• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

أعلام توفوا في شهر الصيام

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سنتعرف في كل يوم من ايام شهر رمضان المبارك على احد الأعلام من الصحابه والتابعين وغيرهم الذين توفوا في هذا الشهر الفضيل


نتمنى لكم المتعه والفائدة


والله ولي التوفيق
 

سوار

الإدارة العامة
إنضم
22 مايو 2011
المشاركات
10,024
مستوى التفاعل
157
النقاط
63
الإقامة
عمّان عاصمة الحب
متابعون معك عطر الزهور

مشكورة جهودك مقدما​
 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام

خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها -


خديجة بنت خويلد أم المؤمنين؛ توفيت في رمضان قبل الهجرة.

أم أولاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأول من آمن به وصدقه قبل كل أحد، وثبتت جأشه، ومضت به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل فصدقه خبر الرسالة.​



قال الشيخ عز الدين بن الأثير؛ المؤرخ صاحب "الكامل": خديجة أول خلق الله أسلم، بإجماع المسلمين.​



وقال الزهري، وقتادة، وموسى بن عقبة، وابن إسحاق، والواقدي، وسعيد بن يحيى: أول من آمن بالله ورسوله خديجة، وأبو بكر، وعلي، رضي الله عنهم.​



وهي ممن كمل من النساء؛ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يثني عليها، ويفضلها على سائر أمهات المؤمنين، ويبالغ في تعظيمها، بحيث إن عائشة - رضي الله عنه - كانت تقول: "ما غرت من امرأة ما غرت من خديجة، من كثرة ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - لها".​



ومن كرامتها عليه - صلى الله عليه وسلم - أنها لم يتزوج امرأة قبلها، وجاءه منها عدة أولاد، ولم يتزوج عليها قط، ولا تسرى من السراري إلى أن قضت نحبها، فوجد لفقدها.​



وروي عن جبير بن مطعم: أن عم خديجة، عمرو بن أسد، زوجها بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن أباها مات قبل حرب الفجار؛ وهو يوم حرب من أيامهم في الجاهلية كانت بين قريش ومن معها من كنانة، وبين قيس عيلان.​



كانت خديجة أولًا تحت أبي هالة بن زرارة التميمي، ثم خلف عليها بعده عتيق بن عابد بن عبدالله بن عمر بن مخزوم، ثم تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبنى بها وله خمس وعشرون سنة.​



وكانت أسن منه بخمس عشرة سنة.​



وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتجر لها في بضاعتها بالشام، فأعجبت بجميل أخلاقه، فعرضت نفسها عليه، فتزوجها النبي - رضي الله عنها.​



قال الزبير بن بكار: كانت خديجة تدعى في الجاهلية "الطاهرة".​



وأمها هي فاطمة بنت زائدة العامرية.​



قال مروان بن معاوية، عن وائل بن داود، عن عبدالله البهي، قال: قالت عائشة: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذكر خديجة لم يكد يسام من ثناء عليها واستغفار لها، فذكرها يوما، فحملتني الغيرة، فقلت: لقد عوضك الله من كبيرة السن! قال: فرأيته غضب غضبا.. أسقطت في خلدي، وقلت في نفسي: اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد أذكرها بسوء.​



فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ما لقيت، قال: "كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كذبني الناس، وآوتني إذ رفضني الناس، ورزقت منها الولد وحرمتموه مني" قالت: فغدا وراح علي بها شهرا"؛ إسناده حسن.​



وأولادها منه: القاسم، والطيب، والطاهر، ماتوا رضعا; ورقية، وزينب، وأم كلثوم، وفاطمة.​



وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : أتى جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام، فإذا أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب" متفق عليه.​



وعن عبدالله بن جعفر: سمعت عليا يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "خير نسائها خديجة بنت خويلد، وخير نسائها مريم بنت عمران"؛ أخرجه البخاري (7/ 101) في فضائل أصحاب النبي: باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - خديجة وفضلها، ومسلم (2430) في فضائل الصحابة: باب فضائل خديجة أم المؤمنين، والترمذي (3887) في المناقب.​



وعن عائشة: أن خديجة توفيت قبل أن تفرض الصلاة.​



وقيل: توفيت في رمضان، ودفنت بالحجون (جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها)، عن خمس وستين سنة.​



قال الواقدي: خرجوا من شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين، فتوفي أبو طالب، وقبله خديجة بشهر وخمسة أيام.​



وقال قتادة: ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين، وكذا قال عروة.​



وقال الحاكم: ماتت بعد أبي طالب بثلاثة.​



قال ابن إسحاق: تتابعت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المصائب بهلاك أبي طالب وخديجة.​



وعن حماد بن سلمة، عن حميد، عن عبدالله بن عبيدبن عمير، قال: "وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خديجة حتى خشي عليه، حتى تزوج عائشة رضي الله عنه "​

















 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام

فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم



سيدة نساء العالمين في زمانها، وأم الحسنين؛ ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
وكان مولدها قبل المبعث بقليل.
تزوجها سيدنا علي بن أبي طالب في ذي القعدة، أو قبيله، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر.
وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد وقعة أحد.
فولدت له الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم، وزينب.
وروت عن أبيها.
وروى عنها ابنها الحسين، وعائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وغيرهم.
وروايتها في الكتب الستة.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبها ويكرمها ويسر إليها.
ومناقبها غزيرة.
وكانت أشبه الناس بأبيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
قالت عائشة رضي الله عنها: "جاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
فقام إليها وقال: "مرحبا بابنتي".
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به"
وصح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء، وقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا".
وعن داود بن أبي الفرات، عن علباء، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة"؛ إسناده صحيح، وأخرجه أحمد (1/ 293)، وصححه الحاكم (2/ 594)، ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في "المجمع" (9/ 223)، وزاد نسبته إلى أبي يعلى والطبراني، وقال: ورجالهم رجال الصحيح.
ومن طريق أبان بن تغلب، عن أبي بشر، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، "لا يبغضنا أهل البيت أحد، إلا أدخله الله النار"؛ أخرجه الحاكم، وصححه، وأقره الذهبي.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
"حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ، وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ" رواه الترمذي (رقم/3878) وقال: حسن صحيح.
وغضب لغضبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فعن شعيب، عن الزهري، عن علي بن الحسين، أن المسور أخبره: أن عليا رضي الله عنه خطب بنت أبي جهل، فلما سمعت فاطمة، أتت فقالت: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح ابنة أبي جهل.
فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمعته حين تشهد، فقال:
" أما بعد: فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني فصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وأنا أكره أن يفتنوها، وإنها والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل واحد " فترك علي الخطبة".
أخرجه البخاري (7/67، 68) في فضائل أصحاب النبي: باب أصهار النبي - صلى الله عليه وسلم.
ومسلم (2449) (96) في فضائل الصحابة، وأبو داود (2069) في النكاح: باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء.
وعن أبي عوانة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق: حدثتني عائشة، قالت: "كنا أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - اجتمعنا عنده، لم يغادر منهن واحدة.
فجاءت فاطمة تمشي ما تخطى مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
فلما رآها، رحب بها، قال: "مرحبا بابنتي".
ثم أقعدها عن يمينه أو عن يساره.
ثم سارها، فبكت؛ ثم سارها الثانية، فضحكت.
فلما قام، قلت لها: خصك رسول الله بالسر وأنت تبكين، عزمت عليك بمالي عليك من حق، لما أخبرتني مم ضحكت؟ ومم [بكيت؟] قالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بمالي عليك من حق لما أخبرتني.
قالت: أما الآن فنعم، في المرة الأولى حدثني "أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وأنه عارضني العام في هذه السنة مرتين، وأني لا أحسب ذلك إلا عند اقتراب أجلي، فاتقي الله واصبري، فنعم السلف لك أنا".
فبكيت.
فلما رأى جزعي، قال: "أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين، أو سيدة نساء هذه الأمة"؟ قالت: فضحكت.
أخرجه البخاري عن أبي نعيم، عن زكريا، عن فراس.
وفي رواية أخرى: "أنها قالت لفاطمة: أرأيت حين أكببت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فبكيت، ثم أكببت عليه فضحكت؟ قالت: أخبرني أنه ميت من وجعه، فبكيت، ثم أخبرني أنني أسرع أهله به لحوقا، وقال: "أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران" فضحكت.
وعن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عروة، عن عائشة، حدثته: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا فاطمة، فسارها، فبكت، ثم سارها، فضحكت، فقلت لها، فقالت: أخبرني بموته، فبكيت، ثم أخبرني أني أول من يتبعه من أهله، فضحكت.
وعن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: عاشت فاطمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر، ودفنت ليلا.
قال الواقدي: هذا أثبت الأقاويل عندنا.
قال: وصلى عليها العباس، ونزل في حفرتها، هو وعلي والفضل.
وقال سعد بن عفير: ماتت ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة.
وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها، ودفنت ليلا.
وروى يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: مكثت فاطمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر وهي تذوب.
وعن أبي جعفر الباقر: أنها توفيت بنت ثمان وعشرين سنة.
ولدت وقريش تبني الكعبة.
قال: وغسلها علي - رضي الله عنه.​










رابط الموضوع: أعلام توفوا في شهر الصيام .. فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم
 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام

عبيدة بن الحارث


عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبدمناف بن قصي القرشي المطلبي:
توفِّي بالصفراء[1] في العَشر الأخير من رمضان، سنة اثنتين - رضي الله عنه - إثر جراحات في غزوة بدر.

صحابي جليل، أحد السابقين الأوَّلين، وأُمه من ثَقيف.

وهو أسنُّ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعَشر سنين.

هاجَر هو وأخواه الطفيل وحصين.

وكان رَبْعَة من الرجال، مليحًا، كبير المنزلة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أمَّره على ستين راكبًا من المهاجرين، وعقَد له لواء، وكان ذلك في شوال سنة 1 من الهجرة، فكان أول لواء عُقِد في الإسلام.

فالتقى قريشًا وعليهم أبو سفيان عند ثَنِيَّة المرَّة، وكان ذاك أوَّل قتال جرى في الإسلام.

ويوم بدر خرج عتبة رأس المشركين وأخوه شيبة ابنا ربيعة، ومعهما الوليد بن عتبة وطلبوا المبارزةَ، فخرج إليهم كلٌّ من: عبيدة بن الحارث، وحمزة بن عبدالمطلب، وعلي بن أبي طالب بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

ففي سنن أبي داود عن علي - رضي الله عنه -: "قام - يعني عتبة بن ربيعة وابنه وأخاه - فنادى: مُن يُبارِز؟ فانتدب له شبابٌ من الأنصار، [فقال: من أنتم فأخبروه]، فقال: لا حاجة لنا فيكم، إنما أردنا بني عمِّنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة بن الحارث))؛ سنن أبي داود (2665).

وذكَر ابن عقبة أنه لما طلب القومُ المبارزةَ، فقام إليهم ثلاثةُ نفرٍ من الأنصار استحيا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من ذلك؛ لأنه كان أول قتال التقى فيه المسلمون والمشركون ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاهِد معهم، فأحَبَّ النبي - صلى الله عليه وسلم -أن تكون الشَّوكةُ ببني عمِّه، فناداهم: ((أن ارجعوا إلى مصافِّكم، وليَقُم إليهم بنو عمِّهم)).

وبارَز عبيدةُ عتبةَ بن ربيعة بداية معركة يوم بدر فاختلفا ضربتين، فأثبت كلٌّ منهما الآخر؛ أي أصابتْ كلاًّ من عبيدة وعتبة جراحاتٌ من تَبادُلهما الضربات.

وقَتل حمزةُ شيبة، وقَتل عليٌّ الوليدَ.

ولما رأى علي وحمزة هذا شدَّا على عتبة، فقتلاه واحتملا عبيدة وبه رَمَق.

وكانت هذه المبارزة بداية سيئة للمشركين؛ حيث قُتِل ثلاثة من سادات قريش وخيرة فرسانهم وقادتهم أول المعركة، فأثَّر في نفسياتهم، وكرُّوا على المسلمين وهم في أسوأ حال، ثم لم يَلبَث أن مَنَّ الله بالنصر على رسوله والمسلمين يوم بدر.

ومات عبيدة بن الحارث إثر جراحاتِه بعد المعركةِ بالصفراء.

أنشدت هند بِنت أُثاثةَ في رثائه:
لقد ضُمِّن الصفراء مجدًا وسؤددًا
space.gif

وحِلمًا أصيلاً وافر اللب والعقلِ
space.gif


عبيدةَ فابكيه لأضياف غُرْبة
space.gif

وأرملة تهوي لأشْعَثَ كالجِذلِ
space.gif


وبَكِّيه للأقوام في كلِّ شَتوة
space.gif

إذا احمرَّ آفاق السماء من المَحْل
space.gif


وبَكِّيه للأيتام والرِّيح زفزةٌ
space.gif

وتَشبيب قِدْر طالما أَزبدَت تَغْلي
space.gif


فإن تصبح النيران قد مات ضوءها
space.gif

فقد كان يُذكِيهنَّ بالحَطَب الجَزْل
space.gif


لطارق ليل أو لمُلتَمِس القِرى
space.gif

ومُستَنبِح أضحى لديه على رِسْل
space.gif




[1] الصفراء: قرية كثيرة النخل والمزارع، وماؤها عيون، وهي فوق ينبع مما يلي المدينة، وماؤها يجري إلى ينبع.






 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام

ام المؤمنين عائشة - رضي الله عتها -

حياة أم المؤمنين عائشة ملكة العفاف الخاصة.

وفيما يلي أبين بعض الجوانب من حياة أم المؤمنين الخاصة لكي يعرف ويلم القارئ الكريم بما يحب أن يعرف من حياة هؤلاء الأخيار الذين رضي الله عنهن ورضوا عنه، فيتلمس علمهن، وحبهن ابتغاء لمرضاة الله سبحانه وتعالى.

من هي عائشة:
هي الصديقة بنت الصديق أبي بكر، عبد الله بن أبي قحافة ، القرشية، التيمية، المكية.

أمها:
أم رومان الكنانية بنت عامر بن عويمر، بن عبد شمس، بن عتاب، بن أذينة بن سبيع، بن دهمان بن الحارث، بن غنم بن مالك بن كنانة[1].

ألقاب عائشة - رضي الله عنها:
ظفرت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بألقاب لم تظفر بها غيرها من أمهات المؤمنين - رضوان الله عليهن أجمعين - منها:
1- عائش: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينادي عائشة - رضي الله تعالى عنها - بقوله: (يا عائش) [2] تحبباً، وتحسناً لمكانتها المميزة في قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففي الصحيحين عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا عائش! هذا جبريل يقرئك السلام. قلت وعليك السلام ورحمة الله وبركاته) [3].

2- حميراء: وكذلك روى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نادى حبيبته عائشة - رضي الله عنها - بالحميراء، تحببا إليها وملاطفة لها ومن ذلك ما رواه عدد من العلماء من رواية أم المؤمنين عائشة، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: دخل الحبشة المسجد يلعبون، فقال لي: يا حميراء أتحبين أن تنظري إليهم فقلت: "نعم، فقام بالباب وجئته فوضعت ذقني على عاتقه فأسندت وجهي إلى خده" قالت: "ومن قولهم يومئذ أبا القاسم طيبا" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حسبك" فقلت: يا رسول الله لا تعجل، فقام لي ثم قال: "حسبك" فقلت: "لا تعجل يا رسول الله" قالت: "وما لي حب النظر إليهم، ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه" قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: يا حميراء! أتحبين أن تنظُري إليهم؟! يعني: إلى لعب الحبشة ورقصهم في المسجد)[4]. ولفظ حميراء معناه البيضاء، لأن أم المؤمنين كانت بيضاء رضي الله عنها. والعرب تطلق على الأبيض أحمر لغلبة السمرة على لون العرب[5]. والعرب تقول: امرأة حمراء أي بيضاء. وسئل ثعلب: لم خص الأحمر دون الأبيض؟ فقال: (لأن العرب لا تقول رجل أبيض من بياض اللون، إنما الأبيض عندهم الطاهر النقي من العيوب، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا أحمر)[6].

3- ابنة الصديق: كثيرًا ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يناديها بابنة الصديق تحببًا وإكراماً لابنة الصديق لما لها وأبيها من مكانة عظيمة في قلبه وقلب كل مؤمن بالله ورسوله. من ذلك ما روته عائشة - أم المؤمنين رضي الله عنها - قالت: قلت يا رسول الله ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60] هوالذي يزني ويشرب الخمر ويسرق؟ قال: لا يا ابنة الصديق، ولكنه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق، ويخاف أن لا يقبل منه[7].

4- ابنة أبي بكر: كذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينادي أم المؤمنين بابنة أبي بكر لبيان عظيم مكانتها ومكانة أبيها أحب الناس إلى قلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما رواه الإمام مسلم - رحمه الله تعالى - في صحيحه، أن عائشة، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، قالت: أرسل أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في مرطي، فأذن لها، فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، وأنا ساكتة، قالت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "أي بنية ألست تحبين ما أحب؟" فقالت: بلى، قال "فأحبي هذه" قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجعت إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرتهن بالذي قالت، وبالذي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: ما نراك أغنيت عنا من شيء، فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبدا، قالت عائشة، فأرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي كانت تساميني منهن في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب. وأتقى لله وأصدق حديثاً، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالًا لنفسها في العمل الذي تصدق به، وتقرب به إلى الله تعالى، ما عدا سورة من حدة كانت فيها، تسرع منها الفيئة، قالت: فاستأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها، على الحالة التي دخلت فاطمة عليها وهو بها، فأذن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة، قالت: ثم وقعت بي، فاستطالت علي، وأنا أرقب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأرقب طرفه، هل يأذن لي فيها، قالت: فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يكره أن أنتصر، قالت: فلما وقعت بها لم أنشبها حتى أنحيت عليها، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وتبسم إنها "ابنة أبي بكر"[8].

5- الموفقة: وأيضًا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينادي أم المؤمنين بالموفقة لتوفيق الله تعالى لها بكل ما تقول أوتفعل رضي الله تعالى عنها. روى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال: (من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة، فقالت عائشة: فمن كان له فرط من أمتك. قال: ومن كان له فرط يا موفقة.......) [9].

6- أم عبد الله: كنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بأم عبد الله. روت عائشة - رضي الله عنها قولها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أم كل صواحبها لهن كنى، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فاكتني بابنك عبد الله[10] - يعني ابن أختها - فكانت تكنى بأم عبد الله)[11].

وفي رواية ثانية عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: لما ولد عبد الله بن الزبير أتيت عائشة - رضي الله عنها، قالت: لما ولد عبد الله بن الزبير أتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فتفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوه، وقال: هوعبد الله وأنت أم عبد الله، فما زلت أكنى بها وما ولدت قط) [12].

7- أم المؤمنين: بهذا اللقب لقبت عائشة رضي الله عنها كغيرها من أمهات المؤمنين وبيان ذلك قوله سبحانه وتعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَولَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وأَزْواجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وأُولُوالْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَولَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَولِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴾[13].

وهذه الألقاب التي لقبت بها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وبالتالي فهي تستحق بجدارة أن تعطى لقبًا جديدًا ألا وهو ملكة العفاف كبرهان محبة من أهل السنة الجماعة واعتذار منها عما لحقها أذى وتقولات من أهل الزيغ والضلال.

ولادة أم لمؤمنين عائشة، ونشأتها:
ولدت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها - في مكة المكرمة قبل الهجرة بسبع سنين تقريباً. وقد تربت - رضي الله عنها - شطرا في بيت الصديق (تسع سنين)، وشطرا آخر في بيت النبوة (تسع سنين أيضًاً).

زواجها من الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -:
بعد وفاة خديجة - رضي الله عنها - لبث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحو سنتين أوقريبًا من ذلك [14] دون زوجة، ثم جاءته خولة بنت حكيم - رضي الله عنها - فعرضت عليه خطبة عائشة بنت أبي بكر الصديق [15] فعقد عليها الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمكة، وهي بنت ست سنين ودخل بها في المدينة المنورة، وهي بنت تسع سنين.

وقد وصفت أم المؤمنين - رضي الله عنها - زواجها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: تزوجني الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة فنزلنا في بني الحرث بن خزرج فوعكتُ فتمرق شعري، فوفى جميمة، فأتتني أمي أم رومان وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي، فصرخت بي فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأنهج [16] حتى سكن بعض نفسي ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهن فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحى فأسلمتني إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين)[17].

وقد كانت رضي الله عنها وأرضاها أحب الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان عليه والصلاة والسلام يصرح بذلك كما ورد في حديث عمروبن العاص - رضي الله عنه - حيث سأله: أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة. قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها) [18].
قال الإمام الذهبي - رحمه الله تعالى -: (وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه السلام ليحب إلا طيباً، وقد قال: لوكنت متخذا خليلا من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام أفضل)[19].
فأحب أفضل رجل من أمته، وأفضل امرأة من أمته، فمن أبغض حبيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو حري أن يكون بغيضاً إلى الله ورسوله وحبه عليه السلام لعائشة كان أمراً مستفيضاً ألا تراهم - يعني الصحابة رضوان الله عليهم - يتحرون بهداياهم يومها تقرباً إلى مرضاته) [20].

بعض صور معاملة الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم لزوجه عائشة - رضي الله تعالى عنها:
لقد كانت الصديقة عائشة بنت الصديقة - رضي الله عنها - ما تزال صغيرة تحتاج ما تحتاج إليه أمثالها من اللعب والصواحب، فكانت رضوان الله عليها تلعب بألعابها مع صاحباتها في بيت النبوة، فلم يكن الرسول الكريم صاحب الخلق العظيم ينفر من هذا أو يتضايق من بل كان عليه والصلاة السلام يسر بصاحبات الصديقة لأنهن يلعبن معها.

قالت رضي الله عنها وهو يتصف ذلك: (وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسَرُّ بهن إليّ) [21].

وكان عليه والصلاة والسلام يلاطف زوجته الصغيرة ويلاعبها بما يلائم صغرها وسنها ومن ذلك ما روته عائشة رضي الله عنها: (قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أوخيبر وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب. فقال: ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي ورأى بينهن فرسًا لها جناحان من رقاع. فقال: ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس. قال: وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان. قال: فرس له جناحان! قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلًا لها أجنحة، قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه)[22].

ومن حسن أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يسترها بردائه حتى تنظر إلى لعب الأحباش لتسليتها، بل كان عليه الصلاة السلام يقف دون كلل أوملل حتى تمل رضي الله عنها وتنصرف.

ومن ذلك ما روته عائشة - رضي الله عنه - (لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقف من أجلي حتى أكون أنا أنصرف، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو)[23].

وقد كانت أم المؤمنين -رضي الله عنها - من شدة حبها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وورعها لله تعالى إذا كان هناك أي خصومة من الخصومات التي تحصل بين الأزواج لا تهجر إلا اسمه فقط. ويبين ذلك ما روته الصديقة - رضي الله عنها عندما قال لها الرسول - صلى الله عليه وسلم: (إني لأعلم إذا كنت عني راضية، وإذا كنت علي غضبى. قالت: ومن أين تعرف ذلك. قال: أما إذا كنت عني راضية، فإنك تقولين لا ورب محمد. وإذا كنت غضبى، قلت: لا ورب إبراهيم. قالت عائشة. قلت: أجل - والله - يا رسول ما أهجر إلا اسمك) [24].

وكانت رضي الله عنها فرحة مرحة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وباقي زوجاته الكرام ويدل على ذلك ما رواه الهيثمي وغيره في مجمع الزوائد: (أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بحريرة [25]وقد طبختها له، فقلت لسودة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بيني وبينها: كلي - فأبت، فقلت: لتأكلين أو لألطخن وجهك فأبت، فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع بيده لها، قال لها: الطخي وجهها ففعلت فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -......).[26]

وقد اشتهرت - رضي الله عنها - بالحياء والورع الشديدين حتى أنها كانت تستحي من عمر رضي الله عنه وهو في قبره، ولعل خير مثال يبين ذلك ما روته عائشة - رضي الله عنها - بقولها: كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي فأضع ثوبي فأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهم، فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر)[27].

وكانت رضي الله عنها كريمة كرمًا مميزًا حتى أنها تنفق آلاف الدراهم دون أن تدخر لنفسها دراهم معدودة للطعام والشراب.

