علمتني الحياة
عضو نشيط
الأهمية الكبرى للعلاقة بين المعلم والطالب للدعم النفسي الاجتماعي: الإصغاء الداعم
تُعتبر العلاقات الداعمة مع الراشدين الحانين من أهم اللبنات التي تبني الرفاه والتعافي النفسي الاجتماعي، وهي الطريق الأساسية التي يطور من خلالها الأطفال الثقة والإحساس الإيجابي بالذات. فالعلاقة الراعية الحانية توفّر الدعم العاطفي وفي الوقت ذاته تبني تقدير الذات لدى الأطفال.
غالبا ما يتم فقدان العلاقات أو تمزيقها في حالات الأزمات. ونتيجة لذلك، فإن علاقة الطفل الإيجابية والداعمة بمعلميه تكتسب أهمية أكبر. وقد أظهرت البحوث أن الأطفال الذين يشعرون بالتقدير والاهتمام يتعلمون بشكل أفضل في المدرسة.
يتم التعبير عن العلاقات الداعمة من خلال اتجاهات المعلمين وسلوكياتهم، التي تشمل التالي:
إظهار الاحترام لجميع الأطفال:
• عاملوا جميع الأطفال باحترام، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، بطيئي التعلم أو سريعي التعلم، وبغض النظر عن دينهم أو خلفيتهم.
ممارسة الإصغاء النشط:
• اظهروا الانتباه الكامل عندما يتحدث الأطفال وأكّدوا صحة مشاعرهم وقولوا جملاً إيجابية.
• أظهروا أنك تصغي إلى الأطفال وتهتمون به من خلال نبرة صوتكم وتعابير وجهكم.
• دعوا المشاعر تنعكس عليكم وتعاطفوا مع الأطفال بمحاولة فهم أفكارهم ومشاعرهم.
• اسمعوا الأطفال حتى النهاية، وتجنبوا مقاطعتهم قبل أن ينتهوا. فمن السهل أن نشكل آراء أو نرفض آراء الأطفال قبل أن يقولوا كل ما عندهم. احترموا حق الأطفال في التعبير عن آرائهم.
• إذا لم يكن لديكم الوقت لتصغوا في تلك اللحظة، لا تكملوا الحديث بسرعة، بل اعتذروا لأنكم غير قادرين على الاستماع الآن وحددوا لهم موعداً في وقت آخر.
• اهتموا بالموضوع واسألوا الأطفال عن رأيهم بانتظام. فإذا ما أظهرتم للأطفال أنكم فعلاً مهتمون بأفكارهم ومشاعرهم، فسيصبحون أكثر ارتياحاً في التعبير عن أفكارهم أمامكم.
إشراك الأطفال الأكثر هدوءاً في التواصل (هؤلاء الأطفال غالباً ما يكونون بحاجة لدعم الراشدين):
• أخبروا جميع الأطفال (ولينعكس ذلك في سلوككم) أن باستطاعتهم الحديث بحرية أمامكم دون الخوف بأن تحكموا عليهم. أخبروهم أن باستطاعتهم القدوم إليكم وطرح أي سؤال يريدون.
• أولوا اهتماماً خاصاً بالأطفال شديدي الهدوء الذين لا يبدو أن لديهم أصدقاء أو يبدو أن أصدقاءهم قليلون جداً. اقتربوا منهم وادخلوا معهم في حوار بسيط عن أمور يومية غير مشحونة عاطفياً.
• تجنّبوا الأسئلة المغلقة. اطرحوا أسئلة تشجّع التفاعل وليست تلك التي تتطلب أجوبة من نوع نعم أو لا. واستخدموا الأسئلة التي تطلب من الأطفال وصف أو توضيح أفكار أو أحداث.
• اطرحوا أفكاركم وليس الأسئلة فقط. فالحديث عن بعض أفكاركم أولاً يخفف الضغط عن الأطفال ويساعدهم على الاسترخاء.
• إذا منع الخوف أو التوتر الأطفال من الإجابة، ساعدوهم من خلال المرح. ألقوا نكتة مضحكة وراقبوا رد فعلهم. إذا لم يستجيبوا، خصصوا وقتاً للحديث معهم بعد المدرسة. فمبادرتكم بالحديث إليهم مفيدة لهم وتعبير عن اهتمامكم بهم.
• واظبوا في إشراكهم في الحديث. وبمرور الوقت، سيساعد هذا في إخراجهم من الشرنقة، وسيساعدكم في العثور على طرق لمساعدتهم. تابع
إظهار الاهتمام بالأطفال ليس كطلاب فقط بل كبشر:
• اسألوا الطلاب عن حياتهم خارج المدرسة، عن حياة البيت، عمّا يودون عمله مع أصدقائهم، كيف يقضون وقت الفراغ، فذلك سيساعدكم في اكتشاف أي مشكلات خاصة قد تؤثر في سلوك الأطفال أو أدائهم في المدرسة.
التحلّي بالصبر:
• قد يكون بعض الأطفال المتضررين من حالة الأزمات بطيئي تعلم أو مشتتي الذهن، لذا عليكم التحدث ببطء أو تكرار أفكاركم عدة مرات. في المقابل، قد يبدو على أطفال آخرين الانزعاج أو العنف. عليكم أن تكونوا صبورين وتحاولوا فهم الأسباب وراء سلوكهم وتمنحوهم الكثير من الدعم الإضافي.
السعي لفهم السلوكيات المضطربة:
• حاولوا دائماً إيجاد مكان هادىء للحديث بصورة فردية مع الأطفال الذين يظهر عليهم التوتر أو الهدوء الزائد أو العدوانية أو الذين يصلون متأخرين باستمرار أو لا يحضرون إلى المدرسة.
• استفسروا بلطف عما يضايقهم في لحظة معينة. هل هي مشكلة مع الأصدقاء؟ قلق من الواجبات المدرسية؟ اسألوهم عن وضعهم في البيت.
• تأكدوا من إعطاء الأطفال فرصة للنجاح. أعطوهم مهام مسلية وسهلة وامتدحوهم أمام طلاب الصف عند إنهائها.
• شجّعوا التفاعلات الإيجابية والعلاقات مع الطلاب الآخرين. مثلاً، يمكنكم أن تساعدوا أ طفلا مضطربا على العمل على مشروع مسلٍّ في فريق صغير، أو معكم ومع طفل آخر.
• إذا استمر الموقف الانسحابي أو السلوك العدواني أو المشاكل الأخرى، حددوا موعداً لرؤية أسرة الطفل.