غآآآليهـ وأتغلآ
عضو جديد
سرايا – قال البيت الابيض الثلاثاء ان صورة جثة اسامة بن لادن "بشعة" مؤكدا انه يخشى من اثارة الحساسيات اذا نشرها.
وصرح جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض "من العدل القول ان الصورة بشعة.. ويمكن ان تثير الحساسيات".
واضاف "نحن ندرس الوضع. ونحن نتعامل مع هذه المسالة بطريقة منهجية ونحاول ان نتخذ افضل القرارات".
واضاف كارني ان كبار المسؤولين في الادارة الاميركية يناقشون ما اذا كان من الملائم نشر صورة بن لادن بعد اطلاق النار عليه واصابته في راسه من قبل احد عناصر القوات الاميركية الخاصة في العملية التي جرت في باكستان ليل الاحد الاثنين.
على صعيد متصل نشرت صحيفة القبس الكويتية "جردة حساب" للكلفة التي ترتبت على أمريكا والعالم نتيجة مطاردة بن لادن ووفق الصحيفة، فأن البشرية لم تشهد في تاريخها الطويل كلفة مماثلة لكلفة مطاردة بن لادن التي انطلقت بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، واطلقت حروباً مستمرة الى يومنا هذا أبرزها حرب أفغانستان التي وصلت كلفتها الى نحو 444 مليار دولار، وفق مركز أبحاث الكونغرس الأميركي.
الكلفة الأولى لتدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك كانت نحو 95 مليار دولار، وفق التقديرات الأميركية في يناير 2002. تلك الكلفة كانت أولية في احصاء الأضرار المادية المباشرة، تضاف إليها كلفة مليارية تكبدها قطاع السياحة والطيران في الولايات المتحدة الأميركية وبعض دول العالم.
الى ذلك، انفق العالم منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 عشرات المليارات من الدولارات على زيادة الأمن، لا سيما في المطارات، كما عزز ميزانيات وحدات مكافحة الإرهاب التي تضاعفت تقريباً في عدد كبير من الدول الغربية منذ ذلك الحين.
بعلاقة غير مباشرة مع "الحرب على الارهاب" التي شنتها الولايات المتحدة الاميركية كانت هناك جملة احداث ابرزها حرب العراق، لذا فان كلفة الاحداث التي تلت 11سبتمبر ستصل 1280 مليار دولار، وقد تصل الى 3 آلاف مليار بحسب جوزيف ستيفلز المستشار الاقتصادي السابق للرئيس الاميركي بيل كلينتون.
كما ان تلك الحروب المتتالية اثرت بشكل غير مباشر في حركة التجارة العالمية، لا سيما اسعار النفط التي ارتبط تطورها في عدة مناسبات بالاحداث الامنية الجارية، لا سيما في منطقة الشرق الاوسط، وان جزءا من الخلاف السياسي القائم حاليا في الولايات المتحدة الاميركية متصل بتلك الاكلاف الباهظة واثرها في الميزانية العامة التي باتت ترزح تحت وطأة عجز خيالي. لذا صدرت دعوات في السنوات القليلة الماضية لسحب القوات الاميركية كليا او جزئيا من العراق وافغانستان، وفي آخر استطلاعات للرأي هناك تأكيد ان ثلثي الاميركيين مع الانسحاب من افغانستان بالنظر الى الكلفة الباهظة للحرب هناك. وربما تزداد هذه النسبة مع مقتل بن لادن لاعتقاد كثيرين ان الحرب ما كانت لتكون بهذه الكلفة لو كان بن لادن قتل في وقت مبكر.. اي قبل سنوات وليس اليوم. اما وقد استمرت الحرب نحو 10سنوات، واستمرت معها المطاردة بكل الوسائل الامنية المتاحة، فان الكلفة تراكمت لتصبح بالارقام الفلكية المذكورة اعلاه.
وتقول مصادر اميركية ان الكلفة المباشرة للحرب في افغانستان مضافا اليها كلفة تدمير البرجين، فضلا عن الاكلاف غير المباشرة الاقتصادية منها والامنية.. كل ذلك يؤدي الى رقم لا يقل عن 600 مليار دولار بعلاقة وثيقة بافغانستان والحرب على طالبان ومطاردة بن لادن ومكافحة ما سمي بالارهاب المتصل بكل ذلك.
تكبدت أسواق الأسهم الأميركية بعد أن أعادت فتح أبوابها اثر الهجمات الإرهابية في الحادي عشر من سبتمبر 2001 نحو 1400 مليار دولار.
كما كلفت تلك الهجمات النشاط الاقتصادي لمدينة نيويورك سيتي قرابة 95 مليار دولار، واستنزفت 10مليارات دولار من ايرادات شركات الطيران الأميركية، وأنتجت حروبا على العراق وافغانستان بلغت تكلفتها 1290 مليار دولار.
في فبراير من عام 2010 طلبت الإدارة الأميركية 35.1 مليار دولار كتمويل اضافي بهدف سداد التكلفة غير المتوقعة على قرار الرئيس أوباما في 2009 لنشر 30 ألفا من الجنود في افغانستان، ليصبح مستوى عددهم 98 ألفا. وتفيد تقارير ان اجمالي التكاليف على الحرب للسنة المالية 2010 و2011 هي ذاتها رغم ان قوات الجنود من المتوقع ان تنخفض من 180ألفا الى 154ألفا في 2011 في كل بلد، اي بانخفاض قدره 20 في المائة.
63% للعراق
ما بين السنة المالية 2009 و2010 نما المتوسط الشهري لإنفاق وزارة الدفاع عن عملياتها في أفغانستان من 4.4 مليارات دولار الى 6.7 مليارات دولار شهريا، أي بزيادة 50 في المائة، ويمكن تقسيم حسبة الأموال التي صرفت لمكافحة الارهاب منذ 11 سبتمبر 2001 كما يلي: 63 في المائة حصة العراق من هذه الأموال، و35 في المائة لأفغانستان، و2 في المائة لتعزيز الأمن، و2/1 في المائة لأغراض غير مخصصة.
يا لسخرية الارقام واقدارها! لقد كانت كلفة تدمير البرجين لا تزيد على 400 الف دولار فقط بالنسبة لمخططي هجمات 11 سبتمبر 2001.
أي ان فعلاً بأقل من نصف مليون دولار جرّ وراءه ردة فعل بنحو 600 الف مليون دولار.
فالكلفة اصبحت عالمية وتجاوزت المكلّف الضريبي الاميركي لتطال عدداً كبيراً من سكان العالم ودوله حيث الهاجس الامني مستمر في قض المضاجع.
فتنظيم القاعدة أصبح عدة تنظيمات اقليمية هنا وهناك، واجراءات الأمن الزائدة تعم العالم تقريباً، فاذا كان لابد من حساب الكلفة العالمية فان الارقام ستكون فلكية لا محالة.
لكن السؤال الأهم الذي طرحة الخبراء الماليين من المستفيد؟، هل هي شركات النفط والأسلحة والأدوية؟، والسؤال الأخطر من الذي دفع؟.