إيمـ حرف منسي ــــان
عضو جديد
[SIZE=-0]
[FONT="]ما هو سر استقبال الحجر الأسود[/FONT]
[FONT="]وفي الحجر الأسود أقوال وروايات مختلفات لا يعرف الصحيح منها إلا من نوَّر الله قلبه بنور الإيمان وحلاّه بحلية التقوى فأدرك ما في الأوامر الإلهية من الخير وميَّز بين الغث والسمين.[/FONT]
[FONT="]فلنذكر لك نزراً يسيراً من كثير عن الحجر الأسود وسبب استقباله والغاية من التزامه ولنبدد في ذلك أقوالاً لا تستند في أصلها إلى شيء من حقيقة ولا تعتمد على علم وفقه فنقول: لا يستطيع أن يطوف الحاج بالبيت، ولا يصل إلى بغيته منه ما لم يستقبل الحجر الأسود ويُقبِّله ولو عن بعد. ولكن ماذا يفيد الإنسان من تقبيل الحجر الأسود وما الحجر الأسود كما ذكرنا من قبل إلا جمادٌ وحجرٌ من الأحجار؟.[/FONT]
[FONT="]وأما القول الذي يذهب فيه صاحبه إلى أن الحجر الأسود من أحجار الجنة فهو باطل أصلاً.. إنه يريد أن يلصق الأوهام الباطلة بشرعة الإسلام، والإسلام كما رأينا من قبل دين حق ومنطق سليم وعقل، وكل ما جاء به مبني على حقائق ثابتة ومستند إلى قوانين وسنن كونية ومن زعم غير ذلك فهو بعيد عن إدراك حقيقة هذا الدين البعد كله، إذ ما عساه أن يفعل جماد؟. وما عساه أن يجلبه حجرٌ من خير أم ما عساه أن يردَّ من شرٍّ عن الإنسان؟. أهي عودة لعبادة صنم؟!!. كلا.[/FONT]
[FONT="]وهكذا فليس يكشف لنا الحقيقة في تقبيل الحجر الأسود إلا الإيمان. وليس يدرك المراد من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ تقيٌّ آمن بالله ورسوله فأراه الله سرَّ فعل الرسول وهنالك يعرف المراد ومن يتق الله يشاهد بنوره {..وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعلِّمُكُمُ الله..}[FONT="] سورة البقرة: الآية (282).[/FONT][/FONT]
[FONT="]لقد أُثِرَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه استقبل الحجر الأسود قبل بدئه بالطواف والتزمه مُقبِّلاً فبكى طويلاً. فَلِمَ قبَّله صلى الله عليه وسلم وهو الحكيم الذي لا يفعل فعلاً إلاَّ وكله مبنيٌّ على علم وحكمة، وخير وفائدة؟. ولمَ بكى صلى الله عليه وسلم عند التزامه طويلاً وما يكون له أن يبكي في مثل هذا الموضع إلاَّ لسرٍّ عظيم أدركه من التزامه إيَّاه وتقبيله؟. أليس التزامه الحجر وتقبيله إيَّاه، أليس بكاؤه طويلاً عند التزامه دليلاً على حالٍ نفسي قام في تلك النفس العالية فكان البكاء تعبيراً عن ذلك الحال العالي؟. أليست تلك الدموع التي جالت في عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلاً على قرب من الله ومناجاة مع الله؟.[/FONT]
[FONT="]لقد بيَّن لنا صلى الله عليه وسلم المراد من تقبيل الحجر الأسود بقوله: «الحجرُ يمينُ الله في الأرض يصافح بها عباده»الجامع الصغير: /3804/ للخطيب وابن عساكر عن جابر.[/FONT]
[FONT="]وفي حديث آخر: «الحجرُ يمينُ الله تعالى، فمن مَسَحَهُ فَقَدْ بَايَع اللهَ» الجامع الصغير: للديلمي في مسند الفردوس عن أنس الأزرقي عن عكرمة.[/FONT]
[FONT="]فلن يفرِّق الحاجُّ بعدها بين أبيض وأسود إلاَّ بالتقوى ولا يرى جمالاً إلاَّ لأهل القلوب فهو يرى بقلبه الحقائق ولن تغرّه الصوَر والأهواء والمظاهر الدنيوية.[/FONT]
[FONT="]وهكذا فما الحجر الأسود إلاَّ رمز وما تقبيلك إيَّاه إلاَّ إشارة لارتماء هذه النفس على أعتاب الله وتعبيرٌ عن عهد تعاهد عليه الله. تعاهد فيه على الطاعة وانتهاج صراط سوي وسلوك قويم لا تخالطه شائبة، ولا تزعزعه خطوبُ تمييزٍ عنصري.. فإن أنت قبَّلت الحجر الأسود ذلك التقبيل وقام في نفسك وأنت تستلمه أو تشير إليه عن بعد ذلك الحال، وعاهدت ربك ذلك العهد فقد أضحت هذه النفس المعاهدة الراجعة بالتوبة والإنابة إلى الله أهلاً لأن تخترق خلال طوافها البناء والأحجار وتسري إلى داخل البيت فتجتمع بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقْبل بمعيّته على الله وبذلك تصل إلى الثمرة المطلوبة من الطواف.[/FONT]
[FONT="]ما هو سر استقبال الحجر الأسود[/FONT]
[FONT="]وفي الحجر الأسود أقوال وروايات مختلفات لا يعرف الصحيح منها إلا من نوَّر الله قلبه بنور الإيمان وحلاّه بحلية التقوى فأدرك ما في الأوامر الإلهية من الخير وميَّز بين الغث والسمين.[/FONT]
[FONT="]فلنذكر لك نزراً يسيراً من كثير عن الحجر الأسود وسبب استقباله والغاية من التزامه ولنبدد في ذلك أقوالاً لا تستند في أصلها إلى شيء من حقيقة ولا تعتمد على علم وفقه فنقول: لا يستطيع أن يطوف الحاج بالبيت، ولا يصل إلى بغيته منه ما لم يستقبل الحجر الأسود ويُقبِّله ولو عن بعد. ولكن ماذا يفيد الإنسان من تقبيل الحجر الأسود وما الحجر الأسود كما ذكرنا من قبل إلا جمادٌ وحجرٌ من الأحجار؟.[/FONT]
[FONT="]وأما القول الذي يذهب فيه صاحبه إلى أن الحجر الأسود من أحجار الجنة فهو باطل أصلاً.. إنه يريد أن يلصق الأوهام الباطلة بشرعة الإسلام، والإسلام كما رأينا من قبل دين حق ومنطق سليم وعقل، وكل ما جاء به مبني على حقائق ثابتة ومستند إلى قوانين وسنن كونية ومن زعم غير ذلك فهو بعيد عن إدراك حقيقة هذا الدين البعد كله، إذ ما عساه أن يفعل جماد؟. وما عساه أن يجلبه حجرٌ من خير أم ما عساه أن يردَّ من شرٍّ عن الإنسان؟. أهي عودة لعبادة صنم؟!!. كلا.[/FONT]
[FONT="]وهكذا فليس يكشف لنا الحقيقة في تقبيل الحجر الأسود إلا الإيمان. وليس يدرك المراد من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلاَّ تقيٌّ آمن بالله ورسوله فأراه الله سرَّ فعل الرسول وهنالك يعرف المراد ومن يتق الله يشاهد بنوره {..وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعلِّمُكُمُ الله..}[FONT="] سورة البقرة: الآية (282).[/FONT][/FONT]
[FONT="]لقد أُثِرَ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه استقبل الحجر الأسود قبل بدئه بالطواف والتزمه مُقبِّلاً فبكى طويلاً. فَلِمَ قبَّله صلى الله عليه وسلم وهو الحكيم الذي لا يفعل فعلاً إلاَّ وكله مبنيٌّ على علم وحكمة، وخير وفائدة؟. ولمَ بكى صلى الله عليه وسلم عند التزامه طويلاً وما يكون له أن يبكي في مثل هذا الموضع إلاَّ لسرٍّ عظيم أدركه من التزامه إيَّاه وتقبيله؟. أليس التزامه الحجر وتقبيله إيَّاه، أليس بكاؤه طويلاً عند التزامه دليلاً على حالٍ نفسي قام في تلك النفس العالية فكان البكاء تعبيراً عن ذلك الحال العالي؟. أليست تلك الدموع التي جالت في عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلاً على قرب من الله ومناجاة مع الله؟.[/FONT]
[FONT="]لقد بيَّن لنا صلى الله عليه وسلم المراد من تقبيل الحجر الأسود بقوله: «الحجرُ يمينُ الله في الأرض يصافح بها عباده»الجامع الصغير: /3804/ للخطيب وابن عساكر عن جابر.[/FONT]
[FONT="]وفي حديث آخر: «الحجرُ يمينُ الله تعالى، فمن مَسَحَهُ فَقَدْ بَايَع اللهَ» الجامع الصغير: للديلمي في مسند الفردوس عن أنس الأزرقي عن عكرمة.[/FONT]
[FONT="]فلن يفرِّق الحاجُّ بعدها بين أبيض وأسود إلاَّ بالتقوى ولا يرى جمالاً إلاَّ لأهل القلوب فهو يرى بقلبه الحقائق ولن تغرّه الصوَر والأهواء والمظاهر الدنيوية.[/FONT]
[FONT="]وهكذا فما الحجر الأسود إلاَّ رمز وما تقبيلك إيَّاه إلاَّ إشارة لارتماء هذه النفس على أعتاب الله وتعبيرٌ عن عهد تعاهد عليه الله. تعاهد فيه على الطاعة وانتهاج صراط سوي وسلوك قويم لا تخالطه شائبة، ولا تزعزعه خطوبُ تمييزٍ عنصري.. فإن أنت قبَّلت الحجر الأسود ذلك التقبيل وقام في نفسك وأنت تستلمه أو تشير إليه عن بعد ذلك الحال، وعاهدت ربك ذلك العهد فقد أضحت هذه النفس المعاهدة الراجعة بالتوبة والإنابة إلى الله أهلاً لأن تخترق خلال طوافها البناء والأحجار وتسري إلى داخل البيت فتجتمع بنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقْبل بمعيّته على الله وبذلك تصل إلى الثمرة المطلوبة من الطواف.[/FONT]
[FONT="]هذا البحث من ثنايا علوم العلامة محمد أمين شيخو في كتاب أسرار مناسك الحج العظيمة.[/FONT]
[/SIZE]