فرحة الاردن
الادارة العامة
تموت الرجال وتبقى أفعالها ..!
يا أيها الملك الأجل مكانةً بين الملوك ويا أعز قبيلا ، ترتعش اليد عند الكتابة عنك سيدي حباً وحزناً وشوقاً ، وتتبعثر الكلمات ويعجز اللسان عن وصفك أو ذكرك فمن أين نبدء ومتى ننتهي وكيف للجُمَلِ أن تعطيك حقك مهما كَثُرَت ، فلا والله ما إستطعت أنا أو غيري وصفك.
في مثل هذا اليوم من عام 1999 غادر أسد الأردن عرينه بلا رجعة ، فبكى الأردنيون أباهم وأخاهم و قائدهم ورمز عروبتهم وفخرهم ، في مثل هذا اليوم رحل من جعل من الإنسان في الأردن أغلى ما نملك فهو من رفع شعار (الإنسان أغلى ما نملك) قولاً وفعلاً ، رحل من جعل من رقعةٍ فقيرة صغيرةِ المساحة على خارطة العالم تفتقر إلى أبسط المقومات من نفط وماء وقمح الى دولةٍ عظيمة كبيرة بشعبها ذاتِ تأثير سياسي ملحوظ وواسع بإعتراف القاصي والداني.
في مثل هذا اليوم بكى العالم على فراقك ونُكِسَت الأعلام في مئةٍ وسبعين دولة وعلق الدوام في المؤسسات الحكومية والرسمية والمدارس في جميع الدول العربية احتراماً لك وإعتزازاً بك وقيل في يوم رحيلك ما لم تسمعه أذنٌ من قبل واعترف العالم بقوتك ، في حين لم يستطع عدو الامة الصهيوني إخفاء القلق والخوف الدائم من الحسين بن طلال حين قال آنذاك بنيامين نتنياهو : (مات اليوم الرجل الوحيد الذي كنت أخشاه).
كان الحسين بن طلال جزءً لا يتجزأ من وجدان الشعب الأردني فكيف لشعبٍ وفيٍ مخلص أن ينسى ولو للحظة من قال (إنني أحب هذا الشعب حباً عظيماً فلولاه لما كنت شيئاً مذكورا).
من أقواله رحمه الله : (سيذكرني قومي إذا جد جدهم ، وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر) ، رحمك الله ياسيد الرجال ، يا قائد الركب ، يا ملك القلوب ... رحمك الله سيدي.
مرت اربعة عشر سنه منذ ذلك اليوم ... و لا زال حبه في القلب يكبر ...
اربعه عشر سنه مرت و لا زال طيفه في البال يوميا يخطر ...
قبل اربعة عشر سنه في مثل هذا اليوم نزلت دموع الأردنيون جميعهم بفقدان الاب الحاني .. بكوا راد الغارة وشيخ العشيرة ... بكوا مسيرة نصف قرن من حكم العدل و عفة اللسان و صوت العقل ... و النفس الطيبة المسامحة ...
نعم ... يكبر حب الحسين كل يوم في قلوبنا ... يكبر مع كل إنجاز نراه لأنه هو من علمنا أن الوطن كبير بأهله الطيبين ، علمنا أننا أمة واحدة و شعب واحد .. كفل أينامنا و رفع هاماتنا ... كسب حب الجميع لأنه لم يأت الى الحكم على ظهر دبابة و لم يسفك قطرة دم واحدة
الحسين عاش محبوبا جماهيريا و مات رجلا أسطوريا...
حياه القائد الراحل مع عائلته .......
حياه القائد الراحل مع شعبه .......
** رحيل اللقائد في عيون شعبه..........