نورس الحياة
الاداره العامه
-
- إنضم
- 9 يوليو 2012
-
- المشاركات
- 16,488
-
- مستوى التفاعل
- 1,137
-
- النقاط
- 0
-
- العمر
- 49
الفراخ الثلاثة
تنفَّسَ الصباح، يرشُّ الندى، ويرسلُ الضياء.
وداعبَتْ أناملُ النسيم، أغصانَ الشجرةِ الفارعة، فتمايلَتْ ناعمةُ ناضرة ..
وفتحتِ العصفورة عينيها، فبادرَتْها الشجرةُ قائلةً :
- صباح الخير يا صديقتي العصفورة!
- صباح الخير يا صديقتي الشجرة.!
- هل استيقظَ صغارك ؟
- لم يستيقظوا بعد
- هذا دأبهم كلَّ يوم.. يتأخّرون في النوم
- سأتركهم قليلاً، لأجلبَ لهم طعام الفطور
- إذهبي ولا تقلقي، إنَّهم في أحضاني.
ألقتِ العصفورةُ على فراخها، نظرةَ حبٍّ وحنان، ثم رفرفتْ بجناحيها، وطارتْ في الفضاء..
ظلَّ الفراخُ الثلاثةُ، في عشِّهم الدافئ، وعندماارتفعتِ الشمسُ، فركوا عيونهم، وأفاقوا من نومهم، فلم يجدوا أمَّهم ..
انتظروها طويلاً، ولكنَّها لم ترجعْ!
آلمهم الجوع، وأصابهم الجزع ..
قال أحدهم خائفاً :
- أرجوا أنْ تسلمَ أمُّنا من الصيادين
واضافَ آخر :
- ومن الطيور الجارحة ..
وقال الثالث :
- احفظها لنا يارب !
سمعتِ الشجرةُ حديثَ الفراخ، فأوجستْ منه خيفةً، غير أنَّها كتمَتْ مشاعرَها، وقالتْ مُواسيةً :
- لا تجزعوا ياصغاري، ستعودُ أُمّكم قريباً
- لقد تأخّرَتْ كثيراً!
- كَسْبُ الرزقِ ليس سهلاً .... غداً تكبرون وتعرفون
صمتَ الفراخُ الثلاثة، ونهضَ الفرخُ الأكبرُ، إلى حافَّةَ العشّ، ليرقبَ رجوعَ أُمَّهِ..
تدحرجَتْ حبّةُ قمحٍ كانت تحته ..
رآها أخوهُ الأصغر، فصاح مسروراً :
- هذه حبةُ قمح !
التفتَ الفرخُ الأكبرُ، وقال :
- إنَّها لي
- ليستْ لك
- لقد كانت تحتي
- أنا رأيتها قبلك
لن تأخذَها أبداً ..
اختلف الأخوانِ، وأخذا يتعاركان ..
ومكثَ أخوهما الأوسط، ينظرُ إليهما ويتفرَّج..
حاولت الشجرةُ إنهاءَ النزاع، فلم يستجبْ لها أحد.
قالتْ للفرخ الأوسط :
- لمَ لا تصلحُ بينَ أخويك؟
- لا أتدخَّلُ فيما لا يعنيني ..
- بل يعنيك !
- كيف؟
- أنتم إخوةٌ تعيشون في عشٍّ واحد..
-سأبقى بعيداً عن المتاعب
- لن ترتاحَ في عشٍّ يسودُهُ النِّزاع.
- لا أتدخّلُ فيما لايعنيني
- أوقفتِ الشجرةُ الحوار ، فالفرخُ عنيد، والكلامُ معه لا يفيد..
لم ينتهِ النزاعُ بينَ الفرخين ..
هذا ينقرُ بمنقاره، وذاك يخمشُ بأظافره..
تعبَ الفرخُ الأصغر.. رفع قشَّةً صلبةً، وضربَ أخاه الأكبر.. انتحى هذا جانباً.. أصابت القشةُ عين الفرخِ الأوسطِ، فبدأ يصرخُ متألّماً ..
جاءَهُ أخوه الأصغر، وأخذَ يعتذرُ إليه
وجاءَهُ أخوه الأكبر، وشرع يمسحُ له عينيه ..
وعندما سكنَ ألمهُ، تذكَّرَ قولَ الشجرة " لن ترتاحَ في عشٍّ يسودهُ النزاع "، فأصلح بين أخويه، واعتذرَ الصغيرُ لأخيه الكبير ،وقبَّلَ الكبير أخاه الصغير، وزالَ الخلافُ بينهم ،وعادَ الحبُّ إلى عشّهم ..
قال الفرخ الأوسط :
- أين الحبَّة ؟
- لماذا ؟
- سأقسمها بينكما ..
بحثَ الفرخانِ عن الحبّةِ، فلم يجدا شيئاً!
قال الفرخ الكبير :
- لقد ضاعتْ بين القَشِّ..
وقال الفرخ الأصغر :
- ربما سقطتْ خارجَ العش ..
حزن الفراخُ الثلاثة، على الحبّةِ الضائعة ..
قالتِ الشجرة :
- افرحوا ياأحبّائي، واتركوا الحزن.
- كيف نفرحُ وقد ضاعت الحبّة ؟!
- الحُبُّ الذي عادَ إليكم، أفضلُ من الحبّة بكثير
- صدقْتِ والله !
قالتِ الشجرة :
- عليكم أن تصلحوا العشَّ، قبلَ عودةِ أُمِّكم ..
نظر الفراخ إلى العش، فأدهشهم ما أصابه من تخريب!!
قالتِ الشجرة :
- لقد مات أبوكم دفاعاً عن هذا العش .
- وماالعملُ الآن ؟
- ابنوا بالحُبِّ، ماخربتم بالخلاف
- لن نختلفَ بعد اليوم
أسرعَ الفراخُ الثلاثة، يعملون متعاونين، فأصلحوا العشَّ، ورمَّموا جوانبه، وحينما فرغوا من عملهم، تأمَّلو العشَّ الجميل، وتبادلوا نظراتِ المودَةِ، فأشرقَتْ وجوههم سروراً.
وفجأة ..
صاحتِ الشجرة :
- لقد عادتْ أُمّكم ... لقد عادتْ أُمّكم
هبَّ الفراخُ يزقزقون، ويرقصون، فتعالتْ فوق العشِّ، أغاني الحبِّ والفرح .
تنفَّسَ الصباح، يرشُّ الندى، ويرسلُ الضياء.
وداعبَتْ أناملُ النسيم، أغصانَ الشجرةِ الفارعة، فتمايلَتْ ناعمةُ ناضرة ..
وفتحتِ العصفورة عينيها، فبادرَتْها الشجرةُ قائلةً :
- صباح الخير يا صديقتي العصفورة!
- صباح الخير يا صديقتي الشجرة.!
- هل استيقظَ صغارك ؟
- لم يستيقظوا بعد
- هذا دأبهم كلَّ يوم.. يتأخّرون في النوم
- سأتركهم قليلاً، لأجلبَ لهم طعام الفطور
- إذهبي ولا تقلقي، إنَّهم في أحضاني.
ألقتِ العصفورةُ على فراخها، نظرةَ حبٍّ وحنان، ثم رفرفتْ بجناحيها، وطارتْ في الفضاء..
ظلَّ الفراخُ الثلاثةُ، في عشِّهم الدافئ، وعندماارتفعتِ الشمسُ، فركوا عيونهم، وأفاقوا من نومهم، فلم يجدوا أمَّهم ..
انتظروها طويلاً، ولكنَّها لم ترجعْ!
آلمهم الجوع، وأصابهم الجزع ..
قال أحدهم خائفاً :
- أرجوا أنْ تسلمَ أمُّنا من الصيادين
واضافَ آخر :
- ومن الطيور الجارحة ..
وقال الثالث :
- احفظها لنا يارب !
سمعتِ الشجرةُ حديثَ الفراخ، فأوجستْ منه خيفةً، غير أنَّها كتمَتْ مشاعرَها، وقالتْ مُواسيةً :
- لا تجزعوا ياصغاري، ستعودُ أُمّكم قريباً
- لقد تأخّرَتْ كثيراً!
- كَسْبُ الرزقِ ليس سهلاً .... غداً تكبرون وتعرفون
صمتَ الفراخُ الثلاثة، ونهضَ الفرخُ الأكبرُ، إلى حافَّةَ العشّ، ليرقبَ رجوعَ أُمَّهِ..
تدحرجَتْ حبّةُ قمحٍ كانت تحته ..
رآها أخوهُ الأصغر، فصاح مسروراً :
- هذه حبةُ قمح !
التفتَ الفرخُ الأكبرُ، وقال :
- إنَّها لي
- ليستْ لك
- لقد كانت تحتي
- أنا رأيتها قبلك
لن تأخذَها أبداً ..
اختلف الأخوانِ، وأخذا يتعاركان ..
ومكثَ أخوهما الأوسط، ينظرُ إليهما ويتفرَّج..
حاولت الشجرةُ إنهاءَ النزاع، فلم يستجبْ لها أحد.
قالتْ للفرخ الأوسط :
- لمَ لا تصلحُ بينَ أخويك؟
- لا أتدخَّلُ فيما لا يعنيني ..
- بل يعنيك !
- كيف؟
- أنتم إخوةٌ تعيشون في عشٍّ واحد..
-سأبقى بعيداً عن المتاعب
- لن ترتاحَ في عشٍّ يسودُهُ النِّزاع.
- لا أتدخّلُ فيما لايعنيني
- أوقفتِ الشجرةُ الحوار ، فالفرخُ عنيد، والكلامُ معه لا يفيد..
لم ينتهِ النزاعُ بينَ الفرخين ..
هذا ينقرُ بمنقاره، وذاك يخمشُ بأظافره..
تعبَ الفرخُ الأصغر.. رفع قشَّةً صلبةً، وضربَ أخاه الأكبر.. انتحى هذا جانباً.. أصابت القشةُ عين الفرخِ الأوسطِ، فبدأ يصرخُ متألّماً ..
جاءَهُ أخوه الأصغر، وأخذَ يعتذرُ إليه
وجاءَهُ أخوه الأكبر، وشرع يمسحُ له عينيه ..
وعندما سكنَ ألمهُ، تذكَّرَ قولَ الشجرة " لن ترتاحَ في عشٍّ يسودهُ النزاع "، فأصلح بين أخويه، واعتذرَ الصغيرُ لأخيه الكبير ،وقبَّلَ الكبير أخاه الصغير، وزالَ الخلافُ بينهم ،وعادَ الحبُّ إلى عشّهم ..
قال الفرخ الأوسط :
- أين الحبَّة ؟
- لماذا ؟
- سأقسمها بينكما ..
بحثَ الفرخانِ عن الحبّةِ، فلم يجدا شيئاً!
قال الفرخ الكبير :
- لقد ضاعتْ بين القَشِّ..
وقال الفرخ الأصغر :
- ربما سقطتْ خارجَ العش ..
حزن الفراخُ الثلاثة، على الحبّةِ الضائعة ..
قالتِ الشجرة :
- افرحوا ياأحبّائي، واتركوا الحزن.
- كيف نفرحُ وقد ضاعت الحبّة ؟!
- الحُبُّ الذي عادَ إليكم، أفضلُ من الحبّة بكثير
- صدقْتِ والله !
قالتِ الشجرة :
- عليكم أن تصلحوا العشَّ، قبلَ عودةِ أُمِّكم ..
نظر الفراخ إلى العش، فأدهشهم ما أصابه من تخريب!!
قالتِ الشجرة :
- لقد مات أبوكم دفاعاً عن هذا العش .
- وماالعملُ الآن ؟
- ابنوا بالحُبِّ، ماخربتم بالخلاف
- لن نختلفَ بعد اليوم
أسرعَ الفراخُ الثلاثة، يعملون متعاونين، فأصلحوا العشَّ، ورمَّموا جوانبه، وحينما فرغوا من عملهم، تأمَّلو العشَّ الجميل، وتبادلوا نظراتِ المودَةِ، فأشرقَتْ وجوههم سروراً.
وفجأة ..
صاحتِ الشجرة :
- لقد عادتْ أُمّكم ... لقد عادتْ أُمّكم
هبَّ الفراخُ يزقزقون، ويرقصون، فتعالتْ فوق العشِّ، أغاني الحبِّ والفرح .