عمر والحصان الأبيض
في يوم من الأيام، كان هناك طفل صغير اسمه عمر. عمر كان يعيش في قرية صغيرة تحيط بها الحقول الخضراء والجبال العالية. كان يحب الطبيعة كثيرًا، وكان يمضي معظم وقته خارج البيت يلعب ويركض في الحقول.
في أحد الأيام، بينما كان عمر يتجول في الحقول، رأى من بعيد حصانًا أبيض جميلًا. كان الحصان واقفًا بجانب شجرة كبيرة، ومعطفه يلمع تحت أشعة الشمس. لم ير عمر حصانًا بهذه الروعة من قبل، فاقترب منه ببطء وحذر.
عندما وصل عمر إلى الحصان، مد يده بلطف نحوه. نظر الحصان إلى عمر بعينين كبيرتين، ثم اقترب منه أكثر وجعل أنفه يلامس يد عمر برفق. شعر عمر بسعادة غامرة وهو يداعب الحصان، وكأنه وجد صديقًا جديدًا.
قرر عمر أن يعود إلى نفس المكان كل يوم ليرى الحصان الأبيض. وفي كل مرة كان الحصان ينتظره، ويقترب منه عندما يراه. أصبح عمر يعتني بالحيوان، يجلب له الماء والعشب الطازج، ويقضي معه ساعات طويلة في الحقول.
كان عمر يحكي للحصان عن أحلامه وأمنياته، وكان يشعر بأن الحصان يستمع إليه ويفهمه. وكلما كان عمر يشعر بالحزن أو القلق، كان يذهب إلى الحقل ليرى الحصان، وكان الحصان دائمًا يهدئه ويجعله يشعر بالسلام.
ومرت الأيام، وصارت علاقة عمر والحصان قوية جدًا. وأصبح الحصان يرافق عمر أينما ذهب، وكان الناس في القرية يتحدثون عن الصداقة الغريبة التي نشأت بين الطفل الصغير والحصان الأبيض.
وفي يوم من الأيام، قرر عمر أن يركب الحصان لأول مرة. كان متحمسًا جدًا، وقفز على ظهر الحصان الذي انطلق به في الحقول الخضراء. كان الريح يلامس وجه عمر وهو يضحك بسعادة، وشعر وكأنه يطير في السماء.
ومنذ ذلك اليوم، لم يفترق عمر عن الحصان الأبيض، وصارت مغامراتهما في الحقول حديث كل أهل القرية. وكان عمر دائمًا يشعر بأن الحصان ليس مجرد حيوان، بل كان صديقًا حقيقيًا يشاركه كل لحظات الفرح والحزن.