سلطي وافتخر
عضو جديد
لماذا يقول مارادونا لميسي (انت افضل مني)؟
سمعت كما العديد ان دييجو ارماندو مارادونا مارس خبثا في حياته المهنية القصيره في اول كأس عالم يخوضها كمدرب للمنتخب الارجنتيني في مونديال جنوب افريقيا الدائرة رحاه حاليا.
الخبث ليس بغريب علي مارادونا اذ نذكر كيف ضحك على العالم كله واقصى الانجليز بيده من مونديال 1986 الذي اشتهر بأنه مونديال مارادونا، لكن الغرابة ظهرت في الشخص الذي مورس ضده ذاك الخبث وهو ليونيل ميسي الذي ناشده مارادونا ليعينه على صياغة مجد شخصي يعلو به شأن الاسطورة لينضم الى اولئك الذين جمعوا الثنائية بالظفر بكأس العالم لاعبا ومدربا كما القيصر الالماني فرانس بيكنباور وغيره.
لكم ان تتخيلوا ان مارادونا عزف على الوتر الحساس في مسألة ما انفكت تقض مضاجع ميسي منذ ان سجل ذاك الهدف في مرمى نادي خيتافي في الليجا بطريقة ربما هي الاقرب «في الشكل» لذاك السيرك الذي نصبه ديجيو للاعبي المنتخب الانجليزي في مونديال المكسيك، فراحت الدنيا كلها تتكهن لميسي ان يصبح مارادونا العصر الحديث، ليدخل بعدها «البرغوث» في دوامة عقد المقارنات بينه وبين مارادونا فلم يكن من السهل عليه الخروج منها.
اصل الحكاية
تلك الدوامة كانت السبب في ظهور ذاك التباين في مستوى ميسي عندما يلعب لناديه برشلونة ليعينه على الظفر بالسداسية التاريخية التي لا ينكر احد دوره الفاعل فيها، الامر الذي استحق «البرغوث» عقبها لقب افضل لاعب في العالم عن جدارة واستحقاق.
وبين ما يقدمه مع «التانجو» الذي عانى الامرين في التصفيات المؤهلة الى مونديال جنوب افريقيا فكان ميسي الغائب الحاضر فيها دون بصمة تذكر، فقد سجل اربعة اهداف فقط رغم حضوره اساسيا في كافة مباريات التصفيات، فيما توج هدافا لليجا، الامر الذي اقام الدنيا عليه في الارجنتين ولم يُقعدها، حتى ان البعض اتهمه بالتخاذل.
حقيقة الامر لم تكن تبدو اكثر من ان ميسي يجد نفسه يقع تحت وطأة ضغوطات رهيبة كلما لعب للتانجو بسبب المقارنات بينه وبين مارادونا، وعندما يجد نفسه مطالبا بأن يقوم بما قام به مارادونا في مونديال 86 كي يرضى عنه الشعب الارجنتيني وهذا بالتأكيد امر مستحيل الحدوث بين ليلة وضحاها، .فأبسط الامور التي تفسر سبب التباين، هي ان ميسي في برشلونة يلعب متحررا من تلك المطالب التي يراها صعبة كما اسلفنا بدليل انه ظل ينأى بنفسه عن تلك المقارنات بتصريحات صحفية تقيه شر «المارادونيين» وحتى شر مارادونا نفسه.
اقوى تلك التصريحات ذاك الذي قال فيه انه من الظلم مقارنته بمارادونا.. فبدى واضحا ان ميسي سعى لتحاشي الصدام مع مارادونا الذي لم يكن حينها قد تولى تدريب المنتخب الارجنتيني، فكان يعلم بسلاطة لسان ديجيو الذي سار بحياته الى سوء وصل الى ما يوافق المقولة العربية الشهيرة «ان لم تستح فإصنع ما شئت».
الحل الخبيث
ولما ادرك مارادونا اسباب عدم ظهور ميسي بالشكل الذي هو عليه مع ناديه برشلونه، استعان بالخبث المعهود وصرف جملة يقول فيها مخاطبا ميسي» انت افضل مني وفعلت في اوروبا مع فعلته انا وأكثر رغم صغر سنك.. وهذه حقيقة لكنها تحتاج منك الاثبات عبر الفوز بكاس العالم».
بتلك الكلمات كسر مارادونا الحاجز النفسي الذي يختلج في صدر ميسي الشاب اليافع الذي لا يملك التجربة الحياتية بشكل عام، فكان طبيعيا ان تؤثر فيه تلك الكلمات بإعتبارها مُخرجات اجواء يعيش فيها، خصوصا وان مارادونا فنّد ما حققه ميسي من انجازات.. فكان الطرح كفيلا بأن يغير في مكنون شخصية ميسي على مستوى الثقة والاعتداد بالنفس، لتصل تلك الثقة الى ذات القدر الذي يدفع «البرغوث» كي يفعل ما فعله مع ناديه برشلونة.
وبدا ان المستجدات التي ظهرت في شخصية ليونيل قد تجسدت لواقع عندما اوقف ميسي مسألة الرد على المقارنات مع مارادونا.. فبدى وكأن الامر راق له خصوصا وان مبدأ المقارنة اضحى مقبولا من الاسطورة مارادونا نفسه، فبدأ رويدا رويدا بنسخ عرضه مع النادي في صفوف التانجو.
لكل مقام مقال
من لا يعرف شخصية مارادونا القوية التي لا تقبل التقليل من شأنه كلاعب.. فعليه ان يتتبع المناوشات التي ما انفكت تحدث بينه وبين الاسطورة الاخرى البرازيلي بيليه.. ولعل تجنب مارادونا ذكر اسم بيليه بالإكتفاء بالقول «صاحب الشعار الاسمر» يؤكد ما تختلجه تلك الشخصية من تأهب تام لصدام دائم.. واذا وضعنا هذا المثل في الاعتبار عند الاشارة الى ما قاله لميسي، ندرك تماما ان ما صرفه مارادونا من كلام معسول يندرج فقط تحت بند مصلحته في تحقيق مأربه المزدوج ما بين تحقيق الثنائية بالفوز بكأس العالم مدربا كما فعل لاعبا، خلافا للبحث عن الانتصار في معركته الشرسة على كل من شككك في قدراته كمدرب، وعلى رأسهم صحفيين ارجنتينين سبق له وأن اهانهم في تصريحات عقب تأهل التانجو الى نهائيات كأس العالم، وهي التصريحات التي كلفته عقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم « فيفا».
لو لم يكن مارادونا مدربا للمنتخب الارجنتيني وطلبنا رأيه في المقارنات بينه وبين ميسي.. نجزم ان اقل ما يمكن ان يقوله هو ان المقارنات بدأت من هدف سجله ميسي على فريق كان يحتل الترتيب الاخير»18 « في الدوري الاسباني «خيتافي»، في حين سجلت انا -والكلام افتراضي عن لسان مارادونا- هدفا في مرمى المنتخب الانجليزي الذي كان يضم اقوى المدافعين في العالم، خلافا لأن المناسبة هي كأس العالم وليس الدوري الاسباني المحصورة فيه المنافسة على ناديي برشلونه وريال مدريد.
كماونجزم ان مارادونا كان سيأخذ على من عقد تلك المقارنة مأخذ عدم قدرة ميسي على جلب لقب كأس العالم للمنتخب الارجنتيني كي تبدأ المقارنة، خلافا لمسألة التذكير بأسماء اللاعبين من الذين كانوا مع مارادونا، عن اولئك الذين يلعبون مع ميسي، على اعتبار ان مارادونا ربما كان النجم الاوحد للتانجو وقتها، في حين ان المنتخب الارجنتيني الحالي يضم عناصر ذات شأن كبير في الكرة الاوروبية والعالمية ومنهم من هو قريب من نجومية ميسي كارلوس تفيز وسيرجيو اجويرو وهيجواين ودي ماريا والقائمة تطول.
ما نود ان نخلص اليه هو ان مارادونا بالخبث الذي اشرنا اليه يثبت انه يستحق ان يكون مدربا طالما انه يملك ادوات الدهاء والمكر او ما يسمى تحببا في عرف الجلد المدور بالخبث الكروي... ولا يخفى على احد ان كل ما نراه من تصرفات تصدر عن مارادونا خصوصا في طريقة تعامله مع اللاعبين، هي بالاساس اسلوب عمل تدريبي في النواحي الفسيولوجية.
