مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
ثمة حروف وأسماء تدخل على الجملة الفعلية لتُلْقي بظلال من المعاني التي يقصدها مستعمل اللغة. ولذلك سيتناول هذا الموضوع صدر الجملة الفعلية، ويراد بذلك، الكلمات التي تسبق الفعل.
الأمثلة:
1. قال تعالى: (عَمَّ يتساءلون) (سورة النبأ: 1).
يتضمن المثال الأول كلمة من الكلمات التي تتصدر الجملة الفعلية، فنجد كلمة (عمَّ) وأصلها كما - تعلم - (عن + ما)، وحذفت الألف في (ما) لكوْنها مسبوقة بحرف جر، ولاستخدامها في السؤال عن الأشياء. ومن ثم فإن حروف الاستفهام وأسمائه تتصدر الجملة الفعلية وذلك مثل: هل، ماذا، لم، بم، عمَّ...إلخ.
2. قال تعالى: (ومَنْ يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير) (سورة سبأ: 12).
وتتصدر أداة الشرط (مَنْ) الآية الواردة في المثال الثاني. وهذه الأداة تجزم فعلين – كما تعلم – يسمى الأول فعل الشرط (يَزغ)، والثاني جواب الشرط (نذقه). ومن الأدوات التي تجزم الفعل المضارع: إنْ، ما، مهما، متى، أيان، أين، أينما حيثما كيفما، أي.
3. هلاّ تكتب الواجب.
أما المثال الثالث فإنه يتضمن أحد حروف التحضيص وهو (هلاّ). فإذا جاء بعده فعل مضارع، فإنه يفيد التحضيض أي الدعوة إلى القيام بالفعل والحث عليه. أما إذا ذُكِرَ بعده فعل ماضٍ، فإنه يفيد التنديم أي إشعار (فلان) بالندم لتقصيره في أمرٍ ما. ومن حروف التحضيض والتنديم: ألاّ، لوما، لولا.
4. سيأتي أبي بعد قليل.
5. سوف يشيخ الفتى.
لعلك لاحظتَ في المثالين الرابع والخامس أنهما يُسْتهلان بحرفي استقبال (السين، سوف) فهما يدخلان على الفعل المضارع ليفيدا هذا المعنى (الاستقبال). وكما تعلم، فإن الفعل المضارع يفيد الحال والمستقبل، ومجيء هذين الحرفين يجعل الفعل المضارع يفيد الاستقبال فقط. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل (السين، وسوف) يفيدان معنىً واحداً؟
وجواب ذلك أن (السين) تدخل على الفعل المضارع للتعبير عن قرب وقوع الحدث (الفعل)، أما (سوف) فإنها أطول زماناً من السين.
6. قال تعالى: (قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) (سورة المائدة: 41).
كذلك تُسْتهل الجملة الفعلية بحروف الجزم ففي قوله تعالى: (ولم تؤمن قلوبهم)، جُزِمَ الفعل (تُؤْمِنْ) لدخول أداة الجزم (لم) على هذا الفعل. فيقال في إعرابه: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون. والرسم التوضيحي يوضح نوعي أدوات الجزم:
7. قال تعالى: (لن نصبر على طعام واحد) (سورة البقرة: 61).
ويتضمن المثال السابع أحد حروف النصب التي تدخل على الفعل المضارع، ففي قوله تعالى: (لن نصبر) تُعْرب (لن) حرف نصب، و(نصبر) فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وإليكِ رسماً توضيحياً يبين حروف النصب.
8. قال تعالى: (وما يخدعون إلا أنفسهم) (البقرة: 6).
9. لا أُصادِقُ الخائن.
وتلاحظ في المثالين الثامن والتاسع أنهما يبدآن بـ (ما، لا) للدلالة على النفي، فيقال - مثلاً -: (ما) حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و(يخدعون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
ومن حروف النفي التي تدخل على الجملة الفعلية (لم، ولن، ولماّ) وقد أشرنا قبل ذلك إلى (لم، ولن)، وبقي لنا أن نوضح كيفية استعمال (لماّ). فهذه الأداة تدخل على الفعل المضارع فتقلبه إلى الماضي، ولكن النفي بها متصل بالحال، بل إنه يمتد إلى زمن التكلم، ومن ذلك قولنا: انتظرته ولماّ يأتِ. فكأننا نقول: ما أتى حتى هذه اللحظة لكن حضوره متوقع. x
10. هل سافر أخوك؟ نعم ...
وفي المثال العاشر نجد أحد أحرف الجواب وهو (نعم)، وذلك جواباً لسؤال السائل: هل سافر أخوك؟ ومن أحرف الجواب كذلك: لا، بلى، أجل...إلخ.
11. قد يأتي إسماعيل.
وأما المثال الحادي عشر فإنه يقدم نوعاً جديداً لصدر الجملة الفعلية ممثلاً في الحرف (قد). ويلاحظ في هذا المثال أنه متبوع بفعل مضارع، لذا فإنه يفيد هذين المعنين: التقليل أو التمني وذلك بحسب مقصود المتكلم، فقد يريد أنّ إسماعيل قلما يأتي (المجيء قليل)، وقد يعبر عن توقع مجيئه، فيكون المقصود هنا (أتوقع).
ولمزيد من المعلومات، فإن الحرف (قد) إذا جاء بعد فعل ماضٍ فإنَّ له عدة معانٍ منها:
وأخيراً، نجد حرف رَدْع وزجر في المثال الثاني عشر كما في قولنا: (كلاّ) ففيه نفي قاطع، وزجر للمخاطب، وإشعار له بأن يرعوي، ويكف عن زعمه. ومن أمثلته في القرآن الكريم:
لعلك وجدت أن الجملة الفعلية قد تتضمن أكثر من صدر، ففي الآية الأولى – على سبيل المثال – ثلاثة صدور، هي: (كلاّ، بل، لا).
الأمثلة:
- قال تعالى: (عَمَّ يتساءلون) (سورة النبأ: 1).
- قال تعالى: (ومَنْ يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير) (سورة سبأ: 12).
- هلاّ تكتب الواجب.
- سيأتي أبي بعد قليل.
- سوف يشيخ الفتى.
- قال تعالى: (قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) (سورة المائدة: 41).
- قال تعالى: (لن نصبر على طعام واحد) (سورة البقرة: 61).
- قال تعالى: (وما يخدعون إلا أنفسهم) (البقرة: 6).
- لا أُصادِقُ الخائن.
- هل سافر أخوك؟ نعم ...
- قد يأتي إسماعيل.
- يشجع محمد هذا الفريق. كلاَّ.
يتضمن المثال الأول كلمة من الكلمات التي تتصدر الجملة الفعلية، فنجد كلمة (عمَّ) وأصلها كما - تعلم - (عن + ما)، وحذفت الألف في (ما) لكوْنها مسبوقة بحرف جر، ولاستخدامها في السؤال عن الأشياء. ومن ثم فإن حروف الاستفهام وأسمائه تتصدر الجملة الفعلية وذلك مثل: هل، ماذا، لم، بم، عمَّ...إلخ.
2. قال تعالى: (ومَنْ يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير) (سورة سبأ: 12).
وتتصدر أداة الشرط (مَنْ) الآية الواردة في المثال الثاني. وهذه الأداة تجزم فعلين – كما تعلم – يسمى الأول فعل الشرط (يَزغ)، والثاني جواب الشرط (نذقه). ومن الأدوات التي تجزم الفعل المضارع: إنْ، ما، مهما، متى، أيان، أين، أينما حيثما كيفما، أي.
3. هلاّ تكتب الواجب.
أما المثال الثالث فإنه يتضمن أحد حروف التحضيص وهو (هلاّ). فإذا جاء بعده فعل مضارع، فإنه يفيد التحضيض أي الدعوة إلى القيام بالفعل والحث عليه. أما إذا ذُكِرَ بعده فعل ماضٍ، فإنه يفيد التنديم أي إشعار (فلان) بالندم لتقصيره في أمرٍ ما. ومن حروف التحضيض والتنديم: ألاّ، لوما، لولا.
4. سيأتي أبي بعد قليل.
5. سوف يشيخ الفتى.
