فقرات إذاعة إسلامية متنوعة بمناسبة رأس السنة الهجرية كل عام وأنت بخير

[همسآت شرقية]

[mark=#5eff00]الفقرة الأولى[/mark]


( نبى النور ) ( محمد صلى الله عليه وسلم ) ( فى عيون حكماء وفلاسفة وساسة وأدباء الشرق والغرب ) قد كان محمد (ص) نورا يتألق سراجه فى آفاق البشر مثلما تتألق الشمس فى كبد السماء ٠ ومن ثم تميز المؤمنون الذين يتبعون محمدا (ص) بأنهم خرجوا من يوم أسلموا من ظلمات الجهل والرذيلة والضلال ومشوا فى أنوار الحياة الصحيحة والتى أبهرت كل من اقترب ودرس بعقل واع ونفس سوية مدى روعة التغيير فى جزيرة العرب وفارس والروم بل والعالم أجمع ** ( قالوا : عن رسول الإسلام- صلى الله عليه وسلم- ) ***********************************************

(١) جان جاك روسو ( لم ير العالم حتى اليوم رجلا استطاع أن يحول العقول ، والقلوب من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الواحد، إلا محمدا** والرجال أمثال محمد ممن تؤهلهم السماء ،يملكون كل أمور الحياة ، لأنهم يصنعون الحياة السوية ولو أن محمدا، عاش مدة أطول مماعاش ، لأصبح الإسلام ورسوله سادة العالم٠)

(٢) اميل در منجم ( جاء محمد فى أشد الأعصر ظلمات ، حينما كانت المدنيات بأجمعها قد تداعت إلى الخراب ، حتى انطلق الفم النورانى بالوحى الإلهى الذى أنزله الله قرآنا على محمد النبى الأمى ٠٠ فنهض داعيا إلى الدين اللائق بالإله الواحد، ليوقظ بدينه آسيا و أفريقية ، وليحطم قيود التقليد ، ولينبه فارس التى كانت نائمة ، ونصرانية الشرق التى كانت ممزقة بالمجادلات الدينية. )

(٣). جوته الشاعر الألمانى ( لم يكن محمدا شاعرا ، تفنن فى القول ، بل إن محمدا ، نبى مرسل ، لغرض مرسوم ، اختارته لهذا الغرض العناية الإلهية ، حيث استطاع محمد ،أن يحقق الغرض ، ويصل إلى الهدف ، لهذا يستحق محمد رسول الإسلام ، التكريم الدائم ،وتذكير الناس برسالته ، وتعريفهم بها فقد جاء بها ليعرفها العالم. )

(٤) السير وليم موير ( لقد صنع محمد أمة من قوم كانوا من قسوة القلب والبداوة بحيث يصعب التأثير فيهم ،فأصبحوا كما أراد الإسلام ونبى الإسلام ، وراحوا يملأون العالم بعد ذلك علما ونورا، بعد أن كانوا من الجهالة والجاهلية بحيث لم يسمع بهم أحد فأصبحوا بمحمد والإسلام ، قوة راسخة لو تمسكوا به وعرفوا قيمته لبعث به قوما يديرون العالم بشريعته ذات يوم ٠)

(٥) برنارد شو الكاتب المسرحى ( قرأت حياة رسول الإسلام جيدا ،مرات ومرات،لم أجد فيها إلا الخلق كما يجب أن يكون ، وقد درست سيرة محمد ، فوجدته لم يكره أو يخاصم نبيا من الأنبياء الذين سبقوه ،وأدركت أن محمدا رسول الإسلام إنما جاء برسالة لا شبيه لها ،وما كان يريد من وراء ذلك منصبا أو جاها، مما جعلنى أقف باحترام للرسالة ورسولها ، ولو أن محمدا وجد فى هذا العالم اليوم لا ستطاع بقوة إقناعه أن يحل كل مشكلات العالم ، وأن يجعل الحب والسلام ، هم الحياة ٠)

