• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

شرح وتحليل قصيدة فلسفة الحياة لإيليا أبو ماضي لمبحث مهارات اللغة العربية للصف التاسع الفصل الثاني

همسآت شرقية

طاقم الادارة
إنضم
1 فبراير 2013
المشاركات
17,336
مستوى التفاعل
272
النقاط
63
الإقامة
المفرق
شرح وتحليل قصيدة ابتسم صف سادس فصل ثاني مادة اللغة العربية


شرح قصيدة ابتسم لإيليا ابو ماضي قال : السماء كئيبة ! وتجهّما قلت : ابتسم ! يكفي التجهم في السما ! قال: الصبا ولّى ! فقلت له : ابتــسم ! لن يرجع الأسف الصبا المتصرما قال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما خانت عهودي بعدما ملّكـتها قلبي ، فكيف أطيق أن أتبســما ! قلت : ابتسم و اطرب فلو قارنتها لقضيت عمرك كله متألما قال : الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما أو غادة مسلولة محــتاجة لدم و تنفث كلما لهثت دما قلت : ابتسم ! ما أنت جالب دائها وشفائها ؛ فإذا ابتسمت فربما أيكون غيرك مجرما ، و تبيت في وجل ، كأنك أنت صرت المجرما ؟ قال : العدى حولي علت صيحاتهم أأُسرّ ، و الأعداء حولي في الحمى ؟ قلت : ابتسم ! لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجلّ و أعظما قال : المواسم قد بدت أعلامها و تعرضت لي في الملابس و الدمى و عليّ للأحباب فرض لازم لكن كفّي ليس تملك درهما قلت : ابتسم ! يكفيك أنك لم تزل حيا ، و لست من الأحبة معدما قال : الليالي جرّعتني علقما قلت : ابتسم ! و لئن جرعت العلقما فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا و ترنما أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ يا صاح ، لا خطر على شفتيك أن تتثلّما ، و الوجه أن يتحطما فاضحك ! فإن الشهب تضحك و الدجى متلاطم ، و لذا نحب الأنجما ! قال : البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما قلت : ابتسم ! مادام بينك و الردى شبر ، فإنك بعد لن تتبسما تحليل وشرح قصيدة ابتسم يا لها من كلمات تغوص في أعماق قلبك فتحيي فيه أمل الحياة ، ونغم التفاؤل ، فترسم على محيّاك أجمل ابتسامة . فالشاعر إيليا أبو ماضي يدعو في هذه القصيدة صراحة إلى المرح والحبور ، وقد نسجها على شكل حوار جميل بينه وبين شخص آخر دائم الشكوى والتشاؤم . شرح بعض الكلمات الغامضة * تجهّم : صار عابس الوجه . * غادة مسلولة : امرأة ناعمة مصابة بداء السل . * معدم : المحتاج إلى المال . * العلقم : النبات المرّ * التبرّم : الضجر والقلق . تتثلم : يصير فيهما شق وجرح . الردى : الموت . قصيدة ابتسم للشاعر إيليا أبو ماضي تحمل في أعماقها معاني الأمل والإيجابية اتجاه المشاكل والعوائق التي يصادفها الإنسان فتحيط به وتؤثر على حياته ، هذه المشاكل أبان الشاعر عن خبرة واحترافية في معالجتها ، فلعب دور الطبيب النفساني ، والمرشد الاجتماعي ببراعة منقطعة النظير . فهاهو الرجل يشتكي من الجو الكئيب ، فينصحه بالابتسامة فهي خير ملطّف للجو ، - بل كيف يشتكي من أحوال هي بيد العزيز الحكيم سبحانه ! - وينتقل بعدها إلى الشكوى من كبر السن وحاله كلسان الشاعر : ألا ليت الشباب يعود يوما * فأنبئه بما فعل المشيب فينصحه الشاعر بدواء الابتسامة فهي تحفظ للشباب والشيب صحتهم ونشاطهم ، بل إن البكاء على الشباب لن يعيده ، والأحرى أن ينظر المرء للشيب نظرة حكمة ووقار ، لينتقل