ξــآشق فتآتّي
عضو جديد
-
- إنضم
- 6 ديسمبر 2009
-
- المشاركات
- 2,812
-
- مستوى التفاعل
- 46
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 37
-
- الإقامة
- الســـ♥ــــلط (البلقاء)
السماء بدأت بعزف ترانيمها العِذاب ..
وحبات المطر تراقص نسائم الهواء ..
المنازل والشوارع والاشجار لبست أجمل حلة وأرقى كساء ...
أكون هنا آخر دمعة مذروفة وأخر لحن معزوف ...
في بعض الاحيان أحدث فيضاناً فأكون أداة تدمير ...
والكثير من الأحيان أكون كزائر ليل بريئ ..
في رحلتي هذه اللا منتهية أجوب صقاع الارض خصبة كانت أم عقيمة ...
حيناً أكون رباناً لورقة وحيناً أكون أنا السفينة ...
حيناً يراقصني طفل بأصابعة فيرميني للبعيد البعيد ...
فيجتثني منقار طير ليعيدني لذاك المجرى الحليم ...
قضيت جل حياتي مسافراً في الاودية والشعاب ..
وعلى الضفاف تكمن الحكايا والروايات ...
فساكني الضفاف كثر والمارين فيها أيضاً كثر ...
أول الحكايا لشاب يافع ...
يُراقب قطرات المطر وهي تشق الصخر شقا الى أن صار الصخر فُتاتاً ..
طيور تعجب تحلق فوق رأسه مستغرباً..
كيف لقطرة مطر فِعل هذا بصخرة قوية..
صقور ذكائه إنقضت على طيور تعجبه فلتهمتها ...
يبدو أنه حط ركابه في لب المغزى ..
وعندما توقف المطر صنع من القطن مطرقة ...
و من أحد الاغصان اليابسة مسمارا ...
يريد إحداث ثقب ف الجدار ..
الحمدلله أنها أتت على جدار ...
ولم يأخذه تفكيره لثقب أذن أخته بأظافره..
وانا أصدع بالصوت يا هذا ليس المغزى هكذا ...
مأجمل عقولنا نصنع الحكم بأيدينا ونضعها في غير مكانها وغير زمانها ...
أرهقتني السباحة ضد التيار وأنا أحاول يائساً أبلاغ ذاك الشاب بالمغزى ...
يبدو أني سأعود الموسم القادم وهذا شاب يحاول ثقب ذاك الجدار ..
رفعت الرايات البيضاء للتيار فأخذني لمكان هادئ جميل ...
لا يوجد به الا أرنب يجري مسابقاً ظله ...
يتفاخر بسرعته وما أن حلت الظهيرة..
أراد الطيران يقفز ومن ثم يحط على الارض فيقفز مرة اخرى ..
بالتأكيد جففت الشمس ماء رأسه ...
وما ان دقت أجراس العصر عاد للجري مجدداً ..
وهو على حاله بين جري وقفز الى أن اسدل المساء ستائره ..
علمت مابه يخاف ظله المسكين...
آه كم مُلأ هذا الزمان أرانباً ..
وان مات الذئب من ظلالهم هم خائفين..
ومن انفسهم هاربين ...
ماذا لو واجه ظله ماذا لو تفيأ تحت ظل شجرة لأراح وارتاح ..
يبدو هذا الارنب كذاك الشاب سأعود العام المقبل وأجدهما كما هما ...
هبت رياح و وانتعشت عواصف فعدت لرحلتي من جديد ....
هاهو الشتاء يشرع نوافذه ويفتح أبوابه ..
أصبح المكان أبيضاً وأنا قطعة جليد ..
في هذا المكان الموحش لا يوجد سوى كوخ يسكنه كهل وحيد ...
نحت الكهل من الثلج أبناً له ..
يحادثة ,يعاتبه ويلاعبه ,يهمس في اذنه اذا حل الربيع ياصغيري سنصطاد الطيور..
منذ زمن لم اكل لحماً ألا يعجبك اللحم ..
كأمك تماماً لا تحب رؤية الدماء ..
ياصغيري لمَ لاندخل فالبرد هنا شديد كعادتك تأبى ...
سأرك غداً ...
وما أن غردت الطيور..
وغنت الازهار والسنابل معلنة حلول فصل الربيع ..
ذاب بلا ذنب الصغير ...
والكهل بلا دمع يصيح ..
ويرميني النهر بحصى من طين ...
فكنت له أول الزائرين ...
سكنت عينه فكنت له الدمعة ...
يسقطني لأنجرف في طرقات خده الملتوية ..
علمت حينها مابه ماتت زوجته وتركه ابنه وحيداً في هذا المكان ...
يالقساوة القلوب أفي هذا العمر نحن لهم تاركون ...
تدحرجت حتى وصلت للنهر مجدداً ..
وأنتهى موسمي هذا وها أنا أتبخر من جديد ...
وبعد عدة مواسم صار الشاب شيخاً لا زال يريد ثقب جداره المسكين ...
والارنب صار أرنبين فثلاث فقطيع ولم يزلوا من الظل هم خائفين ...
أما الكهل أضحى كهلاً ولكن بوجه أبنه الصغير ...
أما أنا فلازلت قطرة مطر في أرض الحبيب ,
تارةً أسكن عينها وأخرى أكون بقلبها أجوب كل أوردتها وأقبل كل شراينها ...
أحبها في كل المواسم والسنين أحبها إن كنت بخاراً او صقيع ....