(٦) برتراند رسل- من كبار الفلاسفة ( قرأت عن الإسلام ونبى الإسلام .فوجدت أنه دين جاء ليصبح دين العالم والإنسانية ،فالتعاليم التى جاء بها محمد ، والتى حفل بها كتابه ، ما زلنا نبحث ونتعلق بذرات منها وننال أعلى الجوائز من أجلها ،وكأن محمدا بتعاليمه وكتابه ،أحق بكل الجوائز ،لكنه لم يسع إلى ذلك ، لقدكانت وما زالت ديانة محمد ،توحيدا سهلا ليس فيه التعقيد ولم يزعم النبى محمد، لنفسه أنه إله، ولا زعم أتباعه له هذه الطبيعة الإلهية ، نيابة عنه٠)

(٧) مايكل هارت- عالم أمريكى فى علوم الفضاء- ( إن اختيارى محمدا ، ليكون الأول فى قائمة أهم رجال التاريخ ،قد يدهش القارىء،لكنه الرجل الوحيد فى التاريخ كله ،الذى نجح أعلى نجاح على المستويين - الدينى والدنيوى - وأصبح بذلك أعظم السياسيين وذلك واضح فى الامتداد الإسلامى ،الذى لا ينقطع ، بعد مرورهذه القرون ،على نجاحه وتثبيت دعائم رسالته العظيمة ،ولو عاش محمد فترة طويلة من الزمان لاستطاع أن يجعل العالم كله يؤمن بأن الله واحد ، وهو الذى اختاره ليؤكد ذلك ،ويقنع به البشر جميعا ٠)

(٨) أومبرتو رتزتانو ( لم يكن محمد آخر الأنبياء فقط ، بل أعظم سياسى فى العالم منذ الجهر بدعوته ، وهاجر من أجلها،من مكة إلى المدينة وصالح بين الأوس والخزرج ، وآخى بينهما ، وبين القادمين من مكة٠ فلو أن محمدا رسول الله ، وصحبه وسط هذا العالم ، الآن لغيروه إلى الإسلام لذا أتمنى أن ينهج بنو الإسلام طريقه ليصبحوا بالإسلام ذات يوم قوة وقيمة٠)

(٩) غاندى ( لقد درست الإسلام ، وعرفت من خلاله قيمة الإنسان، وحقوقه، لقد كرمه فى كتابه الكريم، فالعظيم الخالد إلى الأبد ،محمد بن عبد الله، رسول الإسلام كان قادراعلى السيطرة على العالم كله ،ومع ذلك ترك نفسه إنسانا ،للإنسان بالإسلام فعاش رسولا ، بشرا عاديا أمام إخوانه كواحد منهم رغم أنه اصطفاء إلهى * إن نبى الإسلام هو الذى قادنى إلى المناداة بتحرير الهند *)

(١٠) تولو ستوى روائى عظيم روسى ( أنا واحد من المبهورين بالنبى محمد الذى اختاره الله الواحد الأحد فقد جاء محمد ليستكمل بالإسلام ، البناء الاجتماعى للإنسان فى كل مكان ويكفيه فخرا ، أن هدى مئات الملايين ، إلى نور الحق،وإلى السكينة والسلام وفتح للإنسانية طريقا للحياة الروحية العالية ،وهو عمل عظيم ، لا يقوم به شخص ،إلا أوتى قوة وإلهاما وعونا من السماء*)

******** ********* ******** ************

وقال شاعر: ( محمد) الله أتماه وأبدعه. أمرا حكيما وشأنا دونه الشأن رسالة ورسول جل ربهما. والدين أجدرمن يرعاه ديان

( وصل اللهم على أكرم خلق الله - صل الله عليه وسلم)

[mark=#e1ff00]الفقرة الثانية[/mark]


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) {
سورة التوبة
الحديث الشريف
عن ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏رضي الله عنهما ‏
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال ‏:
{ ‏المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه‏}

