غآآآليهـ وأتغلآ
عضو جديد
تشكل أفراح البادية العربية موسوعة ضخمة من المظاهر والطقوس والعادات والتقاليد الراسخة التي فرضتها طبيعة الحياة التي يعيشونها بين الينابيع والوديان ودروب الصحراء. وتتباين الاعراس عند بدو العرب لتنوع واختلاف عادات وتقاليد القبائل المتناثرة بين أرجاء الوطن العربي، لكن رغم هذا التباين تبقى هناك قواسم عديدة تشترك فيها هذه الافراح، فهي عناوين للفرح والابتهاج وللحياة.
وما بين بادية وأخرى ترتسم ملامح تلك الحياة، فمن قيظ الصحراء استلهموا دفء الاحتفال ومن وهج الشمس عرفوا الحب والتقارب.
وفي منطقة الشندغة التراثية التي تستضيف حياة البادية العربية تلتقي عادات البدو بأفراحهم واحزانهم لتشكل أمام الزوار لوحة فنية رائعة قليلاً ما يمكن مشاهدتها، ربما لأن ابناء الحضر لا يعرفوا شيئاً عن أهل البدو..
لكنهم ارتحلوا بكل أشكال حياتهم ليأتوا الينا ليقدموا لنا تقاليدهم دون عناء منا، فهم دائماً أهل سبق وكرم ليطلعونا على أعراسهم التي نقف أمامها متأملين ذلك الجانب الغائب عنا والذي يتمثل في بساطة الافراح ودفء الاجواء وقيمة العائلة.. معان كثيرة تحملها أعراس البادية العربية فتعالوا نتعرف عليها.
عرس بادية الإمارات
يتميز عرس بادية الإمارات ببساطته وطقوسه الخاصة، ويعتبر الأكثر تميزاً في منطقة الخليج. يبدأ العرس بقدوم العريس على جمل يتقدمه المعرس وتأخذ «الزعفرانية» مكانها أمام العروس داخل بيتها الجديد، حيث تعرض هدايا المعرس لعروسه من ذهب وعطور وثياب.
ويقدم أهل العريس «الزهية» للعروس وهي عبارة عن هدايا مختلفة خاصة بها فقط تحوي أثواباً جديدة وعطراً وبعض الحاجيات، تنقل الى بيت العروس قبل العرس بأيام، وفي ليلة العرس يقام سباق للهجن كنوع من الاحتفال يشارك فيه الأهل والاقارب والاصدقاء وكل من يرغب في ذلك
والعروس عند أهل بدو الامارات لا تظهر أمام الناس من الرجال ليلة العرس، كما ان العريس في الماضي كان احياناً لا يرى العروس ولا يعرف شكلها إلا يوم الزواج، لأن والدته هي التي تقوم باختيارها له، فقد كانت العادة الدارجة هي ان تقوم الأم بانتقاء الزوجة لرؤيتها وطلب يدها، ثم يذهب بعد ذلك الرجال لتحديد المهر والاتفاق على العرس.
وتسبق العرس ليلة الحناء حيث تعم البهجة والفرحة القبيلة ويتم ادخال السرور على العروسين، فيتم تحنية العروس في اليدين ويتم الاعداد لطعام الوليمة الكبيرة «العرس» واحياناً تجلس العروس بين صديقاتها ويتم ارسال هدايا المعرس خلال هذه الليلة
وتحرص الأم على أن تبث بعض النصائح لابنتها العروس من أجل أن تضمن حياتها وسعادتها وتتضمن المعاملة الجيدة من الزوج وأهله.
عرس البادية التونسية
من العادات والتقاليد التي يحافظ عليها أهل بدو تونس عند الزواج، ألا يرى العريس عروسه إلا يوم الزفاف فقط، وتكون الطريقة الوحيدة للتعرف على العروس من خلال الأهل، الذين يحددون هم العروس، فيقوم والد العريس مع والدته بزيارة الى بيت العروس طالبين يد ابنتهم لابنهم، ويتم خلالها الترحاب بالضيوف بالشكل التقليدي.
