وتر الإحساس
عضو جديد
-
- إنضم
- 30 يوليو 2012
-
- المشاركات
- 167
-
- مستوى التفاعل
- 38
-
- النقاط
- 0
تستقطبنا تلك الحكايات عن واقع يئنّ باللاموضوعية، بل الإجحاف في أحكام تصدر بحقّ من لا يملكون حتى الدفاع عن أنفسهم، فلا نرحم ضعفهم، ولا نبالي لعجزهم ما دمنا نملك عصا السطوة، ونمتهن النفوس،،،
فهذا مشهد يسلّط الضوء على جانب مظلم في حياتنا، جعله أحمد شوقي (1869- 1932) على لسان الحيوانات لتصوير واقع مرير أشبه بحياة الغاب،
وقد اخترت أن أقدّمه لكل من تتبّع حروفي، واستطاب استقراء ما تكتنز من عبرة أو عظة،،،
*************************************************************
يحكى أنّ الطاعون قد حلّ بسكان الغابة، فاجتمعت الحيوانات لمناقشة هذا الأمر، ودار بينها الحديث الآتي:
الأسد:
نحن اجتمعنا ها هنا *** حتى نرى في أمــــرنا
حلّ بنا الطاعــــــون*** المرض الملعـــــــــــون
وقدّروا أنّ السلـــف ***قدما أسرّوا للخلـــــــف
إنّ الوباء يقــــــــرب *** من كلّ قوم أذنــــــــبوا
لكنهم إن أعرضـــــوا*** عنه يزول المــــــــرض
فلنعترف بما بـــــــدر *** منّا وما عنّا استتــــــر
ثمّ نضحّي المفســـدا *ومن على الخلق اعتدى
النمر:
هــــذا هو الرأي الصواب*** يعيش مولانا الأســـد
الثعلب:
كلّ سيبدي رأيــــــــــــه *** ليردّ عن أهل البلـــد
الأسد:
فإليكم يا قوم رأيـــــــــي *** إنه الرأي الصريــــــح
كم من قتيـــــــــل تركــت***على الفلاة ومن جريح
وتركت خلفهم نســـــــــاءً ** عند أيتام تصيـــــــــــح
هل تحسبوني مذنبا؟؟؟
الثعلب:
بل أنت أهل للمديـــــــــح
اقتل جميع الناس يــــــا ***ملك الوحوش، لنستريـــح
النمر:
أما أنا فلقد نشــــــــرت *** على جميع الأرض خوفـا
أمضي إذا نزل الظــلام *** فأخطف الأطفال خطفــــا
ولكم أتيت مظالمـــــــاً *** لا أستطيع لهن وصفــــــاً
هل تحسبوني مذنباً ؟؟
الثعلب :
لا والذي خلق الأناما
الدب :
إني أغير على المزار****ع آكلاً أثمارهـــــــــا
وإذا مررت بقريـــــــة *** خنقت يداي صغارها
وأفر إن بدت السيوف**** وأتقي أخطارهـــــا
هل ذاك فيّ مذمة ؟
النمر :
حاشاك أن تختارها
الثعلب :
شر المنازل للفتى*** ما ليس ينفع أو يضر
إن الشجاع إذا رأى *** خطراً يحيط به يفـر
ملتفتاً إلى الحمار:
والآن مالك يا حمار*** لزمت صمتك مستريحاً
ذي سكتة الجاني *** يخاف إذا تكلم أن يبوحا
الذئب : ماذا جنيت ؟
الدب : ماذا ارتكبت ؟
الحمار :
أنا ما جنيت ولست ***أذكر أن لي عملاً قبيحاً
الذئب :
قل لي متى أصبحت ***يا أدنى الورى فطناً فصيحاً
الأسد :
دعه يقول لعـــــــل***في أقواله رأياً فصيحــــــــا
الحمار :
قد كنت يوماً جائعــــــــا*** والليل يوشك أن يلوحــــــا
والأرض تبعث حرهــــــا *** ويكاد جسمي أن يسوحـا
فمررت قرب الدير أشكو *** في الفؤاد له جروحــــــــا
وتكاد رجلي أن تـــــــزل *** وكاد جفني أن ينوحــــــــا
فوجدت عشباً ذابــــــــلاً ***في بعض ساحته طريحــا
وتمثل الشيطان يغريني *** ويبدو لـي نصيحـــــــــــــا
الثعلب : أأكلت منه ؟
الحمار : نعم أكلت
النمر : قد اعترفت
الثعلب : كن الذبيحا
الثعلب :
إني سأرجع للشريعة*** كي أرى النص الصريحا
من مس مال الوقــف **** في قانوننا دمه أبيحـــا
الأسد :
هذا الذي جلب الوباء بأكلــه ***مال الصوامع واستحل دماءنــــــا
فخذوا احرقوه واجعلوا من*** جسمه لله قربانـــــا يكون شفاءنا
النمر : هيا
الأسد : اسحبوه
الثعلب : اخرج بنا
النمر : لا عاش شخــــص *** لا يريد هناءنــــــــــــــــــــا
الثعلب :
إن الفتــــــــــى إن كان *** ذا بطش مساوئه شريـــــــــفة
