سر الغابة المسحورة
في يوم من الأيام، كانت هناك فتاة صغيرة تُدعى لينا. كانت لينا تعيش في قرية صغيرة بجوار غابة قديمة تُدعى “الغابة المسحورة”. كانت الغابة مليئة بالأشجار العالية والحيوانات البرية، لكن الناس في القرية كانوا يخافون من الدخول إليها لأنهم كانوا يعتقدون أنها مليئة بالأسرار والسحر.
لكن لينا كانت فتاة شجاعة ومغامِرة. كانت تسمع قصصًا عن الغابة المسحورة من جدتها، وكانت دائمًا تتساءل عن حقيقة تلك القصص. في أحد الأيام، قررت لينا أن تكتشف سر الغابة بنفسها. استيقظت مبكرًا وحملت حقيبة صغيرة فيها زجاجة ماء وبعض الطعام، وانطلقت نحو الغابة.
عندما دخلت لينا الغابة، شعرت بأن الجو مختلف تمامًا عن أي مكان آخر. كانت الأشجار ضخمة ومتراصة بشكل غريب، وكانت الأصوات من حولها تبدو وكأنها همسات خافتة. لكنها لم تشعر بالخوف، بل شعرت بالإثارة والحماس.
بينما كانت لينا تتقدم في الغابة، سمعت فجأة صوتًا غريبًا. اقتربت بحذر، ورأت أرنبًا صغيرًا يتحدث مع شجرة! نعم، كان الأرنب يتحدث والشجرة كانت ترد عليه! لم تصدق لينا عينيها، لكنها قررت أن تقترب وتسأل الأرنب عن سر هذه الغابة.
قال الأرنب: “أهلاً بكِ في الغابة المسحورة، لينا. أنا أرنوب، وهذه الشجرة الحكيمة. نحن هنا لحماية سر هذه الغابة.” سألت لينا: “وما هو هذا السر؟”
ابتسم أرنوب وقال: “الغابة المسحورة مليئة بالكائنات السحرية والأشجار المتكلمة، لكن سرها الأكبر هو وجود حجر سحري في قلب الغابة. هذا الحجر يمنح الحياة والسكينة للغابة، ولكنه مهدد الآن من قِبل ساحر شرير يريد سرقة قوته.”
شعرت لينا بالمسؤولية وقررت مساعدة الغابة. سألها أرنوب: “هل تريدين المساعدة؟” ردت لينا بحماس: “نعم، بالطبع! ماذا يمكنني أن أفعل؟”
أخذ أرنوب لينا إلى بومة ذكية تعيش في شجرة عالية. كانت البومة تعرف كل شيء عن الغابة وعن الحجر السحري. قالت البومة: “لينا، تحتاجين إلى العثور على الحجر السحري قبل أن يصل إليه الساحر. الطريق ليس سهلًا، لكني أؤمن بأنك تستطيعين فعلها.”
بدأت لينا رحلتها في البحث عن الحجر السحري. واجهت في طريقها تحديات كثيرة، مثل عبور نهر سريع ومواجهة مخلوقات غريبة. لكن بمساعدة أرنوب والبومة والكائنات الأخرى، تمكنت من تجاوز كل تلك العقبات.
أخيرًا، وصلت لينا إلى قلب الغابة، حيث وجدت الحجر السحري محميًا بواسطة أشعة من الضوء السحري. لكن الساحر كان هناك أيضًا، وحاول أخذ الحجر بالقوة. استجمعت لينا شجاعتها وصرخت بصوت عالٍ: “لن أسمح لك بأخذ الحجر!”
وفجأة، أضاء الحجر بلمعان قوي، واندفعت أشعة من النور نحو الساحر وأجبرته على الفرار. اقتربت لينا من الحجر، وشعرت بالدفء يسري في جسدها، وكأن الحجر يشكرها على شجاعتها.
عادت لينا إلى القرية، وحكت لأهلها ما حدث. ومنذ ذلك اليوم، لم يعد أحد يخاف من الغابة، بل أصبحت مكانًا يزوره الجميع للاستمتاع بجمالها وسحرها.
أما لينا، فقد أصبحت بطلة في القرية، واستمرت في زيارة الغابة، وكانت دائمًا تشعر بالفخر لأنها حمت سر الغابة المسحورة.