وخلال الحديث يطلب والد العروس مشاورة الأهل، فيرسل لأخيه ليأتي ويناقش الأمر معه ويتفقان على موعد آخر، إذا تم القبول يحضره أخوال العروس وأعمام العريس، ويسمى بيوم الخطبة الرسمية أو يوم «الشرط».
في ذلك اليوم يتم التفاوض على الشرط من المهر والشبكة والعرس والولائم وكل ما يتعلق بالعرس، تثار خلالها الخلافات التي يطلقها الاخوال والأعمام الذين يغالون في المهر، لكن بدبلوماسية الصحراء الهادئة يتفاوض والد العروس مع والد العريس للوصول الى حلول وسط.
ويسبق يوم العرس يوم الحناء حيث تأتي النسوة يحملن الجهاز والحناء ويقومون بتخضيب العروس في اليدين والقدمين وسط الأغاني والاهازيج الشعبية، وتنطلق رقصات الفرح وسط مشاهد الكرم والضيافة. وبعد تزيين العروس يتم اعدادها لركوب الهودج في مشهد رائع ثم تصحب بالزفة الى بيت العريس حيث تنصب الأعراس والاحتفالات، ويقوم العريس بحملها من الهودج الى بيت الزوجية.
العرس السوري
من المتعارف عليه عند أهل بادية سوريا ان تقوم العروس باختيار عريسها من خلال مبارزة بالسيف، حيث تقوم العروس بمبارزة الشخص المتقدم اليها، فإذا نجحت في التغلب عليه لا تختاره عريساً، أما إذا نال هو منها فهي له زوجة في الحال.
وتبدأ مراسم الأعراس من خطوبة واتفاق على اتمام الزواج من مهر وهدايا يطلبها والد العريس من ابل وأغنام وذهب وفضة، بعدها ينطلق العرس بأفراح متنوعة وطقوس مختلفة.
أهمها يوم الحناء، حيث تلتف صديقات العروس لتخضيب يدي العروس بالحناء ووداعها من خلال أبيات شعرية شعبية تعكس حالة الحزن التي تنتاب العروس بسبب وداع بيت أهلها والانتقال الى بيت زوجها، وهذا الأمر يسمى في البادية السورية بالطواج.
بعد ذلك يجهز العريس من قبل اصدقائه وسط الاغاني والاهازيج الشعبية استعداداً لليلة الزفاف، وفي هذه الاثناء يقوم والد العروس بايصالها الى الهودج حيث ترفع على الاكتاف وتزف الى العريس محاطين بوالدي العروس والعريس والمدعوين.
وبعد أن ينفض السامر يأخذ الجميع في التهام ما لذ وطاب من الطعام.
ومن عادات أهل البادية في سوريا استقبال الضيوف بالقهوة الأصيلة التي يتم تحميصها أمام الجالسين وتدق في المهباش إلى أن تصبح ناعمة، وفي هذه الأثناء يكون «الطباخ» يغلي الماء على النار ثم توضع القهوة حتى تغلي، ويؤتى بعد ذلك بالهيل ليوضع في المهباش ويدق كذلك حتى يصبح ناعماً، بعدها يوضع في القهوة لمدة خمس دقائق لتكون القهوة جاهزة للحضور.
بدو الأردن
يعتبر عرس بدو الاردن تعبيراً حياً لرومانسية الصحراء الجميلة حيث يتواصل العرس لمدة سبع ليال من الفرح والسمر، ومن أشهر ما يتميز به العرس عند بدو الاردن تلك العادة المتأصلة المتمثلة في النقد باللوز وشد الشعر، ومن ثم اللغز الذي تقدمه العروس الى المتقدم لخطبتها حيث يكون الجواب عليه من قبل العريس شرطاً لاتمام الخطبة.
وعادة «النقادات» شهيرة عند أهل بدو الاردن حيث تذهب أم العريس مع النساء من أهله لزيارة العروس، وتبدأ بنقد العروس وتفحصها ويتلخص ذلك بأن تقدم لها شيئاً من المأكولات مثل اللوز والبندق وما شابه ذلك، والقصد من هذا المعنى تفحص قوة أسنانها، كما تقوم أيضاً بشد شعرها لتتأكد من قوته ومتانته بطريقة ذكية خفيفة الحركة.
وفي هذه الاثناء يكون العريس منتظراً في بيته متلهفاً عودة أمه لاخباره برأيها الذي ان جاء على هواه طار فرحاً ليذهب بأمر والده لمناداة أعمامه وأقاربه للتشاور حول «الجاهة» مع والده ومن ثم يتفقون جميعاً على التوجه الى بيت العروس ليتم استقبالهم وضيافتهم بتقديم فنجان قهوة الى كبير الجاهة الذي يضع الفنجان أمامه دون ان يشرب منه.
كدليل على أن له حاجة عند أهل ذلك البيت، فيسألونه ما هي حاجتك؟ فيطلب يد بنتهم الى العريس، عندئذ يقوم والد العروس بمشورة ابنته فتوافق بشرط أن يجيب العروس عن لغز تطرحه على العريس فإن اجابه فهو لها وهي له.
عرس بدو اليمن
تتنوع مظاهر الاحتفال عند أعراس بدو اليمن وذلك لتعدد قبائل البدو، وهناك في عرس بادية صعدة يراقب العريس فتاة أحلامه بين المراعي وينابيع المياه حتى يرق لها قلبه، فيتجه على الفور لأبيه مبدياً له رغبته في الزواج من الفتاة التي اختارها، فإذا اقتنع الأب بها وبأهلها وحسبها ونسبها، يذهب بصحبة بعض أفراد وأعيان القبيلة لخطبتها، عندها يشاور والد العروس ابنته ويأخذ رأي أمها في العريس المتقدم، فإذا تمت الموافقة يتم تحديد المهر والشرط وهو عادة ما يكون من الابل والغنم والذهب والفضة.
وتبدأ مراسم العرس بيوم الحناء الذي يسبق العرس بيومين وفيه يتم تجهيز الحناء والخضاب «النقش الأسود» ويتم تجميل يدي العروس.
وخلال مراسم الحناء تقوم الفتيات بالرقص والغناء تعبيراً عن فرحهن وتقدم التهاني للعريس بالغنا
ساعة الرحمن ذلحين
والشياطين غافلين
يا قمر هذا الزمان من أجلش
لاجل يسلى خاطرش
سارعة يا من كامل
وانقشي يد الحمام.
وبخصوص اليوم السابق للعرس للنساء ويتم فيه زف العروس بين النساء واظهار العروس بكامل زينتها بين النساء حيث من المعروف في اليمن ان الفتاة لا تتزين وهي عازبة، فالزينة على الوجه لا تبدأ إلا منذ زفاف الفتاة.
كما يخصص يوم آخر من العرس لاحتفالات الرجال وذلك عندما يأتي أهل العروس ضيوفاً على أهل العريس يتم انشاد بعض الأبيات بصورة زامل «الغناء والترحيب بدون موسيقى».
عرس بدو السودان
تتميز أعراس بدو السودان بالبساطة مثلها مثل أهل ذلك البلد الذي يتميز شعبه بهذه الصفة. ويشتهر عن البادية السودانية انه يتم خطبة الابن والابنة منذ الصغر وذلك بناء على رغبة أهل العروس والعريس، وينتظران حتى يكبران، عندما يذهب والد العريس وأهله لطلب يد العروس من أبيها رسمياً رغم ان الرد بالموافقة معروف، ويكون كالتالي:
«البنت بنتكم والولد ولدكم والله يبارك» عندها يقرأ الجميع الفاتحة ويتم الاتفاق على المهر ويتحدد يوم الزفاف الذي لا يتجاوز أسبوعاً أو اسبوعين من قراءة الفاتحة.
انها بساطة مثل بساطة جريان مياه النيل في غير أوقات الفيضان ومودة مثل مودة الأهل والجيران وتكاتفهم في مواجهة قسوة الطبيعة وفيضان النيل.
ويتميز عرس بدو السودان ببساطة طقوسه، إلا انه غني في معانيه، يجسد الحب والوفاء للتراث والشجاعة والجود والكرم.
ويعتبر السودان قارة شاسعة للبدو تختلف فيه أعراس أهل الوسط عن أهل الشمال والجنوب، فهي بسيطة جداً، فعادة ما يكون أهل العروسين أقرباء أو جيران ومن الممكن ان تتم الخطبة منذ الصغر.
وبعد الموافقة في الكبر يتم تحديد الموعد ويتم الاعداد للعروس وتجهيز ما تم الاتفاق عليه ليعود العريس في اليوم المحدد للزفاف في زفة على الأقدام ترتفع فيها سيوف الشجعان مصحوبة بالاغاني والرقصات الشعبية والاشعار والزغاريد السودانية الجميلة. ويتزامن مع هذه الزفة زفة أخرى للعروس وأهلها لتلتقي الزفتان وتندمجان في زفة واحدة وكأنها مسيرة للتعبير عن مشاركة الجميع السعادة الزوجية.
عرس البادية الموريتانية
غالباً ما يتم التعرف على العروس عند بادية موريتانيا من خلال طريقتين، الأولى تتمثل في معرفة الشاب بأن له ابنة عم حتى وإن لم يرها من قبل، فعلى الفور يذهب لطلب يدها لأنها الاولى بالزواج.
والطريقة الثانية هي ان يشاهد الشاب الفتاة وهي خارجة للتنزه مع صديقتها في ساعة الغروب خلال ذهابهما للوديان والآبار، فإذا رق لها قلبه ذهب على الفور الى والدتها أو أحد أقربائها لطلب يدها دون أن يخبر والديه لأن القرار قراره هو، فإذا حظي بموافقة أم العروس يحدد موعداً يأتي فيه هو وأهله لخطبتها.
وفي ذلك اليوم يذهب أهل العريس الى بيت العروس وتتم الموافقة وتحديد موعد الزواج، وعندما يأتي موعد عقد القران يتم تحديد المهر الذي هو عبارة عن ربع دينار وللرجل حرية ان يعطي عروسه ما يشاء من المال.
وبعد عقد القران يقوم العريس بتجهيز بيت خاص للزفة التي تعرف عند بادية موريتانيا باسم «الترواح» وفي هذا اليوم تقوم صديقات العروس بتزيينها وتخضيب يديها ورجليها وذلك في بيت خالها أو عمتها أو عند أحد أقاربها.
وفي الليل يتم زف العروس الى المكان المخصص للعروس مرتدية ملحفة سوداء وعليها شال أبيض على الوجه للدلالة على انها مازالت بكراً، بينما يرتدي العريس ثوباً أبيض وعليه شال أسود من نفس ثوب العروس.
وقبل ان يصطحب العريس عروسه الى الترواح وتقام الولائم والغناء والرقص.
عرس بدو ليبيا
يبدأ بمشاهدة العريس لفتاة أحلامه عند أحد آبار المياه البعيدة، فإذا رق لها قلبه واختارها شريكة لحياته سارع الى أحد أصدقائه ليخبره انه يريد الزواج من فلانة وذلك بدلاً من ان يذهب الى أبيه أو أمه أو أحداً من أهله، مما يعكس خجله في الحديث عن هذا الأمر وسط أهله، وتقوم أم صديقه بالوساطة بينه وبين والدته، حيث تفاتحها هي في أمر زواجه بدلاً منه.
ومن ثم تقوم والدته بمفاتحة والده في الأمر الذي يقوم بدوره بالذهاب والسؤال عن أهل الفتاة التي اختارها ابنه، وفي صلاة جمعة يخبر والد العريس والد العروس انه سوف يزوره في يوم كذا، فيرحب به وبمقدمه دون ان يعرف سبب الزيارة.
وعند مجيء ذلك اليوم يذهب والد العريس مع الأهل من الرجال الى بيت العروس ويتم الترحيب بهم، حتى يفاتح والد العروس في الموضوع الذي جاءوا من أجله وهو طلب يد ابنته الى ابنه، يطلب والد العروس فترة من الوقت ليستشير فيها أهله ويحدد موعداً آخر، فإذا تمت الموافقة على الموعد الجديد، يذهب والد العريس ليخبر أهله، فتتعالى الزغاريد وتطلق الأهازيج والاغاني والرقصات بهدف اعلام الجيران ان لديهم عرس.
وفي لقاء آخر يجمع أهل العريس من الرجال والنساء يقوم الرجال بالتفاوض حول المهر والشرط بينما تقوم النساء بالتعرف على العروس.
وتبدأ مراسم العرس لمدة ثمانية أيام وسبع ليال تقام خلالها الأفراح كل ليلة
وما بين بادية وأخرى ترتسم ملامح تلك الحياة، فمن قيظ الصحراء استلهموا دفء الاحتفال ومن وهج الشمس عرفوا الحب والتقارب.
وفي منطقة الشندغة التراثية التي تستضيف حياة البادية العربية تلتقي عادات البدو بأفراحهم واحزانهم لتشكل أمام الزوار لوحة فنية رائعة قليلاً ما يمكن مشاهدتها، ربما لأن ابناء الحضر لا يعرفوا شيئاً عن أهل البدو..
لكنهم ارتحلوا بكل أشكال حياتهم ليأتوا الينا ليقدموا لنا تقاليدهم دون عناء منا، فهم دائماً أهل سبق وكرم ليطلعونا على أعراسهم التي نقف أمامها متأملين ذلك الجانب الغائب عنا والذي يتمثل في بساطة الافراح ودفء الاجواء وقيمة العائلة.. معان كثيرة تحملها أعراس البادية العربية فتعالوا نتعرف عليها.
عرس بادية الإمارات
يتميز عرس بادية الإمارات ببساطته وطقوسه الخاصة، ويعتبر الأكثر تميزاً في منطقة الخليج. يبدأ العرس بقدوم العريس على جمل يتقدمه المعرس وتأخذ «الزعفرانية» مكانها أمام العروس داخل بيتها الجديد، حيث تعرض هدايا المعرس لعروسه من ذهب وعطور وثياب.
ويقدم أهل العريس «الزهية» للعروس وهي عبارة عن هدايا مختلفة خاصة بها فقط تحوي أثواباً جديدة وعطراً وبعض الحاجيات، تنقل الى بيت العروس قبل العرس بأيام، وفي ليلة العرس يقام سباق للهجن كنوع من الاحتفال يشارك فيه الأهل والاقارب والاصدقاء وكل من يرغب في ذلك
والعروس عند أهل بدو الامارات لا تظهر أمام الناس من الرجال ليلة العرس، كما ان العريس في الماضي كان احياناً لا يرى العروس ولا يعرف شكلها إلا يوم الزواج، لأن والدته هي التي تقوم باختيارها له، فقد كانت العادة الدارجة هي ان تقوم الأم بانتقاء الزوجة لرؤيتها وطلب يدها، ثم يذهب بعد ذلك الرجال لتحديد المهر والاتفاق على العرس.
وتسبق العرس ليلة الحناء حيث تعم البهجة والفرحة القبيلة ويتم ادخال السرور على العروسين، فيتم تحنية العروس في اليدين ويتم الاعداد لطعام الوليمة الكبيرة «العرس» واحياناً تجلس العروس بين صديقاتها ويتم ارسال هدايا المعرس خلال هذه الليلة
وتحرص الأم على أن تبث بعض النصائح لابنتها العروس من أجل أن تضمن حياتها وسعادتها وتتضمن المعاملة الجيدة من الزوج وأهله.
عرس البادية التونسية
من العادات والتقاليد التي يحافظ عليها أهل بدو تونس عند الزواج، ألا يرى العريس عروسه إلا يوم الزفاف فقط، وتكون الطريقة الوحيدة للتعرف على العروس من خلال الأهل، الذين يحددون هم العروس، فيقوم والد العريس مع والدته بزيارة الى بيت العروس طالبين يد ابنتهم لابنهم، ويتم خلالها الترحاب بالضيوف بالشكل التقليدي.
وخلال الحديث يطلب والد العروس مشاورة الأهل، فيرسل لأخيه ليأتي ويناقش الأمر معه ويتفقان على موعد آخر، إذا تم القبول يحضره أخوال العروس وأعمام العريس، ويسمى بيوم الخطبة الرسمية أو يوم «الشرط».