الرجل بعدها إلى المشاكل العاطفية ، ويذكر خيانة حبيبته وتنكرها له بعد أن وهبها قلبه ، ويستنكر على الشاعر في هذه الحالة أن يدعوه إلى الابتسامة . قال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما خانت عهودي بعدما ملّكـتها قلبي ، فكيف أطيق أن أتبســما ! لكن الشاعر وبتفاؤل كبير جدا يؤكد له أن الابتسامة هي الحل الذي سيساعده على نسيان جرح الحبيب ، وإلا فسيقضي عمره كله يتذكر هذه الآلام فيزيد من جرحه عمقا . مثال وتشبيه رائع وبكلمات تنساب جمالا وروعة يتطرق الشاعر إلى أزمة اقتصادية في صورة سؤال من الرجل ، حيث يشتكي من صراع الناس الكبير حول التجارة وكنز الأموال ، كالمسافر الذي كاد يموت عطشا ، أو المرأة المصابة بداء السل في كل دقيقة تسعل دما ، ولعمري أنه أجاد فبرع . قال : الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما أو غادة مسلولة محــتاجة لدم و تنفث كلما لهثت دما ويواصل الشاعر حواره مع الرجل الذي يشتكي تارة من تكالب الأعداء عليه ، وتارة من قلة المال ، فيصف له الدواء السحري المجاني المدهش ، وهو الابتسامة ، ويدعوه إلى أن يتأمل الكواكب والنجوم كيف تتبسم بنورها الوهاج ، فتضفي أملا على القلوب الشقية المكلومة . خلاصة القول قصيدة ابتسم لإيليا أبو ماضي تمثل التفاؤل بأسمى معانيه ، وإن عارضه البعض في هذه المبالغة إلا أن المغزى العميق من قصيدته هو دعوة إلى محاربة اليأس الذي قبع في النفوس واستوطن فيها ، فزرع الإحباط في نفس العامل والتاجر والصانع والطبيب والأب والزوج ، كل واحد ألهته مغريات الحياة عن كل ما يدعو إلى التفاؤل . وكأني بالشاعر يقدم الوصفة النبوية العظيمة - تبسمك في وجه أخيك صدقة - ، ولا عجب في ذلك فإيليا أبو ماضي من أبرز أعضاء الرابطة القلمية لأدباء المهجر بقيادة الشاعر جبران خليل جبران . وهو من رواد الفلسفة والفكر الرومنطقي الذي يقوم على العناية بالنفس الإنسانية ، ويلامس جوانبها الروحية والعاطفية ، وهذا ما لمسناه في قصيدة ابتسم ، والتي عنى بانتقاء الألفاظ التي تنفّس عن الإنسان ، بل يلاحظ أنه أكثر من حرف السين لما له من غاية تنفيسية كما أشرنا . أما من ناحية الأساليب البلاغية فقصيدة ابتسم تزخر بألوان مبتسمة من التعابير اللغوية الجميلة ، فمن الأسلوب الخطابي الحواري الذي مكّن الشاعر من إيصال موضوعه بأسهل الطرق ، إلى التشابيه الرائعة التي جعلت القارئ يعيش ذلك الجو المؤنس ( قال : السماء كئيبة - الشهب تضحك ) ، ومن ثم أسلوب الاستفهام الذي يجعل الشاعر يتحكم بأدوار الحوار والأحداث في قصيدته كما يشاء ، ليصل إلى هدفه النهائي ومقصده الكبير ، وهو الدعوة إلى التفاؤل في الحياة . إن حجم التفاؤل الكبير الذي طغى على الشاعر مردّه في الحقيقة الشعور بالقلق والحزن ، أي أنه جعل من حزنه وقودا يولّد تفاؤلا لا ينقطع خيطه ، وفي ذلك يرى الأديب المؤرخ شوقي ضيف أن تفاؤل أبي ماضي لم يكن فارغا من القلق والحيرة والإحساس بالأسى والألم ، واقتران تفاؤله بهذا الإحساس هو الذي أعطاه حدته وتوهجه .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,749
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
جزاك الله كل خير
 

المنهاج الأردني

الإدارة العامة
إنضم
4 يناير 2010
المشاركات
20,403
مستوى التفاعل
86
النقاط
48
العمر
37
المنهاج الأردني
 
أعلى