زهره النرجس
عضو جديد
-
- إنضم
- 19 أغسطس 2010
-
- المشاركات
- 14,680
-
- مستوى التفاعل
- 390
-
- النقاط
- 0
رنة بصوت مجون.. والناس مع رب الكون
قال الله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]
الخشوع: هو فراغ القلب، وخُلُوُّه من مشاغل الدنيا، وانشغالُه بالآخرة.
وهذا الذي يَنْجُم عنه السكينة والطُّمَأنينة.
والخشوع: هو روح الصلاة، والمادة التي تُشْعِل في العبد حُرْقة المحب لمحبوبه.
وهو الوقود الذي يحرِّك العبد، ويدفعه لما فيه خيره في العاجلة والآجلة: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 60، 61].
الخشوع: هو النور الذي يَقْذِفه الله في قلوب العارفين؛ فيَنْعَمون بنور عبادته.
ودون خشوعٍ: لا تحلو عبادة، ولا يحلو ذكر.
والحياة في نكد.
والعبد في هَمٍّ وغَمٍّ.
إن أول ما يُرْفَع من النعم: نعمة الخشوع، حتى لا ترى فيها خاشعًا.
وليس ذلك إلا حرمانًا.
قد يُحْرَم العبد نعمة الخشوع؛ بذنوبه.
وقد يُحْرَم القوم نعمة الخشوع؛ بصدهم عن سبيل الله.
المسجد: بيت نور على نورٍ.
منبع الأنوار التي فيها يجد المؤمن هدوءه وراحته.
وهو حبل اتصال بين الجماعة وربها.
وبالتالي ينبغي معرفة جلالة هذا المكان.
ينبغي العلم بحرمة بيوت الله.
حين تضع أول قدم في مدخل المسجد، قف وتذكَّر، يا سبحان الله! إنه بيتُك يا رب.
لا تُهَرْوِل حين تقام الصلاة، فقد تنسى.
عليك بالسكينة والوقار؛ إجلالاً لبيت الواحد القهار.
اعلم: أن الملائكة تحضر مع الجماعة: ((إلا حفتهم الملائكة)).
يا هذا، بجوارِك مَلَك.
تصلي معك ملائكة الرحمن.
أقيمت الصلاة، فالله أكبر.
فالعبد حينها يكون موصولاً بربه.
يدْعوه ويناجيه.
وفي الجهرية، يناديه:
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5].
وحين تقول: ﴿ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7].
تقول الملائكة: آمين.
فبينما المقام في علِّيين.
يا سبحان رب الكون!
يَرِنُّ الهاتف بنغمة مجون.
نغمة ماجن ممن يحاربون الله ورسوله، في بيت من بيوت الله.
وقد يشتكي جهازك من قبح ما صار فيه .
إخوتي، قد ننسى، ولكن: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64].
آية في كتاب الله!
احذر يا هذا؛ فالرب قريب، وعلى ما نفعل شهيد: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16].
ربما طال الأمد؛ فقست القلوب.
اللهم ليِّن قلوبنا لطاعتك.
فإن قسوة القلوب من أعظم ما تعذِّب به خلقك.