار،
ليرى مكانة هؤلاء الأخوال الكرام، وقد كان لهذه الخؤولة اعتبارها لما هاجر
فيما بعد إلى المدينة، وليقضيا حق الحبيب المغيَّب رمسه في تراب المدينة،
وأغلب الظن أن تكون الأم حدَّثت ابنها بقصة أبيه، ومفارقته الدنيا
وهو في شرخ شبابه، وأن الابن تاقت نفسه إلى البلد
الذي حوى رُفات الأب.
وخرجت الأم والابن ومعهما أم أيمن بركة الحبشية جارية أبيه،
ووصل الركب إلى المدينة. وكان المقام في دار النابغة من بني النجار،
ومكثوا عندهم شهراً، وزاروا الحبيب الثاوي في قبره،
وحرّكت الزيارة لواعج الشوق والأحزان في نفس الأم والابن،
وانطبع معنى اليُتم في نفس النبيّ بعد أن كان لاهياً عنه.
وبعد أن قضوا حاجات النفس عاد الركب إلى مكة،
وفي الطريق بين المدينة ومكة مرضت الأم، وحُمَّ القضاء، ودفنت بقرية (الأبواء).وجلس الابن يذرف الدمع سخيناً على فراق أمه،
التي كان يجد في كنفها الحب، والحنان، والسلوى، والعزاء عن فقد الأب،
وهكذا شاء الله – سبحانه- للنبي - صلى الله عليه وسلم-
ولما يجاوز السادسة أن يذوق مرارة فقد الأبوين.
وكان النبيّ - صلى الله عليه وسلم- يذكر أموراً في زَوْرته تلك فقد نظر إلى دار بني النجار بعد الهجرة قائلاً:
(هنا نزلت بي أمي، وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله، وأحسنت العوم في بئر عدي بن النجار).
وكان النبيّ - صلى الله عليه وسلم- كلما مرَّ بقبر أمه زاره، ويبكي ويُبكي من حوله،
ففي صحيح مسلم
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: زار النبيّ - صلى الله عليه وسلم-
قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله ، ثم قال:
(استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور تذكركم الموت)
وقال في الرحيق المختوم: رأت آمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل
أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ خمسمائة كليو متراً،
ومعها ولدها اليتيم – محمد - صلى الله عليه وسلم- وخادمتها أم أيمن،
وقيمها عبد المطلب، فمكث شهراً، ثم قفلت، وبينما هي راجعة
إذا يلاحقها المرض، ويلح عليها في أوائل الطريق،
فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة
وفاة عبد الله بن عبد المطلب:
لم يطل المقام بالفتى الشاب عبد الله بن عبد المطلب مع زوجته آمنة بنت وهب،
فقد خرج في تجارة إلى الشام وترك الزوجة الحبيبة، وما دَرَى أنها علقت بالنسمة
المباركة، وقضى الزوج المكافح مدة في تصريف تجارته، وهو يعدُّ الأيام كي يعود إلى زوجته
فيهنأ بها، وتهنأ به، وما إن فرغ حتى عاد،
وفي أوبته عرَّج على أخوال أبيه عبد المطلب، وهم بنو النجار بالمدينة، فاتفق أن مرض عندهم،
فبقي وعاد رفاقه، ووصل الركب إلى مكة، وعلم منهم عبد المطلب بخبر مرضه، فأرسل أكبر بنيه:
الحارث ليرجع بأخيه بعد إبلاله وما أن وصل الحارث إلى المدينة حتى علم
أن عبد الله مات ودفن بها في دار النابغة من بني النجار، فرجع حزين النفس على فقد أخيه،
وأعلم أباه بموت الغائب الذي لا يؤوب،
وأثار النبأ الموجع الأحزان في نفس الوالد الشيخ المفجوع في فقد أحب أولاده إليه،
وألصقهم بنفسه، وأثار الأسى والحرقة في نفس الزوجة التي كانت تحلم بأوبة الزوج الحبيب الغالي، وتشتاق إليه اشتياق الظمآن في اليوم الصائف القائظ إلى الشراب العذب الحلو
البارد، وتبدد ما كانت تعلل به نفسها من سعادة وهناءة في كنف الزوج الفتى الوسيم، والذي كان مشغلة المجتمع القرشي والعربي حيناً من الزمان، فما مثله من فتى، وما مثله من زوج!!
ولم يكن للجنين عند فقد الأب إلا شهران، وهذا هو الرأي ذكره شيخ كتاب السيرة ابن إسحاق،
وتابعه عليه ابن هشام، وهو الرأي المشهور
بين كتاب السير والمؤرخين وكان عمر عبد الله حينذاك ثماني عشرة سنة
وفاة آمنة بنت وهب:
لما بلغ النبيّ - صلى الله عليه وسلم- السادسة من عمره ارتأت أمَّه أن تذهب به إلى أخوال جده عبد المطلب بالمدينة من بني النجار،
ليرى مكانة هؤلاء الأخوال الكرام، وقد كان لهذه الخؤولة اعتبارها لما هاجر
فيما بعد إلى المدينة، وليقضيا حق الحبيب المغيَّب رمسه في تراب المدينة،
وأغلب الظن أن تكون الأم حدَّثت ابنها بقصة أبيه، ومفارقته الدنيا
وهو في شرخ شبابه، وأن الابن تاقت نفسه إلى البلد
الذي حوى رُفات الأب.
وخرجت الأم والابن ومعهما أم أيمن بركة الحبشية جارية أبيه،
ووصل الركب إلى المدينة. وكان المقام في دار النابغة من بني النجار،
ومكثوا عندهم شهراً، وزاروا الحبيب الثاوي في قبره،
وحرّكت الزيارة لواعج الشوق والأحزان في نفس الأم والابن،
وانطبع معنى اليُتم في نفس النبيّ بعد أن كان لاهياً عنه.
وبعد أن قضوا حاجات النفس عاد الركب إلى مكة،
وفي الطريق بين المدينة ومكة مرضت الأم، وحُمَّ القضاء، ودفنت بقرية (الأبواء).وجلس الابن يذرف الدمع سخيناً على فراق أمه،
التي كان يجد في كنفها الحب، والحنان، والسلوى، والعزاء عن فقد الأب،
وهكذا شاء الله – سبحانه- للنبي - صلى الله عليه وسلم-
ولما يجاوز السادسة أن يذوق مرارة فقد الأبوين.
وكان النبيّ - صلى الله عليه وسلم- يذكر أموراً في زَوْرته تلك فقد نظر إلى دار بني النجار بعد الهجرة قائلاً:
(هنا نزلت بي أمي، وفي هذه الدار قبر أبي عبد الله، وأحسنت العوم في بئر عدي بن النجار).
وكان النبيّ - صلى الله عليه وسلم- كلما مرَّ بقبر أمه زاره، ويبكي ويُبكي من حوله،
ففي صحيح مسلم
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - قال: زار النبيّ - صلى الله عليه وسلم-
قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله ، ثم قال:
(استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي، فزوروا القبور تذكركم الموت)
وقال في الرحيق المختوم: رأت آمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل
أن تزور قبره بيثرب، فخرجت من مكة قاطعة رحلة تبلغ خمسمائة كليو متراً،
ومعها ولدها اليتيم – محمد - صلى الله عليه وسلم- وخادمتها أم أيمن،
وقيمها عبد المطلب، فمكث شهراً، ثم قفلت، وبينما هي راجعة
إذا يلاحقها المرض، ويلح عليها في أوائل الطريق،
فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة