إيمـ حرف منسي ــــان
عضو جديد
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
حبال الغسيل لا يكاد يخلو منها بيت تقريباً
تعلق عليها الملابس بعد الإنتهاء من مراحل الجرد و الغسيل و الشطف
ومن ثم تعريضهم للهواء و أشعة الشمس حتى يتبخر ما تبقى عالقاً فيها من أوساخ
و أتربة تتطاير في الهواء لتعود من جديد تشع بالنظافه الأكيده التي لا تتم إلا بوجود
مسحوق غسيل من الدرجه الممتازه حتى يتم المطلوب على أفضل وجه
تلك هي عميلة غسيل الملابس في كل بيت وعند كل شعب
لكن ماذا عن الإحتياجات الأخرى التي تستحق نفس العمليه و بشكل أكبر ؟؟
ملابسنا إن لم تصل لمرحلة نظافه أكيده نستطيع أن نستبدلها بشراء قطع أخرى جديده
لكن هذا لا يمكن أن ينطبق على ما يحتاج للغسيل حقاً !!
كل شخص يحتاج لتلك العمليه و أن تكون هناك ( غساله ) تقبع داخله
حتى يغسل ما يحتاج للتنظيف و التطهير من الشوائب
فعقله يحتاج لتطهيره من شوائب التخلف و الجهل و التفكير السلبي
و كل ما تخزن داخله من محرمات سواءاً كانت شكليه أو معنويه
و كذلك من كل فكره سوداء وكل ذكرى مؤلمه وكل تفكير يؤدي بصاحبه للهلاك و الدمار
-
كذلك قلبه يحتاج لغسيله من حب محرم و تخليص نبضاته من الخفقان لأجل دنيا فانيه
و أيضاً تطهيره من كل كره و حسد و حقد و غل و بغضاء
و تعلقه بمعاصي شتى إلى مالا نهايه و يسكن ذلك القلب المسكين
الذي أهلكه صاحبه بتراكم النقاط السوداء الى أن حكم الران عليه
( بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
أيضاً أعيننا لابد أن نغسلها بماء الطهر لكفها عما حرم الله
و تخليصها من كل نظر يغضب الله و تخليصها من كل نظر يغضب من وهبنا إياها
ولابد أن ندرك أن أعيننا أمانه لدينا
فلابد أن نحافظ عليها أن تمسها نار الآخره
و نذكر قول المصطفى :
( عينان لا تمسهما النار : عين باتت تحرس في سبيل الله و عين بكت من خشية الله )
/
بطوننا لابد أن ننقيها من أكل الربا وما حرم الله علينا أكله دون ضرورة ملحه
و أن لا نسمح لأكل مال اليتيم أو الفقير و المسكين أن يلوث جدران بطوننا
فندعو ولا يستجاب لنا لأننا بذلك أصبحنا ضمن الفئة التي أخبرنا رسول الله عنها
التي تدعو ولا يستجاب لها لأن مطعمهم حرام و ملبسهم حرام فإنى يستجاب له ؟؟
أفواهنا من الضروري أن نشطف عنها كل كلمه لا ترضي الله و تهوي بنا إلى نار جهنم
و أن نجعل ذلك اللسان نظيفاً دائماً لا يذكر إلا ما هو خير ينفعه في الآخرة قبل الدنيا
فقد ننطلق بكلمه لا نلقي لها بالاً تهوي بنا سبعين خريفاً في نار جهنم
أو كما قال المصطفى عليه الصلاة و السلام و أن نلزم قول رسول الله :
( قل خيراً أو أصمت ) و نذكر قول الخالق : ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )
و أن نطهر أفواهنا من كل غيبه و نميمه و كذب و غش و قول البهتان و الزور
/
صمتنا يحتاج كذلك لغسيله من السكوت الظالم المبتعد عن طريق إحقاق حق أو طرد ظلم
فالساكت عن الحق شيطان أخرس
و نحن لا نريد أن نتحول من إنسان إلى شيطان بفعل صمت جائر
إذا رأيت الظلم و أنت تستطيع دفعه فلا تتردد في ذلك و تلزم الصمت الظالم
فكلمة حق تشفع لك في الآخره يوم لا ينفع مال ولا بنون
أما عند تفوهك بما لا يرضي الله فحينها ألزم الصمت و أجعل صمتك نجاتك
أشياء و أشياء لا زالت تنتظر دورها في عملية الغسيل بمسحوق الإيمان في
غسالة الدنيا لنحصل على نظافه أكيدة في الآخره
/
ولابد لنا من بعد الغسيل أن ننشر غسيلنا على الحبال تحت أشعة شمس ملتهبه
حتى تتطاير الأخطاء ولا يتبقى الدرن ملتصقاً بها
أغسلوا أنفسكم اليوم و أصلحوها لتنعمون بحياة نظيفه
و قبل أن تجبر على غسيلها في نار جهنم لتنقى من الخطايا و الآثام
[ وقانا الله و إياكم منها ]