نسيم الصباح
عضو نشيط
نحتفل هذه الأيام بذكرى تعريب قيادة لجيش العربي ، جيش انفرد دون سواه من الجيوش العربية بحمل اسم"الجيش العربي" ويرفع منتسبوه هذا الشعار باعتزاز كبير ، جيش دافع عن الأردن وعن فلسطين وعن القدس بالذات ، ودافع عن كل ارض عربية داهمها الخطر ، وهو اليوم يدافع عن العدالة والسلام والاستقرار على امتداد الكوكب ، ليكون بذلك الجيش المصطفوي بحق عندما يجسد انتصار الإنسان لأخيه الإنسان ضد القهر والعدوان والتسلط أيا كان مكان وزمان ذلك الإنسان ، فهو عدة الأردن للحاضر والمستقبل معا ، والخدمة في صفوفه شرف ليس كمثله شرف ، فهوجيش الاحتراف والانضباط والدقة والنزاهة والإخلاص للوطن. لقد كان قرار تعريب قيادة الجيش محطة حاسمة في تاريخ الأردن الذي يتطلع له الأردنيون بكل فخر واعتزاز تاريخ بلدنا الناصع والى مسيرة جيشنا المصطفوي الذي خاض معارك الشرف واسهم في بناء الأردن ودافع عن تراب الوطن كما عن قضايا الأمة العادلة ببسالة وباحتراف ومهنية وجهوزية عالية بفضل الرعاية والثقة التي يوليها لمنتسبيه. الأول من آذار 1956 كان قرار التعريب فاتحة خير لأمة العرب لتنهض من سبات طويل وتبعية تعددت أشكالها ، ففي هذا اليوم ارتسمت الفرحة الغامرة على جباه أبناء الأسرة الأردنية الكبيرة كلها بقرار جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الشجاع الذي خلص الأردن من السيطرة الأجنبية حينما أصدر قراره التاريخي بإنهاء خدمات الفريق كلوب من منصب رئاسة أركان حرب الجيش العربي الأردني وإسناد هذا المنصب إلى ضباط أردنيين نشأوا وتربوا فوق هذا الثرى الطيب حيث قدموا ما بوسعهم في سبيل رفعة هذا الجيش ومنعته وقوته ليكون جيشاً لكل العرب.
جاء قرار تعريب قيادة الجيش العربي تجسيدا لطموحات الأمة والشعب في التحرر من السيطرة الأجنبية وتتويجا لنضال البناة الأوائل من آل هاشم الأخيار وحرصهم على بناء جيش قوي يدافع عن مكتسبات الوطن ومنجزاته ، فكان الانجاز قوميا عمَّق مشاعر الحرية والنهضة لدى الأردنيين جميعاً وفتح للأمة كلها آفاقاً رحبة من الصبر والتحدي والإصرار على الانجاز لتحقيق الغايات والأهداف.
إن المؤسسة العسكرية كبرى مؤسسات الوطن وصمام الأمان ، الذي يحمي الاستقلال ويصون سيادة الدولة ويحفظ بقاءها ، وهي المثل والقدوة في الحفاظ على هيبة المجتمع ، والمرآة التي تعكس جوهر ترابط وتكافل وتضامن أبنائه ، وهي المكان الذي تنصهر وتتلاشى فيه كل الفروقات الفردية لتشكل بالتالي نسيجا اجتماعيا قويا جعل من الجبهة الأردنية الداخلية ظهيرا وسندا قويا. إننا في قوات الدرك سنبقى على العهد دائماً السند لنشامى جيشنا العربي ونزهو بجانبهم سهراً على مكتسبات وطننا الغالي نواصل الليل بالنهار درءاً للأخطار وحفاظاً على الأمن والاستقرار ليبقى الأردن كما أراد جلالته موئلاً للأحرار. وندعو الله عز وجل أن يديم علينا نعمة القيادة الهاشمية الحكيمة بقيادة عميد آل البيت الأطهار جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله بن الحسين ونعمة الأمن والاستقرار ونعمة النصرة لكل عربي ومسلم في هذا العالم.
* المدير العام لقوات الدرك