سوار
الإدارة العامة
بسم الله الرحمن الرحيم
حب الدنيا إذا تركه الإنسان في قلبه ولم يعالجه بالورع الذي تعلَّمه من نبيه صلي الله عليه وسلم وبالمراقبة لله الذي يؤمن به تجعله يخرج من دنيا الناس وقد خسر الآخرة وهو لا يشعر وقد باء عن المسلمين وأصبح بعيداً عن صفوف المؤمنين وهو لا يشعر
وتلك الطامة الكُبرى التي انتشرت في زماننا يا عباد الله وما العلاج لذلك؟ العلاج يقول فيه صلي الله عليه وسلم {لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ}[1]
لا يكمل الإيمان إلا إذا أحب الإنسان لإخوانه المؤمنين جميعهم قريبين وبعيدين محيطين أو في أقصى بقاع الأرض {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[2]
والله لو عملنا بهذا الحديث لزالت كل مشكلاتنا ولانزاحت عنا كل همومنا وغمومنا إننا نحتاج إلى جرعة حب في الله ولله ونحتاج بعدها إذا امتلأت القلوب بالحب إلى زيادة المودة وإلى توثيق عُرى الأُخُوة وإلى حرص المؤمنين على نفع بعضهم وعلى أن يكون ما بينهم من تعاملات على شرع الله وعلى سُنَّة حبيب الله ومصطفاه
يكون كل مؤمن أحرص على إخوانه المؤمنين من نفسه التي بين جنبيه يكون المؤمنون حالهم ما قال فيهم النبي الكريم {تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى}[3]
وصف النبي صلي الله عليه وسلم داء الأمة وعلاجها ووضع لنا روشتة الشفاء التي ذكرناها ولم ينس صلي الله عليه وسلم أن يجعل روشتة خاصة لكل فردٍ من المؤمنين في هذا الزمان فإننا جميعا عندما نرى الفتن نتساءل في صدورنا ونتحادث فيما بيننا كيف النجاة؟
وكيف للإنسان أن ينجو من فتن الدنيا ويخرج على الإيمان إلى الله ويفوز بالجنة التي وعدنا بها الله وضع النبي صلي الله عليه وسلم روشتة النجاة لكل فردٍ مسلمٍ اعملوا بها تسعدوا إن شاء الله قال صلي الله عليه وسلم {مَنْ أَكَلَ طَيِّبًا وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ فِي النَّاسِ لَكَثِيرٌ قَالَ: وَسَيَكُونُ فِي قُرُونٍ بَعْدِي}[4]
[1] صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هريرة
[2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس
[3] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن البشير
[4] سنن الترمذي والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري
[2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس
[3] الصحيحين البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد عن النعمان بن البشير
[4] سنن الترمذي والحاكم في المستدرك عن أبي سعيد الخدري
الأشفية النبوية للعصر_الخطب إلإلهامية العصرية_ج1
منقول من كتاب [الأشفية النبوية للعصر]