في ذلك اليوم يتم التفاوض على الشرط من المهر والشبكة والعرس والولائم وكل ما يتعلق بالعرس، تثار خلالها الخلافات التي يطلقها الاخوال والأعمام الذين يغالون في المهر، لكن بدبلوماسية الصحراء الهادئة يتفاوض والد العروس مع والد العريس للوصول الى حلول وسط.
ويسبق يوم العرس يوم الحناء حيث تأتي النسوة يحملن الجهاز والحناء ويقومون بتخضيب العروس في اليدين والقدمين وسط الأغاني والاهازيج الشعبية، وتنطلق رقصات الفرح وسط مشاهد الكرم والضيافة. وبعد تزيين العروس يتم اعدادها لركوب الهودج في مشهد رائع ثم تصحب بالزفة الى بيت العريس حيث تنصب الأعراس والاحتفالات، ويقوم العريس بحملها من الهودج الى بيت الزوجية.
العرس السوري
من المتعارف عليه عند أهل بادية سوريا ان تقوم العروس باختيار عريسها من خلال مبارزة بالسيف، حيث تقوم العروس بمبارزة الشخص المتقدم اليها، فإذا نجحت في التغلب عليه لا تختاره عريساً، أما إذا نال هو منها فهي له زوجة في الحال.
وتبدأ مراسم الأعراس من خطوبة واتفاق على اتمام الزواج من مهر وهدايا يطلبها والد العريس من ابل وأغنام وذهب وفضة، بعدها ينطلق العرس بأفراح متنوعة وطقوس مختلفة.
أهمها يوم الحناء، حيث تلتف صديقات العروس لتخضيب يدي العروس بالحناء ووداعها من خلال أبيات شعرية شعبية تعكس حالة الحزن التي تنتاب العروس بسبب وداع بيت أهلها والانتقال الى بيت زوجها، وهذا الأمر يسمى في البادية السورية بالطواج.
بعد ذلك يجهز العريس من قبل اصدقائه وسط الاغاني والاهازيج الشعبية استعداداً لليلة الزفاف، وفي هذه الاثناء يقوم والد العروس بايصالها الى الهودج حيث ترفع على الاكتاف وتزف الى العريس محاطين بوالدي العروس والعريس والمدعوين.
وبعد أن ينفض السامر يأخذ الجميع في التهام ما لذ وطاب من الطعام.
ومن عادات أهل البادية في سوريا استقبال الضيوف بالقهوة الأصيلة التي يتم تحميصها أمام الجالسين وتدق في المهباش إلى أن تصبح ناعمة، وفي هذه الأثناء يكون «الطباخ» يغلي الماء على النار ثم توضع القهوة حتى تغلي، ويؤتى بعد ذلك بالهيل ليوضع في المهباش ويدق كذلك حتى يصبح ناعماً، بعدها يوضع في القهوة لمدة خمس دقائق لتكون القهوة جاهزة للحضور.
بدو الأردن
يعتبر عرس بدو الاردن تعبيراً حياً لرومانسية الصحراء الجميلة حيث يتواصل العرس لمدة سبع ليال من الفرح والسمر، ومن أشهر ما يتميز به العرس عند بدو الاردن تلك العادة المتأصلة المتمثلة في النقد باللوز وشد الشعر، ومن ثم اللغز الذي تقدمه العروس الى المتقدم لخطبتها حيث يكون الجواب عليه من قبل العريس شرطاً لاتمام الخطبة.
وعادة «النقادات» شهيرة عند أهل بدو الاردن حيث تذهب أم العريس مع النساء من أهله لزيارة العروس، وتبدأ بنقد العروس وتفحصها ويتلخص ذلك بأن تقدم لها شيئاً من المأكولات مثل اللوز والبندق وما شابه ذلك، والقصد من هذا المعنى تفحص قوة أسنانها، كما تقوم أيضاً بشد شعرها لتتأكد من قوته ومتانته بطريقة ذكية خفيفة الحركة.
وفي هذه الاثناء يكون العريس منتظراً في بيته متلهفاً عودة أمه لاخباره برأيها الذي ان جاء على هواه طار فرحاً ليذهب بأمر والده لمناداة أعمامه وأقاربه للتشاور حول «الجاهة» مع والده ومن ثم يتفقون جميعاً على التوجه الى بيت العروس ليتم استقبالهم وضيافتهم بتقديم فنجان قهوة الى كبير الجاهة الذي يضع الفنجان أمامه دون ان يشرب منه.