سمعت كما العديد ان دييجو ارماندو مارادونا مارس خبثا في حياته المهنية القصيره في اول كأس عالم يخوضها كمدرب للمنتخب الارجنتيني في مونديال جنوب افريقيا الدائرة رحاه حاليا.
الخبث ليس بغريب علي مارادونا اذ نذكر كيف ضحك على العالم كله واقصى الانجليز بيده من مونديال 1986 الذي اشتهر بأنه مونديال مارادونا، لكن الغرابة ظهرت في الشخص الذي مورس ضده ذاك الخبث وهو ليونيل ميسي الذي ناشده مارادونا ليعينه على صياغة مجد شخصي يعلو به شأن الاسطورة لينضم الى اولئك الذين جمعوا الثنائية بالظفر بكأس العالم لاعبا ومدربا كما القيصر الالماني فرانس بيكنباور وغيره.
لكم ان تتخيلوا ان مارادونا عزف على الوتر الحساس في مسألة ما انفكت تقض مضاجع ميسي منذ ان سجل ذاك الهدف في مرمى نادي خيتافي في الليجا بطريقة ربما هي الاقرب «في الشكل» لذاك السيرك الذي نصبه ديجيو للاعبي المنتخب الانجليزي في مونديال المكسيك، فراحت الدنيا كلها تتكهن لميسي ان يصبح مارادونا العصر الحديث، ليدخل بعدها «البرغوث» في دوامة عقد المقارنات بينه وبين مارادونا فلم يكن من السهل عليه الخروج منها.
اصل الحكاية
تلك الدوامة كانت السبب في ظهور ذاك التباين في مستوى ميسي عندما يلعب لناديه برشلونة ليعينه على الظفر بالسداسية التاريخية التي لا ينكر احد دوره الفاعل فيها، الامر الذي استحق «البرغوث» عقبها لقب افضل لاعب في العالم عن جدارة واستحقاق.
وبين ما يقدمه مع «التانجو» الذي عانى الامرين في التصفيات المؤهلة الى مونديال جنوب افريقيا فكان ميسي الغائب الحاضر فيها دون بصمة تذكر، فقد سجل اربعة اهداف فقط رغم حضوره اساسيا في كافة مباريات التصفيات، فيما توج هدافا لليجا، الامر الذي اقام الدنيا عليه في الارجنتين ولم يُقعدها، حتى ان البعض اتهمه بالتخاذل.
حقيقة الامر لم تكن تبدو اكثر من ان ميسي يجد نفسه يقع تحت وطأة ضغوطات رهيبة كلما لعب للتانجو بسبب المقارنات بينه وبين مارادونا، وعندما يجد نفسه مطالبا بأن يقوم بما قام به مارادونا في مونديال 86 كي يرضى عنه الشعب الارجنتيني وهذا بالتأكيد امر مستحيل الحدوث بين ليلة وضحاها، .فأبسط الامور التي تفسر سبب التباين، هي ان ميسي في برشلونة يلعب متحررا من تلك المطالب التي يراها صعبة كما اسلفنا بدليل انه ظل ينأى بنفسه عن تلك المقارنات بتصريحات صحفية تقيه شر «المارادونيين» وحتى شر مارادونا نفسه.
اقوى تلك التصريحات ذاك الذي قال فيه انه من الظلم مقارنته بمارادونا.. فبدى واضحا ان ميسي سعى لتحاشي الصدام مع مارادونا الذي لم يكن حينها قد تولى تدريب المنتخب الارجنتيني، فكان يعلم بسلاطة لسان ديجيو الذي سار بحياته الى سوء وصل الى ما يوافق المقولة العربية الشهيرة «ان لم تستح فإصنع ما شئت».
الحل الخبيث
ولما ادرك مارادونا اسباب عدم ظهور ميسي بالشكل الذي هو عليه مع ناديه برشلونه، استعان بالخبث المعهود وصرف جملة يقول فيها مخاطبا ميسي» انت افضل مني وفعلت في اوروبا مع فعلته انا وأكثر رغم صغر سنك.. وهذه حقيقة لكنها تحتاج منك الاثبات عبر الفوز بكاس العالم».
بتلك الكلمات كسر مارادونا الحاجز النفسي الذي يختلج في صدر ميسي الشاب اليافع الذي لا يملك التجربة الحياتية بشكل عام، فكان طبيعيا ان تؤثر فيه تلك الكلمات بإعتبارها مُخرجات اجواء يعيش فيها، خصوصا وان مارادونا فنّد ما حققه ميسي من انجازات.. فكان الطرح كفيلا بأن يغير في مكنون شخصية ميسي على مستوى الثقة والاعتداد بالنفس، لتصل تلك الثقة الى ذات القدر الذي يدفع «البرغوث» كي يفعل ما فعله مع ناديه برشلونة.
وبدا ان المستجدات التي ظهرت في شخصية ليونيل قد تجسدت لواقع عندما اوقف ميسي مسألة الرد على المقارنات مع مارادونا.. فبدى وكأن الامر راق له خصوصا وان مبدأ المقارنة اضحى مقبولا من الاسطورة مارادونا نفسه، فبدأ رويدا رويدا بنسخ عرضه مع النادي في صفوف التانجو.
لكل مقام مقال
من لا يعرف شخصية مارادونا القوية التي لا تقبل التقليل من شأنه كلاعب.. فعليه ان يتتبع المناوشات التي ما انفكت تحدث بينه وبين الاسطورة الاخرى البرازيلي بيليه.. ولعل تجنب مارادونا ذكر اسم بيليه بالإكتفاء بالقول «صاحب الشعار الاسمر» يؤكد ما تختلجه تلك الشخصية من تأهب تام لصدام دائم.. واذا وضعنا هذا المثل في الاعتبار عند الاشارة الى ما قاله لميسي، ندرك تماما ان ما صرفه مارادونا من كلام معسول يندرج فقط تحت بند مصلحته في تحقيق مأربه المزدوج ما بين تحقيق الثنائية بالفوز بكأس العالم مدربا كما فعل لاعبا، خلافا للبحث عن الانتصار في معركته الشرسة على كل من شككك في قدراته كمدرب، وعلى رأسهم صحفيين ارجنتينين سبق له وأن اهانهم في تصريحات عقب تأهل التانجو الى نهائيات كأس العالم، وهي التصريحات التي كلفته عقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم « فيفا».
لو لم يكن مارادونا مدربا للمنتخب الارجنتيني وطلبنا رأيه في المقارنات بينه وبين ميسي.. نجزم ان اقل ما يمكن ان يقوله هو ان المقارنات بدأت من هدف سجله ميسي على فريق كان يحتل الترتيب الاخير»18 « في الدوري الاسباني «خيتافي»، في حين سجلت انا -والكلام افتراضي عن لسان مارادونا- هدفا في مرمى المنتخب الانجليزي الذي كان يضم اقوى المدافعين في العالم، خلافا لأن المناسبة هي كأس العالم وليس الدوري الاسباني المحصورة فيه المنافسة على ناديي برشلونه وريال مدريد.
كماونجزم ان مارادونا كان سيأخذ على من عقد تلك المقارنة مأخذ عدم قدرة ميسي على جلب لقب كأس العالم للمنتخب الارجنتيني كي تبدأ المقارنة، خلافا لمسألة التذكير بأسماء اللاعبين من الذين كانوا مع مارادونا، عن اولئك الذين يلعبون مع ميسي، على اعتبار ان مارادونا ربما كان النجم الاوحد للتانجو وقتها، في حين ان المنتخب الارجنتيني الحالي يضم عناصر ذات شأن كبير في الكرة الاوروبية والعالمية ومنهم من هو قريب من نجومية ميسي كارلوس تفيز وسيرجيو اجويرو وهيجواين ودي ماريا والقائمة تطول.
ما نود ان نخلص اليه هو ان مارادونا بالخبث الذي اشرنا اليه يثبت انه يستحق ان يكون مدربا طالما انه يملك ادوات الدهاء والمكر او ما يسمى تحببا في عرف الجلد المدور بالخبث الكروي... ولا يخفى على احد ان كل ما نراه من تصرفات تصدر عن مارادونا خصوصا في طريقة تعامله مع اللاعبين، هي بالاساس اسلوب عمل تدريبي في النواحي الفسيولوجية.
