بحث و دراسة وصفية تحليلية للأطفال الموهوبين ذوي صعوبات التعلم

متجاوب 2023

مہجہرد إنہسہآن

طاقم الادارة
إنضم
27 أغسطس 2009
المشاركات
40,741
مستوى التفاعل
1,565
النقاط
113
الإقامة
الطفيلة الهاشمية
المقدمة:

ما من شك أن الدولة تكتسب هيبتها من تعليم أبنائها و تثقيفهم و تربيتهم , فالدول تقاس قيمتها بعلمائها .
و الدول المتقدمة هي التي تولي تعليم أبنائها رعاية و تقديرا" , تبحث عن متطلباتهم و توفر الأدوية لما ينتشر في مؤسساتها التربوية و التعليمية من داءات ….. لا توفر جهدا" في سبيل دفع حركة العلم و تقدم أبنائها و تهذيب نشأتها ……
و أمراض التعليم لمن أراد أن يرصدها داخل المجتمعات المدرسية يجدها كثيرة و متعددة و مختلفة في أنواعها و متشعبة في أشكالها .
إنها آفات متعددة تعطل مسيرة بعض أفرادها في المضي قدما" نحو تحقيق ما ترغبه الدولة و تريده المؤسسات التربوية …… و كلما زادت الأزمات في مجتمع التعليم زاد الفاقد القومي و تبددت طاقات أفرادها , و تضيع على الدولة فرص متعددة لتقدمها و تطورها .
وينظر إلى الموهوبين و المتفوقين على أنهم الثروات الحقيقية لشعوبهم , بل كنوزها و أغنى مواردها البشرية .فعليهم تنعقد الآمال في التصدي للصعاب و المعوقات و حل المشكلات التي تعترض مسيرة التنمية , و في ارتياد آفاق المستقبل و مواجهة تحدياته , لذلك أصبح الاهتمام باكتشافهم , و تهيئة سبل رعايتهم , و العمل على حسن استثمار طاقاتهم و استعدادهم ضرورة يفرضها التقدم و التغيرات المتسارعة في مختلف مناحي الحياة ( السيد ,2000 ).
و يخطئ البعض عندما يعتقد أن الموهوبين و المتفوقين ليسوا في حاجة إلى خدمات توجيهية و إرشادية نظرا" لكونهم أذكياء أو مبدعين , أو قادرين على التعلم و النجاح بمفردهم , و على حل ما يعترضهم من مشكلات بأنفسهم و دون مساعدة من أحد .فقد كشفت نتائج العديد من الدراسات أن نسبة غير ضئيلة منهم يعانون من مشكلات مختلفة ,و يواجهون بعض المعوقات في بيئاتهم الأسرية و المدرسية و المجتمعية وأن هذه المشكلات و المعوقات لا تعرض استعداداتهم الفائقة للذبول و التدهور فقط و إنما, تهدد أمنهم النفسي أيضا" , و تولد داخلهم الصراع و التوتر , كما تفقدهم الحماس و الشعور بالثقة , وقد تنحرف باستعداداتهم و مقدراتهم المتميزة عن الطريق المنشود لتأخذ مسارا" عكسيا" له مضاره عليهم وعلى مجتمعاتهـم
( القريطي ,2001 ). ومن أخطر هذه المشكلات و أعقدها هي ما يسمى بصعوبات التعلم , حيث تقف حاجزا" بين ما يمتلك هذا الطالب من قدرات و إمكانات مميزة و بين إمكانية التعبير عنها أو استثمارها .

- أهمية الدراسة : من خلال العودة إلى أدبيات التربية الخاصة نلاحظ أن أغلبية الدراسات و البحوث موجهة للاهتمام إما بالأطفال الموهوبين أو بالأطفال ذوي صعوبات التعلم و لكن نادرة هي الدراسات التي حاولت الاهتمام بالأطفال الموهوبين ذوي صعوبات التعلم .
و من الملاحظ أيضا" أن أغلب المؤتمرات و الندوات التي تعقد تناقش أفضل السبل لتلبية احتياجات الطلاب الموهوبين أو ذوي صعوبات التعلم , بينما لا تعر الاهتمام للطلاب الذين يظهرون خصائص هاتين الفئتين في نفس الوقت , على الرغم من الاتفاق على أن الطلاب الموهوبين الذين يعانون من صعوبات تعلم هم في الواقع موجودون و لكن غالبا" ما يتم تجاهلهم أو إغفالهم عندما يتم قياس و تقييم الطلبة سواء على صعيد الموهبة أو صعوبات التعلم ,لذلك لا بد من تكوين قناعة بإمكان وجود القدرات العقلية العالية و الصعوبات التعلمية لدى الفرد نفسه و في الوقت نفسه .
من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة للتعريف بهذه الفئة من الأطفال من خلال تعريفهم و محاولة الإشارة إلى أهم طرق الكشف و التعرف عليهم إضافة إلى التطرق لأهم الاستراتيجيات التعليمية التي يمكن الاعتماد عليها لمساعدتهم.

- تعريفات الدراسة :

1- الطفل الموهوب : هو ذلك الفرد الذي يظهر أداء متميزا" مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها - في واحدة أو أكثر - من الأبعاد التالية :
- القدرة العقلية العالية
- القدرة الإبداعية العالية
- القدرة على التحصيل الأكاديمي المرتفع
- القدرة على القيام بمهارات متميزة( فنية - رياضية- لغوية …….).
- القدرة على المثابرة و الالتزام و الدافعية العالية , و المرونة , و الاستقلالية في التفكير ( الروسان , 1989 ) .
2- الطفل ذو صعوبات التعلم :هو الذي يفصح عن اضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية اللازمة لفهم اللغة واستعمالها محكية كانت أو كتابية على شكل اضطراب في الإصغاء أو التفكير أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجئة أو إجراء حسابات رياضية . و يتضمن هذا المصطلح أحوالا" كان يشار إليها على أنها إعاقة إدراكية أو إصابة دماغية أو قصور وظيفي دماغي طفيف أو ديلكسيا أو حبسة تطورية ….. ولكنه لا يتضمن الأطفال الذين يعانون مشكلات تعليمية ترجع مبدئيا" إلى إعاقات بصرية أو اضطراب انفعالي , أو إلى حرمان بيئي ( الوقفي,2003 ).
3- الموهوبون ذوو صعوبات التعلم : الطلاب الموهوبون ذوو صعوبات التعلم هم الطلاب الذين يملكون موهبة ظاهرة أو قدرة بارزة تؤهلهم للأداء العالي , و لكنهم في الوقت نفسه يعانون صعوبات تعلم تجعل واحدا" أو أكثر من مظاهر التحصيل الأكاديمي صعبا" ( Broody&Mills,1997 )
- من هم الموهوبون ذو صعوبات التعلم :
ثمة مراجع كثيرة تتحدث عن الأفراد الموهوبين ذوي القدرات العالية المتطرفة الذين يعانون صعوبات تعلم محددة , حتى إن الأمر يكاد يكون مألوفا" لدى المربين . إلا أن الكثير من الجدل ما زال يحيط بتعريفات كل من الموهبة و صعوبات التعلم و يزداد الأمر صعوبة عند تعريف الأفراد الذين يتميزون بهاتين الصفتين معا" .
فمثلا" يعرف نيرمان الموهبة في عام 1921 على أنها ذكاء مرتفع . و عرفها ستالني
(Stanly,1967) على أنها استعداد و قابلية في مجالات أكاديميــة محددة .
وعرقها رنزولي (,1981 Renzulli) على أنها تفاعل بين القدرات العالية والمثابرة والإبداع . وأكد جارد ينر (Gardner,1993) في مفهومه عن الذكاء المتعدد إمكانية وجود قدرة عقلية عالية في مجال واحد دون أن يتطلب ذلك الاتساق بين القدرات في كل المجالات.
فإذا وضعنا في الحسبان أن التعريفات المعطاة لصعوبات التعلم تشير إلى أن هؤلاء يكونون متوسطي الذكاء أو أكثر يمكن الاستنتاج بأن تعريفات الموهبة لا تستثني ذوي صعوبات التعلم لأنها:
1- تشير إلى أنه ليس من الضروري أن يكون الطفل متفوقاً في كل شيء حتى يعتبر موهوباً.
2- لم تضع حداً أدنى للأداء أو القدرة في المجالات الأخرى التي لا يكون فيها الطفل موهوباً .
3- تقر وتعترف على وجه الخصوص بأن الطلاب يمكن أن يكونوا موهوبين حتى لو لم يكن أداؤهم الحالي في مستوى عال طالما أنهم يملكون الإمكانية لذلك .
ويمكن القول بصرف النظر عن الجدل و الاختلافات القائمة بين المربين حول التعريفات بأن الطفل الموهوب ذا صعوبات التعلم هو ببساطة الطفل الذي يظهر موهبة كبيرة و قدرة أو تفوقا" في مجال محدد و ضعفا" و عدم قدرة في مجال واحد أو في مجالات أخرى .
- الكشف و التعرف :
من المهم اكتشاف الطلبة ذوي صعوبات التعلم الموهوبين لأن عدم اكتشافهم بالسرعة المناسبة سيقود في معظم الأحيان إلى استجابات انفعالية سلبية يمكن أن تأخذ شكل الاكتئاب أو القلق أو التقدير المتدني للذات أو العدوانية و الانسحاب , إضافة إلى أن الاستراتيجيات التعويضية التي يمكن تعليمها لهم تصبح أقل فاعلية كلما تقدم الأطفال بالعمر .
إن التعرف المبكر هدف مهم للحد من هذه النتائج السلبية و حتى يسمح لموهبة الأطفال بأن تنمو و تتطور بدلا" من أن تذوي و تنطفئ أو تكبت . يضاف إلى ذلك أن اكتشاف الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم و مساعدتهم تجعل المدرس أكثر قدرة على إدارة الصف و تمكنه من الإجادة في التدريس . إن عددا" من المشاهير أمثال أديسون , ودا فنشي, وباتون, ويلسون ,تشر شل, وأينشتاين يعدون من بين الموهوبين ذوي صعوبات التعلم إلا أنهم كانوا قادرين على تجاوزها والتغلب عليها بالجهود التي بذلوها بأنفسهم و بمساعدة آبائهم في أحيان أخرى .
و يتساءل البعض عما كان يفعل هؤلاء أو ينجزوه لو أنه تم التعرف على مشكلاتهم و التعامل المنهجي معها مبكرا" (Elison,1993).
من المؤكد أن المربي يتعامل مع مجموعات غير متجانسة من الطلاب يمثلون أنماطا" مختلفة من المواهب التعليمية و التفوق الأكاديمي المقرونة بأشكال متنوعة من الصعوبات التعليمية ,الأمر الذي يصعب توفير محاكات تتسم بالصدق و الثبات لتعرف و اكتشاف جميع أفراد هذه الفئة, ومع ذلك فإن هناك بعض الخصائص العامة للتعرف أو المؤشرات التي يمكن أن تؤخذ بالحسبان عند محاولة تعرف هؤلاء الطلاب
( Broody&Mills,1997 ) من أبرزها :
أولا"- وجود دليل على موهبة بارزة أو تفوق :
