مہجہرد إنہسہآن
ادارة الموقع
إصرار غريب من الناس على أن يتوارثوا عادات سيئة رغم علمهم بمخاطرها، إحدى هذه العادات اسمها تبادل شرب الماء من زجاجة واحدة بين أفراد عديدين ورغم رفض البعض لها فإن الكثيرين لم يلتفتوا لها طالما أنهم لا يمارسونها، ولا يعنيهم غيرهم من البسطاء والجهلاء الذين يحتاجون للتذكير والتنوير بخطورة هذه العادة دائما، لتصبح عادة منتشرة في مجتمعنا العربي، الغريب أن هذه العادة تبدأ مع كل صباح ومن المنزل وأصبحت تمارس في الشارع وفي سيارات النقل المشترك وفي مواقع العمل بين أشخاص لايعرفون بعضهم البعض فيتبادلون زجاجة المياه من فم إلى فم.. علماء الدين وأطباء التغذية وعلماء الاجتماع أجمعوا على أن هذه العادة لها مخاطر عديدة مكروهة دينيا أيضا،وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فوهة السقاء، وإذا أردنا القضاء على هذه العادة فعلينا أن نبدأ من البيت أولا...
«الحواس الخمس أجرت تحقيقا حول هذا الموضوع: في البداية يقول الدكتور محمد رأفت عثمان ـ أستاذ الفقه المقارن إن الشراب مثل الطعام بل هو أكثر ضرورة، وأشد خطرا، فقد يصبر المرء على الجوع ولا يصبر على الظمأ وقال تعالى «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، إلا أن العادة السيئة التي تتوارثها الأجيال، وهى تبادل الشرب من فم الزجاجة مباشرة نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وخاصة الشرب مرة واحدة فقد أوصى الرسول بالشرب على ثلاث مرات، وفي كوب صغير حتى لا يتقزز الآخرون، ومن آداب الشرب التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم: التسمية في أوله والحمد في آخره، أيضا يجب مص الماء وعدم عبه في الحلق وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «مصوا الماء مصاً ولا تعبوه عباً»،أيضا يجب الشرب ثلاث مرات، ويبدأ في كل منها بالتسمية، ويختم بالحمد.
أما الدكتور محمد المسير ـ أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين فوصف عادة الشرب من فم الزجاجة أو الإناء مباشرة بالعادة السيئة والمكروهة في الدين الإسلامي، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يشرب المرء من فم السقاء أو القربة،لأن الشارب يتنفس مما يثير اشمئزاز من يريد الشرب بعده.
الدكتور أحمد السايح ـ أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر يؤكد أن شرب المياه من فم الزجاجة أو الإناء مباشرة أصبحت عادة منتشرة في مجتمعنا العربي تتوارثها الأجيال فاعتاد الناس عند الاستيقاظ من النوم الذهاب إلى الثلاجة، وفتحها وأخذ زجاجة المياه ليشرب منها مباشرة، وهنا لابد أن نوضح شيئا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن شرب المياه من فم الإناء مباشرة، وبعض الناس قد يكونون مصابين بمرض سواء في شفته أو في فمه.
وبالإضافة إلى ذلك تلوث المياه الباقية في الإناء، وذلك لأنه عندما يشرب الشارب من الإناء مباشرة قد يتنفس فيه ويلوث الماء بلعابه، بما يؤذي الآخرين، فيجب على الآباء والأمهات تعليم أبنائهم الشرب من كوب صغير، وعدم تعويدهم على تبادل الشرب من فم الزجاجة، لأن ذلك مكروه وفيه خطورة على صحتهم.
الدكتور عبد الصبور شاهين ـ عضو مجمع البحوث الإسلامية سابقا أكد أن الشرب من فم الزجاجة مباشرة مكروه في الإسلام ونهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأوصى بسكب الماء في كوب صغير للتأكد من أنه سليم وغير ملوث، وحتى لو كان من زجاجة شفافة، وذلك لكراهة التنفس في الإناء والنفخ فيه فلا ينبغي التنفس في الإناء.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنفس في الإناء، وشرب الماء مرة واحدة، ويسمى عبا، وهذا لا ينبغي لأن فيه شراهة، وقد يخرج من فم الشارب بعض الروائح فيتقزز من يشرب بعده، وهكذا إذا جاء شخص ووجد من قبله قد تنفس في الإناء فإنه يتقزز من الشراب، فقد تكون رائحة فمه فيها بعض الأطعمة أو بعض الروائح الكريهة، أو قد يكون مصابا بمرض في لثته أو أسنانه، مما يؤذي الآخرين وهو ما نهى عنه الإسلام فلابد من الابتعاد عن تلك العادة السيئة.
أما بالنسبة لأطباء التغذية فيؤكد الدكتور نبيل أيوب ـ أستاذ التغذية بجامعة الزقازيق أن الشرب من فم الزجاجة مباشرة، وخاصة في حالة الوقوف له مخاطر على صحة الإنسان لأنه إذا شرب وهو جالس يرتاح الجسم والمعدة على عكس من يشرب وهو قائم لأنه إذا نزل الماء مباشرة والشخص قائم، لا شك أن هذا يؤثر على المعدة.
كما أن عادة الشرب من الزجاجة غير صحية بالمرة، لاختلاط لعاب الشارب بالماء والتنفس والنفخ في الزجاجة أثناء الشرب، فالطريقة الصحيحة التي يجب إتباعها هي استخدام كوب صغير للشرب من الزجاجة حيث تكون هناك مساحة للتنفس وإمكانية غسل الكوب بعد الشرب.
الدكتور محمد نصر الدين ـ أستاذ التغذية بجامعة القاهرة يقول: ليس من الصحيح طبيا أو دينيا الشرب من فم الزجاجة مباشرة لأن ذلك يصاحبه انتقال الأمراض من فرد لآخر كما أنها عادة مكروهة في الإسلام ومن الممكن أن يكون أحد الأفراد مصابا بمرض في شفتيه أو أسنانه.
ولعلماء الاجتماع أيضا رأي، حيث تؤكد الدكتورة ثريا لبنة أن عادة شرب المياه من فم الزجاجة عادة متوارثة من الآباء حيث يجد الطفل أبيه يذهب عند الاستيقاظ من النوم إلى الثلاجة، ويأخذ منها زجاجة المياه ويرفعها على فمه مباشرة، ومن الطبيعي أن يقلد الطفل أبيه، وأن منظر الفرد رجلا كان أو سيدة غير لائق مع شرب الماء وقوفا خارج البيت، ففي الشارع تجد الشارب يرفع زجاجة المياه على فمه، وهو يسير، والأمراض تنتقل بتبادل الزجاجة.
للقضاء على مثل هذه العادة لابد أن نبدأ أولاً من البيت بحيث أن يعلم الأب والأم أبناءهم، ألا يشربوا من فوهة الزجاجة مباشرة، وتعريفهم أن ذلك حرام ومكروه في الإسلام.
الدكتورة سامية الساعاتي - أستاذ علم الاجتماع بالمعهد القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية بالقاهرة توضح أن الشرب من الزجاجة مباشرة عادة منتشرة في مجتمعاتنا العربية على الرغم من خطورتها البالغة على صحة الفرد، كما أن الشرب في حالة الوقوف له أثر سلبي على الفرد، ومعدته فينبغي الشرب جلوسا.
صبوا الماء في كوب
يجب أن يُصب الماء في كأس صغيرة، ويُمسك الكأس باليد اليمنى كلما أمكن، وأن يشرب المرء على ثلاثة أنفاس في ثلاث مرات، وهذا أروى وأبرأ وأمرأ، وذلك كله تفاديا لانتقال الأمراض من شخص إلى آخر.
البداية من البيت
لابد من الابتعاد عن تلك العادة السيئة، ويجب أن نبدأ من البيت بتعليم الأبناء كيفية شرب الماء كما أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم.
تلوث وأمراض
عندما يشرب الفرد من فوهة الزجاجة مباشرة لابد أن يتنفس في الزجاجة وينفخ في الماء، مما يلوث الماء الباقي في الزجاجة وهناك من الناس من يحمل أمراضا غير مرئية مما يؤذي الآخرين.