مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
يصادف اليوم العيد الرابع والستون لميلاد سمو الامير الحسن بن طلال.
وواصل سموه على مدار عام مضى تأكيده على ضرورة تعزيز المعايير الأساسية مثل الحريات المدنية وقدسية الحياة البشرية وحماية البيئة الطبيعية والإنسانية ضمن الأهداف والمشاريع التنموية المختلفة، إلى جانب العمل على تفعيل القواسم المشتركة بين الثقافات العالمية في إطار حضارة إنسانية واحدة.
وبيّن سموه في خطاباته المتعددة أنه لا بد من أخذ البعد الإنساني في الحسبان عند وضع الخطط التنموية؛ داعياً إلى العمل من أجل تعزيز مستقبل العلاقات والحوارات بين المنطقة العربية وغيرها من مناطق العالم.
كما تحدث سموه حول ضرورة إقامة صندوق معرفي في أقرب وقت ممكن لوضع المعلومة المطلقة في متناول يد المواطن صاحب العقل والضمير؛ مبيناً أن النخبة الوظيفية والمالية والثقافية عليها أن تدرك أن الاقتراب من الناس له أهمية كبرى، وإلا فإن المتزمتين والمتطرفين هم الذين سيقتربون من الناس.
وقال الأمير الحسن في أكثر من مناسبة ان العالم العربي يمرّ بأزمات خانقة مردّها المال والجشع والسلطة والاستكبار والسيطرة؛ حيث تتكاثف عليه تحديات مرحلة الانتقال من حال إلى حال داخلياً، وتحديات العصر بأشكالها السياسية والاقتصادية والأمنية.
وحول موضوع التعليم، قال سموه إن للتعليم دوراً محورياً في نشوء المجتمع الحديث ما يتطلب الاستثمار في رأس المال الإنساني وبناء عقلية منفتحة تحترم الرأي الآخر وتتواصل في ذات الوقت مع الجامعات والمؤسسات العلمية والجهات الداعمة للبحث العلمي.
وأشار سموه إلى ضرورة تفعيل العلاقة التشاركية بين مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات التعليم خصوصاً التقنية بهدف تحقيق المواءمة والتوافق بين احتياجات الطرفين؛ داعياً إلى الانتقال من الاستثمار الريعي إلى الاستثمار الإنتاجي لتحقيق التنمية المستدامة وخدمة الاقتصاد الوطني.
وأبرز الأمير الحسن الحاجة إلى تعزيز التفكير فوق القطري في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا وبناء الجسور بين من يملكون ومن لا يملكون من أجل ردم الفجوة في الكرامة الإنسانية، وضرورة الأخذ بعين الاعتبار نقاط الغلق الاجتماعي والنظر بشكل أعمق في عوامل المناطقية والهوية والهجرة من أجل الوصول إلى رؤية شاملة لمستقبل المنطقة.
وجدد سموه الدعوة إلى إنشاء صندوق للتضامن الاجتماعي يدعم الأحوال الاجتماعية والاقتصادية للفئات الهشة وصولاً إلى مشاركة كافة فئات المجتمع في التخطيط للمستقبل، كما دعا إلى تأسيس صندوق للتراث الأثري في المنطقة يلتزم بالقواسم الإقليمية، إلى جانب هيئات علمية تحافظ على التراث المشترك وتمنع أي تأثير سلبي على فهم الماضي.
وتعددت المناسبات التي دعا فيها سموه إلى المزيد من العمل لمواجهة ظاهرة هجرة العقول وغيرها من الظواهر السلبية في المنطقة من خلال إقامة مشروع إصلاحي عربي يضع بعين الاعتبار الأولويات العربية، ويحاول معالجة قضايا المجتثين والمقتلعين من لاجئي الحروب والكوارث الطبيعية وغيرها.
ومؤخراً ،قاد الأمير الحسن جلسات منتدى الفكر العربي الحوارية التي تناقش الواقع العربي ومستقبل المنطقة في ضوء الأحداث الجارية، لتدارس دور المنتدى في تشخيص الحالة العربية الراهنة.
وأكّد سموه خلال هذه الجلسات أن دور منتدى الفكر العربي يتمحور حول كونه منبراً للتفكير والحوار في تشخيص مصلحة النظام العربي.
وكانت نشاطات سموه الدولية والمحليّة على مدار السنة عديدة وتغطي المدى الأوسع في اهتماماته الفكرية والثقافية والتكنولوجية المختلفة.