• مرحبًا بكم في منصة منتديات صقر الجنوب التعليمية!
    أهلا ومرحبا بكم في مجتمعنا أنت حاليا تشاهد المعهد كزائر و التي لاتعطيك سوى خيارات التصفح المحدودة الاشتراك لدينا مجاني ولايستغرق سوى لحظات قليلة حتى تتمكن من المشاركة والتفاعل معنا

لمحات تحليلة في نص المثقب العبدي

إنضم
13 فبراير 2011
المشاركات
9,052
مستوى التفاعل
498
النقاط
0
الإقامة
الاردن الحبيب
التماسك النصي في قصيدة المثقب العبدي:

شغلت قضية الوحدة الموضوعيّة والوحدة العضويّة في الشعر الجاهلي فكر النقاد قديماً وحديثاً , وكانت آراؤهم حول هاتين القضيتين متباينة . فمنهم من يزعم أنّ القصيدة الجاهليّة مفكّكة مهلهلة , ومنهم من يعتقد غير ذلك , فيذهب إلى أنّها متماسكة مترابطة . وكلّ يجتهد في تقديم الأدلة ليثبت ما يذهب إليه .

وفي هذه الورقة يسعى الباحث إلى رصد ملامح التماسك النصيّ , من خلال السبك (التماسك الشكليّ), والحبك(التماسك الدلاليّ) , آملاً في تقديم صورة واضحة حول الوحدة الموضوعية والوحدة العضويّة في القصيدة الجاهليّة . وفي سبيل ذلك وقع اختياري على قصيدة المثقّب العبدي ( أفاطم قبل بينك متعيني ) , بوصفها من روائع الشعر الجاهلي , بل العربي , لتكون مادة الدراسة .

إنّ القراءة الأولى للقصيدة ستولّد انطباعاً عامّا لدى القارئ , يرى فيه تعدّد موضوعات القصيدة , وأنّها في صورتها الخارجية لا تشكّل حالة من الانسجام والتماسك النصيّ . ويبقى هذا الانطباع مسوّغًا عند هذه المرحلة , ولكنّه يصبح غير مسوّغ إذا أعدنا قراءة النصّ غير مرّة قراءةً واعية , فيها قدر عالٍ من التأمّل والتفكير .

يُعرّف النصيّون التماسك النصيّ بأنّه العلاقات أو الأدوات الشكليّة والدلاليّة التي تسهم في الربط بين عناصر النص الداخلية , وبين النص والبيئة المحيطة من ناحية أخرى [1].وأهم أدوات التماسك النصيّ : الأدوات الدلاليّة كالسياق والإحالة الخارجية , والأدوات الشكليّة كالروابط النحوية والأسلوبيّة [2].

وقصيدة المثقّب تتألف من خمسة وأربعين بيتاً حسب رواية المفضليات , ويمكن للدارس أن يقسمها إلى أربع وحدات دلاليّة : الوحدة الأولى علاقته بفاطمة , وتشكّل الأبيات الأربعة الأولى . والوحدة الثانية وصف رحلة الظعائن, وتتكون من الأبيات الخمسة عشرة التالية . والوحدة الثالثة وصف الناقة , وتتألف من الأبيات الحادية والعشرين التالية . والوحدة الرابعة علاقته بعمرو بن هند الملك , وتشكّل الأبيات الخمسة الأخيرة .

ويظهر لي أنّ الوقوف على القصيدة عن كثب هو ما أطلق الاتهامات على القصيدة الجاهلية بالتفكّك . إننا الآن بتقنيات (نحو النص) سننظر إلى القصيدة بمنهجية تفسح لنا أن نرى القصيدة بطريقة تلغي المرحلة البرزخية بين المَشَاهد , وتُعمّقُ الروابط الشكلية والدلالية بينها , على نحو يثبت حالة التماهي والتواشج بين أجزاء القصيدة .

بداية دعونا نعرض لأسلوب النداء الذي يستهلّ به الشاعر قصيدته , ذلك بأنّ الاستهلال يحتلّ مكانة بارزة من حيث أهميته من ناحية , ومن حيث علاقته ببقيّة أجزاء النصّ من ناحية أخرى , وتحكُّمُه كذلك في هذه الأجزاء [3].

تظهر أهميّة النداء ( أفاطمُ ) من حيث أداة النداء الهمزة التي تُسْتعمَل لنداء القريب , سواء أكان القرب مكاني أم قلبي , وهما واردان في القصيدة , فهي قريبة , لأنها في منازله . وهي قريبة , لأنّها محبوبته . والأهمية الثانية استعماله الاسم ( فاطمة) , وهنا يلحّ علينا سؤالان :

الأول هل هذا الاسم على الحقيقة , أم أنّه رمز للحالة التي بات عليها الشاعر مع محبوبته , خاصّة وأنّ الشاعر يستعمل اسماً أخر في غير هذه القصيدة , فيقول[4] :

ألا إنّ هنداً أمسِ رثّ جديدها وضنّت وما كان المتاع يؤودها

والسؤال الثاني :هل فاطمة امرأة حقيقية أم أنّها رمز ومدخل للقصيدة الجاهلية, تتماهى في أزمتها مع عمرو بن هند؟

إذأً (فاطمة) اسم مكثّف يختزن الحالة الانفعاليّة والتفاعليّة مع المحبوبة . وإذا رجعنا إلى المعجم اللغوي سيكشف لنا البعد الدلالي لهذا الاسم . فالفطم : القطع , وفطم يفطمه : قطعه [5].وفي ضوء ذلك يمكن أن نفهم القصيدة من خلال الطاقة الدلاليّة الكامنة في هذا الاسم الذي يترادف دلاليّا مع ( قطعتها ) و( ما وصلت بها) و(صرمتُ) و (اطّرحني) .

إنّ هذه الكلمة( فاطمة) تشكّل حلقة وصل بين خارج النص , فهي تحيل إلى شخص المحبوبة (إحالة خارجيّة ) , وداخل النص عبر الربط الدلالي بينها وبين الكلمات المترادفة معها . وعليه, فإننا ندرك القيمة الفعلية للكلمة المفتاحيّة أو الجملة المفتاحيّة في بناء النّص ,فالمرسل يركز كل جهوده في هذه الكلمة ؛ إذ يكون ما بعدها غالبا تفسيرا لها . وتمثل كذلك المحور الذي يدور عليه النص [6].

يبدو المَشْهد الأول من القصيدة متوتراً , فالشاعر يطلب من محبوبته أن تمتعه قبل رحيلها , وفي هذا الطلب شيء من الانفعال والتوتر , إذ يتساوى عنده الرفض والرحيل ( ومنعك ما سألتُ كأن تبيني ) . وإذا امعنّا النظر في مرجعيّة البيت , نجد أنّها مرجعيّة خارجيّة ( إحالة إلى ذات الشاعر دون ذكره في البيت ) , ( متعيني – سألتُ ) . ومرجعيّة داخليّة قبليّة ( بينك – متعيني – منعك – تبيني) إحالة داخليّة قبليّة على ( فاطمة) .

ويمكن أن نحلّل المرجعيّة في المشهد الأوّل على النحو الآتي :

البيتين (1-2) : ثلاثة ضمائر للشاعر ( إحالة خارجيّة) , و خمسة للمحبوبة ( إحالة داخليّة قبليّة ) , وضمير يعود على المواعد ( جزء من سلوك المحبوبة) .

البيتين (3-4) :تسعة ضمائر للشاعر ( إحالة خارجية) , وواحد للمحبوبة ( إحالة داخليّة قبليّة ), وثلاثة ليَدِهِ ( الشمال واليمين) إحالة داخليّة قبليّة .

فالمشهد إذاً حافل بالندّيّة وردّ الفعل المنفعل , القائم على مبدأ المعاملة بالمثل( كذلك أجتوي من يجتويني) . فهو ينشد الصدق والإخلاص في المعاملة , فيتكشّف له الأمر في حالة من المصارحة ( فلا تعدي مواعد كاذبات) , فيأخذ موقفاً حاسماً ( إذاً لقطعتها ولقلتُ بيني).

ولما كانت المحبوبة قد عزمت على الرحيل , وهو رحيل بطبيعته جماعي , يمثل حركة الحياة في المجتمع البدوي , بحثاً عن الكلأ والماء . فقد عزم الشاعر على متابعة الرحلة انقياداً لمشاعره الجياشة تجاه المحبوبة التي كانت جزءاً من رحلة الظعائن . ولا ندري هل هي حالة من الضعف أمام قوة العاطفة , أم هي حالة من التحدّي والإصرار على العلاقة التي قامت على الصبر على ( المواعد الكاذبات) .

وعلى الرغم من الحذف الذي يظهر لنا بين المشهد الأول والثاني الذي يعبر عن حالة التجهّز للرحيل والانطلاق في الرحلة , إلا أننا ندرك ذلك من خلال الاستفهام الاستهلالي في المشهد الثاني الذي يوحي بلفت الانتباه إلى الرحلة , والمراقبة الدقيقة للرحلة ( لمن ظعن تطالع من ضبيب), ويمثل الاستفهام رابطا بين المشهدين ( حسن التخلص).

ويمكن أن نصف التماسك النصي بين المشهدين على النحو الآتي :

التجهّز للرحلة توتر العلاقة انطلاق الرحلة ملاحقة المحبوبة

ويمكن أن تكون مرجعيّة الضمائر على النساء في الهوادج , أو على الظعائن . وإن كنتُ في غالب الأحيان أميل إلى الأول ؛ فهو أقرب إلى مقصد الشاعر , ويمكن أن نوضح المرجعيّة على الشكل الآتي :

5 -8 : الظعائن مرجعية داخلية :تطالع , خرجت , مررن , نكّبن , هنّ , قطعن , حمولهن , يشبهن , هنّ

9 -17 : النساء في الهوادج مرجعية خارجية : هنّ , كغزلان , خذلن , ظهرن , سدلن ,ثقبن , هنّ , أرين , كننّ , علون , هبطن , يرجعن

إنّ تكثيف الشاعر لاستعمال الأفعال يبرز أمرين : المتابعة التصويريّة لمشهد الرحلة , والتأثير النفسي لهؤلاء النسوة ( الجمالي : أرين محاسنا , وكننّ أخرى ) و (العاطفي : إذا ما فتنه يوما برهن يعزّ عليه لم يرجع بحين ) . ويبدو هذا التصوير هو جانب من التغني بمحاسن المحبوبة , فهي تتفوق على أترابها في الحسن والجمال ، فيقول :

بتلهية أريش بها سهامي تبذّ المرشقات من القطين

وعلى هذا النحو يتجدد عود الضمير على المحبوبة ( فاطمة) في ( تبذّ ) , والشاعر( أريش , سهامي )

أما عن نوع الضمير العائد , فهو ضمير الغائب الذي يشي بالمراقبة عن بُعْد , لكنها لم تمنع الجانب التصوير التفصيلي , فهو يصف الرحلة والنساء كأنّه جزء منها.

18- 19 : الشاعر مرجعية خارجية : قلتُ , رحلي , نصبتُ , جبيني , مني , أكون, مصحبتي, قروني المحبوبة بعضهنّ , لعلكِ , صرمتِ

يمكن ملاحظة أنّ المشهد الأول ما زال يشكل رافدا أساسيا في تشكّل القصيدة , إذ نجد مشهد الرحلة يفصل بين المشهد الأول المتوتر وحالة الانفصال بين الشاعر ومحبوبته في البيتين ( 18-19), وهذا يؤكد أنّ الوحدة الكبرى ليست للبيت , بل للنّص بكل تجلّياته , فمشاهد القصيدة تسهم في توصيف الحالة الإنفعاليّة لدى الشاعر .

وفي مشهد وصف الناقة يتحول التوتر من الشاعر والمحبوبة إلى الشاعر والناقة , وهو توتر يتبلور مع الرحلة الطويلة التي قضاها على ظهرها , إذ نلاحظ الشاعر يسقط على ناقته أوصافا عظيمة , تجعل منها مطيّة قادرة على اجتياز المفازة , بعد أن تحوّل عن ملاحقة الظعائن , واتخذ مسارا آخر في البيتين التاسع عشر و العشرين :

لعلكِ إن صرمتِ الحبل منّي كذاك أكون مصحبتي قروني

فسلّ الهمّ عنكَ بذات لوث عذافرة كمطرقة القيون

يتشكل مسار التحوّل عند الشاعر على النحو الآتي :

يتلهى بذكر محاسن محبوبته في مشهد الظعائن يتسلى عن محبوبته بالسفر في مشهد وصف الناقة

إذاً يمثل المشهد الثالث امتدادا طبيعيا بوصفه نتيجة لحالة القطيعة الكاملة بينه وبين محبوبته . ويظهر التوتر في هذا المشهد على أنّه استنزاف لطاقة الناقة التي انهكها الشاعر بفعل التوتر في المشهدين السابقين .