ينبغي أن يجد الفاحص دليلا" على موهبة خاصة أو تفوق عقلي بدلالة قدرة الطالب على أداء فعل من مستوى عال , أو قابلية للأداء على مستوى عال . فالموهبة قد تكون قدرة عامة أو خاصة تبرز في أي من المجالات المختلفة . وينبغي أن لا يغيب عن ناظري الفاحص أن صعوبات التعلم قد تخفض أداء الطلاب في اختبارات الذكاء مما يدعوه لتعديل قراءته لنتائج القياس بحيث يلائم تلك النتائج مع الأثر المخفض الذي تتركه صعوبات التعلم على أداء هؤلاء الطلاب . وإذا صرفنا النظر عن الجدل الدائر حول قيمة اختبارات الذكاء في الكشف عن الموهبة فإنه يمكن القول بأن أكثر ما يستخدم في الكشف عن هذه الفئة اختبارات الذكاء و مقاييس الإبداع و اختبارات القدرات الخاصة و ترشيحات أولياء الأمور و الزملاء و الاختبارات غير النظامية و التباين بين الذكاء و بين التحصيل الفعلي .
ثانيا"- أدلة على التباين بين التحصيل و القابليات :
يظهر على الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم أدلة على التباين بين قدراتهم العالية
( الذكاء) و بين تحصيلهم الفعلي ,و بالرغم من أن مفهوم التباين شائع و مستخدم في الكثير من التعريفات الإجرائية للطلاب ذوي صعوبات التعلم الظاهرة و بالرغم من أن هناك جدلاً و نقاش ضد تعريف صعوبات التعلم بالاعتماد على التباين في الأداء فإن البحث عن أدلة التباين بين القدرة و التحصيل مهم بشكل خاص في تعريف الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم على ألا ينظر للتباين بين القدرة و التحصيل على أساس أنه الصفة الوحيدة في وصف هؤلاء الطلاب بل يجب أن يكون التباين جزءاً من المعلومات التي تؤخذ بالحسبان عند التقييم إذ يجب أن تعتمد القرارات المتعلقة بوجود صعوبات التعلم و شدتها بشكل جوهري و أساسي على أحكام المهنيين المبنية على القياس المتعدد الأوجه حيث تكون درجات الذكاء المعيارية و بيانات التحصيل جزءاً فقط من هذا القياس
(graham&harris 1989 ) .
ثالثاً : أدلة على عجز أو ضعف العمليات:
بالرغم من إمكان كون التباين بين التحصيل و القدرات متطلباً رئيسياً لتعرف الطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم إلا انه ليس كافياً بحد ذاته ، لان التباين قد ينتج عن أسباب متعددة كالكسل أو سوء طرق التعليم أو الظروف البيئية السيئة أو المشكلات الانفعالية . ولعل أكثر ما يميز ذوي صعوبات التعلم الذين يتدنى تحصيلهم الفعلي في مجال أكاديمي أو أكثر عن غيرهم من الطلاب الذين يتدنى تحصيلهم لأسباب أخرى هو الضعف في معالجة المعلومات الذي يمكن تعرفه من تحليل الاختبارات الفرعية في بعض اختبارات الذكاء و الذي يعد دالة على تدني التحصيل بسبب صعوبات التعلم لا بسبب عوامل بيئية .
خصائص الموهوبين ذوي صعوبات التعلم :
- يصعب وصف أو وضع قائمة بخصائص نموذجية للأفراد الموهوبين ذوي صعوبات التعلم لأن ثمة الكثير من أنواع الموهبة و الكثير من أشكال صعوبات التعلم المحتملة , مما يجعل من تشخيص هذه الفئة مسألة معقدة . فغالبا" ما تخفي صعوبات التعلم الموهبة أو تحول دون التعبير عنها , ويمكن بالمقابل القول أن الموهبة يمكن في أغلب الأحيان أن تخفي صعوبات التعلم لأن قدرات الشخص العقلية القوية يمكن أن تساعده في تجاوزها أو التغلب عليها أو التعويض عنها . وفيما يلي أبرز الخصائص التعليمية و بعض أشكال الضعف التي تلاحظ بدرجة أكبر من الأخرى لدى هؤلاء الأطفال :
ضعف في الكتابة اليدوية , ضعف في التهجئة, فقدان القدرة على التنظيم , صعوبة في توظيف واستخدام استراتيجيات منظمة لحل المشكلات , غالبا" يلاحظ قدرة على التحدث و الفهم , إدراك العلاقات و اكتشافها بشكل جيد , غنى المفردات , معرفة معلومات ذات صلة بكثير من الموضوعات المتنوعة , مهارات انتباهيه , قدرة عالية على التفكير المنطقي
( الاستدلالي ) , مهارات تواصل جيدة وربما يكونون منتجين و مبدعين , دافعية عالية للأداء بخاصة للمهمات التي يميلون إليها , خصائص أخرى قد توجد مثل حب الاستطلاع , مدى واسع من الاهتمامات المتعددة , القدرة على العمل الجيد باستقلاليـــة
( Ellston,1993) . غير أنهم كثيرا" ما يواجهون صعوبات في واحدة أو أكثر مما يلي :
الكتابة, القراءة, الرياضيات , استكمال المهمات الأكاديمية, ضعف اللغة ,ضعف الذاكرة , تكوين المفاهيم والإدراك المكاني ( Maker&Udvall,1996).
و مع ذلك فثمة خصائص أخرى من أكثرها وضوحاً مفهوم الذات السلبي ، حيث يظهر الطالب الموهوب ذا صعوبات التعلم يشعر و كأنه فاشل و يشعر بالخيبة و الإحباط ، و أنه أقل قدرة و كفاءة مما يشعر به أقرانه طلاب صعوبات التعلم ذوو القدرات العقلية المتوسطة ، فتراهم يشعرون و كأنهم فاشلون و أن فشلهم غير مفهوم لأنهم يدركون أن قدراتهم عالية و مع ذلك فإنهم لا يستطيعون أن يقوموا بالأداء الأكاديمي بالطريقة التي يتوقعونها . و لعل ما يجعل الأشياء تبدو أكثر تعقيداً هو أن هؤلاء الأطفال يضعون لأنفسهم أهدافا و توقعات عالية و يميلون لأن يكونوا أكثر نقداً لأنفسهم .
و يلاحظ على بعض ذوي صعوبات التعلم الموهوبين مثلما هي الحال لدى بعض ذوي صعوبات التعلم الآخرين أنهم يميلون لأن يكونوا عدائيين ،مهملين ،من السهل إحباطهم ، فوضويين ، يظهرون أحلام اليقظة في الفصل ، أو يشكون من آلام الرأس أو المغص
(Ellston,1993 ) .

- الاستراتيجيات التعليمية :
ينبغي أن يوجه البرنامج الذي يوضع لطلبة هذه الفئة إلى نقاط القوة اكثر منه إلى نقاط الضعف ، و من الممكن لهؤلاء الطلاب أن يستفيدوا من مجموعة من الاستراتيجيات و التعديلات و التكيفات المختلفة كتقسيم المهمات إلى وحدات صغيرة ذات معنى ،و استخدام الإطراء و الثناء تعليم الرفاق الأسس التعاونية في أداء المهمات، و النشاطات الرامية إلى تعزيز الذات و إثارة الطموح لدى المحبطين من الطلاب ، و استخدام التكيفات المختلفة للمواد و النشاطات .و بصرف النظر عن أية فروق تقوم بين الطلبة في هذه الفئة فإنهم جمعياً يشتركون في حاجاتهم التي ترعى و تغذي و تنمي موهبتهم من جهة ، و تأخذ بالحسبان صعوباتهم التعليمية من جهة أخرى بحيث يتوافر لهم الدعم النفسي اللازم ليستطيعوا التعامل مع قدراتهم غير المتسقة أو المتفاوتة . و يمكن ضمن هذا السياق تقديم الخطوط العريضة التالية للمساعدة على تطوير البرامج التي تلبي حاجات هؤلاء الطلاب :
أ‌- تركيز الانتباه على تطوير الموهبة : كانت الجهود المقدمة للطلاب ذوي صعوبات التعلم تنصب على علاج المهارات الأكاديمية الأساسية في الوقت الذي لم تقدم فيه إلا القليل من الفرص لتطوير الموهبة لدى الطلاب ذوي صعوبات التعلم الموهوبين . و قد أظهرت الأبحاث أن التركيز على نقاط الضعف في مجال تطوير الموهبة يمكن أن يؤدي إلى تقدير سلبي للذات وفقدان للدافعية و الاكتئاب والتوتر و الضغوط النفسية .
وعلى هذا فإن تركيز الانتباه يجب أن ينصب على تطوير نقاط القوة والاهتمامات و الطاقات العقلية المتقدمة و المتميزة . ذلك أن هؤلاء الأطفال يحتاجون إلى بيئة تربوية محفزة تيسر لهم التطوير الكامل لموهبتهم و قدراتهم , كما أن النشاطات الإثرائية يجب تصمم للالتفاف حول نقاط الضعف وتجنبها , ولتسليط الضوء على التفكير التجريدي والإنتاج الإبداعي لديهم . ويشار في هذا الصدد إلى ما ظهر بالدراسة من أن البرامج التي وجهت للطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم التي ركزت على تطوير الموهبة و التفوق قد أظهرت تطورا" كبيرا" في تقدير الذات و الدافعية والسلوك التعليمي المنتج وتحسين التحصيل في المهارات الأساسية بزيادة غير متوقعة لكثير من الطلاب ومن هنا يقال بأن التركيز على الموهبة أكثر من الصعوبة لدى هؤلاء الطلاب يؤدي إلى فوائد جمة و ملموسة ( Baun,1990) .
ب‌- توفير البيئة الراعية التي تقدر الفروق الفردية : من خصائص البيئة الراعية أنها تهتم بتطوير إمكانيات الطلاب ,تقدر الفروق الفردية , تكافئ الطلاب على ما يستطيعون أن يفعلوه بشكل جيد , تمكن من اكتساب المعلومات و التواصل بما تم تعلمه , توفر عدة فرص للطلاب ليعملوا في مجموعات تعاونية لتحقيق الأهداف , تقبل وتعترف بالعمل الجاد الهادف . إن من شأن مثل هذه البيئة ألا تجعل الشعور يتسرب إلى نفس الطفل بأنه مواطن من الدرجة الثانية و تيسر للطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم إن يتميزوا و يتفوقوا و يعوا كل في طريقته و حسب قواه (Baum, 1990).
تتفاوت الأنظمة التربوية في تحديد البيئة المناسبة للطلاب و يراعى في ذلك حدة الحالة و التسهيلات المكانية في المدرسة و توافر المعلمين المدربين للتعامل مع أفراد هذه الفئة . فقد تتم التدخلات العلاجية في غرفة الصف العادي أو في غرف المصادر أو في صفوف خاصة , على أن يتوافر في أي من هذه البيئات ما يلي :
• برامج متميزة ذات مستوى متقدم في مجالات نقاط الضعف و مواطن القوة لديهم .
• تدريس مطور في الموضوعات ذات النمو المتوسط
• تدريس معدل و مكيف في مجالات الصعوبة .
و بصرف النظر عن البيئة التي توفر لهؤلاء الطلاب فإن التدخلات العلاجية يجب أن تأخذ بالحسبان المزيد من التركيز على تطوير الموهبة و تنميتها لا أن تقف عند معالجة صعوبات التعلم و نقاط الضعف ( Elleston,1993 ).
ج- تشجيع الاستراتيجيات التعويضية :
تميل صعوبات التعلم على نحو ما لأن تكون دائمة ، لا حالة مؤقتة ، فالطالب ذو التهجئة الضعيفة سوف يحتاج بشكل دائم إلى فحص الأخطاء قبل تقديم الصورة الأخيرة لمل يكتبه ، و كذلك الذي يعاني صعوبة في تذكر العمليات الرياضية يحتاج إلى الآلة الحاسبة للتأكد من صحة أجوبته . آية ذلك ببساطة أن معالجة الضعف ربما لا تكون ملائمة أو كافية للطلاب الموهوبين ذوي صعوبات التعلم ، فالعلاج سوف يجعل المتعلمين بطريقة ما أو بأخرى أكثر مهارة ، و لكنه بالتأكيد لن يجعلهم متميزين أو متفوقين في مجال الضعف لديهم . و على هذا فالطلاب الذين يعانون صعوبة الكتابة اليدوية سوف يتحسنون بشكل كبير إذا ما سمح لهم باستخدام الكمبيوتر لتسجيل أفكارهم و طباعتها أكثر بكثير مما يمكن أن يفعلوا بعد مضي سنوات من العلاج في الكتابة اليدوية . و فيما يلي مجموعة من المقترحات التي تزودنا بها باوم
(Baum , 1990 ) الخبيرة في شؤون الموهوبين ذوي صعوبات التعلم للمساعدة في توفير أساليب تعويضية تيسر للطلاب ذوي صعوبات التعلم الموهوبين التكيف مع أنماط ضعفهم :
1- اكتشف ووفر مصادر للمعلمين تكون أكثر ملائمة للطلاب الذين ربما يكون لديهم صعوبات قرائية مثل الزيارات ، المقابلات ، الصور ،الأفلام ،المحاضرات ، التجارب ،تذكر أن هؤلاء الطلاب لا يريدون أن يكون المنهاج أقل صعوبة وتحدياً وإنما يحتاجون إلى طرق بديلة للحصول على المعلومات والتزود بها .
2- وفر بأسلوب منظم الحصول على المعلومات والتواصل بها ،فالطلاب الذين يواجهون صعوبة في تنظيم وإدارة الوقت سوف يستفيدون من الحصول على خطوط عريضة عن المحاضرات الصفية ومرشد للدراسة ، ومخطط للموضوعات التي سيتم تغطيتها . علم الأطفال الذين يعانون صعوبات في تحويل أفكارهم إلى أفكار منظمة على كيفية استخدام التفتيق الذهني لتوليد خطوط عريضة وتنظيم الأفكار في ضوء جدول زمني يتناسب وإنجاز خطوات المهمة مع وضع تاريخ محدد لإنجاز المهمة بشكل نهائي
3- استخدام التكنولوجية لتعزيز وتطوير الإنتاجية ،حيث توفر طرقاً فعالة على صعيد تنظيم المعلومات . فهي تزيد الدقة في الرياضيات والتهجئة , و تسمح للطلاب ذوي صعوبات التعلم بالإشراف على العمل و القيام به .
4- وفر وقدم مجموعة من البدائل للتواصل أو لتوصيل الأفكار , فالكتابة ليست هي الطريقة الوحيدة للتواصل و التعبير , إذ أن ثمة أشكالا" أخرى كالشرائح و النماذج, و التمثيل ,و الصور, و تصوير الأفلام .
تذكر عند تقديم هذه الخيارات للطلاب أن تبديل الطريقة أو الأسلوب يجب أن يكون القاعدة أكثر منه الاستثناء.
5- ساعد الطلاب الذين يعانون مشكلات في الذاكرة قصيرة المدى على تطوير استراتيجيات للتذكر. استخدم فن الاستظهار لتقوية الذاكرة , و بخاصة تلك التي يبتكرها الأطفال أنفسهم , و لا تنسى أن تشجع أساليب مساعدة الطلاب على تطوير قدراتهم و استراتيجياتهم في مجال الوعي المعرفي هي إحدى الطرق الواعدة للعمل مع الموهوبين ذوي صعوبات التعلم Broody&Mills,1997)).
6- يجب اقتراح بدائل لطرق التقييم مثل الامتحانات غير المحكومة بوقت محدد
أو الامتحانات الشفوية , كما يمكن استخدام الأساليب المتعددة الحواس أيضا" .
7- يمكن تعزيز الحماسة و الدافعية للتعلم بمساعدة هؤلاء الطلاب على أن يأخذوا على عاتقهم مسؤولية التعلم , وذلك بتعريضهم لطرق جديدة و مشوقة للاستكشاف و التعلم , وأساليب التقييم الذاتي , و تزويدهم بالتعلم التجريبي, و تعريضهم لمدى واسع من الموضوعات لتشجيع الاهتمامات الجديدة , و مساعدتهم على استكشاف مواقع المعلومات .
8- تشجيع الطلاب على الوعي بنقاط ضعفهم و قوتهم : من الضروري للطلاب الموهوبين و ذوي صعوبات التعلم أن يفهموا أو يعوا نقاط ضعفهم و مواطن قوتهم ليتمكنوا من تصور خيارات ذكية لمستقبلهم . إن عقد جلسة للطلاب لأن يناقشوا إحباطا تهم و يتعلموا كيف يتعاملوا مع الخليط الواسع من القدرات أو الصعوبات التي يعانونها و ذكر نماذج لرجال ناجحين من ذوي صعوبات التعلم الموهوبين سوف يمنحهم الثقة و الإحساس بقدرتهم على أن ينجحوا مثلهم.

مؤشرات تساعد في تمييز الطلبة الموهوبين ذوي صعوبات التعلم

مؤشرات على الموهبة

- روح دعابة عالية
- تفوق في الذاكرة طويلة المدى
- مفردات غنية
- تفوق في القراءة الاستيعابية
- تفوق في الاستنتاج الرياضي
- مهارة لفظية متقدمة في المناقشة
- مهارة في استيعاب المفاهيم المجردة
- تفوق في أداء المهمات الصعبة
- إبداع و قدرة تخيلية
- قدرة على التعليل و الاستنتاج
- أداء ناجح للأشياء الصعبة المعقدة
- إمكانية توافر سمع حاد
- أفكار مشوقة جديدة
- حب استطلاع و تساؤل
- طاقة عالية من النشاط
- قدرة على الإدراك و الاستبصار
- إمكان التفوق قي الفن أو العلوم أو الموسيقى

مؤشرات على صعوبة التعلم

- أساليب ذكية في تجنب مجالات الضعف
- ضعف في الذاكرة قصيرة المدى
- المفردات المحكية أكثر تطورا" من المفردات الكتابية
- صعوبة في التهجئة
- كره الأعمال الكتابية
- ضعف في المناقشة
- خط يدوي غير مقروء
- صعوبة كبيرة في التهجئة و الصوتيات
- صعوبة في المواد البسيطة و العمليات المتتابعة
- صعوبة في الذاكرة الصماء
- غالبا" ما لا يكون منتبها" في الصف
و غافلا" و مهملا".
- تغليب العواطف على التفكير العقلاني
- ذاكرة سمعية ضعيفة
- ضعف في قواعد اللغة و الترقيم
- أداء سيئ في الامتحانات المحددة بوقت
- إمكانية التعلم إذا توافر الاهتمام و الدافعية .
- إمكانية الإخفاق في تعلم اللغات الأجنبية و الموضوعات التي تستند إلى الذاكرة السمعية التتابعية .

