• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

مفهوم الاختلاط بين التأصيل والتضليل

Mansor_alsawalqa

الإدارة العامة
إنضم
28 أغسطس 2009
المشاركات
5,071
مستوى التفاعل
96
النقاط
48
الإقامة
معان الابية
مفهوم الاختلاط بين التأصيل والتضليل


من الأهمية بمكان معرفة مفهوم الاختلاط و محدداته لكي تتضح صوره
و من خلال ذلك يمكن أن نفرق بين ما هو اختلاط وما هو غير ذلك , حيث انه لا زال هناك
عدم وضوح لهذا المصطلح , مما أدى إلى كثير من الالتباس عند العامة و الخاصة
نتج عنه تساهل كبير في تناول مصطلح الاختلاط , فجعل البعض يختزل حكم الاختلاط
بأنه مباح بناء على ما يرونه أنه صورة من صورة , وهو الالتقاء العابر أو التقابل
غير المقصود الذي يقع في الأماكن العامة كالشوارع و الأسواق و المساجد و نحوها
ثم هو بعد ذلك يقيس باقي صوره على هذه الصورة , ولاشك أن هذا تجن واضح
و تحريف للكلم عن مواضعه.

إن الاختلاط في عالمنا الإسلامي و العربي في العصر الحاضر , أصبح له صور كثيرة
و متعددة كما هو الحال في العالم الغربي الذي لا يقيم للدين و الأخلاق وزنا
ذلك أن الاختلاط صنعة غربية تم تصديرها الينا ونمط اجتماعي غربي فرض علينا.

إن الاختلاط هي القضية الأساس التي يسعى المفسدون لنشرها في المجتمع و يستميتون
في إقناع الناس بها , و يوجدون لها المسوغات بل و يجعلونها من الضرورات
و يعزون كل بلاء في الأمة و تخلف و انحطاط إلى ما ساد من عزل المرأة
عن الرجل في التعليم و العمل و غيره!!.

و يعلم المفسدون أنهم إن نجحوا في نشر ثقافة الاختلاط فإن ما بعده من الإفساد
سيكون أهون , والمجتمع إليه أسرع , وهنا مكمن الخطر.

إنني اعد الاختلاط نازلة من النوازل الفقهية في هذا العصر, جرت إلى مفاسد كثيرة
ومن قارن حال العالم الإسلامي قبل بدعة الاختلاط وبعدها , تبين له الفرق الكبير
ولكل قارئ أن يتساءل ما هو الاختلاط ومحدداته؟!

فأقول وبالله التوفيق:
يرتبط المعنى الاصطلاحي بمعناها اللغوي ارتباطاً وثيقا
وقد تكتسب الكلمة معان متعددة بحسب عوامل متعددة , إلا أنها تظل مرتبطة بمعناها اللغوي
ومن ثم يمكن الوقوف من خلال استعمالاته اللغوية السليمة على حقيقة المعنى الاصطلاحي.

الاختلاط لغة:
الخليط و المخالط كالنديم للمنادم و الجليس للمجالس، واختلط القوم في الحرب تشابكوا
و خالط الذئب الغنم وقع فيها، ورجل خلط يتحبب إلى الناس و يختلط بهم قال طرفة:

خالط الناس بخلق واسع لا تكن كلباً على الناس تهر


و رجل خلط مختلط بالناس متحبب , وامرأة خلطة كذلك أي مختلطة بالناس متحببة لهم
و الخِلط المختلط بالناس يكون الذي يتملق و يتحبب إليهم والأنثى خلِطة
و العرب تقول اخلط من الحمى يريدون أنها متحببة إليه , متملقة بورودها إياه
واعتيادها له كما يفعل المحب الملِق.



قال السيوطي:
"أصل الخلط تداخل أجزاء الأشياء بعضها في بعض وقد توسع فيه حتى قيل
رجل خلط إذا اختلط بالناس كثيراً ,وعليه فنلحظ في المعنى اللغوي أن الاختلاط
يكون فيه تحبب و تودد وتوسيع للأخلاق و تحسينها".



لذا فهو قريب المعنى جدا لبعض معاني الاختلاط الاصطلاحي الذي سنذكره قريبا
و قد وردت الكلمة وبعض مشتقاتها في القران الكريم:

1- {ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير و إن تخالطوهم فإخوانكم}
أي تشاركوهم في المطعم و المشرب و المسكن و الخدمة.

2- {وان كثيرا من الخلطآء ليبغي بعضهم على بعض}
فالخلطاء الشركاء و الأصحاب.



وكذلك وردت الكلمة و مشتقاتها الدالة على المعاني نفسها في السنة ومن ذلك ما يلي:
1- ما رواه ابن ماجه بسند صحيح عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال
(المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على آذاهم أعظم أجرا
من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم).
2- ما رواه ابن ماجه بسند صحيح عن انس بن مالك رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخالطنا
حتى يقول لأخ لي : صغير يا أبا عمير ما فعل النغير؟.
3- ما رواه البخاري في باب طواف النساء مع الرجال، قال عطاء:
لم يكن يخالطن الرجال كانت عائشة رضي الله عنها تطوف
حجرة من الرجال لا تخالطهم.
4- وقد اخرج أبو داود في سننه عن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري
عن أبيه انه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول وهو خارج المسجد
فاختلط الرجال بالنساء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم( استأخرن )؛ الحديث.



أما تعريف الاختلاط اصطلاحا:
فهو اجتماع الرجال بالنساء غير المحارم اجتماعاً يرفع الكلفة
و يزيد الألفة وهو كذلك تزاحم بالأبدان و تماسها.

ففي هذا التعريف نلحظ انه أشار إلى نوعي الاختلاط سواء كان في تماس الأبدان
و تقارب الأنفاس ولو لم يكن هناك سابق معرفة كما يحدث في الأماكن المزدحمة
و الضيقة وهذا ما يسمى بالاختلاط الحسي، أو كان هذا الاختلاط بدون تماس غالبا
كما هو الحاصل في التعليم المختلط والعمل المختلط , حيث تتكسر الكثير من الحواجز
بين الجنسين بسبب طول الاجتماع , فقد يرى الرجل زميلته في العمل أكثر من زوجته
و كذلك العكس , فينتج عن ذلك ارتفاع الكلفة و زيادة الألفة فيحصل بذلك تقارب القلوب
و النفوس و استحسان للمحادثة و تلذذ بالجلوس و الحديث و تبادل النكات
و الطرائف وقد يحصل بهم الأمر أن يدعوها أو تدعوه أن يتناولا الطعام سوياً
كل ذلك بحجة الزمالة و قدم المعرفة و ثقتها بأخلاقه وهنا مكمن الخطر ذلك لأن الله قال في كتابه :
( ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض )
وقال تعالى :
( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن )
فالخضوع بالقول و صوت الخلخال داعيان للزنا وأنهما طريقان إليه
فجاء تحريمهما سدا و حسما للشر من أصله , بل و جاء هذا الكلام في كتاب الله صريحاً
لكي لا يختلف فيه المسلمون , ولكي يعلموا أن سد الطرق الموصلة للزنا
أمر أوجبه الله تعالى ليس خاضعاً لاجتهاد عالم ولا لإنكار منكر.



ولكل عاقل أن يقارن بين ما يحدثه خضوع المرأة بصوتها , و كذلك صوت خلخال
إذا ضربت به الأرض , وبين ما يحصل في الاختلاط مما ذكرنا آنفاً من ارتفاع للكلفة
و زيادة للألفة و تبسط في الكلام , أيهما أشد ضرراً على قلب الرجل؟!



فإذا كان الله قد حرم على المرأة أن تخضع بالقول ولو لمرة واحدة مع رجل
لا تعرفه في سوق أو مكان عام , فما بالك بالخضوع بالقول بشكل دوري و يومي
بل وأشد من ذلك كالتبسم والضحك والتبسط في الحديث و طول المقابلة و الجلوس
و كذلك بالنسبة للخلخال فأيهما اشد أثرا هذا الذي يحدثه فرقعة الخلخال
لامرأة مرت مروراً عابراً برجل أجنبي لا يعرفها أم الاختلاط بها لساعات طويلة؟



و كذلك بالنسبة للتطّيب والتعطر فالنبي صلى الله عليه و سلم يصف المرأة المتطيبة بالزانية
هكذا بكل وضوح و صراحة مع انه عليه الصلاة و السلام عفيف اللسان نظيف المنطق
كما قال عنه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما , ما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
فاحشا ولا متفحشا , ومع ذلك يصف المرأة المتعطرة بهذا الوصف
فالمرأة العاملة في مجمع الرجال , كيف لها أن تتقابل مع زملائها في العمل ورائحة العرق
و نحوه تخرج منها بل و قل اشد من ذلك إذا كانت في فترة الحيض
وقل مثل عن الطالبة في قاعة الدراسة.



و كذلك بالنسبة للنظر فكيف يغض احدهما بصره عن الآخر و هما يجتمعان في مكان واحد
طيلة الوقت وقد يمارسان عملا مشتركا كالطبيب مع زميلته الطبيبة أو الممرضة
أثناء إجراء عملية أو تطبيب مريض , و كذلك الأستاذ مع طالباته أو الأستاذة مع طلابها
في قاعة التدريس أو الطالب مع زميلته في قاعة المختبر , فكيف يمكن لهؤلاء أن يلتزموا
بقول الله تعالى (قل لمؤمنين يغضوا من ابصارهم ...)
و قوله تعالى (وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ... ).



وقول النبي صلى الله عليه و سلم عندما سأله جرير بن عبدالله رضي الله عنه
عن نظر الفجأة فقال علية الصلاة و السلام :اصرف بصرك
وقوله لعلي رضي الله عنه : يا علي لا تتبع النظرة النظرة , فإن لك الأولى و ليست لك الثانية.



كيف يستطيع الطالب أن يتابع شرح معلمته دون النظر إليها مرة بعد أخرى
وكذلك الحال مع زميلاته في القاعة ماذا عساه أن يفعل وكيف يستطيع غض بصره ؟
وهو كلما أرسله اصطدم بصره بهذه أو بتلك.



تلك بعض الإشكالات التي أفرزتها ثقافة الاختلاط , ذلك لأنه نمط اجتماعي غربي لا يتناسب
و واقع المجتمعات التي تدين بالإسلام , ناهيك عن ما ينتج عنه من الفساد كالزواج السري
الذي يتم بدون إذن الأهل والتحرش الجنسي والزنا وليس هذا مقام الحديث عن ذلك هنا .
 
أعلى