**************


قدم وفد من المدينة في موسم الحج إلى مكة المكرمة , وحينذاك كانت تسمى يثرب , وعرض عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته إلى الإسلام فاستجابوا له , وأرسل معهم من الصحابة رضي الله عنهم من يعلمهم دينهم ويقرأ عليهم القرآن , ثم طلب أهل المدينة من الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينتقل إليهم , ولكنه كان عليه الصلاة والسلام ينتظر أمر ربه , ثم أذن الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالهجرة من مكة إلى المدينة , فخرج إليها بعد أن استعد للرحلة الشاقة واتخذ له صديقاً مخلصاً وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه , فرح أهل المدينة بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم, وقد وجد الرسول صلى الله عليه وسلم من أهل المدينة كل الحب والإيثار والصدق بالدخول إلى الإسلام , فكانت الهجرة من بلد الشرك آن ذاك إلى بلد الإسلام , انتصاراً للحق على الباطل وقويت شوكة الإسلام وبنى الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم دولة على مر التاريخ , فليكن لنا من الهجرة النبوية أعظم الدروس والعبر من التوكل على الله والصبر في سبيل الدعوة إلى إليه .

[mark=#ddabed]الفقرة الثالثة [/mark]


معلومات حول الهجرة


1- أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أتخذ المدينة مهاجراً لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
2- أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه هو الذي رافق الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة
3- أن الفتى والفارس الشجاع الذي بات في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة الهجرة هو :علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
4- أن الفتاة الصغيرة الشجاعة التي شاركت في الهجرة هي:أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما , وكانت تذهب إلى أبيها والرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالطعام والشراب .
حكم ونصائح
1- رأس الفضائل حفظ اللسان
2- من أبصر عيب نفسه شغل عن عيب غيره .
3- قلب الأحمق على لسانه ، ولسان العاقل في قلبه.
4- طهر قلبك من الحسد و نقه من الحقد و أخرج منه البغضاء وأزل منه الشحناء.
5- صحة الجسم في قلة الطعام وصحة القلب في قلة الذنوب والآثام وصحة النفس في قلة الكلام

[mark=#e39696]الفقرة الرابعة [/mark]

أنشودة طلع البدر علينا

حين أبصر أهل المدينة الحبيب عليه الصلاة والسلام قادم إليهم استقبلوها بهذه الأنشودة الرائعة

طلع البدر علينا


طلع البدر علينا .. من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا .. مادعي لله داع
ايها المبعوث فينا .. جئت بالامر المطاع

طلع البدر نبيا .. ورسولا عربيا
ينشر القرآن نورا .. وضياءا قدسيا
ولكم بتنا حياري .. وارتقبناه مليا
فبدا اليوم جليا .. من ثنيات الوداع

طلع البدر علينا ومن النور ارتوينا
برسول الله قري ياربا يثرب عينا
هبة الله الينا من يفي لله دينا
وجب الشكر علينا مادعى لله داع

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا مادعي لله داع
ايها المبعوث فينا جئت بالامر المطاع

طلع البدر مبينا رحمة للعالمينَ
وبشيرا ونذيرا منقذا دنيا ودينا
نحن بالله هدينا واستجبنا فحيينا
ايها المبعوث فينا جئت بالامر المطاع

[mark=#00e1ff]الفقرة الخامسة[/mark]


قال تعالى وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ )

أى وذكرهم بنعم الله تعالى وفضله عليهم ورحمته بهم
بنصره لهم في ايام جليلة
انتصر فيها الحقُّ وأعزَّ الله تعالى فيها المؤمنين به
وأزهق الباطل أنَّ الباطل كان زهوقا
ومن أعظم أيام الله في تاريخ البشرية يوم هجرة الهادي صلى الله عليه وسلم
محمد رسول اللهصلى الله عليه وسلم وخاتم المرسلين :صلى الله عليه وسلم

قال تعالى إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ​

إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ​

إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ​

فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ ​

وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)التوبة )​

ولقد تبارى الشعراء المسلمون في تسجيل هذا الحدث العظيم​

وفي هذه الموضوع أهديكم أحبابي أحباب صاحب الهجرة رسول الله المصطفى صلى الله عليه وسلم ​

قصيدة

( قريــشٌ تمـادتْ )