الموهوبون ذوو الإعاقات
ترى ريم (2003) أنَّ الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات كثيراً ما يتلقون مزيداً منَ الاهتمام بسبب إعاقتهم أكثر منْ موهبتهم، سواءٌ كان ذلك داخل الأسرة أو في إطار المدرسة، ونحن في هذه المُعالجة التربوية نسعى لتنبيه المجتمع بأفراده إلى ضرورة التوازن في رعايتنا أطفالنا الموهوبين منْ ذوي الإعاقات سواءٌ كانت إعاقة جسمية، أو بصرية، أو سمعية.
ويُشير شكري سيِّد أحمد (2002) إلى أنَّ الموهوبين ذوي الإعاقات لديهم قدرات وإمكانات عالية تُمكنهم منَ القيام بأداء أو إنجاز متميز في مجال أو أكثر منْ المجالات، ولكنهم في الوقت ذاته يُعانون عجزاً معيناً يؤدي إلى انخفاض مستواهم الدراسي.
ويرى عادل عبدالله (2002) أنَّ مثل هذه الإعاقات تؤثر بالفعل على مفهوم هؤلاء الأطفال لذواتهم وتقديرهم لها، كما تؤثر بطبيعة الحال على تحصيلهم الدراسي، وبالتالي يجبُ علينا حتى نحميهم منْ ذلك ونُسهم في صقل مواهبهم أنْ نعملَ على التشخيص الدقيق لهم والتعرُّف عليهم وفق أدوات مقننة ومعايير متعددة ومقاييس صادقة.
ويُرجعJohnson Karnes& (1991) و عبدالمطلب القريطي (2005) المشكلات التي تعوق عملية التعرُّف على هذه الفئة منَ الموهوبين وتحديدهم بدقة إلى الأمور الآتية:
1. استخدام أدوات ومقاييس أعدت أصلاً لأقرانهم غير المُعاقين.
2. أنهم قد لا يُظهرون مؤشرات واضحة تعكس قدراتهم مقارنة بأقرانهم غير المُعاقين.
3. أنهم عند مُقارنتهم بأقرانهم غير المُعاقين قد يتسمون بالبُطء؛ بسبب إعاقتهم مما يحول دون تحديد مواهبهم.
4. قد يكون لديهم جوانب قوة في بعض الحالات وجوانب قصور في مجالات أخرى، إلاّ أنَّ الفجوة بين الجانبين تعملُ على التعتيم على مواهبهم وعدم إظهارها بوضوح.
5. أنهم قد لا يبدون سوى بعض سمات وخصائص الأطفال الموهوبين فقط.
6. ما يُلاقونه منْ إحباطات إذا ما رغبوا في مواصلة تعليمهم، وخاصةً التعليم العالي، ومُحاولة توجيههم إلى التدريب المهني.
7. طبيعة العجز تحجب مواهب الأطفال ومقدرتهم الفعلية.
8. فرط انشغال المعلمين والأسرة بمظاهر العجز وما يترتب عليه يؤدي إلى عدم التفاتهم وانتباههم إلى ما قد يتمتع به الطفل منْ قدرات ومواهب أخرى غير ظاهرة.
9. وجود قيود منزلية ومدرسية مفروضة على الطفل لا تُتيح له سوى عدد قليل منَ الفرص لإظهار مواهبه المكنونة.
10. استخدام أدوات وطرائق وإجراءات تقييم غير ملائمة لهم، والاقتصار في الحُكم على مستوى الطفل على بعض بيانات جزئية أو غير شاملة لمختلف جوانب شخصيته.
ويصنف Reis, Neu& Mc Guire (1995) المشكلات أو الصعوبات التي تُعيق تحديد الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات والتعرُّف عليهم منْ زاوية أخرى في أربعة أصناف، وهي:
1. التوقعات النمطية منَ الأطفال الموهوبين، حيثُ يظل في أذهاننا أنهم ناضجين ويُحسنون التصرُّف في المواقف المدرسية المعتادة، ويستطيعون القيام بالتوجيه الذاتي، ولا داعي للتدخل المُبكر لتأمين خدمات الرعاية المطلوبة لهذه القدرات والاستعدادات!
2. وجود قصور نمائي لديهم وخاصة في بعض القدرات النمائية التي غالباً ما تُستخدم كمؤشرات للموهبة، ومع أنَّ مثل هذا القصور قد يُخفي وراءه الاستعداد العقلي فإنه لا يُعد بالضرورة مؤشراً للقصور المعرفي.
3. المعلومات الناقصة عنهم، تؤدي إلى قصور في النظر إلى قدراتهم، إذ يُعتمد في الحُكم أحياناً لدى بعض الجهات والمؤسسات المعنية بهذه الفئة في مثل تلك الحالات بناءً على اعتبارات لا تتصف بالخصائص السيكو مترية المطلوبة.
4. اختيار البرامج المُناسبة التي تُتيح لهم الفرص للتعبير عن مواهبهم وتقدم لهم الإثراء المناسب.
وعلى ما سبق، فإنَّ أهم المتطلبات الرئيسة للتعرُّف على الأطفال الموهوبين وتحديد مجال تفوقهم الأكاديمي أو الأدائي ما يلي:
1. الملاحظة المقصودة منْ جانب الوالدين والمعلمين بدءًا منْ المرحلة العُمرية المبكرة والتي غالباً ما تكون قبل مرحلة رياض الأطفال.
2. المُتابعة الدقيقة لأدائهم في كافة مجالات الموهبة، والتي تشمل النواحي العقلية والأكاديمية والإبداعية والقيادية والأدائية، وتشجيع المُبادرات الأولية.
3. اقتصار مقارنتهم بالآخرين على أقرانهم الذين يُعانون منْ إعاقات مماثلة، وألا نحكُم عليهم منْ خلال المعايير والمقاييس التي نطبقها على أقرانهم الموهوبين الذين لا يُعانون منْ أية إعاقة.
4. تطوير اختبارات مقننة خاصة بهم، مبنية على دراسات علمية وموائمة للبيئة المحلية.
5. إجراء التعديلات المناسبة لأساليب التقييم المُستخدمة.
وتأكيداً على أنَّ الطفل الموهوب ذي الإعاقة يُمكنُ أنْ يكون في المستقبل ذا مكانة ومنزلة مرموقة وقائد منتج نحبُّ أنْ نعرض لشخصيات عربية وإسلامية وعالمية تركت بصماتها الإيجابية على مجتمعاتنا رُغم الإعاقات لحقت بها، ومنها:
• فرانكلين: روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق وكان مصاباً بشلل الأطفال.
• هيلين كيلر: المرأة المعجزة التي كانت تحمل ثلاث إعاقات هي: الصم وكف البصر والخرس ومع ذلك أصبح لها شأن في الأدب وكتابة القصة، وحصلت على شهادة الدكتوراه ولها من المؤلفات أشهرها قصة حياتي.
• لويس برايل: كفيف، وهو الذي اخترع طريقة برايل للمكفوفين.
• ستيفن هوكنج: وهو مقعد وأبكم وأطلق عليه أينشتاين القرن العشرين وقد تعامل مع الحاسب الآلي واكتشف نظرية تاريخ الكون وعمل محاضراً بجامعة كمبردج ويلقي محاضراته عن طريق الحاسب الآلي واكتشف الثقوب السوداء في الكون وإشعاعاتها.
• ماركوني: كان أعور العين ويميل للانطواء وقد يكون توحدي، وهو مخترع اللاسلكي، ومنح جائزة نوبل في الفيزياء عام 1909م.
• بشار بن برد كفيف، قال عنه الجاحظ (المطبوعون على الشعر هم بشار، والسيد الحميري وأبو العتاهية ولكن بشار أطبعهم).
• أبو العلاء المعرّي، كفيف أيضاً درس فلسفة اليونان ونال من العلم والثقافات المختلفة وقرض الشعر وسُمِّيَ رهين المحبسين.
• أبو الأسود الدؤلي وكان أعرج، ومع ذلك كان شجاعاً وذكياً جداً، أصبح قاضياً للبصرة ثم أميراً عليها.
• أبان بن عثمان بن عفان كان أصم وأحول وأبرص ثم أصيب بالفالج، وكان من الفقهاء التابعين، وعيّن والياً على المدينة المنورة عام 76هـ.
بعد التمهيد الذي تناولناه في المُعالجة التربوية السابقة ننتقلُ إلى استعراض كلِّ فئة منْ فئات الموهوبين ذوي الإعاقات نوضح ماهيتها، سماتها وخصائصها، وأبرز الأسباب التي تُعيق التعرُّف عليها كموهبة تتسم بقدرات غير عادية ينبغي استثمارها لصالح الفرد أولاً ثمَّ لمجتمعه، وهي على النحو الآتي:

أولاً، الموهوبون المُعاقون جسدياً Physically Disability /Gifted:
تُشير ريم (2003) إلى أنَّ الموهوبين ذوي الإعاقة الجسدية يقضون جزءًا كبيراً منْ يومهم الدراسي في تعلُّم كيفية تطوير مهاراتهم الحياتية المختلفة، حيثُ يتمكنون بمقتضاها إلى حدٍ كبيرٍ منَ التغلب على تلك الآثار السلبية التي تترتب على إعاقتهم، وبالتالي يبتعدون عنْ تطوير قدراتهم المعرفية، ناهيك عن قدراتهم الإبداعية والابتكارية.
ونحن كتربويين ومرشدين وأولياء أمور في ذات الوقت نبتعد عند ملاحظة أداؤهم عن التفكير في قدراتهم تلك، وتحديدها بشكلٍ دقيقٍ، مما يوجِد أمامنا مشكلة كبيرة عند تحديد مستوى موهبتهم، حيثُ أنَّ كل ما يبدو لنا آنذاك لا يتعدى التفاوت الكبير بين قدراتهم مثلاً وبين أدائهم الفعلي في المدرسة. وقد يرجِع ذلك إلى العديد منَ العقبات، منها على سبيل المثال لا الحصر: عدم قدرة الطفل على أنْ يأتي بالاستجابة اللفظية المُناسبة، وحركته المحدودة منْ جراء إعاقته، ووجود قصور في تآزره الحركي، وخبراته الحياتية المحدودة.
وهناك مجموعةٌ منَ السمات والخصائص التي تُميِّز هؤلاء الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقة الجسدية، وهي على النحو الآتي:
1. تبايُن معدلات نموهم في جوانبها المختلفة، ويأتي معدل النمو الحركي متأخراً عن غيره مما يعوقهم عنْ أداء بعض الأنشطة المُختلفة.
2. قصور في المهارات الحركية أو عدم وجود بعضها في أحايين أخرى أو قصور في الجانب الحركي عامة الأمر الذي يعوقهم عنْ تحقيق أهدافهم، ومنْ ثمَّ يسبب لهم الإحباط أو بعض المشكلات الاجتماعية والاضطرابات الانفعالية.
3. المُعاناة منَ المشكلات الحركية المختلفة.
4. ارتفاع نسبة ذكائهم، وارتفاع مستوى قدراتهم وإمكاناتهم المختلفة.
5. تنوُّع قدراتهم الفائقة، فقد يتميزون في أكثر منْ قدرة واحدة أو حتى في أكثر منْ مجال واحدٍ منْ مجالات الموهبة.
6. انخفاض عدد أصدقائهم ومحدودية علاقاتهم بهم، وهو ما يدفعهم أحياناً إلى العُزلة.
7. الإفراط في نقد الذات خاصة فيما يتعلق بإعاقتهم، وهو ما يترتب عليه نتائج كثير مُتباينة.
8. الميل إلى الكمالية (أو المثالية)، وهو الأمر الذي لا يسمحُ لهم بالوقوع في أخطاء، مع أنَّ ذلك لا يتفق مع وضعهم الجسمي، وهو ما قد يعوقهم عنْ عملية التعويض أحياناً.
9. الميل إلى التطرُّف في تقييم ذواتهم وقدراتهم وإمكاناتهم.
10. تجنُّب المُجازفة (أو المُخاطرة)؛ خشية ألا يُساعدهم وضعهم الجسمي على تحقيق الإنجاز المتوقع منهم.
وهناك عدة مصادر للمشكلات التي يُمكنُ أنْ يواجهها الأطفال الموهوبون ذوي الإعاقة الجسمية، حيثُ تتوزع ما بين المصادر الداخلية والمصادر الخارجية، حيثُ ترتبط بالمصادر الداخلية:
1. الوضع الجسمي.
2. الضغوط المرتبطة بالموهبة (الكمالية، نقد الذات، وغيرهما).
أمَّا المصادر الخارجية:
1. عدم تناسُب البيئة المدرسية لهم.
2. أساليب التنشئة والمعاملة الوالدية.
3. عدم قدرتهم في بعض الأحيان على تحقيق توقعات الآخرين، فنجدهم كموهوبين ومعاقين جسمياً لا يمتثلون لبعض القواعد والتقاليد والأدوار، وهو ما قد يجعل ردود فعل الآخرين تجاههم تتسم بالسلبية، ولذلك فإنَّهم قد يلجؤون في بعض الأحيان إلى إخفاء قدراتهم ومواهبهم.
4. تمثل ضغوط الأقران مشكلة كبيرة لهم، حيثُ يكون مستوى بعض القدرات لديهم مرتفعاً منْ ناحية، فلا يستطيع بعض الأقران مجاراتهم فيها مما قد يدفع بعضهم إلى السخرية منهم ومنْ إعاقتهم. وقد يبتعد بعض الأقران عنهم في كثيرٍ منَ الأنشطة الحركية مما قد يُعرَّضهم إلى كمٍ كبيرٍ منَ الصراع.
5. تؤدي الضغوط المختلفة الناجمة عن البيئة الاجتماعية بهم إلى بعض المشكلات الانفعالية، خاصة الإحباط والقلق والاكتئاب؛ وذلك منْ جرّاء وضعهم الجسمي والاجتماعي.
6. نسبة لا بأس بها منَ المعلمين لا يستطيعون النظر إلى هؤلاء الأطفال نظرة تتجاوز حدود تلك الإعاقة التي يُعانون منها.
ثانياً، الموهوبون ذوو الإعاقة البصريةGifted Visual Disability:
يُشير المصطلح أعلاه كما ورد عند عادل عبدالله (2005) إلى أولئك الأطفال الذين يُعانون منْ كفِّ البصر أو الذين تصل حدة إبصارهم 6/60 متراً أو 20/200 قدم أو أقل بالعين الأفضل بعد إجراء التصحيحات اللازمة باستخدام ما يلزم منْ معيناتٍ بصرية، ومع ذلك يتسمون بالموهبة البارزة أو القدرات الفائقة في جانبٍ أو أكثر منْ جوانب الموهبة.
أمَّا عن الخصائص التي تُميِّز هؤلاء الأطفال عنْ غيرهم منْ أقرانهم المُعاقين بصرياً غير الموهوبين فهي على النحو الآتي:
1. لديهم منَ القدرات والإمكانات الفائقة ما يُتيح أمامهم الفرص لتحقيق مستوى مُرتفع منَ الإنجاز، والذي يُمكنُ أنْ يتحدد في المجالات العقلية والإبداعية والفنية وغيرها.
2. لديهم قدرة غير عادية على القيادة تُمكِّنهم منْ إدارة الأمور والمواقف بشكلٍ ملفتٍ ومُثير للاهتمام.
3. لديهم تميُّز في مجالات دراسية أو أكاديمية معينة، وهي التي لا تعتمدُ على التناول اليدوي.
وعلى ما سبق، يؤكِّد Mendaglio (1995) بأنَّ البرامج التي يتم تقديمها لأولئك الأطفال الموهوبين ذوي الإعاقات البصرية ينبغي أنْ تُراعي احتياجاتهم في أربع جوانب، وهي:
1. تشخيص الموهبة لديهم بدقة، وبالتالي تصنيفهم على أنَّهم موهوبون.
2. إدخال بعض التغييرات أو التعديلات والالتواءات على تلك المناهج الدراسية المقدمة لهم.
3. مراعاة حاجاتهم النفسية وتقديم الإرشاد لهم.
4. توفير المعلمين المؤهلين للتعامل معهم، وتقديم الخِدمات اللازمة لهم.
ويرى Tuttle (1994) بأنَّه نظراً للاستثناء المزدوج لهؤلاء الأطفال تتباينُ حاجاتهم النفسية، ومنْ ثمَّ يجبُ أنْ تُتاح لهم الفُرص كي يتمكنوا منْ تحقيق أعلى منَ النمو في العديد منَ الجوانب، ويأتي في مقدمة ذلك حاجتهم إلى تطوير المفهوم الإيجابي للذات، وتطوير مهاراتهم الاجتماعية، وتحقيق التوازن بين اللعب والعمل، أو الاستذكار وأداء الواجبات المنزلية.
ويُمكننا عرض أبرز المشكلات التي قد يُعاني منها الموهوبين ذوي الإعاقة البصرية على النحو الآتي:
1. مُعدَّل نمو غير مستوي في جوانبه المُختلفة.
2. الميل إلى الكمالية (أو المثالية).
3. الضغوط الناشئة منْ توقعات الراشدين.
4. الحساسية الزائدة.
5. الشعور بالاغتراب وصراع الدور (أو النموذج).
وعلى ذلك ترى Com Anne (1987) بأنَّ عمليات التنشئة الاجتماعية الخاصة بهؤلاء الأطفال يجبُ أنْ تتركَّز على ثلاث عناصر أساسية، وهي: الهوية، العلاقات الاجتماعية، والأنشطة الحياتية.




