نورس الحياة
الاداره العامه
-
- إنضم
- 9 يوليو 2012
-
- المشاركات
- 16,486
-
- مستوى التفاعل
- 1,137
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 49
[shr71=http://www.ms7oob.com/newsm/265.jpg]null[/shr71]
أطفال الدفاتر لاينمون ولا يتحركون ولا ينطقون
لكنهم عندما يسقطون يتركون بنا من النزف الكثير )
(1)
انهم يكبرون بالارواح
يكبرون دون أعراض تضخم او انتفاخ
وحين يسقطون
يتركون بنا من النزف والألم
أشد مما يتركه سقوط طفل حقيقي
ومعك كان اسم طفلتي مريم
وكان طفلي يتسمى باسم والدك
وحين افترقنا
رأيت مريم تمسك بيد أخيها بانكسار
ويطيلان النظر إلي بعين عاتبة دامعة
ويتجهان نحو باب الخروج من دائرة احلامنا
ولمحتهما يمزقان اوراق عهودنا الزائفة
ويلقيان بالقصاصات في قمامة الواقع
ويكملان نحو الغياب طريقهما!!
فلماذا غادرت انت باكرا ؟
وتركتني وحدي أواجه نظرات مريم وشقيقها الصغير؟
(2)
من منا خذل مريم والطفل
مريم التي اسبغنا عليها دلالنا كطفل حقيقي واكثر !
مريم التي عاشت بنا ومعنا!
مريم التي كبرت بنا لاحولنا !
مريم التي شهدت كل مكالماتنا الهاتفية !
مريم التي قرأت كل رسائلنا الغرامية
مريم التي صدقت كل أحلامنا
مريم التي وثقت بكل وعودنا
مريم التي أنصتت لكل خططنا
مريم التي فرحت وحزنت معنا
مريم التي غضبت وثارت وبكت من أجلنا !
(3)
وهاهي الطفلة المدللة تخرج من دفاتري مكسورة كأميرة منفية !
خرجت قبل ان افرح باستقبالها واقعيا
قبل ان أضع يدي على بطني لــ أتحسس خارطة تحركاتها!
قبل ان تطلق صرخة خروجها للحياة !
قبل ان أهديها تاريخ ميلاد خارج الدفاتر!
قبل ان تمهلك لقطع حبلها السري!
قبل ان تمنحك فرصة الاذان في اذنيها!
قبل ان التقط لها في مهدها صور شخصية !
قبل ان نضيفها في أوراقنا الرسمية
قبل ان يمنحني الوقت الفرصة لممارسة أمومتي معها!
(4)
مريم خرجت من احلامي قبل ان اغسل بالماء المرقي وجهها
وامسح بزيت الاطفال جسدها!
قبل ان أقرأ آيات الله على قلبها!
قبل ان اقلم اظفارها وامشط بالفرشاة الناعمة شعرها !
مريم غادرت دفاتري!
قبل ان أسهر لقياس درجة حرارتها والاستسلام للوساوس
كلما ارتفعت درجة الحرارة
قبل ان تقلقني حمى أسنانها!
قبل ان اضبط ساعة المنبه على مواعيد دوائها!
قبل ان اصطحبها لروضتها!
قبل ان اعاني من ايقاظها صباحا!
قبل ان أغلف كتبها المدرسية!
قبل ان اعكر مزاجي في استذكار دروسها!
قبل ان تحرق دمي بدرجاتها الشهرية!
(5)
مريم غادرت دفاتري
قبل ان أجردها من عادات الصغار وأدربها على عادات الكبار
غادرتني قبل ان اعودها على زجاجة الرضاعة
قبل ان تتخلى عن ( لهاية ) الصغار!
ورفع كأس الماء بلا ارتعاش ...وتناول الطعام بلا مساعدة
وارتداء فستانها الزهري بلا ( ماما )!
غادرتني قبل ان اشرح لها الخير والشر !
قبل ان احذرها من رفاق السوء وسوء الرفاق!
قبل ان اسرد عليها حكاية قبل النوم!
قبل ان اخدعها بفرسان الحكايات وحكايات الفرسان!
قبل ان تغفو على يدي في منتصف الحكاية بامان!
(6)
مريم غادرت دفاتري
قبل ان تمنحني تجربة دخول محلات الاطفال
قبل ان أتعرف على مقاسات الصغار واحذية الصغار!
قبل ان اختار لها ملابس الصيف و انتقي لها اثواب الشتاء!
قبل ان تسير تحت شمسية المطر بصحبتي !
مريم رحلت قبل ان اضع صورتها على كعكة ميلادها
واطفىء شمعتها الاولى بين رفاقها!
واغني لها ( هابي بيردي تو يو مريم / هابي بيرذدي تو يو )
(7)
مريم رحلت مع اخوها تاركة خلفها من الفراغ المخيف
ماتصفر فيه الريح والليل والحنين!
