مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
في حضرة عيد الاستقلال
نقف اليوم في حضرة عيد الاستقلال بكل الفخار والاعتزاز، ونتوجّه إلى جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم، يحفظه الله ويرعاه، بالتهنئة والتبريك داعين الله أن يديم على الأردن نعمة الاستقلال والتقدّم والاستقرار في ظل الراية الهاشمية. في هذا اليوم التاريخي في حياة وطن ومسيرة أمّة، نستذكر الكفاح المشرِّف والإنجاز الوطني الذي حقّقه الهاشميون الأطهار، منذ عهد جلالة الملك المؤسس عبد الله بن الحسين ـ طيب الله ثراه ـ فقد انتزع الاستقلال للأرض والشعب، وأقام دولة القانون والمؤسسات في ظل ظروف دولية صعبة، بعد عقود من العمل والمفاوضات وسلسلة من المعاهدات والحوارات للاقتراب من الاستقلال. واستطاع جلالته إنهاء الانتداب البريطاني وحقّق لشرق الأردن الاستقلال الكامل ولتصبح الدولة باسم «المملكة الأردنية الهاشمية» في 25 أيار عام 1946م.
ومع الاستقلال أخذ الأردن موقعاً متقدّماً عربياً ودولياً، وأصبحت القضية الفلسطينية جزءاً من همّه القومي، ولم يتنازل الهاشميون عن شبر من الأرض الطيبة. وخاض الجيش العربي الأردني خلال الحرب العربية الإسرائيلية معارك حاسمة. وكانوا في طليعة الجيوش العربية الشقيقة في الدفاع عن كل مدينة وقرية فلسطينية. وقدّموا الشهداء وامتزجت دماؤهم بدماء إخوانهم شعب فلسطين وكتبوا وثيقة الشرف منذ ذلك التاريخ وحتى يوم التحرير وإقامة دولتهم الفلسطينية على ترابهم الوطني. ويشهد على الالتحام والتآخي ووحدة المصير، الدعم المطلق للقضية والحق الفلسطيني ومعارك باب الواد والقدس. ويذكر التاريخ الحقيقي المعارك التي خاضها جنود الأردن البواسل في الدفاع عن قدس الأقداس، وهي حقائق نقدّمها للتاريخ ويغني أطفالنا قصائد الحرب التي كتبت في دفاتر الوطن الأردني الفلسطيني.
كان استقلال الأردن، وما يزال بعون الله، نموذجاً لحياة الشعوب التي تطمح إلى الاستقلال. لم يكن الاستقلال شكلياً بل حقيقياً حافظ عليه القادة الهاشميون وسيَّج الأردنيون هذا الحمى بالمحبة والانتماء/ حقّق الأردن منذ عهد الاستقلال إنجازات، تتجاوز إمكاناته المادية، فأقام المؤسسات الدستورية، وواصل مسيرة البناء والإعمار في التعليم والصناعة والزراعة. وكانت الديموقراطية عنوان مرحلة جديدة للإبقاء والحفاظ على دولة القانون والمؤسسات. ويواصل الأردن «اقتحام» تخوم المستقبل ويمضي قدماً بثبات مفتوحاً على الآخر ومشرّعاً نوافذه على فضاءات من العالمية.
لقد استلم جلالة الملك عبد الله الثاني راية الاستقلال وهو الصادق الأمين، فمنذ تولّيه سلطاته الدستورية، وضع الأردن على أبواب حقبة جديدة من التقدّم والإنجاز الديموقراطي، وأدخل مفاهيم جديدة لطبيعة الحكم، ومزج في رؤيته بين الموقف السياسي من المبادئ والانفتاح على العالم والحضور العالمي في المنتديات العالمية للسياسة والاقتصاد دون تهيب أو تردّد، وانتقل بالأردن إلى مرحلة تتميّز بإدخال تكنولوجيا المعلومات، وفتح أبواب الاستثمار، وجلب الانتباه العالمي للأردن. وقد تميّز الأردن في العهد الجديد بإسهامات كثيرة في بناء السلام وتحقيق الإصلاح الديموقراطي ودعم الشعب الفلسطيني والرفع من مكانة المرأة والشباب.
هذه مناسبة عزيزة، مناسبة الاستقلال ونقول فيها لقائد الوطن لوارث الاستقلال كل عام وأنتم بخير، وشعبكم بخير، والوطن بخير. حفظكم الله ورعاكم وأدام ملككم، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
المرفقات
التعديل الأخير بواسطة المشرف: