وتر الإحساس
عضو جديد
-
- إنضم
- 30 يوليو 2012
-
- المشاركات
- 167
-
- مستوى التفاعل
- 38
-
- النقاط
- 0
شتاء غزة
نثر الجوّ على غزة جمرْ *** أيّ قلبٍ خافق لم ينشــــطرْ
غارة راحت شهيّة للدّما *** خلّدت ذكرى رضيع ينتصــــرْ
نثر الجوّ على غزة جمرْ *** أيّ قلبٍ خافق لم ينشــــطرْ
غارة راحت شهيّة للدّما *** خلّدت ذكرى رضيع ينتصــــرْ
هكذا جاء شتاء غزة، محمّلا بشآبيب الألم المتأصّل في جذوة من صولجان البؤس، وغراب الحقد الأسود، فالشتاء لا يعبر سماءها إلا عبر ذلك الميناء ، محمّلا بغيوم الدخان وأزيز البنادق التي تكفهرّ قبل ولوجها حياض الاندثار والتلاشي.
شتاؤها خصب دام، فهو يطلّ على المتوسط الذي اختار أن يجثم على صهوة جياد الجنوب الحار الملتهب، فخامره الندى، واعتلّ باعتلال رمله، الذي استعصى على موجاته المتدافعة، فأبقى على كيانه، واستقلالية ذراته رغم التحامها.
فصل الشتاء طاب له افتتاح قطراته على بساط خمائل غزة المناجية للسماء عبر صنوها القدس الشريف، تلك البوابة المطلة على الفردوس الأعلى. لهذا، فقد شاءت الأقدار أن تكون قطرات موسم شتائها ملوّنة بأريج حمرة الموت، خصبة خصوبة طفل تربّع على عرش الشهادة قبل أن يطبق العام من عمره بشهر، فقد استرضع المنى، واستعذب العلى، وجافا البقاء إلى حيث تتدافع الأماني .
فصل الشتاء جاء محمّلا باللون الأسود الذي استقبلت به غزة سيوف الدجى، فذرتها غبارا يتبعثر غيظا على سعير رمالها الطهورة.
هكذا هو شتاء غزة، جذوة من لهب أسود سطّر أنقى صفحات العزّ في سطور تاريخها المتجدّد، بروح من عنفوان متأصّل، ليسرد من الحقائق ما يصرع لبّ عمالقة التفكير بسماته المتجدّدة، ليجيء حارا عاصفا ماطرا باردا دافئا في حلّة من الثبات وروعة في العطاء.
بقامي،،، وتر،،،،،،،،