قريــشٌ تمـادتْ بظلمِ النبيِّ
فقــــامتْ إليه تُريدُ القتـــالْ
ومـن كـلّ قومٍ رجالٌ وسيفٌ
ونـــارُ العنـــادِ تزيدُ اشتعالْ
ولكـــنَّ ربِّي عـــزيزٌ حكيــمٌ
رؤوفٌ رحيـمٌ أنـــامَ الرجالْ
فلمّا أفــــاقوا أقرُّوا جميعـاً
بــأنَّ مُنـــاهم بعيدُ المنـــالْ
ولكــنْ تمــادوا بحقــدٍ غبيٍّ
فقــــاموا برفعِ لواءِ الضلالْ
وآذوا كثيـــــراً مُحبِّي النبيِّ
فكـــانتْ دماهُمْ لديهمْ حـلالْ
وجــــاءَ قضــــاءُ الإلهِ إلينا
ونحـــو المدينةِ شُدَّ الرحـــالْ
مضوا عن ديارٍ لكمْ عمَّروها
وكلّ المتـــاعِ وكـــلّ العيــــالْ
ولبُّــــوا لداعي الإلـــــه نداءً
نداءَ التــآخي فنعم الوصـــالْ
وهـــــلَّ النبيُّ كبــدرٍ منيــــــرٍ
أضــــاءَ البـــلادَ وربَّى الرجالْ
أقــــامَ الصــلاةَ وآتى الزكـــاةَ
فهيَّــــا أرحنـــــا بهـــــا يـا بلالْ
بنى دولــــةَ الحقّ سرّ الحيــــاةِ
أقامـــت بـــــلاداً قرونــــاً طوالْ
فكــــانتْ دليـــــلاً لكلّ العلــــومِ
وصرحــــاً كبيـــراً يفوقُ الخيالْ
وكـانتْ لكلّ الدروبِ ســــراجـاً
ففيهـــا الحياءُ وفيهـــــا الجمالْ
وصــــرنا نُعَــــــزُّ بدينِ الإلــــه
ونحنُ لنـــــا بالرســـــول امتثالْ​

​

[mark=#bed3ed]الفقرة السادسة[/mark]



دعوة للهجرة في يوم الهجرة



كثيرًا ما يَقَع الإنسانُ فريسةَ أفكارٍ مُنحَلَّةٍ، أو ضحيَّة تأثيرِ سلوكٍ شائن، وانحراف مهِين، فيُمارس الانحرافَ الفِكري أو السُّلوكي، وقدْ يَطول به الزمنُ فيصير ذلك صِفةً لازمة مِن صفاته، وشيمةً من شِيَمه، وبَعدَها يعتاد ذلك الفعلَ ويظنُّ أنَّه مِن الصعوبةِ التخلِّي عنه ، وتمرُّ الشهور والسِّنون وهو قابعٌ في كهوفِ المعصية، سالكاً سراديبَها، ومُذْعنًا لطقوسها، ثم يمرُّ في مرحلة تُشرِق فيها نفسُه بالأمل، فيُمنِّي النفسَ بالترك والإقلاع، فيُبدِّد ذلك الأملَ شعورُه بالإدمان وخضوعُه لنفسه، فتُسوِّل له نفسُه أنَّ الإقلاعَ والترك والتوبةَ أمرٌ صعبُ المنال؛ فيستمر في غيِّهِ وانحرافه، وتمرُّ عليه السِّنون وهو على ذلك الحال.

وهجرةُ الصحابة - رضي الله عنهم - كانتْ بمنزلةِ تخلِّي الكثيرِ منهم عن مألوفاتِهم من طعامٍ وشراب، بل ووطن وأحباب، فتركوا المألوف، وغيَّروا المرغوب، وأقلعوا عن العوائد، واستطاعوا بالإيمانِ العميقِ والإرادةِ القوية أنْ يَنتصِروا على أنفسِهم، وأن يَتحرَّروا مِن وبالِ معاصيهم وانحرافِهم.

