• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

قصة أبي غياث المكي وزوجته

إنضم
13 فبراير 2011
المشاركات
9,050
مستوى التفاعل
498
النقاط
0
الإقامة
الاردن الحبيب
بسم الله الرحمن الرحيم
قا ل ابن جرير الطبري : كنت في مكة في موسم الحج فرأيت رجلا من خرسان ينادي ويقول : يا معشر الحجاج ، يا أهل مكة من الحاضر والبادي، فقدت كيسا فيه ألف دينار ، فمن رده إلي جزاه الله خيرا وأعتقه من النار ، وله الأجر والثواب يوم الحساب .
فقام إليه شيخ كبير من أهل مكة فقال له : يا خرساني بلدنا حالتها شديدة ، وأيام الحج معدودة ،ومواسمه محدودة ، وأبواب الكسب مسدودة، فلعل هذا المال يقع في يد مؤمن فقير وشيخ كبير ، يطمع في عهد عليك ، لو رد المال إليك ، تمنحه شيئا شيئا يسيرا، ومالا حلالا .
قال الخرساني : فما مقدار حلوانه ؟ كم يريد ؟
قال الشيخ الكبير : يريد العشر مائة دينار عشر الألف .
فلم يرض الخرساني وقال : لا أفعل ولكني أفوض أمره إلى الله ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
قال ابن جرير الطبري: فوقع في نفسي أن الشيخ الكبير رجل فقير، وقد وجد كيس الدنانيرويطمع في جزء يسير ، فتبعته حتى عاد إلى منزله ، فكان كما ظننت ، سمعته ينادي على امرأته ويقول : يالبابة .
فقالت له : لبيك أباغياث .
قال : وجدت صاحب الدنانير ينادي عليه ، ولا يريد أن يجعل لواجده شيئا ، فقلت له : أعطنا منه مائة دينار ، فأبى وفوض أمره إلى الله ، ماذا أفعل يا لبابة ؟ لا بد لي من رده ، إني أخاف ربي ، أخاف أن يضاعف ذنبي .
فقالت له زوجته : يارجل نحن نقاسي الفقر معك منذ خمسين سنة ، ولك أربع بنات وأختان وأنا وأمي ، وأنت تاسعنا ، لا شاة لنا ولا مرعى ، خذالمال كله ، أشبعنا منه فإننا جوعى , واكسنا به فأنت بحالنا أوعى ، ولعل الله عز وجل يغنيك بعد ذلك ،فتعطيه المال بعد إطعامك لعيالك ، أويقضي الله دينك يوم يكون الملك للمالك .
فقال لها يالبابة : أآكل حراما بعد ست وثمانين عاما بلغها عمري ، وأحرق أحشائي بالنار بعد أن صبرت على فقري ، وأستوجب غضب الجبار، وأنا قريب من قبري ، لا والله لاأفعل .
قال ابن جريرالطبري : فانصرفت وأنا في عجب من أمره هو وزوجته،فلما أصبحنا في ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادي ...
يقول : يا أهل مكة، يا معاشر الحجاج ، يا وفد الله من الحاضروالبادي ، من وجد كيسا فيه ألف دينار، فليرده إلي وله الأجروالثواب عند الله .
فقام إليه الشيخ الكبير ،وقال : يا خرساني قد قلت لك بالأمس ونصحتك ، وبلدنا والله قليلة الزرع والضرع ، فجد على من وجدالمال بشيء حتى لا يخالف الشرع ، وقد قلت لك أن تدفع لمن وجده مائة دينار فأبيت ، فإن وقع مالك في يد رجل يخاف الله عز وجل ، فهلا أعطيتهم عشرة دنانير فقط بدلا من مائة ، يكون لهم فها ستروصيانة ، وكفاف وأمانة .
فقال له الخرساني : لا أفعل ، وأحتسب مالي عند الله ، وأشكوه إليه يوم نلقاه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .
قال ابن جرير الطبري : ثم افترق الناس وذهبوا ، فلما أصبحنافي ساعة من ساعات من النهار، سمعت صاحب الدنانير ينادي ذلك النداء بعينه ويقول : يا معاشر الحجاج ، ياوفدالله من الحاضر والبادي ، من وجدكيسا فيه ألف دينار فرده على له الأجر والثواب عندالله .
فقام إليه الشيخ الكبير فقال له : يا خرساني ، قلت لك أول أمس امنح من وجده مائة دينار فأبيت ، ثم عشرة فأبيت ، فهلا منحت من وجده دينارًا واحدًا ،يشتري بنصفه إربة يطلبها ، وبالنصف الأخر شاة يحلبها ، فيسقي الناس ويكتسب ، ويطعم أولاده ويحتسب .
