• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

كَـآن يَّغتَسِلْ بِـأغلى ألعطور وَّلَكِن لآتزآل رآئِحته كريهه

الورده النقية

عضو مميز
إنضم
3 ديسمبر 2010
المشاركات
21,618
مستوى التفاعل
623
النقاط
0
الإقامة
في صقـرـر الجنوـوـوب
[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:black;border:4px solid red;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
كَـآنَ يَّغتَسِلْ بِـأغلى أَلعطور’,وَّلَكِنْ لآتزآل رآئِحتهُ كريهه,~


كان الرجل مريضا بمرض عضال لا يعرف له علاجا فكلما جلس فى مكان قال له الناس- رائحتك
كريهة.. ألا تستحم.

وتردد على الأطباء وفحص الأنف والجيوب والحلق والأسنان واللثة والكبد والأمعاء.. وكانت النتيجة.. لا مرض فى أى مكان بالجسد ولا سببا عضويا مفهوم لهذه الرائحة.

و كان يتردد على الحمام عدة مرات فى اليوم ويغتسل بأغلى العطور فلا تجدى هذه الوسائل شيئا.. ولا يكاد يخرج إلى الناس حتى يتحول إلى قبر منتن يهرب منه الصديق قبل العدو.

وذهب يبكى لرجل صالح.. وحكى له حكايته فقال الرجل الصالح.. هذه ليست رائحة جسدك.. ولكن رائحة أعمالك .

فقال الرجل مندهشا: وهل للأعمال رائحة؟

فقال الرجل: تلك بعض الأسرار التى يكشف عنها الله الحجاب.. ويبدو أن الله أحبك وأراد لك الخير وأحب أن يمهد لك الطريق إلى التوبة.

فقال الرجل معترفا: أنا بالحق أعيش على السرقة والاختلاس والربا وأزنى وأسكر وأقارف المنكرات.

قال الرجل الصالح: وقد رأيت فهذه رائحة أعمالك.

قال الرجل: وما الحل؟

قال الصالح: الحل أصبح واضحا، أن تصلح أعمالك وتتوب إلى الله توبة نصوحا.


وتاب الرجل توبة نصوحا و اقلع عن جميع المنكرات ولكن رائحته ظلت كما هى.. فعاد يبكى إلى الرجل الصالح.. فقال له الرجل الصالح – لقد أصلحت أعمالك الحاضرة، أما أعمالك الماضية فقد نفذ فيها السهم.. ولا خلاص منها إلا بمغفرة.

قال الرجل: وكيف السبيل إلى مغفرة؟

قال الصالح: إن الحسنات يذهبن السيئات فتصدق بمالك.. والحج المبرور يخرج منه صاحبه مغفور الذنوب كيوم ولدته أمه فاقصد الحج.. واسجد لله.. وابك على نفسك بعدد أيام عمرك..

وتصدق الرجل بماله وخرج إلى الحج.. وسجد فى كل ركن بالكعبة وبكى بعدد أيام عمره.. ولكنه ظل على حاله تعافه الكلاب وتهرب منه الخنازير إلى حظائرها.. فآوى إلى مقبرة قديمة وسكنها وصمم ألا يبرحها حتى يجعل الله له فرجا من كربه.
وما كاد يغمض عينيه لينام حتى رأى فى الحلم الجثث التى كانت فى المقبرة تجمع أكفانها وترحل هاربة.. وفتح عينيه فرأى جميع الجثث قد رحلت بالفعل وجميع اللحود فارغة.. فخر ساجدا يبكى حتى طلع الفجر فمر به الرجل الصالح.. وقال له:

هذا بكاء لا ينفع فإن قلبك يمتلئ بالاعتراض.. وأنت لاتبكى اتهاما لنفسك بل تتهم العدالة الإلهية فى حقك.

قال الرجل: لا أفهم!!

قال الصالح: هل ترى أن الله كان عادلا فى حقك؟

قال الرجل: لا أدرى.

قال الصالح: بالضبط.. إن عدل الله أصبح محل شبهة عندك.. وبهذا قلبت الأمور فجعلت الله مذنبا وتصورت نفسك بريئا.. وبهذا كنت طول الوقت تضيف إلى ذنوبك ذنوبا جديدة فى الوقت الذى ظننت فيه أنك تحسن العمل.

قال الرجل: ولكنى أشعر أنى مظلوم.

