مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
في غزة، ودون قرار صريح يفيد بذلك، لا يسمح للفتيات البالغات بركوب الدراجات. إلا أن فتاة فلسطينية قررت أن تتحدى كل المحرمات الاجتماعية والأخلاقية والقيام برحلة عبر القطاع، أمام ابتسامات الكثير وتهديدات البعض.
قررت الصحفية الفلسطينية أسماء الغول البالغة من العمر 28 سنة، ودون سابق إنذار، أن تلتحق بثلاثة من أصدقائها، وهم مناضلان إيطاليان لحقوق الإنسان وآخر أمريكي، للقيام بجولة بالدراجة عبر القطاع. ورغم حرارة الصيف الشديدة، انطلق الأصدقاء الأربعة من مدينة رفح، قرب الحدود المصرية، متجهين نحو غزة، لقطع مسافة 30 كيلومترا عبر الطريق الساحلي. لكن هذه الرحلة كانت ذات بعد رمزي مهم بالنسبة لأسماء، إذ يستنكر أهالي غزة ركوب النساء للدراجات، الأمر الذي حرمها من ممارسة هذا النشاط منذ سن الرابعة عشرة.
أثناء هذه الرحلة، كان أغلبية سكان غزة بشوشين ولم يترددوا في تقديم يد المساعدة للمسافرين الأربعة عندما أصيبت دراجاتهم بالعطب. إلا أن بعض الرجال الذين اعترضوا طريقهم على دراجات نارية لم يضيعوا فرصة لتذكيرهم بأن مكان المرأة في البيت وليس على مقعد دراجة.
أسماء الغول صحفية من غزة مطلقة ومستقلة، وتعرف بنفسها كفلسطينية علمانية.
إن أصدقائي الأجانب يعتبرون الدراجة مجرد وسيلة نقل ممتعة ولا يرون فيها البتة أي رمز سياسي. إلا أن مشاركتي في هذه الرحلة أعطتها بعدا آخر. ففي البلدان المسلمة، قل ما نرى نساء تركب الدراجات. لا وجود لقانون يمنع ذلك لكن أفراد المجتمع عموما لا ينظرون إلى الأمر نظرة استحسان. زد على ذلك أن سلطة حماس في غزة قامت بسن مجموعة من الأحكام التي تتسم بالتمييز ضد المرأة، مثل قرار منع النساء من تدخين الأرجيلة في الأماكن العامة مثلا. أرى أن كل هذه القرارات ظالمة وسخيفة ولذلك قررت القيام بهذه الجولة لأرى ما ستكون ردة الفعل.
"أغلبية الأشخاص الذين اعترضوا طريقنا كانوا لطفاء ولم يترددوا في مساندتنا"
عموما، كانت المفاجأة سارة بالنسبة لي، فقد كنت أخالني سأجد صعوبة في ركوب الدراجة بعد كل هذه السنوات إلا أنني لم ألبث في الانطلاق بها بكل سرعة. كما أن أغلبية الأشخاص الذين اعترضوا طريقنا كانوا لطفاء ولم يترددوا في مساندتنا ببشاشتهم وتحياتهم باللغة الإنجليزية ولم ينزعج أحد منهم من رؤية امرأتين تركبان الدراجة.
إلا أن حادثتين مؤسفتين وقعتا أثناء هذه الرحلة، فقد قام أولا فريق من الشبان الذين يركبون دراجات نارية باقتفاء أثري وخاصة أثر صديقتي "شانتال". كانوا يقتربون أكثر فأكثر مدعين أنهم من شرطة حماس لكنني لم أصدقهم لصغر سنهم ولرفضهم تقديم بطاقات هويتهم عندما طلبت منهم ذلك. صرخت في وجههم أن يدعونا وشأننا ثم طلبت العون من سيارة شرطة كانت تمر من هناك. وقد ساعدني أعضاء الشرطة عندما شكوت لهم تصرف هؤلاء الشبان فقاموا بإبعادهم وكانوا في غاية اللطف معنا. تعجبت لعدم قيامهم بأية ملاحظة بشأن ركوبنا الدراجات ولكني أظن أن ذلك يعود لمرافقتي لأجانب، الأمر الذي جعلهم أكثر تساهلا في هذه المسألة.
الحادثة الثانية كانت أكثر إزعاجا. مرة أخرى، اعترض طريقنا شبان يركبون دراجات نارية أخذوا في تجاوزنا ثم في الرجوع نحونا، الأمر الذي أجبرنا على التوقف على حافة الطريق إذ كانوا يمرون حذونا بكل سرعة. وفي المرة الثانية، قام أحدهم بضرب "شانتال" في ظهرها والبصق على وجهي. كنت أنتظر هذا النوع من ردات الفعل فلم أتردد في الرد بالمثل، إذ كثيرا ما يتصرف أحدهم معي بهذه الطريقة لكوني امرأة علمانية لا تلبس الحجاب.
