فرحة الاردن
الادارة العامة
آية من آيات القسم القرآني تصف رجع السماء ، واللفظتان ترتبان في لغة العرب بمعانيها: الرجع والسماء ، والمبحث الصحيح لدراسة إعجاز القرآن العلمي هو البحث في لغة العرب أولاً، ثم في أقوال المفسرين، وأخيراً النظر فيما اتفق من العلم مع ظاهر الآيات القرآنية . والحقيقة أن معاني السماء التي وردت في القرآن هي في حد ذاتها أسرار ومفاتيح علم الفلك والكونيات .
والسؤال هو ما رجع السماء ؟
الإجابة تتوقف على حسب المقصود بالسماء في الآية ، أهي الغلاف الغازي للأرض بنطاقاته المعروفة اليوم في ضوء العلم الحديث ؟ أم هي كل السماء الدنيا وبناء عليه تتعدد صور رجع السماء بمعنى ما يصعد من الأرض ترده الأرض ثانية وأيضاً ما ينزل من السماء يرد جزئياً أو كلياً إليها ؟ أم المقصود عودة كل صور البناء الكوني إلى دخان كما كانت في بداية خلقها ؟ .
إن نطق الغلاف الغازي للأرض المتمثلة بالأغلفة الست ابتداء من التروبوسفير وانتهاء بالماجنيتوسفير ، كل نطاق يرجع أشياء تجعل سقف السماء محفوظا .
ومن صور رجع السماء الرجع الاهتزازي للهواء ( الأصوات وصداها ) والرجع المائي المتمثل في دورة الماء في الطبيعة ، والرجع الحراري إلى الأرض وعنها إلى الفضاء بواسطة السحب ، ورجع الغازات والأبخرة والغبار المرتفع من سطح الأرض ، والرجع الخارجي للأشعة فوق البنفسجية بواسطة طبقة الأوزون ، ورجع الموجات الراديوية بواسطة النطاق المتأين ، ورجع الأشعة الكونية بواسطة كل من أحزمة الإشعاع والنطاق المغناطيسي للأرض .
وكلمة الرجع الجامعة لكل مكتسبات اللغة التي نزل بها القرآن ، ولاجتهادات العقول التي فسرت القرآن ، ولمنجزات العلم الكوني ، والمظلة لكل جديد في العلم من صور رجع السماء الدنيا وأي سماء سواءً من رجع غلاف الأرض أو الغلاف الكوكبي بصفة عامة أو أغلفة النجوم والمجرات والسماوات العلا ... تلك الكلمة شاهدة على صدق القرآن وأنه كلام الله، وعلى أن سيدنا محمدا - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء والمرسلين كان موصولا بالوحي ومعلماً من قبل خالق الأرض والسماء ورب كل شيء .