ليذكرني صفيرها
انه ذات عمر كان هناك حكاية
وكان للحكاية دفتر وكان للدفتر اطفال
وكانت مريم بكر الاطفال !
أطفال الدفاتر لاينمون ولا يتحركون ولا ينطقون
لكنهم عندما يسقطون يتركون بنا من النزف الكثير )
(1)
انهم يكبرون بالارواح
يكبرون دون أعراض تضخم او انتفاخ
وحين يسقطون
يتركون بنا من النزف والألم
أشد مما يتركه سقوط طفل حقيقي
ومعك كان اسم طفلتي مريم
وكان طفلي يتسمى باسم والدك
وحين افترقنا
رأيت مريم تمسك بيد أخيها بانكسار
ويطيلان النظر إلي بعين عاتبة دامعة
ويتجهان نحو باب الخروج من دائرة احلامنا
ولمحتهما يمزقان اوراق عهودنا الزائفة
ويلقيان بالقصاصات في قمامة الواقع
ويكملان نحو الغياب طريقهما!!
فلماذا غادرت انت باكرا ؟
وتركتني وحدي أواجه نظرات مريم وشقيقها الصغير؟
(2)
من منا خذل مريم والطفل
مريم التي اسبغنا عليها دلالنا كطفل حقيقي واكثر !
مريم التي عاشت بنا ومعنا!
مريم التي كبرت بنا لاحولنا !
مريم التي شهدت كل مكالماتنا الهاتفية !
مريم التي قرأت كل رسائلنا الغرامية
مريم التي صدقت كل أحلامنا
مريم التي وثقت بكل وعودنا
مريم التي أنصتت لكل خططنا
مريم التي فرحت وحزنت معنا
مريم التي غضبت وثارت وبكت من أجلنا !
(3)
وهاهي الطفلة المدللة تخرج من دفاتري مكسورة كأميرة منفية !
خرجت قبل ان افرح باستقبالها واقعيا
قبل ان أضع يدي على بطني لــ أتحسس خارطة تحركاتها!
قبل ان تطلق صرخة خروجها للحياة !
قبل ان أهديها تاريخ ميلاد خارج الدفاتر!
قبل ان تمهلك لقطع حبلها السري!
قبل ان تمنحك فرصة الاذان في اذنيها!
قبل ان التقط لها في مهدها صور شخصية !
قبل ان نضيفها في أوراقنا الرسمية
قبل ان يمنحني الوقت الفرصة لممارسة أمومتي معها!
(4)
مريم خرجت من احلامي قبل ان اغسل بالماء المرقي وجهها
وامسح بزيت الاطفال جسدها!
قبل ان أقرأ آيات الله على قلبها!
قبل ان اقلم اظفارها وامشط بالفرشاة الناعمة شعرها !
مريم غادرت دفاتري!
قبل ان أسهر لقياس درجة حرارتها والاستسلام للوساوس
كلما ارتفعت درجة الحرارة
قبل ان تقلقني حمى أسنانها!
قبل ان اضبط ساعة المنبه على مواعيد دوائها!
قبل ان اصطحبها لروضتها!
قبل ان اعاني من ايقاظها صباحا!
قبل ان أغلف كتبها المدرسية!
قبل ان اعكر مزاجي في استذكار دروسها!
قبل ان تحرق دمي بدرجاتها الشهرية!
(5)
مريم غادرت دفاتري
قبل ان أجردها من عادات الصغار وأدربها على عادات الكبار
غادرتني قبل ان اعودها على زجاجة الرضاعة
قبل ان تتخلى عن ( لهاية ) الصغار!
ورفع كأس الماء بلا ارتعاش ...وتناول الطعام بلا مساعدة
وارتداء فستانها الزهري بلا ( ماما )!
غادرتني قبل ان اشرح لها الخير والشر !
قبل ان احذرها من رفاق السوء وسوء الرفاق!
قبل ان اسرد عليها حكاية قبل النوم!
قبل ان اخدعها بفرسان الحكايات وحكايات الفرسان!
قبل ان تغفو على يدي في منتصف الحكاية بامان!
(6)
مريم غادرت دفاتري
قبل ان تمنحني تجربة دخول محلات الاطفال
قبل ان أتعرف على مقاسات الصغار واحذية الصغار!
قبل ان اختار لها ملابس الصيف و انتقي لها اثواب الشتاء!
قبل ان تسير تحت شمسية المطر بصحبتي !
مريم رحلت قبل ان اضع صورتها على كعكة ميلادها
واطفىء شمعتها الاولى بين رفاقها!
واغني لها ( هابي بيردي تو يو مريم / هابي بيرذدي تو يو )
(7)
مريم رحلت مع اخوها تاركة خلفها من الفراغ المخيف
ماتصفر فيه الريح والليل والحنين!
ليذكرني صفيرها
انه ذات عمر كان هناك حكاية
وكان للحكاية دفتر وكان للدفتر اطفال
وكانت مريم بكر الاطفال !