إيمـ حرف منسي ــــان
عضو جديد
روى محمد بن كعب القُرَظِي قال: سمعت عليّ بن أَبي طالب يقول: لقد رأَيتني وإِني لأَربط الحجر على بطني من الجوع، وإِن صدقتي لتبلغ اليوم أَربعة آلاف دينار، وفي رواية شريك قال: أَربعين أَلف دينار؛ ولم يرد أن هذا المال زكاة ماله، وإِنما كان هذا المال هو زكاة دخْلِ الوقوف التي جعلها صدقة، فإِن أَمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه لم يَدَّخر مالًا؛ ودليله ما ذُكر من كلام ابنه الحسن رضي الله عنهما في مقتله أَنه لم يترك إِلا ستمائة درهم، اشترى بها خادمًا، وفي رواية أخرى قال: لم يترك أبي إِلَّا ثمانمائة درهم أو سبعمائة فضلت من عطائه، كان يعدها لخادم يشتريها لأهله.
وروى سفيان قال: ما بنى عليٌّ لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، وإِن كان ليؤتي بجبوته من المدينة في جراب.
وروى مسعر، عن أَبي بحر، عن شيخ لهم قال: رأَيت على عَلِيٍّ رضي الله عنه إِزارًا غليظًا، قال: اشتريته بخمسة دراهم، فمن أَربحني فيه درهمًا بعته، ورأَيت معه دراهم مصرورة، فقال: هذه بقية نفقتنا من ينبع.
وقال أَبو النوار بيَّاع الكرابيس: أَتاني علي بن أَبي طالب ومعه غلام له، فاشترى مني قميصَيْ كرابيس، فقال لغلامه: اختر أَيَّهما شئت، فأَخذ أَحدهما، وأَخذ عليٌّ الآخر، فلبسه، ثم مد يده فقال: اقطع الذي يفضل من قدر يدي، فقطعه وكفه، ولبسه وذهب.
وروى أبجر بن جُرموز، عن أبيه قال: رأيت عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه يخرج من الكوفة وعليه قِطْريتان متزرًا بالواحدة، مترديًا بالأخرى، وإزاره إلى نصف الساق، وهو يطوف في الأسواق، ومعه دِرّة، يأمرهم بتقوى الله، وصِدْق الحديث، وحُسن البيع، والوفاء بالكيل والميزان.
وروى مجمع التيميّ أن عليًا قسم ما في بيت المال بين المسلمين، ثم أمر به فكنِس ثم صلّى فيه، رجاء أن يشهد له يوم القيامة.
ورورى عاصم بن كليب، عن أبيه قال: قدم عَلَى عَلِيّ مالٌ من أصبهان، فقسّمه سبعة أسباع، ووجد فيه رغيفًا، فقسمه سبع كسر، فجعل على كل جزء كِسْرَة، ثم أقرع بينهم أيُّهم يُعطي أولًا.
وروى معاذ بن العلاء أخو عمرو بن العلاء، عن أبيه، عن جدّه قال: سمعت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: ما أصبتُ من فيئكم إلا هذه القارُورة، أهداها إليَّ الدّهقان، ثم نزل إلى بيت المال، ففرَّق كلَّ ما فيه ثم جعل يقول:
أَفْلَحَ مَنْ كَانَتْ لَهُ قَوْصَـرَّهْ يَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ مَرَّه
وقال عنترة الشيّباني: كان عليٌّ يأخذ في الجزية، والخراج من أهل كل صناعة من صناعته وعَمل يده حتى يأخذ من أهل الإبر الإبر، والمسالّ، والخيوط، والحبال، ثم يقسّمه بين النّاس، وكان لا يدع في بيت المال مالًا يبيت فيه حتى يقسّمه، إلا أن يغلبه فيه شُغل، فيصبح إليه وكان يقول: يا دنيا لا تغرّيني، غَرِّي غيري، وينشد:
هَذَا جَنَايَ وَخِيَارُهُ فِيهِ وَكُلُّ جَانٍ يَدُه إِلَى فِيهِ
وروى ابن حيان التّيمي، عن أبيه قال: رأيت عليّ بن أبي طالب على المنبر يقول: من يشتري مِنِّي سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بِعْتُه، فقام إليه رجل فقال: نسلفك ثمن إزار، وقال عبد الرّزّاق: كانت بيده الدّنيا كلّها إلا ما كان من الشّام.
