حميدي وافتخر
عضو جديد
-
- إنضم
- 20 مارس 2011
-
- المشاركات
- 1,129
-
- مستوى التفاعل
- 27
-
- النقاط
- 0
( العــــدل )
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أحمد الله و أستعينه و استغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .
يقول الشاعر :
و بطشُ الله لـــيــس لــه مــردٌّ و بطش العــبـدِ أقصاهُ انـتهاءُ
و حـكـمُ الظلم ليـس لـه دوامٌ و حكـم الحق شــيمـتُه الـبـقـاءُ
و غمضُ العين عن شرّ ضلالٌ و غضّ الطرف عن جورٍغباءُ
فجاهِر بقـول الحقِّ و اصْـــبِرْ و عــند الله فـي ذاك الـجــزاءُ
العدل و ما أدراكم ما العدل عماد الأمر و أساسه و قوام الدنيا و زينتها .
به تستوى العلاقات و تسود المحبة فلا مكان لظلم و لا حقد و لا ضغينه و لا خوف
لأن من عدل امن و نام قرير العين مرتاح الضمير .
العدل أمر ربانى :
{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ }
الأعراف 29
و أيضاً
{ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ }
النحل90
و وعد بالأمن :
{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }
الأنعام 82
إن العدل من الصفات التى يجب أن يلتزم بها كل مسلم :
فيجب أن يكون عادلاً بين أولاده لا يميز بينهم فيعطى أحدهم و يمنع الآخر .
أو يميز فى المعاملة بين الذكر و الأنثى .
و يجب أن يكون عادلاً إن كان متزوجاً أكثر من زوجة لأن هذا الأمر بالذات
قد يتسبب فى فرقة بين الأبناء و قد حدث ذات يوم أن كنت أتحدث فيه لطفل
تزوج أبوه من ثلاث زوجات و للأسف الشديد كان يعامل إحداهن بطريقة خاصة جداً
و كذلك أبناء هذه الزوجة و صدمنى طفل عندما كنت أسأله عن أخيه من زوجة أبيه
فقال لى ببراءة شديدة " آه أخويا التقليد " و كانت هذه نتيجة طبيعية لإحساس هذا الطفل
بفروق فى المعاملة و افتقاد للعدل المنشود .
كما يجب أن يراعى كل رئيس العدل بين مرؤوسيه على حد سواء
و أن يعطى كلاً على قدر جهده و إجتهاده بما يستحق .
و القاضى يجب أن يكون عادلاً لا ينظر إلى حسب أو نسب أو إلى سلطان أو جاه أو إلى غنى أو فقر
و الكل فى نظره سواء و يضع أمامه هدفاً سامياً ألا و هو ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .
و التاجر يجب أن يكون عادلاً فى الكيل و الميزان يتقى الله و يعطى كل ذى حق حقه .
و المعلم يجب أن يكون عادلاً بين طلابه لا يجور على مجتهد و لا يكافئ كسولاً
لمجرد أنه من مجموعة دروسه الخصوصية !!
كل فى مجاله يجب أن يكون عادلاً لا يتأثر برحم أو قرابة و لا يخشى بطش أو سلطان .
يتعامل كما يجب مع كل الناس بالعدل و القسط .
لابد أن تضبط ميزانك المادى و المعنوى لكى يكون متزناً طوال الوقت و لا تطفف كفه
على حساب الأخرى و تذكر أن هناك عين لا تغفل و لا تنام .
و احترس من الظلم لأنه ظلمات يوم القيامة .
و كما يقول الشاعر :
و العادلون بيننا مثل النجوم في الظلم فاعدل و لو مع الذي جار عليك او ظلم
و كن تقيا مخلصا يرعى الحقوق و الذمم و لتحذر الظلم فان الظلم يفضي للندم
يا ويل كل ظالم من دعوة الذي ظلم يرفعها الى السماء رب عزيز منتقم
يقسم ان نصرها و هو الأبر بالقسم
أقوال فى العدل
من القرآن الكريم :
{ وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ
وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا
وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ
ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }
الانعام 152
من السنة المطهرة :
( إن المقسطين عند الله تعالى على منابر من نور ،
على يمين الرحمن ، الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم وما ولوا )
الراوي :عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما
المحدث : الألباني
المصدر : صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم : 5394
خلاصة حكم المحدث : صحيح
السلف الصالح
ذات يوم، اختلف الإمام على - رضي الله عنه - مع يهودي في درع فذهبا إلى القاضي ،
و قال الإمام علي : إن هذا اليهودي أخذ درْعِي ، و أنكر اليهودي ذلك ،
فقال القاضي للإمام علي : هل معك من شهود ؟ فقال الإمام علي : نعم ،
و أحضر ولده الحسين ، فشهد الحسين بأن هذا الدرع هو درع أبيه .
لكن القاضي قال للإمام علي : هل معك شاهد آخر ؟ فقال الإمام علي : لا .
فحكم القاضي بأن الدرع لليهودي ؛ لأن الإمام عليا لم يكن معه من الشهود غير ولده .
فقال اليهودي : أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى على أمير المؤمنين و رضى .
صدقتَ و الله يا أمير المؤمنين .. إنها لدرعك سقطتْ عن جمل لك التقطتُها ؛
أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدًا رسول الله .
فأعطاه الإمام على الدرع فرحًا بإسلامه .
" إذا أتاك أحد الخصمين وقد فُقِئَتْ عينه فلا تقض له حتى يأتيك خصمه فلعله قد فُقِئَتْ عيناه"
أحد الحكماء
الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له و القوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه
سيدنا أبو بكر الصديق
" إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة و عاقبة العدل كريمة "
ابن تيمية
" حصنها بالعدل و نقّ طريقها من الظلم "
سيدنا عمر بن عبد العزيز فى كتابه لأحد الولاة الذى طلب مالا لتحصين المدينة
" لا تظنوا أني ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضي العادل "
صلاح الدين الأيوبي بعد النصر في معركة حطين