قال الخرساني: لا أفعل ولكن أحيله على الله وأشكوه لربه يوم نلقاه، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
فجذبه الشيخ الكبير ، وقالله : تعال يا هذا وخذ دنانيرك ودعني أنام الليل ، فلم يهنأ لي بال منذ أن وجدته ذا المال .
يقول ابن جرير : فذهب مع صاحب الدنانير ، وتبعتهما ، حتى دخل الشيخ منزله ، فنبش الأرض وأخرج الدنانير وقال : خذ مالك ، وأسأل الله أن يعفو عني، ويرزقني من فضله .
فأخذها الخرساني وأراد الخروج ،فلما بلغ باب الدار ،قال : يا شيخ مات أبي رحمه الله وترك لى ثلاثة آلاف دينار ، وقال لي : أخرج ثلثها ففرقه على أحق الناس عندك ، فربطتها في هذاالكيس حتى أنفقه على من يستحق ، والله ما رأيت منذ خرجت من خرسان إلى هنا رجلا أولى بها منك ، فخذه بارك الله لك فيه ، وجزاك خيرا على أمانتك ،وصبرك على فقرك ، ثم ذهب وترك المال .
فقام الشيخ الكبير يبكي ويدعو الله ويقول : رحم الله صاحب المال في قبره ، وبارك الله في ولده .
قال ابن جرير : فوليت خلف الخراساني فلحقني أبو غياث وردني ،فقال لي إجلس فقد رأيتك تتبعني في أول يوم وعرفت خبرنابالأمس واليوم ، سمعت أحمد بن يونس اليربوعي يقول : سمعت مالكا يقول : سمعت نافعا يقول : عن عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعمر وعلي رضي الله عنهما ، إذا أتاكما الله بهدية بلامسألة ولا استشراف نفس ، فاقبلاها ولا ترداها ،فترداها على الله عز وجل ، وهذه هدية من الله والهدية لمن حضر .
ثم قال : يا لبابة ،يا فلانة ، يا فلانة ، وصاح ببناته والأختين وزوجته وأمها ، وقعد وأقعدني ، فصرنا عشرة ، فحل الكيس وقال : أبسطوا حجوركم فبسطت حجري ، وما كان لهن قميص له حجر يبسطونه ، فمدوا أيديهم ، وأقبل يعد دينارا دينارا ، حتى إذا بلغ العاشر إلي ، قال : ولك دينار ، حتى فرغ من الكيس ، وكان فيه ألف دينار ، فأعطاني مائة دينار .
يقول ابن جريرالطبري : فدخل قلبي من سرور غناهم أشد من فرحي بالمائة دينار ، فلما أردت الخروج قال لي : يا فتى إنك لمبارك ، وما رأيت هذاالمال قط ولاأملته ، وإني لأنصحك أنه حلال فاحتفظ به ، واعلم أني كنت أقوم فأصلي الفجر في هذا القميص البالي ، ثم أخلعه حتى تصلي بناتي واحدة واحدة ، ثم أخرج للعمل إلى ما بين الظهر والعصر ، ثم أعود في آخر النهار بما فتح الله عز وجل على من تمر وكسيرات خبز ،ثم أخلع ثيابي لبناتي فيصلين فيه الظهر والعصر ، وهكذا فى المغرب والعشاء الآخرة ، وما كنا نتصور أن نرى هذه الدنانير ، فنفعهن الله بما أخذن ،ونفعني وإياك بما أخذنا ، ورحم صاحب المال في قبره ، وأضعف الثواب لولد ، وشكر الله له .
قال ابن جرير : فودعته ،وأخذت مائة دينار ، كتبت العلم بهاسنتين ، أتقوت بها وأشتري منها الورق وأسافر وأعطي الأجرة ،وبعد ستة عشر عاما ذهبت إلى مكة ،وسألت عن الشيخ ، فقيل إنه مات بعد ذلك بشهور ، وماتت زوجته وأمها والأختان ، ولم يبق إلا البنات ،فسألت عنهن فوجدتهن قد تزوجن بملوك وأمراء ، وذلك لما انتشر خبر صلاح والدهن فى الآفاق ،فكنت أنزل على أزواجهن ، فيأنسون بي ويكرموني حتى توفاهن الله ، فبارك الله لهم فيما صاروا إليه .
يقول تعالى:) ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخرومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه)الطلاق: 2/3 .
 

شروقـ♥̨̥̬̩

الإدارة العامة
إنضم
24 يونيو 2010
المشاركات
13,669
مستوى التفاعل
433
النقاط
83
الإقامة
في قلب حبيبي
بارك الله فيك يالغلا

جزاك الله الف خير

يعطيك الف عافيه
 

محمد ابو احمد

عضو جديد
إنضم
10 يونيو 2012
المشاركات
162
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
مشكوووورة جدا .. جعله الله في ميزان اعمالك
 
أعلى