عن أم ذرة قالت: (بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف، فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس، قال: فلما أمست قالت: يا جارية هاتي فطري, فقالت أم ذرة: يا أم المؤمنين أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري بدرهم لحما تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني , لوكنت أذكرتني لفعلت)[28].

وصور صبر وورع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما رواه البخاري في صحيحه عن عائشة، قالت: (دخلت امرأة ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئاً غير تمرة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا فأخبرته، فقال: من ابتلي من هذه البنات بشيء كن له ستراً من النار)[29].

روى البخاري أيضاً عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه، قال: دخلت على عائشة - رضي الله عنها، وعليها درع قطر، ثمن خمسة دراهم، فقالت: (ارفع بصرك إلى جاريتي انظر إليها، فإنها تزهى أن تلبسه في البيت، وقد كان لي منهن درع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلت إلي تستعيره) [30]. ففي هذا الحديث دليل على تواضع أم المؤمنين - رضي الله عنها - فهي تلبس ثياباً تأبى الخدم أن يلبسوه، وأمرها - رضي الله عنها - في التواضع والورع مشهور، وفيه حلم عائشة عن خدمها ورفقتها في المعاتبة، وإيثارها بما عندها مع الحاجة إليه.

وقال عروة بن الزبير رضي الله عنه: (كانت عائشة تقسم سبعين ألفا، وهي ترقع درعها) [31].

أما عن عبادتها - رضي الله عنها - فكانت صوامة قوامة كثيرة القراءة والتسبيح، ومن ذلك ما رواه عروة: (أن عائشة - رضي الله عنها - كانت تصوم الدهر في السفر والحضر) [32]، وعنه قال: كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة أسلم عليها، فغدوت يومًا، فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ: ﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾ [الطور: 27][33] وتدعو وتبكي وترددها، فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلى السوق لحاجتي، ثم رجعت، فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي)[34].

فهذه التي ذكرت وأوردت لطائف بسيطة أضأت من خلالها بعض جوانب الحياة الخاصة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - من خلال الآثار، والروايات النبوية الشريفة.

وفما يلي سوف أبين جوانب من حياة أم المؤمنين العامة رضي الله تعالى عنها


حياة أم المؤمنين العامة

لاشك أن لأم المؤمنين مكانة عظيمة في حياة الأمة، لذلك كان لابد من بيان مكانتها، وأثرها - رضوان الله عليها - في الحياة الإسلامية.

رُب سائل يسأل كيف كان لأم المؤمنين حياة عامة وقد أمرهن الله تعالى مع باقي أمهات المؤمنين أن يقرن في بيوتهن، ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وإذا أرادهن أحد المسلمين بفتوى أو حاجة فيجب أن يسألوهن من وراء حجاب، وذلك من قوله سبحانه وتعالى:
﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَولِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وقُلْنَ قَولًا مَعْرُوفًا * وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ولَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وأَطِعْنَ اللَّهَ ورَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾[35].

وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ ولَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ولَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ واللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ ورَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنَّ ومَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴾[36].

وللجواب على هذا التساؤل أقوال بأن الحياة العامة التي كانت أم المؤمنين تتفاعل معها يقصد منها المساهمة في بناء المجتمع الإسلامي والتفاعل مع أعضائه ضمن الحدود الشرعية.

فالصديقة بنت الصديق ولدت في بيت إيماني متميز في حمل هموم الدعوة، وشاهدت منذ نعومة أظفارها تفاصيل نشوء الدين الإسلامي وتفاعلت معه بكل ما فيه من آلام وآمال.

قالت رضي الله عنها: (لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، طرفي النهار: بكرة وعشية، ثم بدا لأبي بكر، فابتنى مسجدا بفناء داره، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن، فيقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم، يعجبون منه وينظرون إليه، وكان أبوبكر رجلا بكاء، لا يملك عينيه إذا قرأ القرآن، فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين)[37].

وقد كانت أم المؤمنين تشارك في كثير من أحداث الأمة وقد بدأتها بالهجرة إلى المدينة المنورة للحاق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبيها الصديق - رضي الله عنه. فالصديقة بنت الصديق كانت منذ أن فتحت عينيها مساهمة ومشاركة في خدمة هذا الدين ورسوله وأهله لذلك كانت مشاركاتها في كل مناحي الحياة الإسلامية وفق الضوابط الشرعية، حتى الغزوات منها ففي غزوة أحد كانت رضي الله عنها تنقل الماء بالقرب ثم تفرغه في أفواه الصحابة المنهكين من القتال والعطش.

روى البخاري - رحمه الله - عن أنس رضي الله عنه، قال: (لما كان يوم أحد، انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر، وأم سليم وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما تنقزان القرب [38]، وقال غيره: تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم) [39].

وما كان لهذه الشخصية العظيمة التي تربت في بيت الصديق والنبوية أن تغيب عن مشهد الأحداث، وخصوصًا إذا كانت تلك الأحداث، مفصلة في تاريخ وحياة الأمة. كيف لا وهي أم للمؤمنين التي يدفعها إلى ذلك الشعور بالواجب الملقى على عاتقها، ثم الإحساس بالقدرة على التأثير والتغيير والإصلاح بين أبنائها المؤمنين إذا دعت الحاجة لذلك.

ففي فتنة عثمان رضي الله عنه رأت رضي الله عنها بوجوب القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه والإصلاح بين المسلمين. ونتيجة هول ما حصل من أمر معركة الجمل التزمت أم المؤمنين بيتها ولم تعد تشارك في أحداث الأمة بشكل مباشر بل عن طريق النصيحة والإرشاد كما فعلت مع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، ذلك أن معاوية - رضي الله عنه - طلب منها النصيحة، فكتبت إليه: (إلى معاوية سلام عليك، أما بعد: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام عليكم) [40].

وهكذا رأينا أن أم المؤمنين رضي الله عنها لم تدخر وسعا في مناصرة الحق وبيانه، والاهتمام بقضايا الأمة، فكانت تأتيها الوفود من كل بقاع الدولة الإسلامية فتجيبهم عن فتاويهم وأسألتهم بما علمت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك كانت تنصح الأمراء والولاة والخلفاء وتذكرهم بأيام الله تعالى فهي زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها.


حياة أم المؤمنين العلمية


اكتسبت أم المؤمنين - رضي الله عنها - علماً غزيراً صافياً من نبع النبوة الذي لا ينضب، فكانت أفقه نساء المسلمين، وأعلمهن بالدين وأصوله وفروعه والأدب، ولا يحدث لها أمر إلا أنشدت فيه شعراً، وكان أكابر الصحابة يسألونها عن الفقه والفرائض، فتجيبهم.

قال عطاء - رضي الله عنه -: (كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا) [41].

ولعل أهم الأسباب التي ساعدت أم المؤمنين على اكتساب هذا العلم ما يلي:
1- الذكاء وقوة الحفظ: امتازت أم المؤمنين - رضي الله عنها - بالذكاء الوقاد، وقوة الحفظ والاستذكار مما ساعدتها - بفضل الله - على حفظ كتاب الله تعالى وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفقههما.

2- علمها بالعربية وفنونها وأشعارها: وقد كانت رضي الله عنها عالمة بالعربية وفروعها وأشعار العرب ونوادرهم، فصيحة اللسان مما ساعدها على فهم القرآن وتفسيره وقد تعلمت من والدها الصديق البلاغة والفصاحة فقد كان الصديق علامة العرب في ذلك.

3- نشأتها في بيت النبوة: نشأت السيدة عائشة - رضي الله عنها في بيت النبوة فشاهدت أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - واطلعت على أخباره فتعلمت حكمته وكل شؤونه وخاصة ما يتعلق بأحكام النساء.

4- حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على تعليمها: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حريصاً على تعليمها لما لمسه من ذكاء وفطنة، فكان عليه الصلاة والسلام يحدثها ويفقهها بالدين.

5- نزول الوحي في فراشها: فإنه لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في فراش امرأة سواها رضي الله تعالى عنها[42].

وقد أخذ عنها كثير من الصحابة، والتابعين وخلق كثير، وروي عنها (2210) أحاديث، ولها آراء فقهية كثيرة، واجتهادات عديدة، وتخرج من مدرسة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عدد كبير من سادة العلماء ومشاهير التابعين.

قال أبوموسى الأشعري - رضي الله عنه: (ما أشكل علينا - أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندنا منه علماً) [43].

وكان لأم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله تعالى عنها - تلاميذ كثرمن التابعين الذي أخذوا العلم عنها ونشروه في الأمصار الإسلامية، فصاروا أئمة يُقتدى بهم في العلم والعمل ومن أشهر هؤلاء - رضي الله عنهم - عروة بن الزبير[44]، والقاسم بن محمد بن أبي بكر[45]، ومسروق بن الأجدع[46] وعمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية[47] - عليهم رحمة الله تعالى أجمعين.

وكان هؤلاء التلاميذ النجباء يتلقون العلم في غرفة قصية البناء، مبنية من جريد عليه طين من حجارة مرضونة وسقفها من جريد [48]، وكانت رضي الله عنها تضع حجاباً بينها وبين طلاب علمها النبوي الشريف.

وكانت الصديقة رضي الله عنها ذات منهج علمي مميز، ولعل أبرزه ما فيه ما يلي:
1- توثيق المسائل: كانت رضي الله عنها إذ تحرص على تتبع توثيق المسائل بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - عن يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمْرَةَ بنت عبد الرحمن، أنها أخبرته أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة رضي الله عنها أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (من أهدى هديًا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر الهدي وقد بعثت بهديي فاكتبي إليّ بأمرك، قالت عمرة:، فقالت عائشة رضي الله عنها: ليس كما قال ابن عباس، "أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي، ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه، ثم بعث بها مع أبي، فلم يحرم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيء أحله الله له حتى نحر الهدي)[49].

2- الورع عن الكلام بغير علم: كانت رضي الله عنها تتورع عن الكلام بغير علم، ومن مثل هذا ما قال شريح بن هانىء قال: أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين، فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله، فإنه كان يسافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألناه، فقال جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوماً وليلة للمقيم.[50]

3- الجمع بين الأدلة وفهم مقاصد الشريعة: كانت رضي الله عنها تعتمد على الجمع بين الأدلة وفهم الشريعة وعلوم العربية. ومن ذلك ما رواه عروة عن عائشة - رضي الله عنها - قال قلت: أرأيت قول الله عز وجل ﴿ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ﴾ [البقرة: 158] قال قلت: فوالله ما على أحد جناح أن لا يطوف بهما، فقالت عائشة: بئسما قلت يا ابن أختي إنها لوكانت على ما اولتها كانت فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، ولكنها إنما أنزلت أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لِمَنَاةَ الطاغية التي كانوا يعبدون عند المشلل وكان من أهل لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة، فسألوا عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية، فأنزل الله عز وجل: (إن الصفا والمروة من شعائر الله إلى قوله فلا جناح عليه أن يطوف بهما) قالت عائشة ثم قد سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطواف بهما، فليس ينبغي لأحد أن يدع الطواف بهما) [51].

4- معرفتها بأدب الحوار: كانت رضوان الله عليها على معرفة عميقة وتامة بآداب الحوار وكل ما يلزم ذلك. كيف لا وهي التي تربت وتعلمت في بيت النبوة، انظر أخي القارئ إلى هذه القصة لترى وتتعلم أدب الحوار من الصحابة الكرام - رضي الله عنهم - عن عروة بن الزبير قال: كنت أنا وابن عمر مستندين إلى حجرة عائشة وإنا لنسمع ضربها بالسواك تستن - قال - فقلت: يا أبا عبد الرحمن أعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في رجب؟ قال: نعم. فقلت: أي أمتاه ألا تسمعين ما يقول أبوعبد الرحمن؟! قالت: وما يقول؟ قلت: يقول اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم - في رجب. فقالت: يغفر الله لأبي عبد الرحمن لعمري ما اعتمر في رجب، وما اعتمر من عمرة إلا وإنه لَمَعَهُ. قال وابن عمر يسمع فما قال لا ولا نعم. سكت.[52]

5- الدقة في نقل الموروث النبوي: وكانت أم المؤمنين - رضي الله عنها - دقيقة جدًا في نقل الموروث النبوي أمانة في النقل، وورعاً وخوفاً من الله سبحانه وتعالى، عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبد الله بن عمر يقول إن الميت ليعذب ببكاء الحي. فقالت عائشة يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب، ولكنه نسى أو أخطأ إنما مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على يهودية يبكى عليها أهلها، فقال إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها) [53].

6- اختبار المحدث: وكانت عائشة - رضي الله عنها - إذا لم تكن تعرف الحديث اختبرت قائله، فإن ضبطه قبلته، وهذا الأسلوب اتبعه نقاد الحديث فيما بعد في نقد نقل الرجال. عن عروة بن الزبير قال قالت لي عائشة يا ابن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌّ بنا إلى الحج فَالْقَهُ فَسَائِلْهُ فإنه قد حمل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - علماً كثيراً - قال - فلقيته فساءلته عن أشياء يذكرها عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله لا ينزع العلم من الناس انتزاعاً ولكن يقبض العلماء، فيرفع العلم معهم، ويبقى في الناس رءوساً جهالاً يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون). قال عروة فلما حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك وأنكرته قالت أحدثك أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا، قال عروة حتى إذا كان قابل قالت له: إن ابن عمروقد قدم فالقه ثم فاتحه حتى تسأله عن الحديث الذي ذكره لك في العلم - قال - فلقيته فساءلته فذكره لي نحوما حدثني به في مرته الأولى. قال عروة فلما أخبرتها بذلك قالت ما أحسبه إلا قد صدق أراه لم يزد فيه شيئاً ولم ينقص) [54].

7- عدم الإسراع في الكلام والتأني في سرد الأحاديث: اتبعت أم المؤمنين - رضي الله عنها - أسلوب النبي - صلى الله عليه وسلم - في التحدث والتعليم، فكانت رضي الله عنها تتكلم بتأني دون كلل ولا تكثر في الكلام والتحدث. عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت له: ألا يعجبك أبوهريرة جاء فجلس إلى جنب حجرتي يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمعني ذلك وكنت اسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي ولو أدركته لرددت عليه إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يسرد الحديث كسردكم) [55].

وهذا نرى أن الصديقة بنت الصديق ملكة العفاف بحرا زاخرا في الدين، وخزانة حكمة وتشريع، ومدرسة قائمة بذاتها، ونابغة في الذكاء والفصاحة والبلاغة، فكانت رضوان الله عليها عاملًا كبيرًا ذا تأثير عميق في نشر العلم النبوي الشريف.

وفاة أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -:
توفيت رضي الله عنها في خلافة معاوية - رضي الله عنه - ليلة الثلاثاء، السابع عشر من رمضان، سنة ثمان وخمسين من الهجرة، وهي ابنة ست وستين سنة، بعد مرض ألم بها حتى أنها شعرت بأنه مرض الموت، ولهذا أوصت: (أن لا تتبعوا سريري بنار، ولا تجعلوا تحتي قطيفة حمراء، وأن لا يصلي علي إلا أبوهريرة)[56].

ودفنت عليها رحمة الله عليها بالبقيع من ليلتها بعد صلاة الوتر [57]، بحسب وصيتها لعبد الله بن الزبير - رضي الله عنه، حيث قالت له: (ادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكي به أبداً) [58].



 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
اعلام توفوا في رمضان

علي بن ابي طالب رضي الله عنه


هو علي بن ابي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف ،و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، فهو من أبوين هاشميين و من أشرف بطون قريش وأكرمها ،وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهما من أبوين شقيقين
ولادته ونشأته

ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قبل البعثة بعشر سنوات تقريباً ،و تربى في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وبعدها، وسبب ذلك ما أصاب مكة من مجاعة حيث كان أبو طالب كثير العيال ، فقير الحال ، فأحب العباس أخوه-وكان موسراً أكثر منه-ورسول الله صلى الله عليه وسلم أن يساعداه ، و أن يتحملا عنه ، فأخذ كل واحد منهما ولداً من أولاده ، وكان نصيب علي رضي الله عنه أن يكون في ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم

زواجه

تزوج علي بن أبي طالب رضي الله عنه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنجبت له الحسن خامس الخلفاء ، والحسين ، وهما سيدا شباب أهل الجنة في الجنة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبهما حباً شديداً،يركبهما عل ظهره في الصغر ويلثم أفواههما ، ومن قبل يعق عنهما مع وجود أبويهما

كنيته

و للإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أكثر من كنية ،فهو يكنى أبا الحسن نسبة إلى أكبر ولده الحسن رضي الله تعالى عنه ، وهو يكنى أيضاً بأبي تراب ،وقد كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، لهذا فقد كان يحبها ويحب أن يكنى بها


روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه بإسناده عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال:ما كان لعلي رضي الله عنه اسم أحب إليه من أبي تراب ، وإن كان ليفرح إذا دعي بها،قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة رضي الله عنها فلم يجد علياً في البيتن فقال: أين ابن عمك؟قالت : كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يقل عندي


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان : انظر أين هو ن فجاء فقال : يار رسول الله، هو في المسجد راقد ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شق فأصابه تراب ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه ويقول : قم يا أبا تراب


وله اسم آخر وهو حيدرة ،ومعناه الأسد، ولقد ذكره هو عند مبارزته لمرحب بطل من أبطال يهود خيبر وأشجعهم فقد جاء على لسان علي حين بارز مرحب : أنا الذي سمتني أمي حيدرة ، كليث غابات كرية المنظر أو فيهم بالصاع كيل السندرة
إسلام علي بن أبي طالب

عن أبي إسحاق أنّ عليّاً رضي الله تعالى عنه رأى يوماً رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وزوجته خديجة يصلّيان، فقال للرّسول صلّى الله عليه وسلّم: يا محمّد، ما هذا؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: دين الله الّذي أصطفي لنفسي، وبعث به رسله، فأدعوك إلى الله وإلى عبادته، والكفر باللات والعزّى، فقال له علي رضي الله عنه: هذا أمرٌ لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاضٍ أمراً حتّى أحدّث أبا طالب، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يفشي عليّاً سرّه قبل أن يستعلن أمره، فقال له: يا عليّ إن لم تسلم فاكتم، فمكث عليّ تلك الليلة، ثمّ أوقع الله في قلب عليّ الإسلام، فأصبح غادياً إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى جاءه فقال: ماذا عرضت عليّ يا محمّد، فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: تشهد أنّ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزّى، وتبرأ من الأنداد، ففعل عليّ وأسلم، ولبث عليٌّ يأتيه سرّاً خوفاً من أبي طالب، وكتم عليُّ إسلامه ولم يظهر به.

وقال ابن إسحاق: ذكر بعض أهل العلم أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان إذا حضرت الصّلاة خرج إلى شعاب مكّة، وخرج معهعلي بن أبي طالب مستخفياً من أبي طالب، ومن سائر قومه وجميع أعمامه، فيصليّان الصلوات فيها، فإن أمسيا رجعا فمكثا كذلك ما شاء الله أن يمكثا، ثمّ إن أبا طالبٍ عثر عليهما يوماً وهما يصلّيان فقال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا ابن أخي، ما هذا الدّين الّذي أراك تدين به؟ قال: أي عم، هذا دين الله، ودين ملائكته، ودين رسله، ودين أبينا إبراهيم - أو كما قال - صلّى الله عليه وسلّم - بعثني الله به رسولاً إلى العباد، وأنت أي عم، أحقّ من بذلت له النّصيحة، ودعوته إلى الهدى، وأحقّ من أجابني إليه وأعانني عليه، أو كما قال؛ فقال أبو طالب: أي ابن أخي، إنّي لا أستطيع أن أفارق دين آبائي وما كانوا عليه، ولكن والله لا يخلص إليك بشيء تكرهه ما بقيت وذكروا أنّه قال لعليّ: أي بني، ما هذا الدّين الّذي أنت عليه؟ فقال: يا أبت، آمنت بالله وبرسول الله، وصدّقته بما جاء به، وصلّيت معه لله واتّبعته. فزعموا أنّه قال له : أما إنّه لم يدعك إلّا إلى خير فالزمه.




زهد علي بن ابي طالب

كان علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه إماماً في الزهد ، فقد عوف عن الدنيا وملذاتها ، وانشغل قلبه بحب الله تعالى وحب رسوله ، فقد شهد له الإمام عمر بن عبدالعزيز : أزهد الناس في الدنيا علي بن أبي طالب


وحياة الإمام علي رضي الله تعالى عنه مليئة بالشواهد الدالة على زهده، إذ لم يكن هو داعية للزهد فحسب ، بل يجده الباحث زاهداً في كل شيء ، في مطعمه و ملبسه و فراشه ومنزله


عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لقد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم و إني لأربط الحجر على بطني من الجوع و إن صدفني اليوم لتبلغ أربعين ألفاً . لم يجعله هذا المال يطغى وينشغل في تكثيره وتجميعه عن الجهاد و البذل والفداء ، بقد كانت الدنيا في جيب علي ولك تكن في قلبه رضي الله عنه ، وهذا هو الزهد الحقيقي


و قد قال علي بن أبي طالب يحدد قيمة الدنيا في نفسه ونفس كل مؤمن زاهد: الدنيا جيفة ، فمن أراد منها شيئاً فليصبر على مخالطة الكلاب


ويحدثننا علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن فراشه يوم عرسه على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : نكحت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس لنا فراش إلا فروة كبش، فإذا كان الليل بتنا عليها،فإذا أصبحنا فقلبنا وعلفنا عليها الناضح


وقد كانت تمر ظروف بالإمام علي رضي الله تعالى عنه لا يجد من النقود ما يشتري به ثوباًله يستر عورته، ويؤدي فيه صلاته ، فيدفعه ذلك إلى بيع سيفه الذي يقاتل فيه بدراهم قليلة ليشتري بها إزاراً له رضي الله عنه


عن علي بن الأرقم عن أبيه قال: رأيت علياً بن أبي طالب يعرض سيفاً له في رحبة الكوفويقول : من يشتري سيفي هذا؟والله لقد جلوت به غير مرة من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو أن عندي ثمن إزار لما بعته

زهده في لباسه

وكان رضي الله عنه يلبس الثوب المرقوع الذي يصل إلى نصف ساقه ، يشتريه بثلالثة دراهم ، فيستنكر عليه بعض أفراد الرعية ذلك فيقول : ارتدي هذا ليقتدي به المؤمن ويخشع به القلب و كان رضي الله عنه لا يملك في بعض الأحيان في فصل الشتاء ما يدفع عنه البرد، فتراه يرتجف من شدة البرد

زهده في طعامه

أما عن زهده في طعامه ، فقد كان طعام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه خشناً ، حريصاً على أن لا يدخل إلى بطنه إلا طيباً ، لا شبهة فيه ، وكان بعض الولاة يعترضن على طعامه والناس يجدون أفضل منه فيقول : يا أمير المؤمنين، أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق اكثر من ذلك؟فيجيبه قائلاً: اما والله ما افعل ذلك بخلاً ، ولكن ابتاع قدر ما يكفيني و أكره أن أدخل بطني إلا طيباً

منزلة علي بن ابي طالب



كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذا منزلة رفيعة ومكانة عالية عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويدلك على هذا الشرف وهذه الرقعة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوجه ابنته فاطمة رضي الله عنها بناءً على توجيه من ربه ، فعنغن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إن الله تعالى قد أمرني أن أزوج فاطمة من علي)رواه الطبراني ورجاله الثقات أضف إلى ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اتخذه أخاً عند المؤاخاة بين المسلمين

روى الترمذي رحمه الله تعالى في سننه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه ، فجاء علي تدمع عيناه فقال :يا رسول الله ، ىخيت بين أصحابك ولم تؤاخي بيني وبين أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أخي في الدنيا والآخرة قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريبزوفي الباب عن زيد بن أبي أوفى



وعلي بن أبي طالب كما تعلم ، رابع الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم جميعاً ، وهو يأتي في المرتبة الرابعة عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب الفاروق ، وعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهم جميعاً


ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يحب علياً إلا مؤمناً ولا يبغضه إلا منافق وقد قرن رسولنا صلى الله عليه وسلم طاعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بطاعته عليه الصلاة والسلام ، فقال صلى الله عليه وسلم : من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني و من عصى علياً فقد عصاني رواه الحاكم في المس ، تدرك وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي رحمه الله تعالى في مختصره


ولقد اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نزل مطلع سورة التوبة ان يحملها ويلحق الناس في موسم الحج ليبلغهم إياه ، ويقرأها على مسامعهم ، وكان أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أميراً للحج حينها . وهو الذي اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكتب بنود اتفاقية الحديبية بينه وبين سهيل بن عمرو ممثل المشركين آنذاك و أشهده صلى الله عليه وسلم على الوثيقة


و من الأحاديث التي تدل على منزلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن سعد بن أبيوقاص قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : أما ترضي أن تكون مني بمنزله هارون من موسى ؟


وروى الترمذي رحمه الله تعالى في سننه عن سلمة بن كهيل قال : سمعت أبا الطفيل يحدث عن أبي سريحة أو زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه

أدلّة على بشارة علي بن ابي طالب رضي الله عنه بالجنّة

  • روى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في المسند عن سعيد بن زيد قال: أنا أشهد على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فإنّي لم أكن أروي عنه كذباً، يسألني عنه إذا لقيته أنّه قال: أبو بكر الصدّيق في الجنّة، وعمر بن الخطّاب في الجنّة ، وعلي بن أبي طالب في الجنّة، وعثمان بن عفّان في الجنة، وطلحة بن الزّبير في الجنّة، وعبد الرّحمن بن عوف في الجنّة، وسعد بن مالك في الجنّة. قال ذلك في بلوغ الأماني، رواه أبو داود النسائيّ وابن ماجة وسنده جيّد ورجاله ثقات. قال المنذريّ: أخرجه الترمذيّ والنسائيّ وابن ماجه، وقال الترمذيّ حسن صحيح وقد أخرجه مسلم والترمذيّ والنسائيّ من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبي هريرة بنحوه.
  • روى الحاكم في المستدرك بسندٍ صحيح عن أبي أوفى رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (سألت ربّي عزّ وجل أن لا أزوّج أحداً من أمّتي، ولا أتزوّج إلّا من كان معي في الجنّة فأعطاني). وقيل هذا الحديث في ذريّة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
  • أخبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الجنّة تشتاق إلى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه. نعم فأهل الجنّة يشتاقون لأمير المؤمنين كرّم الله وجهه.

  • جهاد علي بن ابي طالب رضي الله عنه

    كان علي بن أبي طالب من أبطال المسلمين القلائل الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتال عدوه ، فهو لم يتخلف في غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم سوى غزوة تبوك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يبقى في المدينة أميراً عليها يدير شؤون المسلمين فيها في غياب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأذن له في الخروج معه فأمره أن يبقى في المدينة وقال له : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى


    والذي يتبع جهاد علي رضي الله عنه في غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد أنه قد سجل بطولات كثيرة و رائعة


    ففي غزوة بدر بارز أحد أبطال المشركين الوليد بن عتبة وفي لحظات صرعه، وفي غزوة أحد ثبت مع النبي ثبات الأبطال ، يقاتل المشركين ويدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان في وسط المعمعة ، وأصيب إصابات كثيرة بلغت ست عشرة إصابة ، وحمل الراية بعد استشهاد مصعب بن عمير رضي الله عنه


    و في غزوة الأحزاب خرج عمرو بن عبدود العامري معلماً ليرى مكانه ، فلما وقف هو وخيله قال: من يبارز؟فبرز له علي بن أبي طالب ، فقال له : يا عمرو ، إنك قد كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه ، قال له :أجل قال له علي: فإني أدعوك إلى الله ورسوله وإلى الإسلام
    قال: لا حاجة لي بذلك
    قال:فإني أدعوك إلى المنزل
    فقال له : لم يا ابن أخي؟فوالله ما احب ان أقتلك
    فقال له علي : لكني والله أحب أن أقتلك
    فحمي عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره او ضرب وجهه ثم اقبل على علي فتنازلا و تجاولا فقتله علي عليه السلام و خرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت الخندق هاربة


    وفي غزوة بني قريظة سلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية وأمره على المسلمين الذين توجهوا للقتال .فكان أدنى المسلمين إلى بني قريظة


    وفي غزوة خيبر استعصى أهم حصن وهو (حصن ناعم) على المسلمين ، وحاولوا أكثر من مرة اقتحام الحصن فلم يتمكنوا من ذلك ، وفي المساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدركون أيهم يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ، فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه ، فأتى فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ، ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن له وجع، فأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسو الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، فقال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم وحمل علي بن أبي طالب وتقدم الصفوف ، فخرج له مرحب بطل يهود خيبر يطلب المبارزة ويرتزج قائلاً
    لقد علمت خيبر أني مرحب ---------- شاكي السلاح بطل مجرب

    أطعن أحياناً وحين أضرب -----------إذا الليوث أقبلت تلهـــــب


    فبرز له علي بن أبي طالب على الفور فتبارزا ، فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه علي رضي الله عنه على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه وسمع أهل المعسكر ضربته

  • استشهاد علي بن ابي طالب رضي الله عنه

    كان علي رضي الله تعالى عنه يعلم انه سيموت قتيلاً فقد أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، وان قاتله سيكون أشقى الناس روى الإمام أحمد رحمه الله في فضائل الصحابة عن فضالة بن أبي فضالة الأنصاري رضي الله عنه قال : خرجت مع أبي عائد لعليبن أبي طالب من مرض أصابه ثقل منه ،قال: فقال لي أبي :ما يقيمك بمنزلك هذا لو أصابك اجلك لم يلك إلا اعراب جهينة تحمل إلى المدينة ، فإن أصابك اجلك وليك أصحابك ، فقال علي : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي ان لا اموت حتى أؤمر ، ثم تخصب هذه -يعني لحيته ، من دم هذا-يعني هامته ولقد نعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه ولأصحابه قبل ثلاثين سنة تقريباً ، فقد روى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو و أبو بكر وعمر وعلي وعثمان وطلحة والزبير رضي الله عنهم، فتحركت الصخرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( إهدأ ، إنما عليك نبي أو صديق أو شهيدأو عن وقوع جريمة القتل البشعة فيروي علماء التاريخ أن ثلاثة من الخوارج وهم عبدالرحمن بن ملجم الحميري الكندي والبرك بن عبدالله التميمي و عمرو بن بكر التميمي ، قد اجتمعوا وتعاهدوا على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص ، على أن يتولى ابن ملجم قتل علي
    أما عبدالرحمن بن ملجم فأتى أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهية أن يظهروا شيئاً من أمره ، وإنه لقي أصحابه ، وأتى عبدالرحمن بن ملجم رجلاً سفاكاً للدماء من أشجع ، وعرض عليه أن يشاركه في جريمته النكراء فقال الأشجعي :ثكلتك أمك ، لقد جئت شيئاً إدا ، كيف تقدر على قتله؟ قال : أكمن له في السحر ، فإذا خرج إلى صلاة الفجر شددنا عليه فقتلناه ، فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا ، و إن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا وزبرج أهلها ، قال : ويحك ، لو كان غير علي لكان أهون علي ، قد عرفت بلاءه في الإسلاموسابقته مع النبي صلى الله عليه وسلم ن وما أجدني أشرح لقتله ، قال: أما تعلم أنه قتل أهل النهروان ؟قال : نعم نقتله بما قتل إخواننا به ، فأجابه اختبأ ابن ملجم و الأشجعي عند الفجر يرقبان قدوم علي ، فأقبل علي ينبه الناس للصلاة ويقول : الصلاة الصلاة ، فشد عليه شبيب فضربه بالسيف فلم يصبه ، فشد عليه ابن ملجم فضربه على قرنه فقال : لا حكم إلا لله ن ليس لك يا علي ولا لأصحابك ، وفر شبيب وقبض على ابن ملجم ، وقدم علي جعدة بن هبيرة ليصلي بالناس صلاة الصبح ، وحمل علي إلى منزله و حمل إليه عبدالرحمن بن ملجم ، فقال : إن مت فاقتلوه ، وإن عشت فأنا أعلم كيف أصنع به فقال جندب بن عبدالله : يا أمير المؤمنين ن إن مت نبايع الحسن؟فقال : لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم أبصر


    ولما حضرته الوفاة جعل يكثر من قول لا إله إلا الله ، وقيل أن ىخر ما تلفظ به كان (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، و من يعمل مثقال ذرة شراً يره)

 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
اعلام توفوا في رمضان
زوجة الرسول - صل الله عليه وسلم - صَفيَّةُ بنت حيي - رضي الله عنها -

صفية بنت حيي بن أخطب بن سعية بن عامر بن عبُيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب ابن النضير النحَّام بن ينحوم، من سبط هارون بن عمران، وأمُّها برَّة بنت شموأل، من بني قريظة، وقد تزوجت مرتين. الأولى تزوجها: سلام بن مشكم، ثم تزوجها كنانة بن أبي الحقيق، فقُتل يومَ خيبر، وكانت مما أفاء الله على رسوله، فحجبها بعد أن اصطفاها، ثم أعتقها، وجعل عتقها صداقها. فأولم علهيا بتمر وسويق، وقسَم لها، وكانت إحدى أمهات المؤمنين، وذلك في سنة سبع من الهجرة. قال أنس: أمهرها نفسها، وصار ذلك سنة للأمة إلى يوم القيامة، يجوز للرجل أن يجعل عتق جاريته صداقها، وتصيرُ زوجته

قال الترمذي: حدثنا إسحاق بن منصور، وعبد بن حُميد، قالا: حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر، عن ثابت عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: صفية بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (ما يبكيك؟ قالت: قالت لي حفصة: إني ابنة يهودي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لابنة نبيٍّ، وإن عمّك لنبي، وإنك لتحت نبي، فبم تفخرُ عليك؟) ثم قال: (اتَّق الله يا حفصة) قال الترمذي: هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه. وهذا من خصائصها - رضي الله عنها-.

وكانت صفية حليمة عاقلة، وتُوفيت في رمضان في زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - سنة خمسين، - رضي الله عنها-، وصلى عليها مروان بن الحكم ودفنت في البقيع



 

فرحة الاردن

الادارة العامة
إنضم
18 ديسمبر 2011
المشاركات
20,819
مستوى التفاعل
443
النقاط
83
الإقامة
الاردن
بارك الله فيك بامميزه وجزاك الله كل خير على الموضوع القيم
وجعله بموازين اعمالك
 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام


أبو عقبة الجراح بن عبدالله الحكمي



الجراح مقدم الجيوش:
استشهد في رمضان سنة اثنتي عشرة ومئة.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:
فارس الكتائب، أبو عقبة الجراح بن عبدالله الحكمي، ولي البصرة من جهة الحجاج، ثم ولي خراسان، وسجستان لعمر بن عبد العزيز، وكان بطلاً شجاعًا، مهيبًا طوالاً، عابدًا قارئًا، كبير القدر.
قال الوليد بن مسلم: كان إذا مر في جامع دمشق يميل رأسه عن القناديل من طوله.
روى عن ابن سيرين، وعنه صفوان بن عمرو، ويحيى بن عطية، وربيعة بن فضالة.
وقال الجراح يصف ورعه: تركت الذنوب حياء أربعين سنة، ثم أدركني الورع.
وقال مجالد: ولي يزيد بن المهلب العراق، فلما سار إلى خراسان، استخلف الجراح على العراق، وعن الحسن الزرقي، قال: كان الجراح بن عبدالله على خراسان كلها حربها وصلاتها ومالها.
قال ابن جابر: وفي سنة اثنتي عشرة ومائة غزا الجراح بلاد الترك ورجع، فأدركته الترك، فقتل هو وأصحابه.
وقال أبو سفيان الحميري: كان الجراح على أرمينية وكان رجلاً صالحًا، فقتلته الخزر (1)، ففزع الناس لقتله في البلدان.
قال سليم بن عامر: دخلت على الجراح، فرفع يديه، فرفع الأمراء أيديهم، فمكث طويلاً، ثم قال لي: يا أبا يحيى، هل تدري ما كنا فيه؟ قلت: لا، وجدتكم في رغبة، فرفعت يدي معكم، قال: سألنا الله الشهادة، فوالله ما بقي منهم أحد في تلك الغزاة حتى استشهد.
قال خليفة: زحف الجراح من برذعة - بلدة بأذربيجان - سنة اثنتي عشرة إلى ابن خاقان، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل الجراح في رمضان، وغلبت الخزر على أذربيجان، وبلغوا إلى قريب من الموصل.
قال الواقدي: كان البلاء بمقتل الجراح على المسلمين عظيمًا، بكوا عليه في كل جند.