كدليل على أن له حاجة عند أهل ذلك البيت، فيسألونه ما هي حاجتك؟ فيطلب يد بنتهم الى العريس، عندئذ يقوم والد العروس بمشورة ابنته فتوافق بشرط أن يجيب العروس عن لغز تطرحه على العريس فإن اجابه فهو لها وهي له.
عرس بدو اليمن
تتنوع مظاهر الاحتفال عند أعراس بدو اليمن وذلك لتعدد قبائل البدو، وهناك في عرس بادية صعدة يراقب العريس فتاة أحلامه بين المراعي وينابيع المياه حتى يرق لها قلبه، فيتجه على الفور لأبيه مبدياً له رغبته في الزواج من الفتاة التي اختارها، فإذا اقتنع الأب بها وبأهلها وحسبها ونسبها، يذهب بصحبة بعض أفراد وأعيان القبيلة لخطبتها، عندها يشاور والد العروس ابنته ويأخذ رأي أمها في العريس المتقدم، فإذا تمت الموافقة يتم تحديد المهر والشرط وهو عادة ما يكون من الابل والغنم والذهب والفضة.
وتبدأ مراسم العرس بيوم الحناء الذي يسبق العرس بيومين وفيه يتم تجهيز الحناء والخضاب «النقش الأسود» ويتم تجميل يدي العروس.
وخلال مراسم الحناء تقوم الفتيات بالرقص والغناء تعبيراً عن فرحهن وتقدم التهاني للعريس بالغنا
ساعة الرحمن ذلحين
والشياطين غافلين
يا قمر هذا الزمان من أجلش
لاجل يسلى خاطرش
سارعة يا من كامل
وانقشي يد الحمام.
وبخصوص اليوم السابق للعرس للنساء ويتم فيه زف العروس بين النساء واظهار العروس بكامل زينتها بين النساء حيث من المعروف في اليمن ان الفتاة لا تتزين وهي عازبة، فالزينة على الوجه لا تبدأ إلا منذ زفاف الفتاة.
كما يخصص يوم آخر من العرس لاحتفالات الرجال وذلك عندما يأتي أهل العروس ضيوفاً على أهل العريس يتم انشاد بعض الأبيات بصورة زامل «الغناء والترحيب بدون موسيقى».
عرس بدو السودان
تتميز أعراس بدو السودان بالبساطة مثلها مثل أهل ذلك البلد الذي يتميز شعبه بهذه الصفة. ويشتهر عن البادية السودانية انه يتم خطبة الابن والابنة منذ الصغر وذلك بناء على رغبة أهل العروس والعريس، وينتظران حتى يكبران، عندما يذهب والد العريس وأهله لطلب يد العروس من أبيها رسمياً رغم ان الرد بالموافقة معروف، ويكون كالتالي:
«البنت بنتكم والولد ولدكم والله يبارك» عندها يقرأ الجميع الفاتحة ويتم الاتفاق على المهر ويتحدد يوم الزفاف الذي لا يتجاوز أسبوعاً أو اسبوعين من قراءة الفاتحة.
انها بساطة مثل بساطة جريان مياه النيل في غير أوقات الفيضان ومودة مثل مودة الأهل والجيران وتكاتفهم في مواجهة قسوة الطبيعة وفيضان النيل.
ويتميز عرس بدو السودان ببساطة طقوسه، إلا انه غني في معانيه، يجسد الحب والوفاء للتراث والشجاعة والجود والكرم.
ويعتبر السودان قارة شاسعة للبدو تختلف فيه أعراس أهل الوسط عن أهل الشمال والجنوب، فهي بسيطة جداً، فعادة ما يكون أهل العروسين أقرباء أو جيران ومن الممكن ان تتم الخطبة منذ الصغر.
