مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم تكد الشمس تشرق على هذه القرية الصغيرة الواقعة على الحدود الشمالية لتلك الامبراطورية العظيمة التي صمدت لفترة طويلة في ذلك العصر السحيق حتى استيقظ الجندي (سايبي) على يد غليظة كانت تهزه بعنف و كان صاحبها يصيح فيه:
- سايبي استيقظ, القائد يريدك في الحال.
كان سايبي فتى في أوائل العشرينات من العمر و لكنه كان قويا بصورة ملفتة للنظر و كان هادئا و رزينا لا يتحدث إلا قليلا جدا فكان يبدو و كأن هناك شيئا يشغل تفكيره معظم الوقت و لكن أحدا أبدا لم يعرف ما هو هذا الشيء.
انتفض سايبي من غفوته و ارتدى الزي الرسمي للمحاربين آنذاك في سرعة كبيرة وخرج يجري حتى قفز فوق فرسه و انطلق نحو خيمة قائد الجيش في القرية , لم يفكر طويلا في سر استدعاء قائد الجيش له فقد كان يعلم أن الأيام الأخيرة كانت أيام تحصيل الضرائب من طبقة الفلاحين و كان لابد و أن يقوم سايبي الجندي المخلص بتوصيل هذه الضرائب الى الامبراطور كما جرت العادة.
كانت هذه أول مرة يخرج فيها سايبي من خيمته في الأيام الأخيرة فقد كان لا يطيق مشاهدة الجنود و هم يحصلون الضرائب من الفلاحين الذين لا يكادون يجدون ما يسد جوعهم. كانت قوانين الامبراطور تقضي بتحصيل الضرائب على كل شيء. كانت هناك ضريبة على المسكن و على الدواب وعلى المحاصيل بل وعلى الرأس فكل مولود تدفع عليه ضريبة و كانت القوانين أيضا تقضي بجمع الضرائب بلا رحمة.
كانت عقدة سايبي من رؤية هذه المشاهد المؤلمة تتلخص في أنه هو نفسه كان في يوم من الأيام ضريبة حصلها جنود الامبراطور حينما لم يجدوا عند أبيه ما يدفعه.
جلس سايبي أمام القائد في خضوع لا يتناسب مع حجمه الكبير و قوته الملحوظة مقارنة بحجم القائد الضئيل المسن ثم لم يلبث القائد أن توجه إليه بالحديث : سايبي , أنت تعلم بالتأكيد أني أرسلت إليك لكي تحمل الضرئب إلى الإمبراطور في الجنوب و لكن هناك الكثير مما لا تعلمه و أشعر أنه قد حان الوقت لأطلعك عليه.
- تفضل يا سيدي
- إن التدريبات العنيفة التي كنتم تخضعون لها في الفترة الأخيرة لم تكن بسبب هجوما متوقعا من اعداء الإمبراطور كما كنت أزعم, و إنما كانت استعدادا للانقلاب على الإمبراطور.
رفع سايبي حاجبيه في دهشة و فتح فمه وكأنما تلقى طعنة في ظهره و لكن القائد استمر في الحديث : كنت على اتصال دائم بالقائد الأعلى للجيوش الجنوبية و هو من أقرب المقربين للإمبراطور و كنا نجهز معا لضربة قوية نعزل بها هذا الطاغية و نضع الحكم في أيدي العقلاء من الشعب ممن يحققون العدالة لهؤلاء الفلاحين المساكين, كان سيضرب هو ضربته في القصر و أنا كنت سأتولى أمر القائد الأعلى لجيوش الشمال.
صمت القائد لحظة و نظر إلى سايبي و كأنه كان ينتظر منه تعقيبا و لكنه لم ينطق بكلمة فمضى القائد في حديثه:
وصلتني رسالة من القائد الأعلى للجيوش الجنوبية يحذرني من أن الإمبراطور قد علم بأنني أجري تدريبات سرية هنا و أنني أحضر لانقلاب على قائد الجيوش الشمالية هنا و أن الإمبراطور الآن بصدد إرسال قوات كبيرة لسحق جيشي و ربما سحق القرية كلها.
- نحن لن نتخلى عنك يا سيدي أبدا, سنقاتل معك حتى آخر لحظة.
- لا يا سايبي فهناك أمل في هدنة وهذا يتوقف عليك
- أمرك يا سيدي
- ربما لو وصلت بالضرائب والهدايا وكذلك الرسالة التي سوف أعطيها لك لتقرأها عليه لو وصلت قبل ان يصدر أمره للجيوش بالتحرك, ربما يعدل عن رأيه و يكذب هذه الأنباء التي وصلته عنا.
- و لكن ربما يكون من الافضل أن ترسل أحدا غيري لأقاتل بجانبك إن فشلت الخطة
ابتسم القائد ابتسامة يائسة و قال: لا يا سايبي فالرسالة التي سأرسلها معك سرية للغاية وأنا لا أئتمن أحدا عليها إلا أنت كما أني سأرسل معك (تاي) و (شون) فمهمتكم شديدة الأهمية ووجودكم أحياء أهم.
