بدايةً
أعلم أن الثرثرة سبب رئيسي لصداع الرأس وأمراض القلب والشرايين .
وأدري بأن كثرة الكلام حماقة أعيت من يداويها .
بل إن المُداوي أحمق أيضاً !
وأعرف أن الكتابة قد حبستنا وأثقلتنا وكبلتنا .
فلا هيَ خلصتنا ولا هيَ تركتنا نقنع بخشاش الأرض !
وأدري بأن كثرة الكلام حماقة أعيت من يداويها .
بل إن المُداوي أحمق أيضاً !
وأعرف أن الكتابة قد حبستنا وأثقلتنا وكبلتنا .
فلا هيَ خلصتنا ولا هيَ تركتنا نقنع بخشاش الأرض !
ولكنها _أي الثرثرة_ بُدٌّ لا بُدّ منه .
ومناصٌ لا مناص منه , ومفرٌّ لا مفرّ منه .
وكونُك تملك القدرة على الكلام , على الحديث , وعلى الكتابة
أن تصيح بأعلا صوتك !
فهذا أمر جيد , ربما يدل على أنك مازلت قادراً على مقاومة الموت , الموت صمتاً !
فـ الصامتون موتى لم يدفنهم أحدٌ بعد !
ومناصٌ لا مناص منه , ومفرٌّ لا مفرّ منه .
وكونُك تملك القدرة على الكلام , على الحديث , وعلى الكتابة
أن تصيح بأعلا صوتك !
فهذا أمر جيد , ربما يدل على أنك مازلت قادراً على مقاومة الموت , الموت صمتاً !
فـ الصامتون موتى لم يدفنهم أحدٌ بعد !
لا أستطيع أن أتصور الحياة بلا ثرثرة , بلا كتابة .
ربما يُخيل لي أكثر من مرة أن فقدي للقدرة على السمع أو الشم أو الذوق
أهون عندي من فقد القدرة على الكلام !
ربما يُخيل لي أكثر من مرة أن فقدي للقدرة على السمع أو الشم أو الذوق
أهون عندي من فقد القدرة على الكلام !
ثم
كم هوَ جميلٌ جداًّ أن يكون وجُودَكَ في حياة شخصٍ _يستحق_ أمرٌ مُهم ..
أن تشعُر أن أحداً ما يتنفسُ من خلالِك .. وأنه يتعاطاكَ ليُسكِـنَ بك الآلام ..
وأنه يهرُبُ فيك من عالمِهِ الموحش ..
وأن ابتسامة تفاؤلٍ كبيرة ترتسِمُ على وجهِهِ ساعةَ إصغائِك ..
وأنّـكَ تنفُخُ في يأسِهِ من رَوحِ قلبِك الصبور إيماناً بأن القادم أفضل ..
وإن لم يكن , فكُل هذه الدنيا لا تستحق ! ..
أن تشعُر أن أحداً ما يتنفسُ من خلالِك .. وأنه يتعاطاكَ ليُسكِـنَ بك الآلام ..
وأنه يهرُبُ فيك من عالمِهِ الموحش ..
وأن ابتسامة تفاؤلٍ كبيرة ترتسِمُ على وجهِهِ ساعةَ إصغائِك ..
وأنّـكَ تنفُخُ في يأسِهِ من رَوحِ قلبِك الصبور إيماناً بأن القادم أفضل ..
وإن لم يكن , فكُل هذه الدنيا لا تستحق ! ..
ثمّ
عندما فقدت "إحداهنّ" القدرة على الكلام , أو القدرة على إيجاد من يصغي للكلام
قررَت أن تلتزم الصمت !
فكبتتْ وكنّت كل ما كان يبدو لها أنه لايمكنها الإفصاح عنه .
حتى همت ذات يوم بالموت عمداً ! _الإنتحار_ .
قررَت أن تلتزم الصمت !
فكبتتْ وكنّت كل ما كان يبدو لها أنه لايمكنها الإفصاح عنه .
حتى همت ذات يوم بالموت عمداً ! _الإنتحار_ .
كنتُ أقرأ لها كتاباتها خلسة ودون أن تشعر .
فالرف الذي يضم كتابها الخاص كان _يُشبهها_ في متناول اليد !
قرأتها وقرأت لها ونار همومها من وراء الحرف تعمل في أعماقي .
وكيف بقلبين جعلهما الرب رتقاً ولم يفتقهما ؟!