وبعد الموافقة في الكبر يتم تحديد الموعد ويتم الاعداد للعروس وتجهيز ما تم الاتفاق عليه ليعود العريس في اليوم المحدد للزفاف في زفة على الأقدام ترتفع فيها سيوف الشجعان مصحوبة بالاغاني والرقصات الشعبية والاشعار والزغاريد السودانية الجميلة. ويتزامن مع هذه الزفة زفة أخرى للعروس وأهلها لتلتقي الزفتان وتندمجان في زفة واحدة وكأنها مسيرة للتعبير عن مشاركة الجميع السعادة الزوجية.
عرس البادية الموريتانية
غالباً ما يتم التعرف على العروس عند بادية موريتانيا من خلال طريقتين، الأولى تتمثل في معرفة الشاب بأن له ابنة عم حتى وإن لم يرها من قبل، فعلى الفور يذهب لطلب يدها لأنها الاولى بالزواج.
والطريقة الثانية هي ان يشاهد الشاب الفتاة وهي خارجة للتنزه مع صديقتها في ساعة الغروب خلال ذهابهما للوديان والآبار، فإذا رق لها قلبه ذهب على الفور الى والدتها أو أحد أقربائها لطلب يدها دون أن يخبر والديه لأن القرار قراره هو، فإذا حظي بموافقة أم العروس يحدد موعداً يأتي فيه هو وأهله لخطبتها.
وفي ذلك اليوم يذهب أهل العريس الى بيت العروس وتتم الموافقة وتحديد موعد الزواج، وعندما يأتي موعد عقد القران يتم تحديد المهر الذي هو عبارة عن ربع دينار وللرجل حرية ان يعطي عروسه ما يشاء من المال.
وبعد عقد القران يقوم العريس بتجهيز بيت خاص للزفة التي تعرف عند بادية موريتانيا باسم «الترواح» وفي هذا اليوم تقوم صديقات العروس بتزيينها وتخضيب يديها ورجليها وذلك في بيت خالها أو عمتها أو عند أحد أقاربها.
وفي الليل يتم زف العروس الى المكان المخصص للعروس مرتدية ملحفة سوداء وعليها شال أبيض على الوجه للدلالة على انها مازالت بكراً، بينما يرتدي العريس ثوباً أبيض وعليه شال أسود من نفس ثوب العروس.
وقبل ان يصطحب العريس عروسه الى الترواح وتقام الولائم والغناء والرقص.
عرس بدو ليبيا
يبدأ بمشاهدة العريس لفتاة أحلامه عند أحد آبار المياه البعيدة، فإذا رق لها قلبه واختارها شريكة لحياته سارع الى أحد أصدقائه ليخبره انه يريد الزواج من فلانة وذلك بدلاً من ان يذهب الى أبيه أو أمه أو أحداً من أهله، مما يعكس خجله في الحديث عن هذا الأمر وسط أهله، وتقوم أم صديقه بالوساطة بينه وبين والدته، حيث تفاتحها هي في أمر زواجه بدلاً منه.
ومن ثم تقوم والدته بمفاتحة والده في الأمر الذي يقوم بدوره بالذهاب والسؤال عن أهل الفتاة التي اختارها ابنه، وفي صلاة جمعة يخبر والد العريس والد العروس انه سوف يزوره في يوم كذا، فيرحب به وبمقدمه دون ان يعرف سبب الزيارة.
وعند مجيء ذلك اليوم يذهب والد العريس مع الأهل من الرجال الى بيت العروس ويتم الترحيب بهم، حتى يفاتح والد العروس في الموضوع الذي جاءوا من أجله وهو طلب يد ابنته الى ابنه، يطلب والد العروس فترة من الوقت ليستشير فيها أهله ويحدد موعداً آخر، فإذا تمت الموافقة على الموعد الجديد، يذهب والد العريس ليخبر أهله، فتتعالى الزغاريد وتطلق الأهازيج والاغاني والرقصات بهدف اعلام الجيران ان لديهم عرس.
وفي لقاء آخر يجمع أهل العريس من الرجال والنساء يقوم الرجال بالتفاوض حول المهر والشرط بينما تقوم النساء بالتعرف على العروس.
وتبدأ مراسم العرس لمدة ثمانية أيام وسبع ليال تقام خلالها الأفراح كل ليلة