( السابع عشر من رمضان )
بدء نزول القرآن الكريم
من أقدم الحوادث المنسوبة إلى يوم السابع عشر من رمضان بدء نزول القرآن الكريم وهذا هو أحد الأقوال الثلاثة وثانيها أنه نزل في الثامن عشر من رمضان ولكن أشهرها وأقواها أنه نزل لأربع وعشرين من رمضان.
وقد استدل القائلون بأن القرآن الكريم نزل في يوم السابع عشر من رمضان بقوله تعالى(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ) وذلك – كما يقول الطبري ملتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين ببدر .
فرض الصلوات الخمس
وجاء في بعض الأقوال أن الصلوات الخمس المفروضة كل يوم على كل مسلم إنما فرضت في اليوم السابع عشر من رمضان بناء
على أن الإسراء والمعراج كانا فيه وهذا أحد أقوال عدة.
وكان فرض الصلوات الخمس ليلة المعراج وهي ليلة السبت لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً.
ـ غزوة بدر الكبرى:
ـ ويكاد يكون هذا متفقاً عليه عند المؤرخين وأصحاب السيرة ـ غزوة بدر الكبرى
و(بدر) عين ماء لرجل يدعى بدراً. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه المهاجرون وبعض الأنصار لطلب عير قريش ولما علم بفوات العير وخروج قريش بكامل عتادها وعدتها جمع أصحابه وشاورهم فأشاروا عليه بلقاء قريش على الرغم من قلة عددهم وعدتهم.
كان عدد المسلمين لا يزيد على ثلاثمائة وأربعة عشر نفراً معهم سبعون بعيراً وفرسان بينما بلغ عدد قريش ما بين التسعمائة والألف.
وقد سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشاً إلى منقطة بدر فحدد بنفسه مكانه ومكان عدوه فكان هذا من عين الحكمة
وبداية التوفيق الإلهي له وجاءت قريش فأظهرت من الخيلاء والغرور والاستخفاف بالمسلمين الشيء الكثير ثم جرت المعركة وكانت ظهر يوم الجمعة سابع عشر من رمضان في السنة الثانية بعد الهجرة وثبت فيها المسلمون فقتلوا أولاً مبارزيهم من أبطال قريش ثم شدوا على المشركين فكشفوهم خلال سويعات عن أرض المعركة بعد أن قتلوا منهم سبعين رجلاً وأسروا سبعين آخرين. بينما استشهد من المسلمين أربعة عشر شهيداً: ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار وكان النصر
المبين فاطمأنت نفوس المسلمين وزعزعت نفوس الكافرين وانكسرت شوكتهم وبدر "أول معركة حقيقية طاحنة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وقريش وظهر فيها نصر الله واضحاً جلياً لرسوله.
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ) صدق الله العظيم وقد كانت غزوة بدر صدمة كبرى لقريش لم تكن تتوقعها وهي في الحقيقة بداية لانهيار الشرك في جزيرة العرب.
ـ استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
ومن حوادث اليوم السابع عشر من رمضان سنة ما قاله أكثر المؤرخين من جريمة
قتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته
فاطمة البتول وابن عمه وخليفته على أمته على يد الشقي الخارجي دعي الإسلام عبد
الرحمن بن ملجم صباح يوم الجمعة في الكوفة غدراً مع ما انضم إلى تلك الجريمة
النكراء من محاولة لاغتيال أمراء المسلمين الآخرين في نفس الوقت.
ـ وفاة عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين
ومن حوادث اليوم السابع عشر وفاة سيدة جليلة فاضلة لها موقع مميز في السيرة النبوية وقلوب المؤمنين وهي أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديقة بنت الصديق
وقد أجمع العلماء على تكفير من قذف الصديقة عائشة بالزنا بعد ثبوت براءتها بنص كتاب الله.
وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها ويومها وهو مستند إليها رأسه ما بين سحرها ونحرها وكانت عائشة أعلم نساء النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق قال عطاء بن أبي رياح كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة .
وقال أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً.
كانت لعائشة تلميذات من كبريات النساء يأخذن عنها ولم يكن أعلم من تلميذاتها منهن عمرة بنت عبد الرحمن وحفصة بنت سيرين وعائشة بنت طلحة وتفردت عائشة بمسائل عن الصحابة لم توجد إلا عندها.كانت وفاة عائشة رضي الله عنها سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء السابع عشر رمضان ، وأوصت أن تدفن بالبقيع ليلاً ، وصلى
عليها أبو هريرة رضي الله عنه بعد صلاة الوتر ونزل في قبرها خمسة وهم: عبد الله وعروة ابنا الزبير من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابن أخيها محمد وعبد الله بن عبد الرحمن
ـ وفاة الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك
وممن توفي في السابع عشر من رمضان الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ابن مروان
ولد سلمان بن عبد الملك في المدينة المنورة ونشأ بالشام كان فصيحاً مؤثراً للعدل محباً للجهاد أنفذ الجيش لحصارالقسطنطينية حتى صالحه الروم على بناء الجامع بها بني دار الإمارة في دمشق مما يلي باب الصغير وعمل فيها قبة صفراء تشبيهاً بالقبة الخضراء.
قال ابن كثير: كان سليمان رحمه الله آلي على نفسه حين خرج من دمشق إلى مرج ابق.. - وهي قريبة من حلب في طريقه إلى بلاد الروم - أن لا يرجع إلى دمشق حتى تفتح أو يموت فمات هنالك.
ـ ولادة علي بن عبد الله بن عباس السجاد
ومن الذين ولدوا في سابع عشر رمضان علي بن عبد الله بن عباس الملقب بالسجاد كان على بن عبد الله السجاد يتوعد الأمويين بقوله وتوفي سنة ثماني عشرة ومائة للهجرة. رحمه الله.