قطر الندى
عضو جديد
-
- إنضم
- 23 نوفمبر 2009
-
- المشاركات
- 10,563
-
- مستوى التفاعل
- 74
-
- النقاط
- 48
همسات للنجاح ...
فقد حان وقت الامتحانات
أيام قليلة وتبدأ الامتحانات… ويبقى السؤال الذي يشغل بال الطلاب الآن:
من أين أبدأ المذاكرة؟!
كيف أنظم وقتي، وكيف أضمن ألا أنسى ما أذاكره؟!
هل ما تَبَقَّى من الوقت سيكفي؟..
وهل وهل؟.. أسئلة كثيرة .. كتيرة .. كتيرة
في البداية يجب أن تعرف أنه إذا كنت تشعر
بالإجهاد أو التعب أو الملل
فهذا نوع من الهروب النفسي
نتيجة النظر إلى المذاكرة باعتبارها عبئًا ثقيلاً وواجبًا كريهًا،
إن السبيل إلى التخلص من هذا الشعور
هو النظر إلى المذاكرة كنوع من القراءة الاستمتاعية
التي تضيف لمعلوماتك وتزيد من ثقافتك ومعرفتك بما يدور حولك،
حيث يشير علماء النفس إلى أن حالة النسيان التي تنتاب الطالب قبل الامتحان
ما هي إلا حالة نفسية ناتجة عن الخوف والرهبة وعدم الاطمئنان،
مما يؤدي إلى تشتيت ذهن الطالب ويسلبه التركيز،
حيث تتداخل بعض المعلومات التي يقوم باستذكارها مع ما سبق أن ذاكره،
ويحدث هذا أثناء المذاكرة نفسها،
والعلاج في هذه الحالة هو
النوم العميق للاسترخاء، وإعطاء فرصة للذهن لاسترجاع المعلومات،
فالسهر واستخدام المنبهات المختلفة يصيب الطالب بالاضطراب
والقلق وعدم الاستقرار النفسي والعقلي،
بينما يعيد النوم نشاط المخ للمذاكرة والتحصيل.
وقبل أن نبدأ الاستذكار عليك التخلص من الهموم والمشاكل الخاصة والبعد عنها.
ويتساءل الكثير من الطلاب أيضًا:
هل أذاكر مادة واحدة حتى انتهى منها ثم ابدأ في الأخرى وهكذا..
أم أقسم اليوم إلى مذاكرة مادتين أو ثلاثة؟
عن هذا السؤال تجيب الدكتورة ناهد رمزي الأستاذة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية:
من الأفضل أن يراجع الطالب أكثر من مادة معًا،
حتى إذا انتهى من مجموعة مواد بدأ بمجموعة أخرى وهكذا،
فاستذكار مادة واحدة فقط حتى الانتهاء منها يصيب الطالب بالملل
ويطيل من فترة الاستيعاب،
هذا بالإضافة إلى أن ترك هذه المادة لفترة طويلة
بعد ذلك حتى الانتهاء من باقي المواد
قد يعرض بعض أجزائها للنسيان،
ويراعي في اختيار مجموعة المواد التي يتم استذكارها معًا
أن تكون إحداها نظرية والأخرى تطبيقية
على سبيل المثال حتى لا يجهد المخ بعمل واحد،
فيمكن استذكار اللغة العربية مع الرياضيات مثلاً،
أو اللغة الإنجليزية مع الكيمياء.
الوقفة الأولى :
الله عز وجل خير معين:
فإن أول ما يستعين به المسلم على جميع أموره
هو خالقه سبحانه وتعالى فهو خير معين وبه يستعين
فالطالب يستعين بالله تعالى في جميع أموره وفي امتحاناته على وجه الخصوص
وهذا الأمر مطلوب شرعاً لقول الله تعالى :
{ إياك نعبد وإياك نستعين }.
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم
{ فإذا استعنت فاستعن بالله }
وقد أحسن من قال :
إذا لم يكن عون من الله للفتى..... فأول ما يجني عليه اجتهاده
والاستعانة بالله عز وجل لا تعني عدم الأخذ بالأسباب
فالطالب عليه أن يأخذ بالأسباب التي جعلها الله تعالى سبباً للنجاح
مثل
المذاكرة والحرص على راحة الجسد
والاستفادة من المعلم في شرح الغامض من العبارات أو المعادلات
وغير ذلك من الأسباب المتعلقة بالامتحان كالهدوء
والابتداء بالأسئلة السهلة ثم الأصعب فالأصعب
مع الحرص على الدعاء بالتوفيق لقول الله تبارك وتعالى :
{ وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب } .
فإن هناك بعض الأدعية الواردة في طلب التسهيل في كل أمر من الأمور ومن ذلك قوله تعالى
{ رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري }
. وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم :
{ اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً أنت تجعل الحَزْن إذا أردت سهلا ً }
. وهذه الأدعية ليست مخصصة بالامتحان فقط
وإنما يدعو بها المسلم في كل وقت لاسيما في وقت الامتحان .
إذا لم يُعنك اللهُ فيما تريدهُ................فليس لمخلوقٍ إليه سبيلُ
وإن هو لم ينصرك لم تَلْقَ ناصراً.... وإن عز أنصار وجلّ قبيل
وإن هو لم يرشدك في كل مسلك.. ضللتَ ولو أن السِِِماكَ دليل
الوقفة الثانية :
الإخلاص خير رفيق:
فالإخلاص في كل عمل أمر مطلوب
والإخلاص هنا في الامتحان يعني أن يبتغي به الطالب وجه الله
سواء كان الامتحان في مادة شرعية أو غير شرعية
فالأمر المباح إذا ابتغي به وجه الله أثيب عليه صاحبه باعتبار نيته
وقد دل العديد من النصوص على أهمية الإخلاص واعتباره في الأعمال
ومن هذه النصوص قول النبي صلى الله عليه وسلم :
{ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوىفمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسزله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه }
ولما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال :
قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله تعالى لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم }
ولا شك أن الإخلاص لله تعالى في أداء الامتحان يتنافى تماماً مع الغش من الطالب أو الطالبة
ويدل على تحريم الغش أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم :
{من غش فليس منا}
وفي رواية {من غشنا فليس منا }.
كما أن الإخلاص يتطلب أداء العبادات
خاصة لله تعالى دون إرادة أمر من أمور الدنيا
وعند انتهائه يعود الشخص على ماكان عليه ,
فالطالب الذي يصلي من أجل أن ينجح فإذا انتهت الامتحانات ترك الصلاة
أو تهاون في أدائها على خطر عظيم وحاله كما قال القائل :
صلى المصلي لأمركان يقصده
ولما انتهى الأمرلاصلى ولاصام
الوقفة الثالثة :
أهمية استغلال الوقت :
فالوقت أغلى من الذهب
وإذا أحسن الطالب استغلال وقته حاز السبق
واستفاد من وقته في المذاكرة
وبالتالي النجاح والتفوق
وقد أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :
{ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ }
وما أحسن ماقال الإمام ابن القيم رحمه الله عن الوقت حيث يقول :
وقت الإنسان هو في الحقيقة عمره
وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم
ومادة معيشته في الضنك في العذاب الأليم ,
وهو يمر مرّ السحاب .
ويقول ابن الجوزي رحمه الله :
ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته
فلا يضيع منه لحظة في غير قربة ,
ويقد فيه الأفضل فالأفضل من القول واالعمل
ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لايعجز عنه البدن .
وهذه الأقوال تدل على أهمية الوقت
وفي هذا يقول القائل :
الوقت أنفس ماعُنيت بحفظه...وأراه أسهل ماعليك يضيع
الوقفة الرابعة :
أمانة الآباء ومصلحة الأبناء :
فالآباء مسئولون عن تربية أبنائهم
سواء كانت هذه التربية تتعلق بتعليمهم وتأديبهم
وأمرهم بأداء العبادات
أو كانت تلك التربية بتعليمهم على ما فيه مستقبلهم ومعاشهم
لقول النبي صلى الله عليه وسلم
{ إن الله سائل كل راع عن ما استرعاه أحفظه أم ضيعه ,حتى يسأل الرجل عن أهل بيته }
ولهذا كان على الأب وكذلك الأم أن يحرصا على أمر أبنائهما بنين وبنات
بالمذاكرة والاجتهاد وتوفير الأسباب المناسبة للاستيعاب
من مأكل أو مشرب أو جو مناسب وعدم
السماح لهم بالسهر الطويل وكثرة اللعب والإهمال
حتى يكون مؤدياً للأمانة في هذا الجانب
مع ضرورة أداء الأمانة في الجوانب الأخرى .
الوقفة الخامسة :
النتيجة على قدر الاجتهاد:
فالنتيجة التي يطمح الطالب في الحصول عليها هي غالباً ما تكون على قدر الاجتهاد ,
والمسلم مأمور بإتقان العمل وبالاجتهاد
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
{ إن الله تعالى يحب من العامل إذا عمل أن يحسن }.
بقدر الكدّ تكتسب المعالي....ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العُلا من غير كدٍّ.أضاع العمر في طلب المحال
لكن لابد للطالب من أن يوازن بين اجهاد بدنه واستيعاب عقله
فقد يكون الإجهاد في كثير من الأحيان له تأثير سيء على الاستيعاب خصوصاً في وقت الامتحان
ولهذا كان من الضروري أن يحرص الطالب على اختيار الأوقات التي يزداد فيها استيعابه
مثل وقت البكور أي بعد صلاة الفجر إذا كان قد أحسن النوم
أو بعد المغرب عند هدوء المكان
والوقت يختلف من طالب لآخر فقد يناسب طالباً ولا يناسب الآخر ,
كما أن من الأمور المفيدة عند المذاكرة إضافة إلى حسن النوم
هو حسن التغذية وذلك بأن يتناول الطالب الوجبات في أوقاتها خصوصاً قبل الامتحان .
الوقفة السادسة:
ماذا تفعل أثناء الامتحان :
إذا بدأ الامتحان فإن الطالب أو الطالبة قد يكون في وضع ارتباك
أو ربما في خوف أو استعجال أو تشتت ذهني أو نحو ذلك
مما يكون له تأثير سلبي على أدائه للامتحان ,
وحتى يؤدي الطالب أو الطالبة الامتحان بشكل جيد بل بشكل ممتاز
فعليهما ببعض الأمور التي استقاها بعض علماء التربية
من خلال التجربة والممارسة وهي كما يلي :
1- أن يبدأ الممتحن بذكر الله عز وجل
كأن يقرأ بعض الآيات
أو يقول لا إله إلا الله
أو يسبح الله عز وجل
ويستعيذ بالله من الشيطان
فإن ذكر الله عز وجل يريح النفوس سواء كان في الامتحان أو في غير الامتحان
وعلى المسلم دائما أن يلجأ إلى الله عز وجل في كل وقت
خصوصاً في أوقات الشدة ومن ذلك في وقت الامتحان
فيذكر الله تعالى ويدعوه ويسأله العون والتوفيق والسداد .
2- أن يقرأ الأسئلة بهدوء وتمعن حتى يفهم السؤال
وفيما بعد تسهل عليه الإجابة
فإن الاستعجال في القراءة يؤدي إلى الاستعجال في الفهم
وبالتالي يكون فهم السؤال على غير المراد فتكون الإجابة خاطئة .
3- أن يبدأ الطالب بالإجابة على الأسئلة السهلة التي يعرفها
ثم يبدأ بالأصعب
وذلك يضمن له بأن تكون الإجابة التي دونها تكون صحيحة
لأن السؤال الأسهل هو الذي يعرف إجابته ومتأكد منها
وأيضاَ لا يضيع عليه الوقت في التفكير الطويل في أسئلة قد لا يعرف إجابتها
لكن لو ضمن إجابة بقية الأسئلة ولم يتبقى له إلا هذا السؤال
فإنه يتشجع على معرفة الإجابة بدون يكون مرتبك أو مضرب أو مشتت التفكير .
4- أن يراجع الإجابة ويتأكد من أن كل إجابة تقابل السؤال الموضوع لها
فأحياناً ربما كانت إجابة سؤال أو فقرة قد وضعها الطالب لسؤال أو فقرة أخرى
ولا بد أن تكون المراجعة بتأني وتروي ما أمكن ذلك
وهذا يفيد في التأكد من صحة الإجابة .
الوقفة السابعة:
المعلم وأمانة التعليم :
فإن التعليم وكذلك التربية أمانة
وسوف يسأل المعلم والمعلمة عن هذه الأمانة يوم القيامة,
وأمانة التعليم تجعل المعلم مؤتمن على وضع الأسئلة وإعدادها وتصحيحها
وتجعله مؤتمن على الطالب في وقت الامتحان
وتجعله مؤتمن على نتيجة الطالب بعد الامتحان ,
فأما وضع الأسئلة فلا يحق للمعلم أن يضع أسئلة تعجيزية
تشق على الطالب ويعجز عن الإجابة عليها جميع الطلاب
لأن إلحاق المشقة بالمسلم لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم
{ اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فرفقَ بهم فارفق به }
كما أنه مؤتمن على تصحيح الأسئلة ورصد النتيجة
فلا يجوز له أن يقدم أحد على أحد
ولا يجوز له أن يخبر طالباَ بالإجابة أثناء الامتحان .
الوقفة الثامنة :
امتحان الدنيا وامتحان الآخرة:
إن الامتحانات مع تكرارها وأهمية ما ينتج عنها من نتائج
قد تكون حسنة وقد تكون غير ذلك
إلا أنها تذكر المسلم والمسلمة بامتحان الآخرة
ويدل على ذلك قول الله عز وجل :
{ تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً }
فقوله سبحانه وتعالى {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}.
أي : {ليختبركم فينظر أيكم له أيها الناس أطوع ولطلب رضاه أسرع }
ولهذا كان حري بكل طالب وطالبة أن يجتهدا في امتحان الآخرة كما اجتهدا في امتحان الدنيا :
تنام وقد أُعد لك السهادُ.........وتؤمن بالرحيل وليس زاد
وتصبح مثلما تمسي مُضِيعاَ...كأنك لست تدري ما المراد
أتطمع أن تفوز غداً هنيئاَ....ولم يكُ منك في الدنيا اجتهاد
إذا فرطت في تقديم زرع ..فكيف يكون من عدم الحصاد
يتبع ---->