تابعنا جيداً خلال الجولات القليلة الماضية نقلة نوعية في أسلوب لعب ريال مدريد فأصبح الميرنجي يكتسح الأخضر و اليابس لكن بجدارة و إستحقاق أكثر من ذي قبل إذ جعل متتبعيه يحبون أكثر مشاهد نجوم الفريق و رؤية أسماء ظلت حبيسة مقاعد البدلاء لفترة بينما كان البعض الآخر يتلقى الانتقادات و يحاط بالشكوك منذ وصوله إلى قلعة البيرنابيو إلى يومنا هذا.
أصبح عاملي الإمتاع و الإستمتاع أبرز خصال ريال مدريد "مورينيو" و لعل غياب كرستيانو رونالدو عن تشكيلة الفريق أتاحت الفرصة أمام أسماء مميزة للظهور و إثبات علو كعبها بقوة أمام أنظار و ترقب الجماهير الملكية التي اشتاقت للمتعة و الإنسيابية في اللعب منذ أيام الجلاكتيكوس و النجم الفرنسي السابق زين دين زيدان.
ربما وقتها عجز النادي الملكي عن تحقيق البطولات لفترة لكنه كان ممتعاً إلى أبعد الحدود فازدادت قاعدته الجماهيرية في جميع أنحاء المعمورة و عوّض الألقاب بالفرجة و اللعب الجميل الذي احتكره برشلونة خلال المواسم القليلة الماضية مع مدربه الشاب بيب جوارديولا.. لكن الملكي أثبت مع بنزيمة، أوزيل، دي ماريا و أديبايور.. أنه فريق قادر على صنع أو "إصطناع" المتعة لأن إمكانياته كبيرة و من بين الفرص البارزة المتاحة لمورينيو أن يعيد الزمن الجميل إلى جنبات سانتياجو بيرنابيو.
قد يجمع تلة من الناس على أن الفوز بالليجا الإسبانية أمر صعب للغاية في ظل نتائج و أداء البلاوجرانا لكن ريال مدريد يستطيع التعويض في بطولات أخرى، و سيستعمل أسلوب اللعب الجميل لمواصلة مشواره الرائع مع جوزيه مورينيو الذي لا يكاد الناس يعتبرونه منذ إشرافه على تشيلسي الإنجليزي على أنه مدرب يحب الدفاع أكثر من الهجوم لكن ذلك غير صحيح.. فالبرتغالي أقرب للواقعية و لا يستضيغ الدفاع إذا ما أتيحت له المساحات الفارغة في الأمام إذ وقتها يهاجم بشراسة و لا يترك في دفاعه إلا رأساً واحداً يشتت الكرة و يعيدها إلى نصف ملعب الخصم و هذا ما شاهدناه في بعض المباريات الرائعة لريال مدريد هذا الموسم خاصةً في الدوري الإسباني لكرة القدم.
خلاصة القول أن ريال مدريد أيضاً يحب اللعب الجميل و قد أثبت ذلك بقيادة أوزيل في بعض المباريات خاصةً خلال الجولات الماضية و التي شهدت غياب البرتغالي و النجم الأول للفريق كرستيانو رونالدو.. و كلنا نتمنى و نحب مشاهدة كرة قدم جميلة "تُمتعنا" و تسقي عطشنا الأبدي عند مشاهدة مباريات الساحرة المستديرة و نقول لبرشلونة أن اللعب الجميل ليس حكراً عليه أبداً.