سوار
الإدارة العامة
اكسر شماعتك
كانوا كوخين المسافة بينهم ليست بالقريبة لكن كلا منهم على امتداد نظر الأخر فالمكان لايسكنه غيرهما , وفى تلك الليلة شب صراخ اهل الكوخ الاول يستغيثون باهل الكوخ التانى فالسنة اللهب قد احاطت بمسكنهم , وشقت تلك الصرخات آذان امرأة الكوخ التانى وصبيانها ففزعوا لها , وهبوا الى رجل كوخهم حتى ينتفض لجيرانه , لكنه بعد بطء استيقاظ قام وقال – انا لا أسمع شئ كفاكم وهما – قالها وهو يغالط نفسه فصرخات اهل الكوخ الاول قد عمت ارجاء الصحراء , ووميض اللهب انار عتمتها
ولما وجد اصرارا من ساكنى كوخه بان هناك خطر عند الكوخ الاول , استسلم للواقع واقر بما انكر ...
حينها انتظر الجميع ردة فعله وكان الحوارالتالى :
المرأة : إن جيرانك يحترقوا واللهب عليهم يشتدُ , فلتسرع يازوجى اليهم حقا علينا نجدتهم
الرجل : صبرا يا ولية واتهدى , فما تلك الى تخاريف
,وسوسة فى الليل تسرى وسحائب وهم ومافيش
المرأة : صرخات ونيران تعلوا وتقولى سحائب ومافيش
الكوخ يحترق وانت تختبئ مثل الخفافيش
الرجل : صمتا يامراة والتزمى وكفكاى طيش
فان صبرى قد ولى وهنزل على وشك تلطيش
المرأة : يحترق جيرانك وتهددنى بالضرب وبالتلطيش
فلتفعل مايحلو لك ومافيش بينى وبينك عيش
الرجل : انى بامان فى الكوخ فلماذا اجازف وادوخ
انا لست مسؤلا عنهم وكفاكى صداعا لنفوخ
ونظرت اليه المرأة وأحتفظت بردها وانصرفت , وهى تحترق من داخلها على اناية زوجها وفقدانها لجيرانها ...
وبعد قليل من الأيام هب الرجل يوقظ اهله , فالسنة اللهب طالت كوخه وحرها ملأ الأجواء , وكان يوقظهم بشكل هستيرى يناسب حبة للبقاء وكان الحوار التالى :
الرجل : هيا ياولدى فلتسرع فالنار تأكل لا تذرُ
قومى يانتى من نومك فالموت بالباب ينتظرُ
المراة : مهلا يازوجى ولا تجزع فالصبية الان يحتضروا
اتركهم وانجوا بحياتك ان كنت على ذلك مقتدرُ
الرجل : اعلى صوتك ياامراة ً فلياتى الكل لينجدنا
النار تاكل عائلتى , ياربى من سيساعدنا
المراة : فلترقد يازوجى محترقا فآوان الندم قد فات
ما من أحد ياتى الينا فالكل بايدينا احترق ومات
فلا تجزع من موت كتب علينا بفعلتنا والزم صمتك
ومت بسكات .
ومات اهل الكوخ الثانى ....
الخلاصة :
الكثيرون يعشقون دور الضحية ويتلذذون به , ففى العمل يبرر تقصيره بان صاحب العمل يهضم حقه , وفى الكلية يبرر فشله بان المناهج سيئة والدكاترة مابيشرحوش , وفى الشارع يبرر تحرشه بان البنات لبسهم مش كويس , وفى البيت بيبرر مشاكله مع ابوه بان ابوه مش معتبره راجل وله شخصية .. وهكذا ....
دايما ضحية دايما مظلوم دايما مقهور , حتى على المستوى السياسى , دائما الشعوب العربية عايشة فى جو من المؤامرة وان كل الدول طمعانين فيهم وبيكيدوا ليهم ...
لكن كتير من هذه الافكار عبارة عن اوهام وهروب من الفشل فى التعامل مع الواقع وإدارته بطريقه صحيحة , ويمكن سبب دا ان الطبيعة البشرية بتميل دايما للعيش فى المنطقة الدافئة او منطقة الامان الاجتماعى ودى بتبقى دائرة مغلقة وكل ماهو خارج هذه الدائرة يعتبر مصدر تهديد له , فبالتالى بيبدا يقاومه ويبعد عنه .
البنت بتتعاكس فى الشارع والناس يقولوا مالناش دعوة ماهى عشان لابسة ضيق ...
بلطجى قافل شارع كامل والناس يقولوا خلينا فى حالنا دا بلطجى ...
انتشار مخدرات واسفاف وبلاوى كتيرة ... وكلها بسبب الجملة دى # انا مالى طالما بعيد عنى خلاص #
طيب والحل !
الحل فيك انت ارفض حاجة اسمها سلبية , تفاعل مع مجتمعك وبلاش فكرة الشماعة وحمل نفسك المسؤلية , ساعتها حتلاقى حاجات كتيرة جواك اتغيرت ,
وفكر فى كل مشكلات المجتمع حتى لو انت شايفها اكبر منك , بس مين عارف يمكن يوم تلاقى نفسك مسؤل عنها ومطلوب منك تحلها
الموضوع مش صعب ولا مستحيل , كل مافى الامر شوية جدية
وجرب تخرج من منطقتك الدافئة للمنطقة الباردة , فى الاول حتحس ببرد شوية بس بعد كدا جسمك مش حيبقى خملان وحتكون انشط
وزى مابيقولى فى البيزنس
_ كل هاى ريسك .. معاه هاى رزق _
وحختم بقولة عمر بن عبدالعزيز – رضى الله عنه -
- لو ان الناس كلما استصعبوا أمرا تركوه مااستقام للناس أمر دنيا ولا دين –
اكسر شماعتك
راقت لي
كانوا كوخين المسافة بينهم ليست بالقريبة لكن كلا منهم على امتداد نظر الأخر فالمكان لايسكنه غيرهما , وفى تلك الليلة شب صراخ اهل الكوخ الاول يستغيثون باهل الكوخ التانى فالسنة اللهب قد احاطت بمسكنهم , وشقت تلك الصرخات آذان امرأة الكوخ التانى وصبيانها ففزعوا لها , وهبوا الى رجل كوخهم حتى ينتفض لجيرانه , لكنه بعد بطء استيقاظ قام وقال – انا لا أسمع شئ كفاكم وهما – قالها وهو يغالط نفسه فصرخات اهل الكوخ الاول قد عمت ارجاء الصحراء , ووميض اللهب انار عتمتها
ولما وجد اصرارا من ساكنى كوخه بان هناك خطر عند الكوخ الاول , استسلم للواقع واقر بما انكر ...
حينها انتظر الجميع ردة فعله وكان الحوارالتالى :
المرأة : إن جيرانك يحترقوا واللهب عليهم يشتدُ , فلتسرع يازوجى اليهم حقا علينا نجدتهم
الرجل : صبرا يا ولية واتهدى , فما تلك الى تخاريف
,وسوسة فى الليل تسرى وسحائب وهم ومافيش
المرأة : صرخات ونيران تعلوا وتقولى سحائب ومافيش
الكوخ يحترق وانت تختبئ مثل الخفافيش
الرجل : صمتا يامراة والتزمى وكفكاى طيش
فان صبرى قد ولى وهنزل على وشك تلطيش
المرأة : يحترق جيرانك وتهددنى بالضرب وبالتلطيش
فلتفعل مايحلو لك ومافيش بينى وبينك عيش
الرجل : انى بامان فى الكوخ فلماذا اجازف وادوخ
انا لست مسؤلا عنهم وكفاكى صداعا لنفوخ
ونظرت اليه المرأة وأحتفظت بردها وانصرفت , وهى تحترق من داخلها على اناية زوجها وفقدانها لجيرانها ...