قال الصالح: لو اطلعت على الغيب لوجدت نفسك تستحق عذابا أكبر ولعرفت أن الله الذى ابتلاك لطف بك.. ولكنك اعترضت على ما تجهل واتهمت ربك بالظلم.. فاستغفر وحاول أن تطهر قلبك وأسلم وجهك.. فإنك إلى الآن ورغم حجك وصومك وصلاتك وتوبتك لم تسلم بعد.

قال الرجل: كيف.. ألست مسلما؟!

قال الصالح: نعم لست مسلما، فالإسلام هو إسلام الوجه قبل كل شئ.. وذلك لا يكون إلا بالقبول وعدم الاعتراض والاسترسال مع الله فى مقاديره وبأن يستوى عندك المنع والعطاء، وأن ترى حكمة الله ورحمته فى منعه كما تراه فى عطائه، فلا تغتر بنعمة ولا تعترض على حرمان فعدل الله لا يتخلف، وهو عادل دائما فى جميع الأحوال ورحمته سابغة فى كل ما يجريه من مقادير فقل لا إله إلا الله ثم استقم.. وذلك هو الإسلام.

قال الرجل: إنى أقول لا إله إلا الله كل لحظة.

قال الصالح: تقولها بلسانك ولا تقولها بقلبك ولا تقولها بموقفك وعملك.

قال الرجل: كيف؟

قال الصالح: إنك تناقش الله الحساب كل يوم وكأنك إله مثله.. تقول له استغفرت فلم تغفر لى.. سجدت فلم ترحمنى.. بكيت فلم تشفق على.. صليت وصمت وحججت إليك فما سامحتنى.. أين عدلك؟

وربت الرجل الصالح على كتفيه قائلا – يا أخى ليس هذا توحيدا.

التوحيد أن تكون إرادة الله هى عين ما تهوى وفعله عين ما تحب وكأن يدك أصبحت يده ولسانك لسانه.. التوحيد هو أن تقول نعم وتصدع بالأمر مثل ملائكة العزائم دون أن تسأل لماذا.. لأنه لا إله إلا الله.. لا عادل ولا رحمن ولا رحيم ولا حق سواه.. هو الوجود وأنت العدم.. فكيف يناقش العدم الوجود.. إنما يتلقى العدم المدد من الوجود ساجدا حامدا شاكرا.. لأنه لا وجود غيره.. هو الإيجاب وما عداه سلب.. هو الحق وما عداه باطل.

فبكى الرجل وقد أدرك أنه ما عاش قط وما عبد ربه قط.

قال الصالح: الآن عرفت فالزم.. وقل لا إله إلا الله.. ثم استقم.. قلها مرة واحدة من أحشائك.

فقال الرجل: لا إله إلا الله.

فتضوع الياسمين وانتشر العطر وملأ العبير الأجواء وكأن روضة من الجنة تنزلت على الأرض.
وتلفت الناس.. وقالوا.. من هناك.. من ذلك الملاك الذى تلفه سحابة عطر.
قال الرجل الصالح: بل هو رجل عرف ربه.
أتمنى الفائدة للجميع
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]
 

فرحة الاردن

الادارة العامة
إنضم
18 ديسمبر 2011
المشاركات
20,819
مستوى التفاعل
443
النقاط
83
الإقامة
الاردن
جزاك الله الجنة

وجعله في ميزان حسناتك

ودي لروحك

 

اتعبني غلاك

عضو مميز
إنضم
28 يونيو 2012
المشاركات
8,945
مستوى التفاعل
200
النقاط
0
قصه قيمه جدا

جزاكي الله كل خير ع الطرح المميز

في ميزان حسناتك ان شاء الله

تحياتي لكي
 

رجل تحت المطر

عضو نشيط
إنضم
23 فبراير 2012
المشاركات
1,716
مستوى التفاعل
79
النقاط
0
العمر
38
الإقامة
اربد
جزاكِ الله خير الجزاء
وشكراً لطـــرحكِ الهادف وإختياركِ القيّم


رزقكِ المولى الجنـــــــــــــة ونعيمها
وجعلـ ما كُتِبَ في موازين حســــناك
ورفع الله قدركِ في الدنيــا والآخــــرة وأجزل لكِ العطـــاء


لكِ تقديري وخالص دعواتي

رجـــــ تحت المطرــــل
 

اميرة الاحزان

عضو جديد
إنضم
21 ديسمبر 2012
المشاركات
342
مستوى التفاعل
5
النقاط
0
الإقامة
JoRdAn
نسأل الله العفو والعافية

مشكورة مأجورة وردتنا على القصة ذات الحكمة الكبيرة
 
أعلى