لم تكد الشمس تشرق على هذه القرية الصغيرة الواقعة على الحدود الشمالية لتلك الامبراطورية العظيمة التي صمدت لفترة طويلة في ذلك العصر السحيق حتى استيقظ الجندي (سايبي) على يد غليظة كانت تهزه بعنف و كان صاحبها يصيح فيه:
- سايبي استيقظ, القائد يريدك في الحال.
كان سايبي فتى في أوائل العشرينات من العمر و لكنه كان قويا بصورة ملفتة للنظر و كان هادئا و رزينا لا يتحدث إلا قليلا جدا فكان يبدو و كأن هناك شيئا يشغل تفكيره معظم الوقت و لكن أحدا أبدا لم يعرف ما هو هذا الشيء.
انتفض سايبي من غفوته و ارتدى الزي الرسمي للمحاربين آنذاك في سرعة كبيرة وخرج يجري حتى قفز فوق فرسه و انطلق نحو خيمة قائد الجيش في القرية , لم يفكر طويلا في سر استدعاء قائد الجيش له فقد كان يعلم أن الأيام الأخيرة كانت أيام تحصيل الضرائب من طبقة الفلاحين و كان لابد و أن يقوم سايبي الجندي المخلص بتوصيل هذه الضرائب الى الامبراطور كما جرت العادة.
كانت هذه أول مرة يخرج فيها سايبي من خيمته في الأيام الأخيرة فقد كان لا يطيق مشاهدة الجنود و هم يحصلون الضرائب من الفلاحين الذين لا يكادون يجدون ما يسد جوعهم. كانت قوانين الامبراطور تقضي بتحصيل الضرائب على كل شيء. كانت هناك ضريبة على المسكن و على الدواب وعلى المحاصيل بل وعلى الرأس فكل مولود تدفع عليه ضريبة و كانت القوانين أيضا تقضي بجمع الضرائب بلا رحمة.
كانت عقدة سايبي من رؤية هذه المشاهد المؤلمة تتلخص في أنه هو نفسه كان في يوم من الأيام ضريبة حصلها جنود الامبراطور حينما لم يجدوا عند أبيه ما يدفعه.
جلس سايبي أمام القائد في خضوع لا يتناسب مع حجمه الكبير و قوته الملحوظة مقارنة بحجم القائد الضئيل المسن ثم لم يلبث القائد أن توجه إليه بالحديث : سايبي , أنت تعلم بالتأكيد أني أرسلت إليك لكي تحمل الضرئب إلى الإمبراطور في الجنوب و لكن هناك الكثير مما لا تعلمه و أشعر أنه قد حان الوقت لأطلعك عليه.
- تفضل يا سيدي
- إن التدريبات العنيفة التي كنتم تخضعون لها في الفترة الأخيرة لم تكن بسبب هجوما متوقعا من اعداء الإمبراطور كما كنت أزعم, و إنما كانت استعدادا للانقلاب على الإمبراطور.
رفع سايبي حاجبيه في دهشة و فتح فمه وكأنما تلقى طعنة في ظهره و لكن القائد استمر في الحديث : كنت على اتصال دائم بالقائد الأعلى للجيوش الجنوبية و هو من أقرب المقربين للإمبراطور و كنا نجهز معا لضربة قوية نعزل بها هذا الطاغية و نضع الحكم في أيدي العقلاء من الشعب ممن يحققون العدالة لهؤلاء الفلاحين المساكين, كان سيضرب هو ضربته في القصر و أنا كنت سأتولى أمر القائد الأعلى لجيوش الشمال.
صمت القائد لحظة و نظر إلى سايبي و كأنه كان ينتظر منه تعقيبا و لكنه لم ينطق بكلمة فمضى القائد في حديثه:
وصلتني رسالة من القائد الأعلى للجيوش الجنوبية يحذرني من أن الإمبراطور قد علم بأنني أجري تدريبات سرية هنا و أنني أحضر لانقلاب على قائد الجيوش الشمالية هنا و أن الإمبراطور الآن بصدد إرسال قوات كبيرة لسحق جيشي و ربما سحق القرية كلها.
- نحن لن نتخلى عنك يا سيدي أبدا, سنقاتل معك حتى آخر لحظة.
- لا يا سايبي فهناك أمل في هدنة وهذا يتوقف عليك
- أمرك يا سيدي
- ربما لو وصلت بالضرائب والهدايا وكذلك الرسالة التي سوف أعطيها لك لتقرأها عليه لو وصلت قبل ان يصدر أمره للجيوش بالتحرك, ربما يعدل عن رأيه و يكذب هذه الأنباء التي وصلته عنا.
- و لكن ربما يكون من الافضل أن ترسل أحدا غيري لأقاتل بجانبك إن فشلت الخطة
ابتسم القائد ابتسامة يائسة و قال: لا يا سايبي فالرسالة التي سأرسلها معك سرية للغاية وأنا لا أئتمن أحدا عليها إلا أنت كما أني سأرسل معك (تاي) و (شون) فمهمتكم شديدة الأهمية ووجودكم أحياء أهم.