وروى الحرمازي، عن رجل من همدان قال: قال معاوية لضرار الصُّدائي: يا ضرار، صِفْ لي عليًّا، قال: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: لتصفنَّه، قال: أما إذْ لا بد من وصفه فكان والله بعيد المَدى، شديد القُوى، يقول فَصْلًا، ويحكم عدلًا، يتفجَّر العلم من جوانبه، وتنطِقُ الحِكْمَةُ من نواحيه، ويستوحش من الدّنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غَزير العَبْرة، طويل الفِكْرَة، يُعجِبُه من اللبّاس ما قصُر، ومن الطّعام ما خَشُن، وكان فينا كأحَدِنا، يُجيبنا إذا سألناه، ويُنْبئنا إذا استنبأناه، ونحن والله ــ مع تقريبه إيانا وقُرْبه مِنّا ــ لا نكاد نكلَمه هَيْبَةً له، يعظِّمُ أهل الدّين، ويُقرِّبُ المساكين، لا يطمع القويّ في باطله، ولا ييأس الضعيفُ من عَدْله، وأشهد أنه لقد رأيتُه في بعض مواقفه، وقد أرخى اللّيل سُدُولَه، وغارت نجومه، قابضًا على لحيته، يتململُ تَمَلْمُل السّليم ــ أي المريض ــ ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دُنيا غُرِّي غيري، ألِي تعرّضْت أمْ إليّ تشوَّفتِ! هيهات هيهات! قد باينْتُك ثلاثًا لا رجْعَةَ فيها، فعُمْرُك قصير، وخطَرك قليل، آهٍ من قلَّةِ الزَّاد، وبُعد السفر، ووَحْشَةِ الطّريق، فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك، فكيف حزْنُك عليه يا ضِرَار؟ قال: حُزْن من ذُبح ولدها وهو في حِجْرها
وروى سفيان قال: ما بنى عليٌّ لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة، وإِن كان ليؤتي بجبوته من المدينة في جراب.
وروى مسعر، عن أَبي بحر، عن شيخ لهم قال: رأَيت على عَلِيٍّ رضي الله عنه إِزارًا غليظًا، قال: اشتريته بخمسة دراهم، فمن أَربحني فيه درهمًا بعته، ورأَيت معه دراهم مصرورة، فقال: هذه بقية نفقتنا من ينبع.
وقال أَبو النوار بيَّاع الكرابيس: أَتاني علي بن أَبي طالب ومعه غلام له، فاشترى مني قميصَيْ كرابيس، فقال لغلامه: اختر أَيَّهما شئت، فأَخذ أَحدهما، وأَخذ عليٌّ الآخر، فلبسه، ثم مد يده فقال: اقطع الذي يفضل من قدر يدي، فقطعه وكفه، ولبسه وذهب.
وروى أبجر بن جُرموز، عن أبيه قال: رأيت عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه يخرج من الكوفة وعليه قِطْريتان متزرًا بالواحدة، مترديًا بالأخرى، وإزاره إلى نصف الساق، وهو يطوف في الأسواق، ومعه دِرّة، يأمرهم بتقوى الله، وصِدْق الحديث، وحُسن البيع، والوفاء بالكيل والميزان.
وروى مجمع التيميّ أن عليًا قسم ما في بيت المال بين المسلمين، ثم أمر به فكنِس ثم صلّى فيه، رجاء أن يشهد له يوم القيامة.