لعلك لاحظتَ في المثالين الرابع والخامس أنهما يُسْتهلان بحرفي استقبال (السين، سوف) فهما يدخلان على الفعل المضارع ليفيدا هذا المعنى (الاستقبال). وكما تعلم، فإن الفعل المضارع يفيد الحال والمستقبل، ومجيء هذين الحرفين يجعل الفعل المضارع يفيد الاستقبال فقط. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل (السين، وسوف) يفيدان معنىً واحداً؟
وجواب ذلك أن (السين) تدخل على الفعل المضارع للتعبير عن قرب وقوع الحدث (الفعل)، أما (سوف) فإنها أطول زماناً من السين.
6. قال تعالى: (قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) (سورة المائدة: 41).
كذلك تُسْتهل الجملة الفعلية بحروف الجزم ففي قوله تعالى: (ولم تؤمن قلوبهم)، جُزِمَ الفعل (تُؤْمِنْ) لدخول أداة الجزم (لم) على هذا الفعل. فيقال في إعرابه: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون. والرسم التوضيحي يوضح نوعي أدوات الجزم:
ويتضمن المثال السابع أحد حروف النصب التي تدخل على الفعل المضارع، ففي قوله تعالى: (لن نصبر) تُعْرب (لن) حرف نصب، و(نصبر) فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وإليكِ رسماً توضيحياً يبين حروف النصب.
9. لا أُصادِقُ الخائن.
وتلاحظ في المثالين الثامن والتاسع أنهما يبدآن بـ (ما، لا) للدلالة على النفي، فيقال - مثلاً -: (ما) حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و(يخدعون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، و(واو الجماعة) ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
ومن حروف النفي التي تدخل على الجملة الفعلية (لم، ولن، ولماّ) وقد أشرنا قبل ذلك إلى (لم، ولن)، وبقي لنا أن نوضح كيفية استعمال (لماّ). فهذه الأداة تدخل على الفعل المضارع فتقلبه إلى الماضي، ولكن النفي بها متصل بالحال، بل إنه يمتد إلى زمن التكلم، ومن ذلك قولنا: انتظرته ولماّ يأتِ. فكأننا نقول: ما أتى حتى هذه اللحظة لكن حضوره متوقع. x
10. هل سافر أخوك؟ نعم ...
وفي المثال العاشر نجد أحد أحرف الجواب وهو (نعم)، وذلك جواباً لسؤال السائل: هل سافر أخوك؟ ومن أحرف الجواب كذلك: لا، بلى، أجل...إلخ.
11. قد يأتي إسماعيل.
وأما المثال الحادي عشر فإنه يقدم نوعاً جديداً لصدر الجملة الفعلية ممثلاً في الحرف (قد). ويلاحظ في هذا المثال أنه متبوع بفعل مضارع، لذا فإنه يفيد هذين المعنين: التقليل أو التمني وذلك بحسب مقصود المتكلم، فقد يريد أنّ إسماعيل قلما يأتي (المجيء قليل)، وقد يعبر عن توقع مجيئه، فيكون المقصود هنا (أتوقع).
ولمزيد من المعلومات، فإن الحرف (قد) إذا جاء بعد فعل ماضٍ فإنَّ له عدة معانٍ منها:
- (التحقيق) مثل: قد نجح أخي. فهذا الحرف يؤكد حصول النجاح.
- (الكثرة) مثل قوله تعالى: (قد نرى تقلب وجهك في السماء) (سورة البقرة: 144)، حيث أفاد هذا الحرف كثرة "تردده في جميع جهاته، شوقاً وانتظاراً لنزول الوحي باستقبال الكعبة.x" .
وأخيراً، نجد حرف رَدْع وزجر في المثال الثاني عشر كما في قولنا: (كلاّ) ففيه نفي قاطع، وزجر للمخاطب، وإشعار له بأن يرعوي، ويكف عن زعمه. ومن أمثلته في القرآن الكريم:
- (قال كلاّ بل لا تكرمون اليتيم) (سورة الفجر: 17).
- (كلاّ بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة) (سورة القيامة: 20).
- (كلاّ سيعلمون * ثم كلا سيعلمون) (سورة النبأ: 4-5).
لعلك وجدت أن الجملة الفعلية قد تتضمن أكثر من صدر، ففي الآية الأولى – على سبيل المثال – ثلاثة صدور، هي: (كلاّ، بل، لا).