لكن إذا كان الضعيــــف *** فإن حجتـــه ضعيفـــــــــــــــــة
****************
***************
مما استهواه قلمي لذوقكم الرفيع،،،
وتر،،،،
فهذا مشهد يسلّط الضوء على جانب مظلم في حياتنا، جعله أحمد شوقي (1869- 1932) على لسان الحيوانات لتصوير واقع مرير أشبه بحياة الغاب،
وقد اخترت أن أقدّمه لكل من تتبّع حروفي، واستطاب استقراء ما تكتنز من عبرة أو عظة،،،
*************************************************************
يحكى أنّ الطاعون قد حلّ بسكان الغابة، فاجتمعت الحيوانات لمناقشة هذا الأمر، ودار بينها الحديث الآتي:
الأسد:
نحن اجتمعنا ها هنا *** حتى نرى في أمــــرنا
حلّ بنا الطاعــــــون*** المرض الملعـــــــــــون
وقدّروا أنّ السلـــف ***قدما أسرّوا للخلـــــــف
إنّ الوباء يقــــــــرب *** من كلّ قوم أذنــــــــبوا
لكنهم إن أعرضـــــوا*** عنه يزول المــــــــرض
فلنعترف بما بـــــــدر *** منّا وما عنّا استتــــــر
ثمّ نضحّي المفســـدا *ومن على الخلق اعتدى
النمر:
هــــذا هو الرأي الصواب*** يعيش مولانا الأســـد
الثعلب:
كلّ سيبدي رأيــــــــــــه *** ليردّ عن أهل البلـــد
الأسد:
فإليكم يا قوم رأيـــــــــي *** إنه الرأي الصريــــــح
كم من قتيـــــــــل تركــت***على الفلاة ومن جريح
وتركت خلفهم نســـــــــاءً ** عند أيتام تصيـــــــــــح
هل تحسبوني مذنبا؟؟؟
الثعلب:
بل أنت أهل للمديـــــــــح
اقتل جميع الناس يــــــا ***ملك الوحوش، لنستريـــح
النمر:
أما أنا فلقد نشــــــــرت *** على جميع الأرض خوفـا
أمضي إذا نزل الظــلام *** فأخطف الأطفال خطفــــا
ولكم أتيت مظالمـــــــاً *** لا أستطيع لهن وصفــــــاً
هل تحسبوني مذنباً ؟؟
الثعلب :
لا والذي خلق الأناما
الدب :
إني أغير على المزار****ع آكلاً أثمارهـــــــــا
وإذا مررت بقريـــــــة *** خنقت يداي صغارها
وأفر إن بدت السيوف**** وأتقي أخطارهـــــا
هل ذاك فيّ مذمة ؟
النمر :
حاشاك أن تختارها
الثعلب :
شر المنازل للفتى*** ما ليس ينفع أو يضر
إن الشجاع إذا رأى *** خطراً يحيط به يفـر
ملتفتاً إلى الحمار:
والآن مالك يا حمار*** لزمت صمتك مستريحاً
ذي سكتة الجاني *** يخاف إذا تكلم أن يبوحا
الذئب : ماذا جنيت ؟
الدب : ماذا ارتكبت ؟
الحمار :
أنا ما جنيت ولست ***أذكر أن لي عملاً قبيحاً
الذئب :
قل لي متى أصبحت ***يا أدنى الورى فطناً فصيحاً
الأسد :
دعه يقول لعـــــــل***في أقواله رأياً فصيحــــــــا
الحمار :
قد كنت يوماً جائعــــــــا*** والليل يوشك أن يلوحــــــا
والأرض تبعث حرهــــــا *** ويكاد جسمي أن يسوحـا
فمررت قرب الدير أشكو *** في الفؤاد له جروحــــــــا
وتكاد رجلي أن تـــــــزل *** وكاد جفني أن ينوحــــــــا
فوجدت عشباً ذابــــــــلاً ***في بعض ساحته طريحــا
وتمثل الشيطان يغريني *** ويبدو لـي نصيحـــــــــــــا
الثعلب : أأكلت منه ؟
الحمار : نعم أكلت
النمر : قد اعترفت
الثعلب : كن الذبيحا
الثعلب :
إني سأرجع للشريعة*** كي أرى النص الصريحا
من مس مال الوقــف **** في قانوننا دمه أبيحـــا
الأسد :
هذا الذي جلب الوباء بأكلــه ***مال الصوامع واستحل دماءنــــــا
فخذوا احرقوه واجعلوا من*** جسمه لله قربانـــــا يكون شفاءنا
النمر : هيا
الأسد : اسحبوه
الثعلب : اخرج بنا
النمر : لا عاش شخــــص *** لا يريد هناءنــــــــــــــــــــا
الثعلب :
إن الفتــــــــــى إن كان *** ذا بطش مساوئه شريـــــــــفة
لكن إذا كان الضعيــــف *** فإن حجتـــه ضعيفـــــــــــــــــة
****************
***************
مما استهواه قلمي لذوقكم الرفيع،،،
وتر،،،،