 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام

صفوان ابن بيضاء

قال ابن سعد في طبقاته: توفي في رمضان سنة ثمان وثلاثين.


صحابي من المهاجرين السابقين، شهد بدرا.


وقيل بيضاء هي أمه واسمها دعد بنت جحدم الفهرية.


وأبوه هو وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك.


قيل في رواية: آخى رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بين صفوان بن بيضاء ورافع بن المعلى، وقتلا يوم بدر جميعًا.


وروى الواقدي، عن محرز بن جعفر عن جعفر بن عمرو قال: قتل صفوانَ بن بيضاء طعيمةُ بن عدي.


أما ابن سعد فيقول في رواية أخرى: روي لنا أن صفوان بن بيضاء لم يقتل يوم بدر، وأنه شهد المشاهد كلها، وتوفي في رمضان سنة ثمان وثلاثين، وليس له عقب.





 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام

أبو الزناد عبدالله بن ذكوان



توفي لسبع عشرة خلت من رمضان في سنة ثلاثين ومئة.

هو الإمام الفقيه الحافظ المفتي، أبو عبدالرحمن القرشي المدني، من كبار المحدثين الثقات، ويلقب بأبي الزناد، وأبوه مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة الخليفة عثمان، وقيل: مولى عائشة بنت عثمان بن عفان، وقيل: مولى آل عثمان، وقيل: إن ذكوان كان أخا أبي لؤلؤة قاتل عمر.

ولد في نحو سنة خمس وستين في حياة ابن عباس.

وحدث عن: أنس بن مالك، وأبي أمامة بن سهل، وأبان بن عثمان، وعروة، وابن المسيب، وخارجة بن زيد، وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة، وعبيد ابن حنين، وعلي بن الحسين، وأبي سلمة بن عبدالرحمن، والقاسم بن محمد، وعبد الرحمن الأعرج، وهو مكثر عنه، ثبت فيه، وعائشة بنت سعد، ومرقع بن صيفي، ومجالد بن عوف، ومحمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي، والشعبي وسليمان بن عبدالرحمن وعدة.

وشهد مع عبدالله بن جعفر الهاشمي جنازة، وأرسل عن ابن عمر، وكان من علماء الإسلام، ومن أئمة الاجتهاد.

وحدث عنه: ابنه عبدالرحمن، وموسى بن عقبة، وابن أبي مليكة مع تقدمه، وصالح بن كيسان، وهشام بن عروة، وعبدالوهاب بن بخت، ومحمد ابن عبدالله بن حسن، وعبيدالله بن عمر، وابن عجلان، وابن إسحاق، ومالك والليث، وورقاء بن عمر، وسفيان الثوري، وزائدة، وشعيب بن أبي حمزة، والمغيرة بن عبدالرحمن الحزامي، وسعيد بن أبي هلال، وسفيان بن عيينة، وخلق سواهم.

وثقه أحمد وابن معين.

قال حرب بن إسماعيل، عن أحمد بن حنبل، قال: كان سفيان يسمي أبا الزناد أمير المؤمنين في الحديث.

قال أحمد: هو فوق.

وقال علي بن المديني: لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، ويحيى بن سعيد الانصاري، وأبي الزناد، وبكير الأشج.

وقال أبو حاتم: ثقة فقيه صالح الحديث، صاحب سنة، وهو ممن تقوم به الحجة إذا روى عنه الثقات.

قال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك، عن نافع، عن ابن عمر وأصح أسانيد أبي هريرة: أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة.

قال الليث عن عبدربه بن سعيد: دخل أبو الزناد مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه من الأتباع يعني: طلبة العلم مثل ما مع السلطان، فمن سائل عن فريضة، ومن سائل عن الحساب، ومن سائل عن الشعر، ومن سائل عن الحديث، ومن سائل عن معضلة.

وقال أحمد بن أبي خيثمة، عن مصعب بن عبدالله، قال: كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة، وكان صاحب كتاب وحساب، وكان كاتبا لخالد بن عبدالملك بن الحارث بن الحكم بالمدينة، وكان كاتبًا لعبد الحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب، وفد على هشام بن عبدالملك بحساب ديوان المدينة، فجالس هشامًا مع ابن شهاب، فسأل هشام ابن شهاب: في أي شهر كان عثمان يخرج العطاء لأهل المدينة؟ قال: لا أدري، قال أبو الزناد: كنا نرى أن ابن شهاب لا يسأل عن شيء إلا وجد علمه عنده.

فسألني هشام فقلت: في المحرم، فقال هشام لابن شهاب: يا أبا بكر هذا علم أفدته اليوم.

فقال: مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد فيه العلم.

قال: وكان أبو الزناد معاديًا لربيعة الرأي، وكانا فقيهي البلد في زمانهما.

وقال سليمان بن أبي شيخ: ولى عمر بن عبدالعزيز أبا الزناد بيت مال الكوفة.

قال ابن عيينة: قلت للثوري: جالست أبا الزناد ؟ قلت: ما رأيت بالمدينة أميرًا غيره.

قال الواقدي: مات أبو الزناد فجأة في مغتسله ليلة الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان، وهو ابن ست وستين سنة في سنة ثلاثين ومئة.

وقال ابن سعد: مات في رمضان منها.

وقال خليفة وطائفة: سنة ثلاثين.

وقال يحيى بن معين، وابن نمير، وعلي بن عبدالله التميمي، وغيرهم: مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.





 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام

محمد بن جحادة


توفي برمضان سنة إحدى وثلاثين ومائة.

محمد بن جحادة الكوفي، أحد الأئمة الثقات.

حدث عن أنس بن مالك، من رواية يحيى بن عقبة عنه، وحدث عن أبيه، وأبي صالح السمان، وأبي صالح باذام، وعطاء بن أبي رباح، ورجاء بن حيوة، والحسن، وبكر المزني، وأبي الجوزاء الربعي، وعمرو بن دينار، وأبي الزبير، ونافع وعمرو بن شعيب، وأبي حازم الأشجعي، وعطية العوفي، وسليمان بن بريدة، وطلحة بن مصرف، وجماعة.

حدث عنه: شعبة، وزهير بن معاوية، وسفيان بن عيينة، وعبد الوارث، وابنه إسماعيل بن محمد، وأبو حفص الأبار، وزياد البكائي، وداود بن الزبرقان، وشريك، وعبد الحكيم بن منصور، وخلق.
ووثقه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي، وكان من الفضلاء الصلحاء.

قال عنه ابن حبان في كتاب "مشاهير علماء الأمصار": "محمد بن جحادة الأودي اليامي من عباد أهل الكوفة وقرائهم لم يسمع من أنس ولا من أحد من الصحابة شيئًا".
قال محمد بن حميد الرازي عن جرير: رأيته وكان زاهدا يلبس الخلقان يغسلها. وقال في موضع: نظيف الثياب.

وقال الآجري عن أبي داود: كان لا يأخذ عن كل أحد وأثنى عليه، وقال النسائي: ثقة.

سُألَ يحيى بن معين عن محمد ابن جحادة: ما حاله؟ قال ثقة.

قال عنه البخاري في "التاريخ الكبير": "محمد بن جحادة الكوفي عن الحسن والحكم وطلحة ابن مصرف، روى عنه الثوري وشعبة وعبد الوارث، وقال حصين بن نمير: هو الأيامي، سمع أبا صالح بعد ما كبر، قال ابن معين: هو الأودي.
قال الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء":
"توفي بطريق مكة في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومئة".





 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام

محمد النفس الزكية

استشهد برمضان سنة خمس وأربعين ومئة.

هو محمد بن عبدالله بن حسن ابن السيد الحسن بن علي بن أبي طالب، الهاشمي، الحسني، المدني، الأمير، الملقب بـ "النفس الزكية"، خرج على الخليفة العباسي "أبو جعفر المنصور"، وأعلن عصيانه، هو وأخوه إبراهيم.

وقيل: كان يلقب المهدي والنفس الزكية.


كان كثير الصوم والصلاة، شديد القوة، وكان رجلًا شديد السمرة، ضخمًا، في لسانه تمتمة، بين كتفيه خال أسود كالبيضة.​



قال ابن حجر في التهذيب:​

روى عن أبيه، وأبي الزناد، ونافع مولى ابن عمر وزاد ابن كثير في البداية: عن الأعرج، عن أبي هريرة، في كيفية الهوي إلى السجود، وقال: وحدث عنه جماعة. وقال البخاري في الكبير: لا يتابع عليه، ولا أدري سمع من أبي الزناد أم لا!


وجاء في مقاتل الطالبيين للأصفهاني:
وكان من أفضل أهل بيته، وأكبر أهل زمانه في زمانه، في علمه بكتاب الله، وحفظه له، وفقهه في الدين، وشجاعته، وجوده، وبأسه، وكل أمر يجمل بمثله، حتى لم يشك أحد أنه المهدي، وشاع ذلك له في العامة؛ وبايعه رجال من بني هاشم جميعاً، من آل أبي طالب، وآل العباس، وساير بني هاشم؛ ثم ظهر من جعفر بن محمد قول في أنه لا يملك، وأن الملك يكون في بني العباس، فانتبهوا من ذلك لأمر لم يكونوا يطمعون فيه.​


قال عبد العزيز بن عمران: حدثنا عبدالله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار قال: استخلف المنصور، فلم يكن له هم إلا طلب محمد والمسألة عنه.

فدعا بني هاشم واحدًا واحدًا، يخلو به ويسأله فيقول: يا أمير المؤمنين، قد عرف أنك قد عرفته يطلب هذا الشأن قبل اليوم.

فهو يخافك، وهو الآن لا يريد لك خلافا.

وصار الناس يؤمنون المنصور منه هو وأخيه، حتى قرر "محمد بن عبدالله" الخروج على المنصور لشدة بطشه بالناس وعدم حرمته الدماء.

قال المدائني: قدم محمد بن عبدالله في أربعين رجلا متخفيا، فأتى عبدالرحمن بن عثمان فقال له: أهلكتني، فانزل عندي وفرق أصحابك، فأبى.

فقال: انزل في بني راسب ففعل.

وقيل: أقام محمد يدعو الناس سرا.

ثم صار الأمر لمحمد بالمدينة، فهم هو وأخيه إبراهيم باغتيال المنصور بمكة، وواطأهما قائد كبير، ففهم المنصور، فتحرز، وهرب القائد، وأزال المنصور والي المدينة، واستعمل على المدينة محمد بن خالد القسري، وبذل له أزيد من مئة ألف دينار إعانة ليظفر بمحمد النفس الزكية، فعجز، فعزله، وعين بدلًا منه "رياح بن عثمان بن حيان المري".

فأخبر الجواسيس رياح بأن محمد بن عبدالله في شعب "رضوى" من أرض ينبع، فندب له "عمرو بن عثمان الجهني"، ليأسره، فكبسه ليلة، ففر محمد ومعه ولد، فوقع من جبل من يد أمه فتقطع، وفيه يقول أبوه:
منخرق السربال يشكو الوجى
space.gif

تنكبه أطراف مرو حداد
space.gif


شرده الخوف وأزرى به
space.gif

كذاك من يكره حر الجلاد
space.gif


قد كان في الموت له راحة
space.gif

والموت حتم في رقاب العباد
space.gif




وتتبع رياح جملة من بني حسن واعتقلهم وقيدهم، وأنكر أهل المدينة شتم "ابنُ رياح" آل حسن على المنبر، وتنكيله بهم، ورموه بالحصباء.

وقُتلَ في هذه المحنة جملة من بني حسن وطيف برؤوسهم في خراسان على الناس.

فممن قتل من آل حسن: عبدالله أبوهما (أبا محمد وإبراهيم)، وأخوه حسن، والديباج.

وعن أبي نعيم قال: بلغني أن عبيدالله بن عمر، وابن أبي ذئب، وعبدالحميد ابن جعفر دخلوا على محمد بن عبدالله، وقالوا: ما تنتظر! والله ما نجد في هذا البلد أشأم عليها منك.

