نسيم الصباح
عضو جديد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المضحك والمبكي في آن معاً أن نقرأ دراسات وتحليلات حكومية انصبت على دراسة ظاهرة العنف المجتمعي تشي بأن لهذه الظاهرة أسباب كثيرة لم تتطرق احداها لأهم عامل في اندلاع هذه الظاهرة وهو فشل الدولة في صناعة شيوخ عشائر جدد بدل شيوخ العشائر التقليديين.
ودعوني هنا أتحدث بكل صراحة وبالفم الملأن بأن الدولة وعديد من الحكومات المتعاقبة حاولت التقليل من هيبة شيوخ العشائر المعروفين واستمرأت التغول عليهم ومناكفتهم بالتنسيب أحياناً بتعيين آخرين لا قيمة لهم بين عشيرتهم كأعيان في مجلس الملك وهو ما خلف انطباعات غاية في السوء عندما تم تجاهل الكبير ومنح اخرون شرفاً لم يستطيعوا الإيفا ء بالتزاماته وأعبائه تجاه الدولة ومنها - لا بل وعلى رأسها - أن يكون لهذا ( الاخر ) كلمة الفصل بين قومه وعشيرته عندما يلزم تدخله لحل مشكلة ما مع عشيرة أخرى أو حتى مع أفراد الأمن العام أو الدرك.
وسأروي هنا حكاية تدلل على صحة ما أذهب إليه، ففي أحد الأيام قمت بزيارة إلى مكتب وزير داخلية اسبق وتحاورنا حول قضية مشاجرة كانت اندلعت بين عشيرتين في الجنوب وسألته لماذا لم تتصلون بنواب وأعيان المنطقة لحل المشكلة؟؟؟ ليكشف لي الوزير ذاته أن المشكلة تكمن في الاعيان والنواب الذين أدى تدخلهم لاشتعال الأمور لا اخمادها.
هذا كلام مهم جداً ... حين بحثت في التفاصيل تبين لي أن أحد وجهاء تلك العشيرة المتنازعة مع العشيرة الاخرى هو من يقوم بإذكاء نار المشاجرة لمناكفة "العين " الذي تم تعيينه لإيصال رسالة للدولة أنه هو من يتحكم بمفاصل الزام عشيرته بالصلح أو رفضه ولا يتحكم به "العين " الذي ينتمي لذات العشيرة.
اعلم أنني اتحدث في العمق، فما اكتبه ليس نقداً للإرادة الملكية بالمطلق ، وإنما نقداً لمن ينسبون لجلالة الملك بأسماء أعيان على اعتبار أنهم شيوخ العشائر في مناطقهم ليتبين أن هؤلاء يمارسون في تنسيبهم جل أنواع المصالح الشخصيه فقد يتم اختيار فلان على اسس صداقتهم معه واستثناء علان على اسس خلافهم معه أو احتساباً لشلة أو تمريراً لصفقة ومن هؤلاء الذين كان لهم حصة في التنسيب رؤساء وزرات ورؤساء مجالس أعيان ورؤساء مجالس نواب وغيرهم .
في المقابل ... دعونا نتحدث بصوت عالٍ حول ما يجري وجرى من تهميش لبعض شيوخ العشائر الذين كانوا يربطون ويحلون في أوقات عصيبة مرت بها الدولة الأردنية، وسأروي حكاية بعض ابناء احدى عشائر الكرك الذين تم طردهم من منزل رئيس ديوان أسبق رفض استقبالهم والسماع لاحتياجاتهم وأغلق باب الديوان أمامهم وأمام غيرهم ليترتب على ذلك مسؤولية كبيرة وغيمة سوداء لم تخمد حدة سوادها سوى في عهد رئيس الديوان الملكي الحالي ناصر اللوزي الذي حاول ترميم ما أمكن من تلك العلاقة التي هدمها أحد أسلافه.
سيخرج علينا الآن أحدهم لانتقاد ما أكتب وبأنه لا يحق لي الحديث عن الديوان الملكي، لكنني أجزم أن المصلحة العامة هي ما دعتني للتطرق لهذا الحديث الهام بعدما سمعت من أحد زوار دولة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة الذي يعتبر حجه في عديد من الأمور قوله في سياق الحديث عن العنف المجتمعي أن أهم سبب من أسبابه هو أن الدولة حاولت صناعة شيوخ عشائر "على قد الايد" لكن نتائجها كان سلبيا وهو ما اتحدث في سياقه الآن.
هذا بالتأكيد ما قصدته ... ضرورة إعادة الهيبة لشيوخ العشائر ومخاتير المخيمات من أجل أن نبقي هؤلاء ذخراً لدولة هاشمية لطالما احترمتهم وقدرت وجودهم على مدى سنوات عديدة.
في ظاهرة العنف المجتمعي نحتاج لتمكين هؤلاء من أن يكون لهم كلمة الفصل في عشائرهم وهم لن يتمكنوا من ذلك إلا إذا وجدوا ذات الاحترام والتقدير من الدولة..... وللحديث بقيه
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
من المضحك والمبكي في آن معاً أن نقرأ دراسات وتحليلات حكومية انصبت على دراسة ظاهرة العنف المجتمعي تشي بأن لهذه الظاهرة أسباب كثيرة لم تتطرق احداها لأهم عامل في اندلاع هذه الظاهرة وهو فشل الدولة في صناعة شيوخ عشائر جدد بدل شيوخ العشائر التقليديين.
ودعوني هنا أتحدث بكل صراحة وبالفم الملأن بأن الدولة وعديد من الحكومات المتعاقبة حاولت التقليل من هيبة شيوخ العشائر المعروفين واستمرأت التغول عليهم ومناكفتهم بالتنسيب أحياناً بتعيين آخرين لا قيمة لهم بين عشيرتهم كأعيان في مجلس الملك وهو ما خلف انطباعات غاية في السوء عندما تم تجاهل الكبير ومنح اخرون شرفاً لم يستطيعوا الإيفا ء بالتزاماته وأعبائه تجاه الدولة ومنها - لا بل وعلى رأسها - أن يكون لهذا ( الاخر ) كلمة الفصل بين قومه وعشيرته عندما يلزم تدخله لحل مشكلة ما مع عشيرة أخرى أو حتى مع أفراد الأمن العام أو الدرك.
وسأروي هنا حكاية تدلل على صحة ما أذهب إليه، ففي أحد الأيام قمت بزيارة إلى مكتب وزير داخلية اسبق وتحاورنا حول قضية مشاجرة كانت اندلعت بين عشيرتين في الجنوب وسألته لماذا لم تتصلون بنواب وأعيان المنطقة لحل المشكلة؟؟؟ ليكشف لي الوزير ذاته أن المشكلة تكمن في الاعيان والنواب الذين أدى تدخلهم لاشتعال الأمور لا اخمادها.
هذا كلام مهم جداً ... حين بحثت في التفاصيل تبين لي أن أحد وجهاء تلك العشيرة المتنازعة مع العشيرة الاخرى هو من يقوم بإذكاء نار المشاجرة لمناكفة "العين " الذي تم تعيينه لإيصال رسالة للدولة أنه هو من يتحكم بمفاصل الزام عشيرته بالصلح أو رفضه ولا يتحكم به "العين " الذي ينتمي لذات العشيرة.
اعلم أنني اتحدث في العمق، فما اكتبه ليس نقداً للإرادة الملكية بالمطلق ، وإنما نقداً لمن ينسبون لجلالة الملك بأسماء أعيان على اعتبار أنهم شيوخ العشائر في مناطقهم ليتبين أن هؤلاء يمارسون في تنسيبهم جل أنواع المصالح الشخصيه فقد يتم اختيار فلان على اسس صداقتهم معه واستثناء علان على اسس خلافهم معه أو احتساباً لشلة أو تمريراً لصفقة ومن هؤلاء الذين كان لهم حصة في التنسيب رؤساء وزرات ورؤساء مجالس أعيان ورؤساء مجالس نواب وغيرهم .
في المقابل ... دعونا نتحدث بصوت عالٍ حول ما يجري وجرى من تهميش لبعض شيوخ العشائر الذين كانوا يربطون ويحلون في أوقات عصيبة مرت بها الدولة الأردنية، وسأروي حكاية بعض ابناء احدى عشائر الكرك الذين تم طردهم من منزل رئيس ديوان أسبق رفض استقبالهم والسماع لاحتياجاتهم وأغلق باب الديوان أمامهم وأمام غيرهم ليترتب على ذلك مسؤولية كبيرة وغيمة سوداء لم تخمد حدة سوادها سوى في عهد رئيس الديوان الملكي الحالي ناصر اللوزي الذي حاول ترميم ما أمكن من تلك العلاقة التي هدمها أحد أسلافه.
سيخرج علينا الآن أحدهم لانتقاد ما أكتب وبأنه لا يحق لي الحديث عن الديوان الملكي، لكنني أجزم أن المصلحة العامة هي ما دعتني للتطرق لهذا الحديث الهام بعدما سمعت من أحد زوار دولة رئيس الوزراء الأسبق عبد الرؤوف الروابدة الذي يعتبر حجه في عديد من الأمور قوله في سياق الحديث عن العنف المجتمعي أن أهم سبب من أسبابه هو أن الدولة حاولت صناعة شيوخ عشائر "على قد الايد" لكن نتائجها كان سلبيا وهو ما اتحدث في سياقه الآن.
هذا بالتأكيد ما قصدته ... ضرورة إعادة الهيبة لشيوخ العشائر ومخاتير المخيمات من أجل أن نبقي هؤلاء ذخراً لدولة هاشمية لطالما احترمتهم وقدرت وجودهم على مدى سنوات عديدة.
في ظاهرة العنف المجتمعي نحتاج لتمكين هؤلاء من أن يكون لهم كلمة الفصل في عشائرهم وهم لن يتمكنوا من ذلك إلا إذا وجدوا ذات الاحترام والتقدير من الدولة..... وللحديث بقيه
الكاتب : مؤسس موقع سرايا