ترَك أبو سلمة - رضي الله عنه - زوجتَه أمَّ سلمةَ وطِفلَه في مكَّةَ بعدَ عودتهما من الحبَشة، و توجَّه إلى المدينة فارًّا بدينِه وعقيدتِه، مُخلِّفا وراءَه شريكةَ حياته وزرْع فؤادِه؛ فالدِّين أغلى منهما، والعقيدةُ أسمى ما يُضحِّي المرءُ لأجْله، وصبَرتْ زوجتُه أمُّ سَلَمةَ على جَور أهلها، والبُعد عن طفلها وزوجها، وثبتتْ على الإيمانِ، حتى لَحِقَتْ به بعدَ أن أعادتْ قبيلتُه الطفلَ إليها.

تَرَك مصعبُ بنُ عُمَير ما أَلِفه مِن الأموالِ والعطور والنحور؛ ليعيشَ على أرضِ يَثربَ بعيدًا عن نعيمِ مكَّة، فقدْ كان يعيش في أُسرةٍ مُترفَة، ألِف نعيمها، واعتادَ زَخرفتَها، فلباسُه مِن نوعٍ خاصٍّ، وطعامه مِن نوعٍ خاصٍّ، وبُخوره يُستورَد من جنوبِ الجزيرة، عاش ذلك النعيمَ وأَلِفه، وأصبح جزءًا أساسيًّا مِن حياته، فصار لا يَحلو له مفارقتُها ولا البُعد عنها قِيدَ أُنْمُلَة.

فلمَّا جاءتِ الدعوةُ الإسلاميَّة، ولبِس لباسَ التقوى، وامتلك الإيمانُ شغافَ قلبِه، واستولى على رُوحه ووجدانه، وتذوَّق معانيَه، حينها لم يعُدْ يطيب له البقاءُ حتى في كنَفِ أمِّه التي أغدقَتْ عليه ألوانًا مِن النعيم، ولا في بيتِه الفاخِرِ الذي يفوق بيوتَ بعضِ أهل مكَّةَ، ولا في رُبوعِ مكَّةَ التي عرَفه القاصي والداني فيها بنشأتِه الغنيَّة والمُترَفَة.

فحَلاَ له وطاب، أن يطرُق بابَ التوَّاب، ويُقلع عمَّا اعتادتْه نفسه مِن النعيم الحلال، وملذَّات الحرام، ويُهاجِر إلى الله بقلبِه وقالَبه، وإلى رسوله باتِّباعه وصُحبته وقُربه، فما لَبِثَ أنْ ترَك الأمَّ الحنونَ، والعيش الهنيء، وتوجَّه ليلحقَ بركبِ المهاجرين إلى المدينة، زاهدًا ومقلعًا عن كلِّ نعيمٍ ألِفه، فهَجَر وطنَه، وكانت هجرته تلك ثمرةً مِن ثمرات هَجْرِ المألوف الفاني واستبدال ما هو أبقى به، فتحرَّر مِن استبداد النَّفْس، واستوطن الإيمانُ قلْبَه، واعتاد لوازمَه وألِفها، فلذَّ له البُعدُ عن كلِّ نعيمٍ في دُنياه.

ويأتي يومُ أُحُد فينال ما تمنَّى مِن الشهادة في سبيلِ الله، ولم يُوفِّرْ لنفسه حتى ما يُغطَّى به جسدُه، فيأتي الأصحابُ إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُخبِرونه عن حالِ جُثَّةِ مُصعب، فلم يَجِدوا ما يغطُّون به جِسمَه، فيأمرهم بوضعِ الإذْخِر على بَقيَّةِ جسدِه!

وغيرُه كثيرٌ ممَّن ضحَّوا بأموالِهم ووطنِهم لأجْلِ دِينهم، فكانوا - رضي الله عنهم - أُنموذجًا حيًّا لِمَن عزَم على هجرِ الحرام مِن الأقوالِ والأفعالِ والأحوال، بل والملذَّات والعادات التي اعتادُوا عليها.