وبعد قليل من الأيام هب الرجل يوقظ اهله , فالسنة اللهب طالت كوخه وحرها ملأ الأجواء , وكان يوقظهم بشكل هستيرى يناسب حبة للبقاء وكان الحوار التالى :
الرجل : هيا ياولدى فلتسرع فالنار تأكل لا تذرُ
قومى يانتى من نومك فالموت بالباب ينتظرُ
المراة : مهلا يازوجى ولا تجزع فالصبية الان يحتضروا
اتركهم وانجوا بحياتك ان كنت على ذلك مقتدرُ
الرجل : اعلى صوتك ياامراة ً فلياتى الكل لينجدنا
النار تاكل عائلتى , ياربى من سيساعدنا
المراة : فلترقد يازوجى محترقا فآوان الندم قد فات
ما من أحد ياتى الينا فالكل بايدينا احترق ومات
فلا تجزع من موت كتب علينا بفعلتنا والزم صمتك
ومت بسكات .
ومات اهل الكوخ الثانى ....
الخلاصة :
الكثيرون يعشقون دور الضحية ويتلذذون به , ففى العمل يبرر تقصيره بان صاحب العمل يهضم حقه , وفى الكلية يبرر فشله بان المناهج سيئة والدكاترة مابيشرحوش , وفى الشارع يبرر تحرشه بان البنات لبسهم مش كويس , وفى البيت بيبرر مشاكله مع ابوه بان ابوه مش معتبره راجل وله شخصية .. وهكذا ....
دايما ضحية دايما مظلوم دايما مقهور , حتى على المستوى السياسى , دائما الشعوب العربية عايشة فى جو من المؤامرة وان كل الدول طمعانين فيهم وبيكيدوا ليهم ...
لكن كتير من هذه الافكار عبارة عن اوهام وهروب من الفشل فى التعامل مع الواقع وإدارته بطريقه صحيحة , ويمكن سبب دا ان الطبيعة البشرية بتميل دايما للعيش فى المنطقة الدافئة او منطقة الامان الاجتماعى ودى بتبقى دائرة مغلقة وكل ماهو خارج هذه الدائرة يعتبر مصدر تهديد له , فبالتالى بيبدا يقاومه ويبعد عنه .
البنت بتتعاكس فى الشارع والناس يقولوا مالناش دعوة ماهى عشان لابسة ضيق ...
بلطجى قافل شارع كامل والناس يقولوا خلينا فى حالنا دا بلطجى ...
انتشار مخدرات واسفاف وبلاوى كتيرة ... وكلها بسبب الجملة دى # انا مالى طالما بعيد عنى خلاص #
طيب والحل !
الحل فيك انت ارفض حاجة اسمها سلبية , تفاعل مع مجتمعك وبلاش فكرة الشماعة وحمل نفسك المسؤلية , ساعتها حتلاقى حاجات كتيرة جواك اتغيرت ,
وفكر فى كل مشكلات المجتمع حتى لو انت شايفها اكبر منك , بس مين عارف يمكن يوم تلاقى نفسك مسؤل عنها ومطلوب منك تحلها
الموضوع مش صعب ولا مستحيل , كل مافى الامر شوية جدية
وجرب تخرج من منطقتك الدافئة للمنطقة الباردة , فى الاول حتحس ببرد شوية بس بعد كدا جسمك مش حيبقى خملان وحتكون انشط
وزى مابيقولى فى البيزنس
_ كل هاى ريسك .. معاه هاى رزق _
وحختم بقولة عمر بن عبدالعزيز – رضى الله عنه -
- لو ان الناس كلما استصعبوا أمرا تركوه مااستقام للناس أمر دنيا ولا دين –
اكسر شماعتك
راقت لي