فخرج محمد في مائتين وخمسين نفسًا يريد الثورة على المنصور.

فأخرج أهله من السجن في المدينة.

وكان على حمار، في أول رجب سنة خمس وأربعين، وحبس رياحًا وجماعة.

وخطب في الناس فقال:
"أما بعد: فإنه كان من أمر هذا الطاغية أبي جعفر، ما لم يخف عليكم من بنائه القبة الخضراء - هي في قصر المنصور ببغداد، أقامها على إيوانه، وارتفاعها عن الأرض ثمانون ذراعا - التي بناها تصغيرا لكعبة الله، وإن أحق الناس بالقيام للدين أبناء المهاجرين والأنصار.

اللهم قد فعلوا وفعلوا، فأحصهم عددا واقتلهم بددا، ولا تغادر منهم أحدا".

قال الذهبي يصف خروج محمد بن عبدالله:
"ولما خرج قامت قيامة المنصور.
فقال لآله: اذهبوا إلى هذا الأحمق عبدالله بن علي، فله رأي جيد في الحرب.
فلما دخلوا قال: لأمر ما جئتم: فما جاء بكم جميعا، وقد هجرتموني من دهر.

قالوا: استأذنا أمير المؤمنين، فأذن لنا.
قال: ليس ذا بشيء.
ما الخبر؟ قالوا: خرج محمد.

قال: فما ترون ابن سلامة صانعا؟ - يعني المنصور - قالوا: لا ندري.
قال: إن البخل قد قتله، فليخرج الأموال ويكرم الجند، فإن غلب فما أوشك أن يعود إليه ماله.

وجهز المنصور ولي عهده عيسى بن موسى لحرب محمد، وكتب إلى محمد يحثه على التوبة ويعده ويمنيه، فأجابه: من المهدي محمد بن عبدالله (طسم تلك آيات الكتاب المبين) وأنا أعرض عليك من الأمان مثل ما عرضت.

فإن الحق حقنا.. إلى أن قال: فأي الأمانات تعطيني أمان بن هبيرة، أم أمان عمك؟ أم أمان أبي مسلم - يقصد الخراساني -؟!".

فأرسل إليه بكتاب مزعج، وأخذ جند محمد مكة.

وجاءه منها عسكر، وسار ولي العهد عيسى في أربعة آلاف فارس، ونفذ إلى أهل المدينة يتألفهم، فتفلل خلق عن محمد، وبادر آخرون إلى خدمة عيسى.

فأشير على محمد أن يفر إلى مصر، فلن يردك أحد عنها.

فصاح جبير: أعوذ بالله أن نخرج من المدينة، ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "رأيتني في درع حصينة؛ فأولتها المدينة".

ثم إن محمدا استشار أن يخندق على نفسه، فاختلفت الآراء.

ثم حفر خندق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحفر فيه بيده.

وخطب محمد في الناس وقال: إن هذا قد قرب وقد حللتكم من بيعتي.

قال: فتسللوا حتى بقي في شرذمة، وهرب الناس بذراريهم في الجبال.

فلم يتعرض عيسى لأذاهم.

وراسل محمدًا يدعوه إلى الطاعة فأبى محمد النفس الزكية إلا القتال.

وكتب محمد إلى عيسى بن موسى: إياك أن يقتلك من يدعوك إلى الله، فتكون شر قتيل، أو تقتله فيكون أعظم لوزرك.

فبعث إليه عيسى: إن أبيت فإنا نقاتلك على ما قاتل عليه جدك طلحة والزبير على نكث البيعة.

ثم أحاط عيسى بالمدينة في أثناء رمضان، ودعا محمدا إلى الطاعة ثلاثة أيام، ثم قرب من السور، فنادى بنفسه: يا أهل المدينة، إن الله قد حرم الدماء فهلموا إلى الأمان، وخلوا بيننا وبين هذا، فشتموه، فانصرف، وفعل ذلك من الغد، وزحف في اليوم الثالث، وظهر وكرر بذل الأمان لمحمد فأبى، وترجل.

قال عبدالحميد بن جعفر: كنا مع محمد في عدة أصحاب بدر، ثم تبارز جماعة، وأقبل رجل من جند المنصور، عند أحجار الزيت، فطلب المبارزة، فخرج إليه رجل عليه قباء أصفر فقتل الجندي، ثم برز آخر فقتله، فاعتوره أصحاب عيسى حتى أثبتوه بالسهام، ودام القتال من بكرة إلى العصر.

وطمَّ أصحاب عيسى الخندق فجازت خيلهم.

قال عبدالله بن جعفر: تحنط محمد للموت.

ثم صلى العصر.

وعرقب فرسه، وعرقب بنو شجاع دوابهم، وكسروا أجفان سيوفهم ثم حمل هو، فهزم القوم مرتين.

ثم استدار بعضهم من ورائه.

فشد حميد بن قحطبة على محمد فقتله وأخذ رأسه.

وكان مع محمد سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "ذو الفقار"، فجاءه سهم، فوجد الموت، فكسر السيف.

وقيل: أعطاه رجلا كان له عليه أربع مئة دينار.. وهو أصح.

قال الذهبي: وكان مصرع محمد عند أحجار الزيت في رابع عشر رمضان، سنة خمس، قال الواقدي: عاش ثلاثا وخمسين سنة، وقيل: صُلبَ عدة من أصحابه، وقُتلَ، طيف بالرأس.





 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام

ابن أبي ليلى


توفي برمضان سنة ثمان وأربعين ومائة.

هو محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى.

العلامة، الإمام، مفتي الكوفة وقاضيها، أبو عبدالرحمن الأنصاري، الكوفي.

ولد سنة نيف وسبعين.

أخذ العلم عن أخيه عيسى، عن أبيه، وأخذ عن الشعبي، ونافع العمري، وعطاء ابن أبي رباح، والقاسم بن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود، والمنهال ابن عمرو، وعمرو بن مرة، وأبي الزبير المكي، وعطية العوفي، والحكم بن عتيبة، وحميضة بن الشمردل، وإسماعيل بن أمية، وثابت بن عبيد، وأجلح بن عبدالله، وعبدالله بن عطاء، ومحمد بن عبدالرحمن بن سعد بن زرارة، وداود بن علي الامير، وابن أخيه عبدالله بن عيسى، وغيرهم.

وحدث عنه: شعبة، وسفيان بن عيينه، وزائدة، والثوري، وقيس بن الربيع، وحمزة الزيات وقرأ عليه.

وكان نظيرًا للإمام أبي حنيفة في الفقه.

قال أحمد: كان سيء الحفظ، مضطرب الحديث، وكان فقهه أحب إلينا من حديثه.

وقال أبو حاتم: محله الصدق، وكان سيئ الحفظ، شغل بالقضاء، فساء حفظه، لا يتهم، إنما ينكر عليه كثرة الخطأ، يكتب حديثه، ولا يحتج به، هو وحجاج بن أرطاة ما أقربهما!

وروى أبو حاتم عن أحمد بن يونس قال: ذكر زائدة ابن أبي ليلى فقال: كان أفقه أهل الدنيا.

وقال العجلي: كان فقيها، صاحب سنة، صدوقا، جائز الحديث.

وكان قارئًا للقرآن، عالمًا به.

قرأ عليه حمزة الزيات فكان يقول: إنا تعلمنا جودة القراءة عند ابن أبي ليلى.

وكان من أحسب الناس، ومن أنقط الناس للمصحف، وأخطه بقلم.

وكان جميلًا نبيلًا.

وأول من استقضاه على الكوفة الأمير يوسف بن عمر الثقفي، عامل بني أمية فكان يرزقه في كل شهر مئة درهم.

روى: الخريبي، عن سليمان بن سافري، قال:
سألت منصورا: من أفقه أهل الكوفة؟
قال: قاضيها ابن أبي ليلى.

وقال بشر بن الوليد:
سمعت القاضي أبا يوسف يقول: ما ولي القضاء أحد أفقه في دين الله، ولا أقرأ لكتاب الله، ولا أقول حقا بالله، ولا أعف عن الأموال من ابن أبي ليلى.

وقال حفص بن غياث:
من جلالة ابن أبي ليلى أنه قرأ القرآن على عشرة شيوخ.

قال البخاري، وغيره: مات ابن أبي ليلى في سنة ثمان وأربعين ومائة.

قال الذهبي: مات في شهر رمضان.





 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام


عبدالله بن عون الخراز


مات: لخمسة أيام مضت من رمضان، سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

من المحدثين الأجلاء، وكان جده "أبو عون" أمير مصر.

قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء":
"هو ابن الأمير، نائب مصر، أبي عون عبدالملك بن يزيد، الإمام، المحدث، الزاهد، العابد، بركة الوقت، أبو محمد الهلالي، البغدادي، الأدمي، الخراز".

وسمع الحديث من: مالك، وشريك، ويوسف بن يعقوب الماجشون، وإسماعيل بن جعفر، وإسماعيل بن عياش، وإبراهيم بن سعد، وعبدالعزيز بن أبي حازم، وعباد بن عباد، وعبد الرحمن بن زيد، وخلق.

وحدث عنه: مسلم في (الصحيح)، وأبو زرعة، وعباس الدوري، وابن أبي الدنيا، والمعمري، وموسى بن هارون، ومطين، وأبو بكر أحمد بن علي المروزي، وأبو يعلى، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن أحمد، وأبو القاسم البغوي، وخلق كثير.

ذُكرَ لأحمد، فقال: ما به بأس، أعرفه قديما، وجعل يقول فيه خيرا.

وقال يحيى بن معين، وأبو زرعة، وصالح جزرة، والدارقطني: ثقة.

وزاد صالح: مأمون.

وكان يقال: إنه من الأبدال أي الأخيار الصالحين.

قال أبو القاسم البغوي: حدَّثنا "عبدالله بن عون الخراز" وكان من خيار عباد الله.

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو شعيب الحراني: حدثنا "عبدالله بن عون الخراز" وكان من الثقات.

وقيل: مات: لخمسة أيام مضت من رمضان، سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.

وزاد موسى بن هارون، فقال: في يوم الاثنين - رحمه الله - ببغداد.






 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام


عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي


مات في رمضان، سنة إحدى وستين ومائة.

من المحدثين الثقات؛ قال عنه الذهبي: الإمام، القدوة، شيخ الإسلام، أبو أيوب الشعباني، الإفريقي، قاضي إفريقية، وعالمها، ومحدثها، على سوء في حفظه.

روى الحديث عن: أبيه، وبكر بن سوادة، وأبي عبد الرحمن الحبلي، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي صاحب لعبد الله بن عمرو، وأبي عثمان المصري صاحب لأبي هريرة، ومسلم بن يسار، وزياد بن نعيم، وعدة من التابعين.

وحدث عنه: ابن وهب، وأبو أسامة، وجعفر بن عون، ويعلى بن عبيد، وأبو عبدالرحمن المقرئ، وخلق كثير.

قال عنه البخاري في "التاريخ الكبير":
"عبدالرحمن بن زياد بن أنعم الافريقى، سمع أباه وأبا عبدالرحمن الحبلي وبكر بن سوادة، روى عنه الثوري، قال المقرئ: هو الشعبانى المعافرى أبو خالد أول مولود في الإسلام - يعني بعد فتح إفريقية - جاز المائة".

قال الذهبي في "ميزان الاعتدال في نقد الرجال":
"كان البخاري يقوي أمره ولم يذكره في كتاب الضعفاء".

قال ابن حجر العسقلاني في "تهذيب التهذيب":
"قال أبو العرب القيراني" كان ابن أنعم من أجلة التابعين عدلا في قضائه صلبا أنكروا عليه أحاديث ذكرها البهلول بن راشد سمعت الثوري يقول: جاءنا عبدالرحمن بستة أحاديث يرفعها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - لم أسمع أحدا من أهل العلم يرفعها؛ حديث: أمهات الأولاد، وحديث: إذا رفع رأسه من آخر السجدة فقد تمت صلاته، وحديث: لا خير فيمن لم يكن عالما أو متعلما، وحديث: أغد عالما أو متعلما، وحديث: العلم ثلاثة، وحديث: من أذن فهو يقيم.. قال أبو العرب: فلهذه الغرائب ضعف ابن معين حديثه، وقال الغلابي: يضعفونه ويكتب حديثه، ذكره ابن البرقي في باب من نسب إلى الضعف وقال سحنون عبدالرحمن بن زياد: ابن أنعم ثقة، وقال الحربي: غيره أوثق منه وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم".