إذا ما قمت أرحلها بليل تأوه آهة الرجل الحزين

تقول إذا درأت لها وضيني أهذا دينه أبدا وديني

وعلى مستوى الضمير يسيطر ضمير الناقة ( إحالة داخلية قبليّة) على المشهد , ويظهر ضمير الشاعر ( إحالة خارجية) على صورة الفعل وردّ الفعل على النحو الآتي :

فألقيتُ لها الزمام فنامتْ

إذا ما قمت أرحلها بليل تأوه آهة

إذا درأت لها وضيني أهذا دينه أبدا وديني

يتحول الضمير في البيتين ( 39-40) تحولا جذريّا , إذ ينتقل الشاعر من دور المنفعل , إلى دور الفاعل الذي يظهر مقصده من الرحلة , فينطلق بالناقة إلى حسم العلاقة بينه وبين عمرو بن هند من خلال ( ثنيتُ لها – ووضعتُ رحلي – رفدتُ بها - فرحتُ بها ) , وهي أفعال القصد منها التوجه ( إلى عمرو ) .

وهنا نحن أمام سؤالين : هل فاطمة في مقدمة القصيدة شخصية حقيقيّة تتشابه مع عمرو بن هند في علاقتها بالشاعر ؟ أم أنّها تمثل مدخلا للقصيدة على عادة الشعراء الجاهليين ,أَسْقَطَ عليها الشاعر أزمته مع عمرو بن هند ؟

تتجلى الندّية في هذا المشهد باستعراض ضمائر الأفعال التي تعيدنا إلى المربع الأول من القصيدة , إذ تتأجج مشاعر الإنفعال لدى الشاعر راغباّ في تحديد وتأطير العلاقة بينه وبين عمرو , والخروج من الموقف الضبابي . وفي سبيل ذلك يعمد الشاعر إلى توظيف ( إمّا) التفصيليّة بوصفها أداة ربط في تحقيق هذا الموقف وترسيخه .

ويمكن ملاحظة ذلك( الضمائر + إمّا ) على النحو الآتي :

إما أن تكون أخي فأعرف منك غثي أو سميني

وإلا فاطرحني واتخذني عدوا أتقيك وتتقيني

لقد سعى الشاعر في هذه القصيدة إلى تحقيق مبدئه الذي ينشده , وهو المصارحة والوضوح في الموقف والبعد عن المماطلة . ولعلّه يرنو إلى تشخيص العلاقات الاجتماعيّة , ووضع فلسفة مثاليّة أخلاقيّة أساسها الوفاء بالوعد , والمكاشفة والمصارحة في الموقف ( أخي – عدوّي ) .

ويختم قصيدته بالتعبير عن خلاصة تجربته الشخصيّة , فيظهر ضمير (الأنا) الذي يسلط الضوء على جهل الإنسان بالغيب , على نحو يستجمع فيه المشاهد الأربعة السابقة , بلغة فلسفيّة تؤكد صدقه في مقصده ( أألخير الذي أنا أبتغيه ).

وإذا أخذنا بالرواية الأخرى التي تضيف بيتا إلى آخر النص , سوف يظهر مدى تماسك القصيدة آخره بأولها , إذ يعود الشاعر في آخر القصيدة إلى فاطمه , بقوله :

دعي ما علمتُ سأتقيه ولكن بالمغيب نبّئيني

وأما معجم الشاعر , فتشيع فيه ألفاظ القطيعة , مثل : بينك , تبيني , قطعتها , ما وصلتُ , قطعن , قواتل ,صرمتُ , يجذّ , اطّرحني , اتخذني عدّوا .
بقلم حسان الزبيدي للامانة



[1]- د . صبحي الفقي : علم اللغة النصي ص96
[2] - المصدر نفسه ص 120

[3] - المصدر نفسه ص 64

[4]- المفضل الضبي : المفضليات ص149

[5]- القاموس ( ف ط م)

[6] صبحي الفقي : علم اللغة النصي ص65
 
إنضم
13 فبراير 2011
المشاركات
9,052
مستوى التفاعل
498
النقاط
0
الإقامة
الاردن الحبيب
شرح لبعض ابيات القصيدة
شــــرح الأبيات..


1...أفاطم قبل بينك متعيني ***ومنعك ما سألت كأن تبيني ..متعيني:افعلي ما يسرني ،..بينك:فراقك ،..أن تبيني:أن تفارقيني يخاطب صاحبته التي كنى اسم (فاطمة)ويقول:يا فاطم قبل مغادرتك أسعديني فان منعك من تمتعي هو كمفارقتك لي .

2..فلا تعدي مواعد كاذبات تمر بها رياح الصيف دوني ..لاتعدي:وعده وعدا أي خيرا ،..رياح الصيف:خصها لأن رياح الصيف لاخير فيها انما تأتي بالغبار ،..دوني:قربي يلتمس من صاحبته أن لا تعده وعودا كاذبة لاتمتع فيها كأنها رياح الصيف تحمل الغبار.

الصورة الفنية(2):صور المواعيد الكاذبة لانفع فيها كرياح الصيف تحمل الغبار والعجاج.

3..فاني لو تخالفني شمالي خلافك ما وصلت بها يميني ..تخالفني:تعارضني ،..شمالي: يدي اليسرى ،..خلافك:كمخالفتك ..يميني:يدي اليمنى يقول الشاعر لو خالفتني يدي اليسرى كمخالفتك يا فاطم ما وصلت بها يدي اليمنى.

4..اذا لقطعتها ولقلت بيني كذلك أجتوي من يجتويني ..بيني:فارقي ،..أجتوي:أكره،أستثقل يقول الشاعر اذن لقطعتها وأفردت يميني فلا أوافق من يوافقني لأني أستثقله كما يستثقلني.

5..لمن ظعن تطالع من ضبيب فما خرجت من الوادي لحين ..ظعن:جمع ظعينة وهي الهودج ،..ضبيب:اسم موضع
لحين:بعد حين وابطاء وينتقل الشاعر الى وصف رحيل الهوادج على الابل وهي تحمل النساء يتساءل عن الهوادج التي بدت تظهر علينا من ظبيب فإنها لم تخرج من الوادي منذ زمن.



6..وهن كذاك حين قطعن فلجا كأن حد وجهن على سفين
حين قطعن:يوم،ساعة اجتزن ،..فلجا:اسم موضع ،..سفين: جمع سفينة ،..حد وجهن :جمع حدج،وهي مراكب ما تحمله الأبل من نساء يقول لا تزال تسير هذه الإبل حتى قطعت موضع وكأنها سفن محملة.

الصورة الفنية(6):صور الإبل وهي محملة بالنساء والهوادج وتسير في الصحراء سفنا محملة تبحر في البحر.

7..ظهرن بكلة وسدلن رقما وثقبن الوصاوص للعيون ..ظهرن:على هوادجهن ،..كلة:ستر رقيق يتوقى به من البعوض .سدلن:أرسلن ،..رقما:نوع من الثياب اليمنية المزركشة تلبسه الهوادج ..الوصاوص:جمع وصواص وهو البرقع الصغير تلبسه الفتاة يصف النساء حيث ظهرت وقد علا كلا منها ستر رقيق مثقب
للتنفس وأسدلن على الهوادج ثيابها اليمنية وثقبن البراقع للرؤية.

الصورة الفنية(7):صور الهوادج وقد بدت عليها الأستار الرقيقة بالثياب اليمنية المز كرشة وصور براقع الفتيات وقد ثقبت لاترى الاعيونهن حماية من الحر والرمال.

8..ومن ذهب يلوح على تريب كلون العاج ليس بذي غضون ..يلوح:يظهر من بعد ،..الغضون:تثني الجلد ،..العاج:ناب الفيل يزدان به ،..تريب:جمع تريبة وهي عظام الصدر .