ثالثاً، الموهوبون ذوو الإعاقة السمعية Hearing Disability /Gifted:
تُعدُّ الإعاقة السمعية أحد أنماط الإعاقات الحسية، وأنها لا تسمح لأولئك الأطفال الموهوبين الذين يُعانون منها أنْ يأتوا بسلوكيات معينة تعكس موهبتهم وتميزهم، ومنْ ثمَّ يُصبح منَ الصعب أنْ نُحددهم على أنَّهم موهوبون؛ حيثُ نجدهم على سبيل المثال: لا يستجيبون للتوجيهات اللفظية المختلفة، وقد يكون لديهم في ذات الوقت نقص أو قصورٌ في المحصول اللغوي.
وتتضح موهبة أولئك الأطفال منْ خلال بعض المجالات، ومنها:
1. ذاكرتهم المتوقدة التي تميزهم عن غيرهم منَ الأطفال، سواءٌ أقرانهم الصم أو حتى العاديين أو الموهوبين.
2. مهاراتهم الفائقة في حلِّ المشكلات وابتكارهم لأساليب جديدة غير معروفة في حلها.
3. إبداء اهتمام غير عادي بمجالات معينة، وبالتالي معروفة كم غير عادي منَ المعلومات عنْ هذه المجالات.
لذا، فإنَّ هذه الجوانب تُمثِّل جوانب قوة لديهم لا بد منْ استغلالها والعمل على تنميتها وتطويرها ورعايتها.
ولذلك فإنَّ البرامج والأنشطة يُفترض فيها صقل تفكيرهم النقدي وتحفيز العمليات الإبداعية وتقديم محتوى اجتماعي وانفعالي مناسب.
ويُشير Whitemore& Maker (1985) إلى أنَّ هناك مجموعةٌ منَ السِّمات المختلفة تميِّزهم، ومنها:
1. القدرة على القراءة في سن مبكرة.
2. ذاكرة متميزة أو متوقدة إنْ جاز التعبير.
3. قدرة مُرتفعة على التفكير السليم.
4. البراعة في حلِّ المشكلات.
5. يجدون متعةً في التعامل مع البيئة.
6. يُعانون منْ تأخر واضح في إدراك المفاهيم.
7. مستوى مرتفع منَ التفكير الحدسي.
8. القصور في بعض المهارات اللغوية والاجتماعية.
9. تجنب المُجازفة أو المُخاطرة؛ خشية ألاّ يصل أداؤهم إلى المستوى المتوقع.
أخيراً، هناك الكثير منَ البرامج التي أعدت لمثل هذه الفئة منَ الأطفال الموهوبين، والمبنية على أسس معرفية رصينة، ومنسجمة مع سماتهم وخصائصهم العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية، وسوف تناولها بالعرض في معالجات تربوية قادمة، بعد أنْ نعرِّج على كلِّ فئات الأطفال الموهوبين منْ ذوي الاحتياجات الخاصة.


 
إنضم
2 مايو 2012
المشاركات
4,185
مستوى التفاعل
168
النقاط
0
الإقامة
عمـان الحبيبة
يعطيك الف عافية ياغالي على جهدك المتجدد والقيم
 

نورس الحياة

الاداره العامه
إنضم
9 يوليو 2012
المشاركات
16,496
مستوى التفاعل
1,131
النقاط
0
العمر
49
كل الشكر و التقدير لهذا الطرح المميز
موضوع قيم جدا
بارك الله فيك وجزاك الجنة
 

مجد محمد ياغي

عضو ذهبي
إنضم
18 مارس 2013
المشاركات
196
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
العمر
28
الإقامة
عمان
يعطيك العافية
 

متجاوب 2023

متجاوب 2023

أعلى