قال أبو الحسن بن القطان:
كان من أهل العلم والزهد بلا خلاف بين الناس ومن الناس من يوثقه ويربأ به عن حضيض رد الرواية والحق فيه أنه ضعيف لكثرة روايته المنكرات وهو أمر يعتري الصالحين.

وفد على المنصور بالكوفة، فوعظه، وصدعه بالحق بأنهم ظلمة.

قال إسماعيل بن عياش: ولي السفاح، فظهر جور بإفريقية، فوفد ابن أنعم على أبي جعفر مشتكيًا، ثم قال:
جئت لأعلمك بالجور ببلدنا، فإذا هو يخرج من دارك!
فغضب، وهمَّ به، ثم أخرجه بعدها.

وروى: جارود بن يزيد، حدثنا عبدالرحمن الإفريقي، قال: كنت أطلب العلم مع المنصور.

وقال ابن إدريس: ولي قضاء إفريقية لمروان الحمار.

وكان الثوري يعظمه جدًا.

وقيل: أسرته الروم مرة، فقدم ليقتل بعد قتل طائفة.
قال: فحركت شفتي، وقلت: الله الله ربي، لا أشرك به شيئا، ولا أتخذ من دونه وليا.

فأبصره طاغية الروم، فقال: قدموا شماس العرب، لعلك قلت: الله الله ربي، لا أشرك به شيئا؟!
قلت: نعم.

قال: ومن أين علمته؟
قلت: نبينا أمرنا به.

فقال لي: وعيسى أمرنا به في الإنجيل.
فأطلقني ومن معي.

قال الذهبي: توفي سنة ست وخمسين ومائة.

وقيل: إنه مات بالقيروان، في رمضان، سنة إحدى وستين ومائة.

وقال البخاري عن المقري: مات سنة ست وخمسين ومائة.






 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام.. توفوا في شهر الصيام

معمر بن راشد


مات معمر في رمضان، سنة اثنتين أو ثلاث أو أربع وخمسين ومائة.

من كبار المحدثين، الثقات، الحفاظ، ومن أئمة العلم.

قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء":
معمر بن راشد أبو عروة الأزدي، الإمام، الحافظ، شيخ الإسلام، أبو عروة بن أبي عمرو الأزدي مولاهم، البصري، نزيل اليمن.

ولد: سنة خمس، أو ست وتسعين ومائة.

وشهد جنازة الحسن البصري، وطلب العلم وهو حدث.

حدث الحديث عن: قتادة، والزهري، وعمرو بن دينار، وهمام بن منبه، وأبي إسحاق السبيعي، ومحمد بن زياد القرشي، وعمار بن أبي عمار المكي، وعبدالله بن طاووس، ومطر الوراق، وعبدالله أخي الزهري، والجعد أبي عثمان، وسماك بن الفضل، وإسماعيل بن أمية، وعبدالكريم الجزري، وعاصم الأحول، وثابت البناني، وعاصم بن أبي النجود، ويحيى بن أبي كثير، ومنصور بن المعتمر، وسليمان الأعمش، وزيد بن أسلم، وأيوب السختياني، وزياد بن علاقة، ومحمد بن المنكدر، وطبقتهم.

وحدث عنه: أيوب، وأبو إسحاق، وعمرو بن دينار، وطائفة من شيوخه، وسعيد بن أبي عروبة، والسفيانان، وابن المبارك، ويزيد بن زريع، وغندر، وابن علية، وعبدالأعلى بن عبدالأعلى، وهشام بن يوسف قاضي صنعاء، وأبو سفيان محمد بن حميد، ومروان بن معاوية، ورباح بن زيد، ومحمد بن عمرو الواقدي، وعبدالرزاق بن همام، ومحمد بن كثير الصنعانيان، ومحمد بن ثور، وخلق سواهم.

وكان من أوعية العلم، مع الصدق، والتحري، والورع، والجلالة، وحسن التصنيف.

روي عن معمر بن راشد أنه قال: خرجت - وأنا غلام - إلى جنازة الحسن، وطلبت العلم سنة مات الحسن.

قال البخاري: وقال محمد بن كثير: عن معمر، قال:
سمعت من قتادة، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما شيء سمعت في تلك السنين إلا وكأنه مكتوب في صدري.

وقال معمر: جئت الزهري بالرصافة، فجعل يلقي علي.

وذكر النسائي في (الكنى):
أنبأنا علي بن سعيد، سمعت أحمد يقول:
ما أضم أحدا إلى معمر، إلا وجدت معمرا أطلب للحديث منه، هو أول من رحل إلى اليمن.

وعن أحمد بن حنبل: سمعت عليا يقول:
نظرت في الأصول من الحديث، فإذا هي عند ستة ممن مضى:
• من أهل المدينة: الزهري.
• ومن أهل مكة: عمرو بن دينار.
• ومن أهل البصرة: قتادة، ويحيى بن أبي كثير.
• ومن أهل الكوفة: أبو إسحاق، والأعمش.

• ثم نظرت، فإذا حديث هؤلاء الستة يصير إلى أحد عشر رجلا: سعيد بن أبي عروبة، وحماد بن سلمة، وشعبة، والثوري، وابن جريج، وأبي عوانة، ومالك، وابن عيينة، وهشيم، ومعمر بن راشد، والأوزاعي.

وقال سفيان بن عيينة: قال لي ابن أبي عروبة: روينا عن معمركم، فشرفناه.

وقال الحميدي: قيل لابن عيينة: أهذا الحديث مما حفظت عن معمر؟
قال: نعم، رحم الله أبا عروة.

وقال أبو حفص الفلاس: معمر من أصدق الناس.

قال أحمد بن عبد الله العجلي: معمر: ثقة، رجل صالح، بصري، سكن صنعاء، وتزوج بها، ورحل إليه سفيان الثوري.

قال يحيى بن معين: قال هشام بن يوسف:
أقام معمر عندنا عشرين سنة، ما رأينا له كتابا - يعني: كان يحدثهم من حفظه.

قال ابن معين: بلغني أن أيوب شيع معمرا، وصنع له سفرة.

سلمة بن شبيب: حدثنا عبد الرزاق: سمعت ابن المبارك يقول:
إني لأكتب الحديث من معمر، وقد سمعته من غيره.
قال: وما يحملك على ذلك؟
قال: أما سمعت قول الراجز:
قد عرفنا خيركم من شركم ...

قال محمد بن عوف الحمصي: حدثنا محمد بن رجاء، أنبأنا عبد الرزاق: سمعت ابن جريج يقول:
عليكم بهذا الرجل - يعني: معمرا - فإنه لم يبق في زمانه أعلم منه.

قال أحمد العجلي: لما دخل معمر صنعاء، كرهوا أن يخرج من بين أظهرهم، فقال لهم رجل: قيدوه.
قال: فزوجوه.

قال عثمان بن سعيد: قلت لابن معين: ابن عيينة أحب إليك أو معمر؟
قال: معمر.

قلت: فمعمر أم صالح بن كيسان؟
قال: معمر إلي أحب، وصالح ثقة.

قلت: فمعمر أو يونس؟
قال: معمر.

قلت: فمعمر أو مالك؟
قال: مالك.

وعن يعقوب الفسوي: حدثنا زيد بن المبارك، عن محمد بن ثور، عن معمر، قال:
سقطت مني صحيفة الأعمش، فإنما أتذكر حديثه، وأحدث من حفظي.

وعن أحمد بن شبويه قال: حدثنا عبدالرزاق، قال:
أكل معمر من عند أهله فاكهة، ثم سأل، فقيل: هدية من فلانة النواحة.
فقام، فتقيأ.

وبعث إليه معن - والي اليمن - بذهب، فرده، وقال لأهله: إن علم بهذا غيرنا، لم يجتمع رأسي ورأسك أبدا.

قال عبدالرزاق: ما نعلم أحدا عف عن هذا المال، إلا الثوري، ومعمرا.

قال ابن سعد: في الطبقة الثالثة من أهل اليمن كان معمر رجلًا له قدر ونبل في نفسه.

قال الخليلي: أثنى عليه الشافعي.

وقال الفسوي في (تاريخه): سمعت زيد بن المبارك الصنعاني يقول:
مات معمر في شهر رمضان، سنة اثنتين وخمسين ومائة.

وقال إبراهيم بن خالد الصنعاني فيما رواه عن ابن راهويه: مات معمر في رمضان، سنة ثلاث وخمسين ومائة، فصليت عليه.

وكذا أرخه في سنة ثلاث: أحمد، وأبو عبيد، وشباب، والفلاس.

وقال أحمد بن أبي خيثمة: سمعت أحمد، وابن معين يقولان: مات سنة أربع وخمسين.

وكذا أرخه: الهيثم بن عدي، وعلي بن المديني.

قال أحمد بن حنبل: عاش ثمانيًا وخمسين سنة.


 

عطر الزهور

الإدارة العامة
إنضم
11 مايو 2012
المشاركات
8,748
مستوى التفاعل
161
النقاط
63
أعلام توفوا في شهر الصيام

روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي


مات في رمضان، سنة أربع وسبعين ومائة.

من الولاة الصالحين، في عهد العباسيين.

قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء":
"الأمير، أبو حاتم، أحد الأجواد والأبطال، ولي ولايات جليلة للسفاح، والمنصور، وغيرهما.

ولي السند، ثم البصرة، وكان أخوه يزيد بن حاتم أمير المغرب، فمات، فبعث الرشيد روحًا على المغرب، فقدمها سنة إحدى وسبعين، فوليها ثلاث سنين".

وقد ولي روح لخمسة من الخلفاء: أبي العباس السفاح وأبي جعفر المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد. ويقال أنه لم يتفق مثل هذا إلا لأبي موسى الأشعري، فإنه ولي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي.

وفي هذا إشارة إلى خبرته وحسن إدارته حتى أقره خمسة خلفاء على ولايته.

قال عن ابن خلكان في "وفيات الأعيان":
"كان روح من الكرماء الأجوادن وولي لخمسة من الخلفاء: أبي العباس السفاح والمنصور والمهدي والهادي والرشيد".

وكان روح والياً على السند، في عهد المهدي بن أبي جعفر المنصور في سنة 159 هـ، وكان قد ولاه في أول خلافته الكوفة، وقيل إنه ولي السند سنة 160 هـ، ثم عزله عن السند سنة 161 هـ، ثم ولاه البصرة.

ثم ما لبث أن ولاه توفي أخوه "يزيد" والي إفريقية، فعزله الرشيد عن ولاية السند، وأرسله إفريقية أول رجب سنة 171 هـ، ولم يزل والياً عليها إلى أن توفي بها لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة 174 هـ، ودفن في قبر أخيه يزيد.






 

سوار

الإدارة العامة
إنضم
22 مايو 2011
المشاركات
10,024
مستوى التفاعل
157
النقاط
63
الإقامة
عمّان عاصمة الحب
معلى بن أسد أبو الهيثم العمي


مات في رمضان، سنة ثمان أو تسعة عشرة ومائتين.

من كبار المحدثين الثقات، وكان أخًا للمحدث "بهز بن أسد" وهو محدث ثقة ثبت أيضًا.

قال عنه الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء":
"الحافظ، الحجة، أبو الهيثم العمي، البصري، أخو بهز بن أسد.

حدث عن: عبدالعزيز بن المختار، وعبدالله بن المثنى الأنصاري، ووهيب بن خالد، ويزيد بن زريع، وحماد بن زيد، وطبقتهم.

حدث عنه: البخاري".

وروى: مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه عن رجل عنه، وحجاج بن الشاعر، وأحمد بن يوسف السلمي، وسليمان بن معبد، وحفص بن عمر سنجة، وأبو محمد الدارمي، وعثمان الدارمي، وهلال بن العلاء، وعلي بن عبدالعزيز البغوي، وآخرون".

قال العجلى: شيخ بصرى ثقة كيس، و كان معلمًا، و بهز أخوه أسن منه وهو ثبت في الحديث، رجل صالح.

وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات"، وروى له أبو داود في "القدر".

 
أعلى