المنهاج الاماراتي
الإدارة العامة
يحتفي المسلمون في مثل هذا الشهر ، شهر ربيع الاول ، بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، والاحتفاء ليس مناسبة لاستدراك "نسيان" قد حصل ، فالنبي لا يغيب عن بالنا وذكره لا يفارق اسماعنا وقلوبنا ، وليس استذكارا ليوم تمت فيه الولادة ، فهذا اليوم كان كغيره من الايام ، والله تعالى لم يتحدث عنه في قرآنه الكريم ، وانما العبرة في قيمة "الميلاد" ومعناه ، وفي الروح الجديدة التي خرجت من ذلك اليوم فأعادت تنظيم البشرية على "صراط" جديد لم تعهده ، واعادت صناعة "الانسان" المكرّم ليكون صانعا لأمة.. وحضارة ومنفتحا على العالم كله بما يحمله من رسالة هادية تتحرك على الارض لتنشر الهداية والخير في مهاداتها المختلفة.
تحتاج امتنا اليوم الى استذكار هذه المناسبة مضمونا لا شكلا ، وروحا لا لحنا او رسما ، لتفهم مقاصد دينها في دائرته الانسانية التي شكلها محمد الانسان ، ومحمد النبي صلى الله عليه وسلم "قل سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا" حيث تلتقي انسانيته ونبوته فتتماهيان على صعيد واحد ، صعيد الانسان الذي خلقه الله تعالى لأداء مهمة العمران والخلافة ، وصعيد الرسالة التي اوكلها لرسوله لتكون طريق الناس الى الهداية ، ودليلهم الى الحياة السعيدة ، وميزانهم للحكم على الاشياء وتمييزها ، انتصارا للحق ودحرا للباطل ، واعلاء للقيم الانسانية الفاضلة ، ونقضا لكل اشكال الظلم والفساد.
في ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم نحتاج ايضا للولادة فيه من جديد ، لتجديد البيعة من جديد ، لمبادلته الحب الذي علمنا اياه وارشدنا اليه لفهم سيرته وتحريرها مما اقترفناه بحقها من انحراف في الفهم او التطبيق ، لاعادة الاعتبار الى العناوين الكبرى التي شكلت مفاتيح شخصيته: الحرية والرحمة والوحدة واحترام الانسان اي انسان ، واعادة الاعتبار للدين الذي ضحى من اجله : فكان قضية اصحابه الاولى ، وللرجال الذين وقفوا معه فكان احب اليهم من انفسهم ، وللأمّة التي اسسها فكانت خير امة اخرجت للناس.
نحتفي -دائما - برسولنا ونستأنس به من وحشتنا ونلوذ الى سيرته لنبدد يأسنا وخوفنا ، ونعتز بعظمته وانسانيته ورسالته لنجدد ايماننا.
ويسعدنا في "الدستور" ان ننشر هذه المقالات والدراسات والاشعار التي تعبر عن جزء يسير مما يعتلج قلوبنا من حب للرسول ووفاء لسيرته وايمان برسالته صلى الله عليه وسلم.
وكل عام وانتم بخير
</I>
التعديل الأخير بواسطة المشرف: