منار عزمي يونس
عضو مميز
سعيد بن المسيب
قال عنه عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ :" لو رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا لسرّه".
وشهد له الإمام أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ بأنه أفضل التابعين.
وقال قتادة ـ رحمه الله ـ عنه:" ما رأيت أعلم بالحلال والحرام منه".
وتزوج بابنة راوية الإسلام الصحابي الجليل أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ فكان صهره، وبسبب هذا أكثر عنه من الرواية.
أبوه وجدّه صحابيان، وهو قرشي من بني مخزوم، وهم يومذاك من سادات العرب وأشرافهم.
إنه سعيد بن المسيب الذي قال عنه مكحول فقيه الشام ـ رحمه الله ـ :" طفت الأرض كلها في طلب العلم، فما لقيت أحداً أعلم من سعيد بن المسيب".
كان سعيد بن المسيب ـ رحمه الله ـ يعتبر التجارة أفضل المكاسب، وكان تاجراً يتجر في الزيت، وكان كثير التردد على الأسواق، وكان يحب تجارة القماش إلا أنه لم يعمل بها. ولما مات ترك لورثته ما يزيد عن ثلاثة آلاف دينار، أي ما يزيد عن أربعمائة ألف دولار.
كان مذهبه استحباب جمع المال الحلال، وكان يرى أنه" لا خير فيمن لا يحب هذا المال، يصل به رحمه، ويؤدي به أمانته، ويستغني به عن خلق ربه"، وكان دعاؤه الدائم" اللهم إنك تعلم أني لم أمسكه بخلاً ولا حرصاً، ولا محبة للدنيا ونيل شهواتها... وإنما أريد أن أصون به وجهي عن بني مروان ( أي حكام زمانه )، حتى ألقى الله فيحكم فيّ وفيهم، أصل منه رحمي، وأؤدي منه الحقوق، وأعود منه على الأرملة والفقير والمسكين واليتيم والجار".
وكان ـ رحمه الله ـ يدرك أهمية ضبط النفقات وقت الأزمات، حتى لا تأتي على إجمالي الإيرادات المدخرة فتهلكها، ومن ذلك ما حدّث به أبو أمية مولى بني مخزوم:" صنعت ابنة سعيد بن المسيب طعاماً كثيراً حين حبس ( أي في السجن بسبب إنكاره على حكام زمانه )، فبعثت به إليه، فلما جاءه الطعام دعاني سعيد، فقال: اذهب إلى ابنتي فقل لها: لا تعودي لمثل هذا أبداً، فهذه حاجة هشام بن اسماعيل ( والي المدينة آنذاك )، يريد أن يذهب مالي فأحتاج إلى ما في أيديهم، وأنا لا أدري ما أحبس ( أي من المدة )، فانظري إلى القوت الذي كنت آكل في بيتي، فابعثي إليّ به".
وهذا لعمري درس بليغ من دروس التربية الاقتصادية لرجال الأعمال وذويهم على السواء، إذ يجب أن يتكيف التاجر مع شتى الظروف التي قد تتعرض لها تجارته. ولقد رأيت أناساً قد اعتادوا على نمط معيشي معين أيام الرخاء، فلما داهمتهم الضراء لم يتقبلوا فكرة التكيف مع الظروف القاهرة فازدادوا غماً على غمّ.
وكان ـ رحمه الله ـ شديد العناية بهندامه ونظافته الشخصية، إذ ليس ثمّة تعارض بين الزهد والذوقيات الجمالية في أحوال المعيشة، فالزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد منها، وهو موت الشهوة القلبية لا تعفن الشخصية الطبيعية..
قال عنه عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ :" لو رأى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذا لسرّه".
وشهد له الإمام أحمد بن حنبل ـ رضي الله عنه ـ بأنه أفضل التابعين.
وقال قتادة ـ رحمه الله ـ عنه:" ما رأيت أعلم بالحلال والحرام منه".
وتزوج بابنة راوية الإسلام الصحابي الجليل أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ فكان صهره، وبسبب هذا أكثر عنه من الرواية.
أبوه وجدّه صحابيان، وهو قرشي من بني مخزوم، وهم يومذاك من سادات العرب وأشرافهم.
إنه سعيد بن المسيب الذي قال عنه مكحول فقيه الشام ـ رحمه الله ـ :" طفت الأرض كلها في طلب العلم، فما لقيت أحداً أعلم من سعيد بن المسيب".
كان سعيد بن المسيب ـ رحمه الله ـ يعتبر التجارة أفضل المكاسب، وكان تاجراً يتجر في الزيت، وكان كثير التردد على الأسواق، وكان يحب تجارة القماش إلا أنه لم يعمل بها. ولما مات ترك لورثته ما يزيد عن ثلاثة آلاف دينار، أي ما يزيد عن أربعمائة ألف دولار.
كان مذهبه استحباب جمع المال الحلال، وكان يرى أنه" لا خير فيمن لا يحب هذا المال، يصل به رحمه، ويؤدي به أمانته، ويستغني به عن خلق ربه"، وكان دعاؤه الدائم" اللهم إنك تعلم أني لم أمسكه بخلاً ولا حرصاً، ولا محبة للدنيا ونيل شهواتها... وإنما أريد أن أصون به وجهي عن بني مروان ( أي حكام زمانه )، حتى ألقى الله فيحكم فيّ وفيهم، أصل منه رحمي، وأؤدي منه الحقوق، وأعود منه على الأرملة والفقير والمسكين واليتيم والجار".
وكان ـ رحمه الله ـ يدرك أهمية ضبط النفقات وقت الأزمات، حتى لا تأتي على إجمالي الإيرادات المدخرة فتهلكها، ومن ذلك ما حدّث به أبو أمية مولى بني مخزوم:" صنعت ابنة سعيد بن المسيب طعاماً كثيراً حين حبس ( أي في السجن بسبب إنكاره على حكام زمانه )، فبعثت به إليه، فلما جاءه الطعام دعاني سعيد، فقال: اذهب إلى ابنتي فقل لها: لا تعودي لمثل هذا أبداً، فهذه حاجة هشام بن اسماعيل ( والي المدينة آنذاك )، يريد أن يذهب مالي فأحتاج إلى ما في أيديهم، وأنا لا أدري ما أحبس ( أي من المدة )، فانظري إلى القوت الذي كنت آكل في بيتي، فابعثي إليّ به".
وهذا لعمري درس بليغ من دروس التربية الاقتصادية لرجال الأعمال وذويهم على السواء، إذ يجب أن يتكيف التاجر مع شتى الظروف التي قد تتعرض لها تجارته. ولقد رأيت أناساً قد اعتادوا على نمط معيشي معين أيام الرخاء، فلما داهمتهم الضراء لم يتقبلوا فكرة التكيف مع الظروف القاهرة فازدادوا غماً على غمّ.
وكان ـ رحمه الله ـ شديد العناية بهندامه ونظافته الشخصية، إذ ليس ثمّة تعارض بين الزهد والذوقيات الجمالية في أحوال المعيشة، فالزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد منها، وهو موت الشهوة القلبية لا تعفن الشخصية الطبيعية..