الصورة الفنية في بيت رقم :)بدت الفتيات والذهب يلوح على صدورهن البيضاء الصافية التي ليس فيها تثن مثل العاج والوصف على سبيل التخيل لأن القلادة فوق الثوب.

9..أرين محاسنا وكنن أخرى من الأجياد والبشر المصون ..أرين:أظهرن ،..كنن:أخفين ،..الأجياد:جمع جيد وهي الأعناق ..البشر المصون:الجسد غير المكشوف يقول الشاعر بأنه بدت بعض محاسن الفتيات كالكف والعيون أخفين محاسن أخرى مثل الأعناق والصدر والحسد المستور صونا لها.
الصورة الفنية(9):صور محاسن الفتيات كالكف والعيون كما صور محاسنهن الأخرى التي أخفينها كالأجياد والبشرة.

10..فقلت لبعضهن وشد رحلي لهاجرة عصبت لها جبيني ..هاجرة:نصف النهار عند اشتداد الحر ،..عصبت:تعممت يقول مخاطبا محبو بته وقد شد رحله على ناقته وقت الظهيرة وقد اشتد الحر في حين وضع عمامته على رأسه وفي ذلك استعداد للرحيل.
الصورة الفنية(10):صور نفسه وقد شد رحله وقت الظهيرة ولبس عمامته درءا لحرارة الشمس.

11..لعلك ان صرمت الحبل مني أكون كذاك مصحبتي قروني ..صرمت:قطعت ،..الحبل:الوصل ،..مصحبتي:تابعتي ،..قروني:نفسي يقول لمحبوبته ان هجرتني فإنني مضطر الى على الرغم من أن نفسي لا تطاوعني.
الصورة الفنية(11):صور الوصل حين هجرته صاحبته له حبلا قطعته.

12..بصادقة الوجيب كأن هرا يباريها ويأخذ بالوضين ..الوجيب:السير السريع ،..يباريها:يعارضها،يجارها ..الوضين للرحل:بمنزلة الحزام للسرج يصف الناقة سريعة في سيرها تندفع اندفاعا وكأن هرا شد تحت غرزها فتفزع منه.
الصورة الفنية(12):صور الناقة وهي تندفع في سيرها بسرعة وكأن هرا شد تحت غرزها فتندفع مفزوعة.

13..يجد تنفس الصعداء منها قوى النسع المحرم ذي المتون ..يجد:يدفع بقوة ،..الصعداء:النفس المردود الى الجوف .القوى:الطاعات ،..المحرم:الذي بلغ ولم يلن ،..النسع:سير عريض تشد به الرحل واذا تنفست هذه الناقة من شدة تعبها قطع تنفس حزامها القوي.

الصورة الفنية(13):صور الناقة حين تشهق الهواء فينتفخ بطنها.


14..وألقيت الزمام لها فنامت لعادتها من السدف المبين ..الزمام:الرسن ،..السدف:النهار،الضوء ،..المبين:البين وتركت رسن الناقة وقد ترجلت عنها فنامت نهارا من شدة تعبها.

الصورة الفنية(14):صور الناقة وقد أرخى زمامها فبركت ونامت نهارا من شدة التعب.

15.. اذا ما قمت أرحلها بليل تأوه آهة الرجل الحزين ..أرحلها:أرحل بها ،..تأوه:تتألم واذا رحلت بها ليلا تأوهت حزينة كآهة الرجل الحزين.
الصورة الفنية(15):صور صوت الناقة وهي تسير ليلا متأوهة كصوت رجل حزين.

16..تقول اذا درأت لها وضيني أهذا دينه أبدا وديني؟ ..درأت:أزلته عن موضعه ،..الدين:الدأب،الحال ،..الوضين:حزام عريض يشد بها الرحل على البعير وتحاوره الناقة حين أزال عنها حزام الرحل أهذا حال من يركبني وحالي؟.

الصورة الفنية(16):صور الناقة وقد نزع الحزام عنها انسانة أخذت تشكو همها.

17..أكل الدهر حل وارتحال أما يبقي علي ولا يقيني؟ ..الحل:الاقامة ،..لا يقيني:لا يصونني فيخفف عني التعب وتواصل الناقة قولها متسائلة:هل كل العمر اقامة وتنقل ألا يحفظني ويصونني من مشاق السفر؟.