كانت الرحلة في مجملها تجربة ممتعة، فعندما تعرضت دراجاتنا مرتين للعطب، لم تتردد عائلات جد محافظة في مساعدتنا كما كانوا شديدي الحفاوة بنا، ولم يكترثوا حتى لركوبي دراجة رغم سؤالهم إن كنت صائمة أم لا!". (فرانس 24).
http://ammonnews.net/Writer.aspx?writerID=1
http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&pub=wmarafihttp://ammonnews.net/PrintALL.aspxhttp://ammonnews.net/print.aspx?Articleno=68590
قررت الصحفية الفلسطينية أسماء الغول البالغة من العمر 28 سنة، ودون سابق إنذار، أن تلتحق بثلاثة من أصدقائها، وهم مناضلان إيطاليان لحقوق الإنسان وآخر أمريكي، للقيام بجولة بالدراجة عبر القطاع. ورغم حرارة الصيف الشديدة، انطلق الأصدقاء الأربعة من مدينة رفح، قرب الحدود المصرية، متجهين نحو غزة، لقطع مسافة 30 كيلومترا عبر الطريق الساحلي. لكن هذه الرحلة كانت ذات بعد رمزي مهم بالنسبة لأسماء، إذ يستنكر أهالي غزة ركوب النساء للدراجات، الأمر الذي حرمها من ممارسة هذا النشاط منذ سن الرابعة عشرة.
أثناء هذه الرحلة، كان أغلبية سكان غزة بشوشين ولم يترددوا في تقديم يد المساعدة للمسافرين الأربعة عندما أصيبت دراجاتهم بالعطب. إلا أن بعض الرجال الذين اعترضوا طريقهم على دراجات نارية لم يضيعوا فرصة لتذكيرهم بأن مكان المرأة في البيت وليس على مقعد دراجة.
أسماء الغول صحفية من غزة مطلقة ومستقلة، وتعرف بنفسها كفلسطينية علمانية.
إن أصدقائي الأجانب يعتبرون الدراجة مجرد وسيلة نقل ممتعة ولا يرون فيها البتة أي رمز سياسي. إلا أن مشاركتي في هذه الرحلة أعطتها بعدا آخر. ففي البلدان المسلمة، قل ما نرى نساء تركب الدراجات. لا وجود لقانون يمنع ذلك لكن أفراد المجتمع عموما لا ينظرون إلى الأمر نظرة استحسان. زد على ذلك أن سلطة حماس في غزة قامت بسن مجموعة من الأحكام التي تتسم بالتمييز ضد المرأة، مثل قرار منع النساء من تدخين الأرجيلة في الأماكن العامة مثلا. أرى أن كل هذه القرارات ظالمة وسخيفة ولذلك قررت القيام بهذه الجولة لأرى ما ستكون ردة الفعل.
"أغلبية الأشخاص الذين اعترضوا طريقنا كانوا لطفاء ولم يترددوا في مساندتنا"
عموما، كانت المفاجأة سارة بالنسبة لي، فقد كنت أخالني سأجد صعوبة في ركوب الدراجة بعد كل هذه السنوات إلا أنني لم ألبث في الانطلاق بها بكل سرعة. كما أن أغلبية الأشخاص الذين اعترضوا طريقنا كانوا لطفاء ولم يترددوا في مساندتنا ببشاشتهم وتحياتهم باللغة الإنجليزية ولم ينزعج أحد منهم من رؤية امرأتين تركبان الدراجة.
إلا أن حادثتين مؤسفتين وقعتا أثناء هذه الرحلة، فقد قام أولا فريق من الشبان الذين يركبون دراجات نارية باقتفاء أثري وخاصة أثر صديقتي "شانتال". كانوا يقتربون أكثر فأكثر مدعين أنهم من شرطة حماس لكنني لم أصدقهم لصغر سنهم ولرفضهم تقديم بطاقات هويتهم عندما طلبت منهم ذلك. صرخت في وجههم أن يدعونا وشأننا ثم طلبت العون من سيارة شرطة كانت تمر من هناك. وقد ساعدني أعضاء الشرطة عندما شكوت لهم تصرف هؤلاء الشبان فقاموا بإبعادهم وكانوا في غاية اللطف معنا. تعجبت لعدم قيامهم بأية ملاحظة بشأن ركوبنا الدراجات ولكني أظن أن ذلك يعود لمرافقتي لأجانب، الأمر الذي جعلهم أكثر تساهلا في هذه المسألة.
الحادثة الثانية كانت أكثر إزعاجا. مرة أخرى، اعترض طريقنا شبان يركبون دراجات نارية أخذوا في تجاوزنا ثم في الرجوع نحونا، الأمر الذي أجبرنا على التوقف على حافة الطريق إذ كانوا يمرون حذونا بكل سرعة. وفي المرة الثانية، قام أحدهم بضرب "شانتال" في ظهرها والبصق على وجهي. كنت أنتظر هذا النوع من ردات الفعل فلم أتردد في الرد بالمثل، إذ كثيرا ما يتصرف أحدهم معي بهذه الطريقة لكوني امرأة علمانية لا تلبس الحجاب.
كانت الرحلة في مجملها تجربة ممتعة، فعندما تعرضت دراجاتنا مرتين للعطب، لم تتردد عائلات جد محافظة في مساعدتنا كما كانوا شديدي الحفاوة بنا، ولم يكترثوا حتى لركوبي دراجة رغم سؤالهم إن كنت صائمة أم لا!". (فرانس 24).
http://ammonnews.net/Writer.aspx?writerID=1