-
- إنضم
- 3 مايو 2012
-
- المشاركات
- 35
-
- مستوى التفاعل
- 4
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 48
أتجه مسرعا نحو مكتب التذاكر وقام بقطع تذكرة للقطار
ثم حث الخطى نحو رصيف الركوب والقطار يطلق صفارته الاخيرة قبل الانطلاق
وضع رجله على سلم القطار في الوقت ذاته الذي بدأ فيه القطار بالتحرك
القى نظرة على بطاقته وتوجه نحو مقصورة النوم
دفع الباب بيده واصطدم سمعه بصوت غطيط النائمين
كانوا ثلاثة رجال نائمون في المقصورة
وضع حقيبته الصغيرة من يده وباليد الاخرى اخرج علبة سجائره
وقبل ان يشعل السيجارة قرأ عبارة ممنوع التدخين داخل المقصورة
خرج متوجها نحوا مقصورة الطعام وطلب فنجان قهوة يحتسيها اثناء تدخينه
بنظرة عميقة طاعنة في دنيا الهموم والآرق اخذ يرقب دخان سيجارته
وهو يحتضن بخار القهوة ويشكلان ظفيرة محببة الى نفسه
أخذ نفسا طويلا من سيجارته قبل ان يدفنها في المنفضة
وكأنه يحبس بدخانها اخر آهاته المكتومة في صدره
واخرج مبلغا من المال وضعه قرب الفنجان الفارغ
كان الليل قد أرخى سدوله والهدوء عم جنبات القطار
إلا من اصوات العجلات الحديدية وهي تتراقص فوق السكة
ألقى نظرة من شباك القطار المسرع
وأخرج سيجارة اخرى
حين سمع صوتا من خلفه يقول
التدخين مضر بالصحة خاصة ان كان كتدخينك الشره
ألتفت ليجدها أمامه وهي لاتنظر اليه بل الى اللا شئ من خلال الشباك
اجابها بصوت خنقه دخان السيجارة وربما خنقته ماتكسر بصدره من عبرات
السيجارة صديقتي الوفية
فهي على الاقل حين تؤذيني لاتغشني بمعسول الكلام والوعود
وتخبرني دوما بلغة لايفهمها سواي
أن أحرقني وأحرقك
سألتني بصوت متهدج لما انت واقف هنا وحيد ؟
فأخبرتها ان جفني عاند المنام
لا أعرف كيف ولما أرتحت لها بالكلام وبدون مقدمات
أفرغت كل مابجوفي من كلام وآهات وهموم بين يديها
ربما لأني لا اعرفها ولا تعرفني
ولسان حالي يترنم
أيا جارتا أنا غريبان هاهنا وكل غريب للغريب نسيبُ
أستمعت لي بصمت غارق في التركيز والتأمل
وحين أنتهيت من حديثي كانت يدي تعتصر علبة السيجاير الفارغة
التفت اليها لم تنبس ببنت شفة
فقط ادارت لي وجهها الملائكي وبقايا دموع تحفر في وجنتاها
وتغرقان عيونها الواسعتين
وقالت
كأنك تحدثت بلسان حالي
إلا ان لديك بيان وبلاغة أستطعت بهما وصف حالتك
أما انا فلا أملك سوى صمتي ودموعي
ودعتني بشبح أبتسامة أغتصبتها من شفتاها أغتصابا
ومشت بعيدا عني حتى غابت مع صفارة القطار التي أعلنت
وصولنا لوجهتنا
رجعت لمقصورتي فوجدت رفاقي الذين ماعرفتهم قد غادروها
حملت حقيبتي وتحركت مع الحشود خارجا
أحسست وقتها أني أفرغت كل همومي واودعتها لديها
تلك التي لا أعرفها
شعرت وقتها بنشوة لم أعرفها سابقا
وتمنيت أن تتكرر هذه الحادثة يوما
عندما تثقل الهموم صدري
اول محاولة لي بكتابة القصة القصيرة
ارجو ان تكون بالمستوى
بقلم
القيصر وليد