الصورة الفنية(17):صور الناقة انسانة تشكو من الحل وعدم الصون.

18..فأبقى باطلي والجد منها كدكان الدر ابنة المطين ..باطلي:ركوبي في طلب اللهو والغزل ،..الجد منها:اجتهادها في السير ،..الدر ابنة:البوابين جمع دربان وهو فارسي معرب لقد ترك ركوبي الناقة في طلب اللهو والغزل ضعيفة بسبب الجد في سيرها فانكمشت أصبحت ضعيفة كدكان الخمار المشيد من طين.
الصورة الفنية(1:صور الناقة ضعيفة منكمشة من كثرة الترحال دكان خمار مشيد من طين.

19..الى عمرو ومن عمرو أتتني أخي النجدات والحلم الرصين ..الرصين:الرزين ،..أخو النجدات:ذو النجدة للمستغيث وينتقل مخاطبا صديقه الملك عمرو ابن الهند الذي أتته الشكوى منه ويناديه يا أخا النجدة والحلم الرزين اسمع ما أقول لك.

20..فإما أن تكون أخي بحق فأعرف منك غثي من سميني ..الغث:الفاسد ،..السمين:النافع يقول الشاعر فإما أن تكون أخي بحق فأعرف شرك من خيرك.
الصورة الفنية(20):صور عمل صاحبه معه لحما فاسدا أو لحما سمينا.

21..والا فاطرحني واتخذي عدوا أتقيك وتتقيني ..والا:وان لا تكن ،..اطرحني:اتركني،اهجرني يقول ان لم تكن أخي بحق فاتركني واتخذني عدوا أحاذرك وتحاذرني.

الصورة الفنية(21):صور صاحبه جسما كرهه فطرحه أرضا، وصور نفسه عدوا يحاذر صاحبه ويحاذره.

22..وما أدري اذا يممت وجها أريد الخير أيهما يليني؟ ..يممت:قصدت،اتجهت ،..وجها:جهة،ناحية ،..يليني:أحصل عليه يتساءل الشاعر اذا قصد أمرا أو ناحية يريد الخير فيه أيهما يلقاه الخير أم الشر.

23..أألخير الذي أنا أبتغيه أم الشر الذي هو يبتغيني؟ ..أبتغيه:أطلبه ،..يبتغيني:يطلبني... ويواصل الشاعر حديثه قلقا محتارا من المجهول:أألقى الخير الذي أطلبه أم ألقى الشر الذي يطلبني؟
الصورة الفنية(23):صور الخير شيئا يطلبه كما صور الشر انسانا يطلبه.

24..دعي ماذا علمت سأتقيه ولكن بالمغيب نبئيني ..سأتقيه:سأتجنبه ،..المغيب:المجهول ،..نبئيني:أعلميني بالمجهول يعود مخاطبا فاطمة ان ما علمته من شر سأتقيه ولكن ما أريد معرفته هو أن تنبئيني بالمجهول
 

ابوهاشم هاشم

عضو جديد
إنضم
2 مايو 2012
المشاركات
4,183
مستوى التفاعل
168
النقاط
0
الإقامة
عمـان الحبيبة
حزن السماء


رآئعة كعآدتك ومبدعة


ولطالما كانت مواضيعكِ متميزة


كل الشكر والامتنان على هذا الجهد



وجزاك الله خير الجزاء .. ونفع بك ,, على هذا الطرح القيم
وجعله في ميزان حسناتك



تحياتي


ابوهاشم
 

اتعبني غلاك

عضو جديد
إنضم
28 يونيو 2012
المشاركات
9,046
مستوى التفاعل
214
النقاط
0
مجهود تشكري عليه

الله يعطيكي الف عافيه

دمتي ودام عطائك المميز

تحياتي لكي
 

الورده النقية

عضو مميز
إنضم
3 ديسمبر 2010
المشاركات
21,623
مستوى التفاعل
623
النقاط
0
الإقامة
في صقـرـر الجنوـوـوب
بآرك الله فيك ع المجهود وجزآك
الله جنآت الفردوس الله يعطيك العافية
ي ر ب لا عدمنآ الله جديدك المميز
دمتي ودآم لنآ عطآئك الدآئم
دمتي كمممآ تحبين ~
:clap::clap:
 
أعلى