شيءُ يربطنا إسمه الحب , وشيء آخر هو الدم .
نعم هو كذلك !
إذ لا تسري كريات الدم إلى جسدها النحيل إلا من خلال شراييني
ولا تأوي إلى قلبي إلا من خلال وريدها !
فالرف الذي يضم كتابها الخاص كان _يُشبهها_ في متناول اليد !
قرأتها وقرأت لها ونار همومها من وراء الحرف تعمل في أعماقي .
وكيف بقلبين جعلهما الرب رتقاً ولم يفتقهما ؟!
شيءُ يربطنا إسمه الحب , وشيء آخر هو الدم .
نعم هو كذلك !
إذ لا تسري كريات الدم إلى جسدها النحيل إلا من خلال شراييني
ولا تأوي إلى قلبي إلا من خلال وريدها !
كانت الحياة فضاءً شاسعاً قبل أن تضيق في عينيها كـ خُرم إبرة !
وقبل أن تشعر بأنها تحاول الولوج في سَم خياط .
لتنفذ إلى حلم يستحيل ويستحيل تحقيقُه .
وبدون تحقيقه هيَ لا تشعر بأدنى رغبةٍ في البقاء , في الصمت !
فالصامتون موتى لم يدفنهم أحد بعد !
وقبل أن تشعر بأنها تحاول الولوج في سَم خياط .
لتنفذ إلى حلم يستحيل ويستحيل تحقيقُه .
وبدون تحقيقه هيَ لا تشعر بأدنى رغبةٍ في البقاء , في الصمت !
فالصامتون موتى لم يدفنهم أحد بعد !
تساوت أمامها موازين الحياة والموت .
وشمس الكبت والتصبر آلت للزوال حتى أصبح ظل شيءٍ مثله !
وكفى بالإنسان إحباطاً أن تتساوى في وجهه المتناقضات !
وشمس الكبت والتصبر آلت للزوال حتى أصبح ظل شيءٍ مثله !
وكفى بالإنسان إحباطاً أن تتساوى في وجهه المتناقضات !
لم أمنحها سوى الإصغاء , والوقت , وسوى أذنٍ سامعه .
لتقول أنا "مهمومة" "محزونه" "مُهمّشة"
"أعيش خارج نطاق الشعور بالشعور"
"الإحساس بالإحساس" "الوجود في الوجود" "الحياة في الحياة" !
لتقول أنا "مهمومة" "محزونه" "مُهمّشة"
"أعيش خارج نطاق الشعور بالشعور"
"الإحساس بالإحساس" "الوجود في الوجود" "الحياة في الحياة" !
منحتُها الإصغاء على عكس الآخرين , ولن أدعي أكثر من ذلك .
لكنني على الأقل لم أكن أشبه الآخرين "كثيراً" رغم التشابُه !
سوى أنني ثرثارٌ مازال يحيا , و"الآخرون" موتى لم يدفنهم أحد بعد !
لكنني على الأقل لم أكن أشبه الآخرين "كثيراً" رغم التشابُه !
سوى أنني ثرثارٌ مازال يحيا , و"الآخرون" موتى لم يدفنهم أحد بعد !
لقد أدركتُها وهذه تكفيني , أدركتُها قبل إبرام القرار !
أدركتها وحَسْب !!
وهذا شعور جميل مازلت إلى اليوم أتيه به فخراً .
رغم الضرائب اليومية اللتي مازلت أدفعها !
فقد أصبح لزاماً عليّ الإصغاء إلى كل ثرثرتها المخزونة .
وقراءة كل ما تبقى من رسائلها .
تلك اللتي بعثَتها إلى المجهول !
أدركتها وحَسْب !!
وهذا شعور جميل مازلت إلى اليوم أتيه به فخراً .
رغم الضرائب اليومية اللتي مازلت أدفعها !
فقد أصبح لزاماً عليّ الإصغاء إلى كل ثرثرتها المخزونة .
وقراءة كل ما تبقى من رسائلها .
تلك اللتي بعثَتها إلى المجهول !
هي لم تكن تريدُ من المجهول أكثرَ من الإصغاء .
ولكنني أظن أن هذا المجهول كان أقسى وأكثر أنانية من أن يمنحها ترفاً كهذا !
ولكنني أظن أن هذا المجهول كان أقسى وأكثر أنانية من أن يمنحها ترفاً كهذا !
ويحَه !!
بقلمـــــــــــــــي
التعديل الأخير بواسطة المشرف: