مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
بعد عطلة صيفية قاربت الثلاثة شهور عاد الطلبة الصغار,يطرقون ابواب مدارسهم للمرة الاولى مبتعدين عن أمهاتهم وأبائهم بما يحمله هذا الابتعاد من الم نفسي لا يعبرون عنه سوى بالبكاء و الصراخ ورفض فكرة الذهاب للمدرسة. فأمتداد العطلة الصيفية لهذا العام اسهم في اعتياد الصغار على انماط سلوكية لا تتماشى مع نظام الحياة المرافق للمدارس من نوم مبكر وصحو في ساعات مبكرة وعدم الجلوس لساعات طويلة امام التلفاز واجهزة الكمبيوتر ... وهي جمعيها امور تجد الاسر صعوبة في التعامل معها واعادة ابنائهم الى مسارهم الصحيح المرافق للمدارس وخاصة خلال الاسابيع الأولى من بدء الدوام المدرسي.
فقضية تقبل المدرسة في الايام الاولى واعادة الابناء الى انماط سلوكية معينة من الانضباط قضايا أساسية تواجه الاسر هذه الايام,وتتطلب تغييرا في انماط السلوك التي اعتادها الابناء خلال الشهر الفضيل من سهر ومسلسلات.
وتقول ام عمر – أم لثلاثة ابناء و ربة منزل – ان طفلها البالغ من العمر اربع سنوات رفض فكرة الذهاب للمدرسة منذ اللحظة التي ذهبنا بها للمدرسة لشراء الزي المدرسي, ففي اليوم الاول أخذ بالبكاء واستمر في ذلك ورفض الدخول للصف حيث بقيت معه لاقناعه الا انه كلما حاولت تركه كان يعيد بكاءه من جديد .
وتؤكد ام عمر ان تعلق الاطفال بامهاتهم وابائهم احدى المشاكل التي تواجه الامهات ولا تعلم كيفية التخفيف منها لمساعدة طفلها خاصة عند ذهابه للمدرسة للمرة الاولى .
وكما تقول ام سيف فأن طفلها يرفض فكرة الذهاب للمدرسة بالرغم من انها ام عاملة الا ان بقاءه مع جدته وعدم ذهابه لاية حضانة من قبل اسهم في رفضه لفكرة مغادرة البيت الى المدرسة.
وتضيف : اجد صعوبة كبيرة في اقناعه بفكرة المدرسة بالرغم من ان شقيقه الاكبر في المدرسة الا انه لا يزال يعبر عن رفضه بالبكاء والتمرد .
وتشرح أم قصي – ام لاربعة اطفال اكبرهم في الصف السادس الابتدائي- معاناتها مع أبنائها بقولها : انها منذ فترة وهي تحاول اعادة ابنائها لسلوك الالتزام المتمثل بالنوم مبكرا وعدم قضاء اوقات طويلة امام التلفاز واجهزة الكمبيوتر الا انها تجد صعوبة في ذلك وتبين ان تاجيل دوام المدارس لهذا العام لما بعد شهر رمضان المبارك اسهم في تعويد الابناء لعادات لا تتماشى مع المدارس كالتاخر في الذهاب للنوم والصحو في ساعات متاخرة وهي جمعيها عادات تحتاج لوقت لاعادة تصويبها .
ويؤكد الدكتور ابراهيم المومني استاذ الطفولة المبكرة والتربية الابتدائية في كلية العلوم التربوية في الجامعة الاردنية على اهمية اليوم الاول في حياة الطلبة وخاصة اولئك الذين يلتحقون بالمدارس للمرة الاولى .
ويضيف بأن هناك دورا كبيرا يقع على عاتق المعلمين باستقبال الاطفال وترغبيهم بالمدارس واشعارهم بالحب والحنان لابتعادهم عن امهاتهم مشيرا الى ان هذا الامر ينطبق ايضا على الطلبة في مراحل اكاديمية عليا من خلال التخفيف على الطلبة في ايامهم الاولى بحيث لا نشعرهم بالملل المبكر بعد اجازة صيفية طويلة .
وينبه المومني الى ان قضية تعلق الطفل بوالدته تعلقا شديدا هي قضية غير صحية يجب ان تتنبه الامهات لسلبياتها على الاطفال ويجب ان يبدأن بتعوديهم على الابتعاد تدريجيا قبل دخولهم المدارس من خلال ارسالهم عند اقاربهم او اطفال الجيران ليعتادوا على فكرة الابتعاد عن امهاتهم لفترات معينة .
ويوضح ان تعود الطفل على مدرسته ومعلماته يحتاج لوقت يختلف من طفل الى اخر الا ان دور المعلم هو الاهم في ترغيب الاطفال بالمدرسة وتعريفهم بمرافقها وتعويضهم عن فترات ابتعادهم عن امهاتهم وخاصة خلال الاسابيع الاولى من بدء الدوام المدرسي .