• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

يوسف وأسرار نهر دجلة

أزهار

عضو جديد
إنضم
3 سبتمبر 2024
المشاركات
167
مستوى التفاعل
15
النقاط
18
العمر
41
الإقامة
jordan

يوسف وأسرار نهر دجلة​


في قلب بغداد، بجوار نهر دجلة الجميل، كان هناك ولد صغير اسمه يوسف. يوسف كان يحب نهر دجلة ويعتبره صديقًا، حيث كان يقضي ساعات طويلة كل يوم بجانبه، يراقب الماء المتدفق والأسماك التي تسبح فيه. كان دائمًا يسأل والده عن قصص النهر والتاريخ العريق الذي يحمله.

في يوم من الأيام، وبينما كان يوسف جالسًا على ضفة النهر، لاحظ شيئًا غريبًا. كانت هناك زجاجة قديمة تطفو على سطح الماء وتتجه نحوه ببطء. شعر يوسف بالفضول، فمد يده وأمسك بالزجاجة. عندما نظر داخلها، وجد رسالة مكتوبة على ورقة قديمة. فتح الرسالة بحذر وبدأ يقرأ.

الرسالة كانت مكتوبة بلغة عربية قديمة، ولكن يوسف استطاع فهمها بفضل الدروس التي كان يأخذها من جده. الرسالة كانت تتحدث عن كنز مخفي في أعماق نهر دجلة، تقول الأسطورة إنه يعود لملك قديم كان يحكم بغداد قبل مئات السنين. حسب الرسالة، هذا الكنز يحتوي على أسرار ومعارف كانت سبب ازدهار المدينة في ذلك الوقت.

تحمس يوسف كثيرًا للفكرة وقرر أنه سيبحث عن هذا الكنز. أخبر أصدقائه بما وجد، وقرروا أن ينطلقوا في مغامرة للبحث عن الكنز. لكنهم كانوا يعرفون أن الأمر لن يكون سهلًا، وأنهم سيحتاجون إلى الشجاعة والصبر.

في اليوم التالي، توجه يوسف وأصدقاؤه إلى مكان محدد أشار إليه في الرسالة. استخدموا قاربًا صغيرًا للإبحار في نهر دجلة، ومع كل مجداف يضرب الماء، كان حماسهم يزداد. عندما وصلوا إلى المكان المحدد، بدأوا بالبحث بعناية. كانوا يغوصون في الماء ويحفرون في الأرض الرملية بجانب النهر.

بعد ساعات من البحث، وأثناء شعورهم بالتعب، سمع يوسف صوتًا غريبًا تحت الماء. غطس بسرعة ليرى ما هو، ووجد صندوقًا قديمًا مغلقًا بإحكام. صعد يوسف إلى السطح وهو يحمل الصندوق بين يديه، وعيونه تلمع من الفرح.

فتحوا الصندوق ببطء، ووجدوا داخله مخطوطات قديمة وأدوات قديمة تعود للعصر الذهبي لبغداد. كانت المخطوطات تحتوي على خرائط ومعادلات علمية ورسائل تتحدث عن العلم والفنون في ذلك الوقت. كان هذا الكنز هو المعرفة التي حفظت بغداد وجعلتها مركزًا للعلم والثقافة.

قرر يوسف وأصدقاؤه أن يعيدوا هذه المخطوطات والأدوات إلى المتحف الوطني في بغداد، ليتمكن الجميع من التعرف على تاريخهم العظيم. كانوا فخورين بأنهم جزء من اكتشاف سيساهم في تعزيز هوية بلدهم.

وهكذا، أصبح يوسف وأصدقاؤه أبطال الحي، وأصبحت قصتهم تُروى بين الناس في المقاهي والمدارس. وتعلم يوسف درسًا مهمًا: أن الكنز الحقيقي ليس الذهب أو الجواهر، بل المعرفة والتاريخ الذي يحمل أسرار أجدادنا.
 
أعلى