احمد الصرايره
عضو جديد
-
- إنضم
- 15 ديسمبر 2009
-
- المشاركات
- 4,723
-
- مستوى التفاعل
- 23
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 42
يوزع النور على الناس بقدر أعمالهم في الدنيــــا، والنبي صلى الله عليه وسلم قائمٌ على الصراط يقول: يـــــــا ربِّ سَلِّمْ سَلِّمْ ..
وتأتي لحظة الاختبـــار الصعب لعبور الصراط .. يقول النبي ".. فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة العين، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الفرس، ومنهم من يمر كشد الرجل، حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال: الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدًا إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها" [صحيح الترغيب والترهيب (3704)]
قال رسول الله ".. وَفِي حَافَتَيْ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ .." [صحيح مسلم] .. فبقدر معاصي العبد يُخدش بتلك الكلاليب المُعلقة على طرفي الصراط، والبعض تأخذه تلك الكلاليب إلى قعر جهنم والعياذ بالله .. نسأل العافية والسلامة.
يقول ابن القيم: إن الله تعالى "نصب لعباده من أمره صراطًا مستقيمًا دعاهم جميعًا إليه حُجةً منه وعدلاً، وهدى من يشاء منهم إلى سلوكه نعمةً منه وفضلاً .. فإذا كان يوم لقائه نصب لخلقه صراطًا مستقيمًا يوصلهم إلى جنته، ثم صرف عنه من صرف عنه في الدنيا، وأقام عليه من أقام عليه في الدنيا، وجعل نور المؤمنين به وبرسوله وما جاء به الذي كان في قلوبهم في الدنيا نورًا ظاهرًا لهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم في ظلمة الحشر، وحفظ عليهم نورهم حتى يقطعوه، كما حفظ عليهم الإيمان حتى لقوه" [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (2:147)]
قال تعالى {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الحديد: 12]
هل استشعرت الآن عِظَم الدعــاء الذي ندعو به في كل صلاة .. اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟!
فعند تأمينك بعد قراءة الفاتحة، عليك أن تستحضر تلك المشاهد العظيمة التي ذكرها النبي عن صراط الله المستقيم .. فإذا قلت "آمين" (أي: اللهم استجب) من قلبك بصدق، سيستجيب الله تعالى لك ويهديك صراطه المستقيم.
أما إن كنت غافلاً لاهيًا، فلن يُستجاب لك .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
وينبغي عليك أن تقف بعد كل آية من الفاتحة وقفة يسيرة، تنتظر فيها جواب ربِّك عزَّ وجلَّ .. يقول ابن القيم "فإذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وقف هنيهة يسيرة ينتظر جواب ربِّه له بقوله: "حمدني عبدي". فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، انتظر الجواب بقوله: "اثنى علي عبدي"، فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} انتظر جوابه: "يمجدني عبدي"" [الصلاة وأحكام تاركها (11:36)]
عن أم سلمة
فهنيئًا لك وأنت تسكت انتظارًا لجواب إلهٍ عظيـــــم، يُجيب عليك في الصلاة ..
من مثلُك؟!