وهكذا نتعلَّم مِن الهجرةِ كيف نَتحرَّر مِن العلائقِ، وكيف ننتصِر على العوائِق، نتعلَّم كيف نُضحِّي بالنَّفْس والمال، والجاه والملذَّات والأحباب والوطَن، نتعلَّم كيف نَتحرَّر مِن فكِّ قيودِ العادات، ونَتَّخذ مِن العامِ الهجريِّ الجديدِ منطلقاً للتحوُّلِ والهجرة عن كلِّ ما حَرَّم الله، وعن كلِّ عادةٍ سيئةٍ تخالِف رِضاه، ونربط هذا التحوُّلَ بجيل الصحابة، الذين تَحوَّلوا في حياتهم، ووطَّنوا الإيمانَ في قلوبِهم، وغادروا كلَّ ما يُحَبُّ مِن وطنٍ وأهلٍ ومال، فطَهُرتْ أنفسُهم، وحَسُنتْ نيَّاتهم، فأخلصوا لله، وتخلَّصوا مِن التعلُّق بما سواه، فزَكَّاهم وشهِد لهم بالصِّدق والنَّقاء والطهر؛ فقال - عزَّ مِن قائل -: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8]

​

[mark=#f07af0]الفقرة السابعة[/mark]

مشهد تمثيلي عن الهجرة النبوية

تحتاج الى ثلاثة مشاهد رئيسية :
مشهد 1 : الاستعداد للهجرة

مشهد 2 : اثناء الهجرة ومسيرة المهاجرين وما يعترضهم من مواقف واخبار

مشهد 3 : استقبال المهاجرين في المدينة المنورة

مشهد إذاعي بمناسبة الهجرة النبوية

​

الطالب الأول : يا الله ، يا الله مالي أرى السماء مظلمة والأرض قاحلة ؟! يا إلهي كل شيء سواد في سواد ، المعاصي تنتشر ، والفساد يطغى ، القوي يأكل الضعيف : زنا – فسق – قتل – خمر ..
( يرتفع صوت ينشد .. " أي أنشيد يوضح أهمية الإسلام ")
يدخل الطالب الثاني : أبشر أبشر يا أخي فقد جاء من يخلصنا من هذا السواد ويبدد الظلام وينير لنا السماء ويطهر الأرض إنه سيدنا محمد المصطفى الأمين .
قادم صوب المدينة يحمل الحق المبين
أحمد المبعوث فينا رحمة للعالمـين
الطالب الأول : سيدنا محمد قادم من مكة ؟؟؟
الطالب الثاني :استمع استمع إلى هذا الصوت الذي يصور لنا الأحداث التي حدثت للنبي أثناء الهجرة .
( يبدأ طالب بقراءة آيات من القرآن الحكيم " الآية رقم 40 من سورة التوبة " )
الطالب الثالث : نعم لقد خرج رسول الله من بيته وجعل عليا كرم الله وجهة على فراشة وبذلك يكون أول فدائي في الإسلام .
بينما كفار قريش يحيطون بالدار فخرج النبي وحث على وجوههم التراب فخرج النبي وأبو بكر متجهين إلى غار ثور .
الطالب الرابع : هناك كانت المفاجأة ؟
الطالب الأول : مفاجأة ما هي ؟!
الطالب الرابع : لقد تجلت قدرة الله في الغار حيث بنت الحمامة عشها على باب الغار وباضت وكذلك العنكبوت فقد نسجت خيوطها على باب الغار وقد ظل نبي الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في الغار ثلاثة أيام ثم اتجه إلى المدينة المنورة .
وحملتَ فجرك نحو طيبة ضاحكا متألقا متهللاً مستبشــرا
تسري فيهتف من قباء هــاتف شغفا ويلقاك العقيق مكبرا
هذي ثنيات الوداع تألقــــت لما رأت ليل المدينة مقمرا
وتطير بالأنصار فرحتها وقــد نادى المنادي بالقدوم وبشَّرا
( وهنا يرتفع صوت نشيده " يا طيبة " إذا وجد ")أو يرتفع صوت ينشد
طلع البـدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعـا لله داع

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ​

***********************************​

​

 

[Mansor_alsawalqa]

يعطيك العافي همسات

 

[همسآت شرقية]

 

[سلاف احمد]

بوركت جهودكم

 

[سحر مسلم]

كل عام وانتم بخير

 

[حمزة غماز]

بارك الله في جهودكم