ورورى عاصم بن كليب، عن أبيه قال: قدم عَلَى عَلِيّ مالٌ من أصبهان، فقسّمه سبعة أسباع، ووجد فيه رغيفًا، فقسمه سبع كسر، فجعل على كل جزء كِسْرَة، ثم أقرع بينهم أيُّهم يُعطي أولًا.
وروى معاذ بن العلاء أخو عمرو بن العلاء، عن أبيه، عن جدّه قال: سمعت عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: ما أصبتُ من فيئكم إلا هذه القارُورة، أهداها إليَّ الدّهقان، ثم نزل إلى بيت المال، ففرَّق كلَّ ما فيه ثم جعل يقول:
أَفْلَحَ مَنْ كَانَتْ لَهُ قَوْصَـرَّهْ يَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ يَوْمٍ مَرَّه
وقال عنترة الشيّباني: كان عليٌّ يأخذ في الجزية، والخراج من أهل كل صناعة من صناعته وعَمل يده حتى يأخذ من أهل الإبر الإبر، والمسالّ، والخيوط، والحبال، ثم يقسّمه بين النّاس، وكان لا يدع في بيت المال مالًا يبيت فيه حتى يقسّمه، إلا أن يغلبه فيه شُغل، فيصبح إليه وكان يقول: يا دنيا لا تغرّيني، غَرِّي غيري، وينشد:
هَذَا جَنَايَ وَخِيَارُهُ فِيهِ وَكُلُّ جَانٍ يَدُه إِلَى فِيهِ
وروى ابن حيان التّيمي، عن أبيه قال: رأيت عليّ بن أبي طالب على المنبر يقول: من يشتري مِنِّي سيفي هذا؟ فلو كان عندي ثمن إزار ما بِعْتُه، فقام إليه رجل فقال: نسلفك ثمن إزار، وقال عبد الرّزّاق: كانت بيده الدّنيا كلّها إلا ما كان من الشّام.
وروى الحرمازي، عن رجل من همدان قال: قال معاوية لضرار الصُّدائي: يا ضرار، صِفْ لي عليًّا، قال: أعفني يا أمير المؤمنين، قال: لتصفنَّه، قال: أما إذْ لا بد من وصفه فكان والله بعيد المَدى، شديد القُوى، يقول فَصْلًا، ويحكم عدلًا، يتفجَّر العلم من جوانبه، وتنطِقُ الحِكْمَةُ من نواحيه، ويستوحش من الدّنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غَزير العَبْرة، طويل الفِكْرَة، يُعجِبُه من اللبّاس ما قصُر، ومن الطّعام ما خَشُن، وكان فينا كأحَدِنا، يُجيبنا إذا سألناه، ويُنْبئنا إذا استنبأناه، ونحن والله ــ مع تقريبه إيانا وقُرْبه مِنّا ــ لا نكاد نكلَمه هَيْبَةً له، يعظِّمُ أهل الدّين، ويُقرِّبُ المساكين، لا يطمع القويّ في باطله، ولا ييأس الضعيفُ من عَدْله، وأشهد أنه لقد رأيتُه في بعض مواقفه، وقد أرخى اللّيل سُدُولَه، وغارت نجومه، قابضًا على لحيته، يتململُ تَمَلْمُل السّليم ــ أي المريض ــ ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دُنيا غُرِّي غيري، ألِي تعرّضْت أمْ إليّ تشوَّفتِ! هيهات هيهات! قد باينْتُك ثلاثًا لا رجْعَةَ فيها، فعُمْرُك قصير، وخطَرك قليل، آهٍ من قلَّةِ الزَّاد، وبُعد السفر، ووَحْشَةِ الطّريق، فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا الحسن، كان والله كذلك، فكيف حزْنُك عليه يا ضِرَار؟ قال: حُزْن من ذُبح ولدها وهو في حِجْرها